وتشريع قانون من أين لك هذا؟ا

الثراء والمال الحرام:

وتشريع قانون من أين لك هذا؟

د.عبد القادر الرفاعي

بعض التيارات السياسية تشبه الإعصار، ما أن تولد في مجتمع من المجتمعات حتى تكتسح العوائق والسدود التي تعترضها لتصل إلى المناطق التي كان يبدو إنه لا يمكن الوصول إليها. وقد توقف السودانيون طويلاً أمام هذه الظواهر ومنها استخدام القوة للوصول إلى الحكم او عند بعض التفاصيل المتعلقة بالثراء المفاجئ وغير المفاجئ، المعلوم وغير المعلوم كالحملة الصحفية التي شهدتها بعض الصحف السودانية حول الفساد واستخدام النفوذ واكتناز المال العام. والحقيقة إن شعار من أين لك هذا شعار معلوم سلفاً وأشتهر كثيراً بعد الانتفاضات التي انتصرت في السودان، كما إن السؤال (من أين؟) لم يجد له تعبيراً في واقع السودان في تلك الأزمنة اذ سرعان ما يخبو وينتقل الناس لتلفهم معضلات جديدة. والحقيقة إنه لو جاءت إدارات جادة في استعادة حق الشعب الضائع استنادا إلى العدالة، لوجدت نفسها محتاجة إلى الآف اللجان التي تتطلب أعداد هائلة من الخبراء ورجال القانون والتحقيقات والعدل. ليس لنا أمل في أن يصحو الضمير ولو لمرة واحدة، وفي حالة حدوث هذا فإنه قادر على كشف كل هذا الإلتهام المكشوف لثروة الوطن تارة باسم العمولة وتارة باسم صفقة إلى آخر هذا النوع باسم الإلتهامات الجديدة، ذكرت في مقال سابق إن الكثيرين من السودانيين مصابون بالدهشة، وبعضهم لا يخرج الأمر عنده من دائرة (الونسة) التي تخرج منها تعليقات ليست لها صلة بالواقع، مثل إن فلان قد فتح الله عليه وابتنى العمارات الشواهق وكدس من الثروة مما جعله ممن يشار إليهم بالبنان، لكن الحقيقة غير ذلك، قد فتحت لهم خزائن الثروة بفعل فاعل وإن الله ــ جلت قدرته ــ لا يفتح أبواب الرزق لمن استخدم شتى قدراته وخاصة اذا كانت سلبية أو استعمل فيه شتى الطرق والخبرات الغير مشروعة لكي يصبح ثري أو من الأعيان.

إن الثراء الحرام، ورغماً ما يُلحقه من اضرار جسيمة باقتصاد الوطن، فإنه يتسبب في الضرورة في انقاص الفرص أمام المواطن وخاصة الشباب أو في ايجاد الطرق الكفيلة لحل الأزمة الاقتصادية التي تجتاحنا وخاصة في مقبل الأيام، أم السؤال :? من أين لك هذا؟? سيظل عالقاً في الذهن وكابوساً مزعجاً لك من جمع ثروة هائلة أو غير هائلة، لا يمكن قياسها بمقياس الجهد للإنسان العادي أو الذكاء أو القدرة الانتاجية، ولكن ، سيظل الناس يتساءلون ماذا قدم هؤلاء الأثرياء الجدد ـــ دون عرق مبذول ــ ماذا قدموا للسودان.

الميدان

تعليق واحد

  1. أنتو قصة (الميدان) الماليه علينا (الميدان) دى شنو؟ كل المقالات الرائعه منبعها (الميدان)ونحنا كشباب بنحترم الفكر والحوار الموضوعى والعقلانى الراشد .فرؤيتى أننا لا نهتم بمن سرق ونهب وأبتنوا العمائر الفخمه فما نهبوه سيتركونه للغير ويتعذبوا به فى (القبر) وعند الله لا ينفع وطنياً كان أم شعبياً وشعبوياً وأمه ولا غير (غُمه) طالما فى حساب فى الآخره خليناهم وشكيناهم ناس (خلوها مستورا) فالسرقه الاصعب والاخطر هى سرقة (أحلام الشباب) وأمانيهم وتمنياتهم .. النهب الافظع هو دعوة الشباب للهجره والاقتناع بعدم جدوى هذا البلد فسياسة افراغ الوطن من شبابه فيها نزيف خطير لأهم مكونات التنمية فالشباب هم الركيزة التى تتكىء عليها كل تنميه حضاريه فهؤلاء البلطجيه سرقونا ونهبوا الامانى والاحلام فلا أسف على مبانى بدون معانى .ماذنب الاجيال السودانية التى ولدت وعاشت فى المنافى والمهاجر ودول الشتات متى سيعود هؤلاء وهم يتسمعون من الاخبار العجيب والغريب مما يجعل فِكرة العوده مجرد (وهم وسراب) قلبى مع العائلات المغتربه والمتغربه وعيالهم وهم يتحركون بهم من هنا لهنا ومن بلد لبلد حتى أصبح السودانى عُمله متوفره فى أركان المعموره من (أستراليا) وحتى (الدندر) بعد شويا حا نبقى الجاليه السودانية (بالدندر) القويسى .. وكعادتنا نرفع ونُرسل الامانى لمن هم فى المهاجر أبقوا 10 على (الوطن) وأبقوا (عشره) على (زول) سودانى (كامل الدسم) وخلونا من ناس زعيط ومعيط وأوصيكم أبقوا (عشرا) ……. من مدينة (الدندر الطيب انسانا وراقِ زولا) والجو خريف والمطر والرعد والبرق حاجا عجيبه ما تتفضلوا معانا شوفوا مطرنا وجو بارد ورذاذ حلو ……

  2. نعم أسوأ ماقامت به الطغمة التي سرقت السلطة أنها فتحت الباب لشذاذ الآفاق لسرقة مقدرات العشب السوداني.. آلاف الآلاف من الحرامية هدفهم من الانتماء للسلطة أو التوزير أو اي موقع جعلوا اللغف وأكل مال الشعب هدفهم الأسى وابتنوا العمارات وركبوا الفارهات وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع وأمنوا كما يحسبون – وما الله بغافل عنهم- مستقبل أبنائهم بشراكاتهم وشركاتهم الظاهر منها والمسترر وجامعاتهم ومدارسهم الخاصة الظاهر منها والمستتر .. كلو على حساب تعليم أبنائنا وعلاجهم وانتفت العدالة الاجتماعية وأصبح المال الذي نهبوه هم معيار الِأشياء وانهدمت قيم الدين الذي يتشدقون به فأصبح عندهم صلاة جماعة طابعها الرياء .. فقط أدركوا أن العشب صاحي وماقمتم به معلوم للجميع وقد أتي أغلب الحاكمين الآن من قرى ينعق فيها البوم والآن يستعلون على الشعب الذي صرف عليهم دم قلبه.. وقل لي بربك هل ينام هولاء جيداً وآثامهم تلاحقهم مع كل صرخة طفل يحتاج لعلاج أو دعوة أم أو أب لم يستطع أن يطعم أبنائه وهم يصرفون رواتبهم ومخصصاتهم وحوافزهم من الجبايات التي حولت حياة الناس لجحيم.. قل لي بربك: هل ينام هولاء مثلنا.. لا أظن .. وختاماً نسأل الله أن يريهم في أنفسهم وعلى راسهم عمر البشير بذئ اللسان والأفعال والكاذب الأكبر..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..