التّحرّش الجنسي في السّودان

محمّد جلال أحمد هاشم
مهداة لشقائق الروح: رشا عوض، أمل هباني وهادية حسب الله
(مجتزأة من كتاب: منهج التحليل الثّقافي: مشروع الحداثة في السّودان ـــ تحت الطّبع)
استشرى التّحرّش الجنسي، بالفتيات والنّساء خاصّةً، خلال العقود الأخيرة بدرجة أصبح معها بمثابة ظاهرة ملفتة للنظر. وقد بلغ أمره حدّه الأقصى عندما أصبح النّاس يتعاملون مع التّحرّش الجنسي على أنّه من مخايل الرّجولة. وللتّحرّش الجنسي تاريخ في السّودان، ولو يكن غير طويل، إلاّ أنّه يكفي لترسيخ أقدام هذه الظّاهرة غير الحضاريّة وغير الأخلاقيّة.
أدناه سوف نعمد إلى تاريخ هذه الظّاهرة في بعدها الذّكوري (وهو الأشيع تاريخيّاً) والأنثوي (وهذا هو البعد الخفي)، ثمّ في بعدها المزدوج، وبخاصّةٍ تحرّش الرّجال بالفتيات والنّساء، أكان ذلك في الشّارع، أم في المدارس والجامعات، أم في الأسواق أم في أماكن العمل، دع عنك المناسبات الاجتماعيّة والعامّة.
يمكن تلخيص التّحرّش الجنسي sexual harra ssment على أنّه معاملة الإنسان لإنسان آخر بطريقة تهضم حقوقَ الأخير الأساسيّة والمكتسبة، الاختياريّة، بطريقة توحي بأنّ الغرض من ذلك حملُه لممارسة الجنس معه، أكان ذلك مقابل إجراءات ثوابيّة أو عقابيّة أو بدونها. على هذا لا يكون التّحرّش الجنسي مقصوراً على معاملة الرّجل للمرأة وفق هذه الكيفيّة، إذ يمكن أن يشمل معاملة الرّجل لرجل آخر، أو معاملة المرأة لامرأة أخرى، أو حتّى معاملة المرأة للرّجل. وكلُّ هذا موجود في أيّ مجتمع، لكن ربّما دون أن يأخذ منحىً سلوكيّاً مؤسّسيّاً.
من أشهر أنواع التّحرّش الجنسي في السّودان، ممّا شكّل سلوكاً مؤسّسيّاً، نوعان أحدُهما قديم والآخر طارفٌ جديد نسبيّاً. النّوع القديم هو التّحرّش الجنسي البيدوفيلي، أي التّحرّش بالأطفال، في حال السّودان الذّكور منهم. وقد فشت هذه الظّاهرة في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة، فرفدت لنا أدباً كاملاً هو أدب التّغزّل في الغلمان، كما أنتجت لنا مؤسّسة في حدّ ذاتها قامت على استرقاق الأطفال بغرض الاستمتاع بهم جنسيّاً.
التحرّش الجنسي بالأطفال وظاهرة المثليّة الذّكوريّة
ربّما دخلت هذه الظّاهرة إلى السّودان مع دخول العرب المسلمين إليه. إذ يُلاحظ انعدام هذه الظّاهرة في الشّعوب القديمة المجاورة لبلاد النوبة، مثل الحبشة (إثيوبيا حاليّاً) والتي تكاد تنعدم فيها ظاهرة المثليّة الذّكوريّة. ولكن يغلب الظّنّ أنّ ظاهرة المثليّة الذّكوريّة وابتدارها بالتّحرّش الجنسي بالصّبيان، إن كانت موجودة، قد تكرّست ثقافيّاً واجتماعيّاً مع العثمانيّين والأتراك، إن لم تكن قد دخلت أصلاً معهم، منذ غزو السّلطان سليم الثّاني للجزء الشّمالي للسّودان (1565م) وصولاً إلى الاستعمار المصري التّركي (1821م). فالرّحّالة بيركهاردت (1987: 446-7) يحكي عن شكوى قدّمها له القاضي بسواكن ضدّ حاكمها عن محمّد علي باشا ليقوم بتسليمها للأخير عندما يصل إلى الحجاز. وقد شاتملت الشّكوى على عدّة تهم منها عدم اعتراف حاكم سواكن بالعملة التي ضربها محمّد علي باشا، وعدم مواظبته على حضور صلاة الجمعة. وقد كان من بين التّهم التي دُبّجت ضدّ الحاكم، واحدة بعينها، ربّما لم يسمح الحياء لبيركهاردت أن يذكرها باسمها، فشرع يلمّح بها معرّضاً. فهو يقول، حرفيّاً، بلسان القاضي، أنّ حاكم سواكن قد “… أهان وظيفته بميوله غير الطّبيعيّة” ويستخدم بركهاردت كلمة “propensities” التي تجوز ترجمتُها حسبما قمنا به، بينما تعني حرفيّاً أن ينحني المرء بنصفه الأعلى إلى الأمام، أو، باللهجة العامّيّة السّودانيّة “ينفقِس”. وما كان هذا سيلفت النّظر لولا أن أضاف بيركهاردت نجمة هامشيّة فوق هذه الكلمة ليقوم بشرحها في أسفل الصّفحة بقوله: ” يبدو أنّ هذه هي الجريمة الوحيدة في الشّرق التي لم تخترق بعد أفريقيا [يعني بأفريقيا بلاد السّودان التي مرّ بها]، حيث تعبّر جميع الطّبقات عن تقزّزها واستفظاعها ممّا يصفه الحجّاج العائدون بخصوص تمادي الأتراك والعرب [في هذه الممارسة] غير الطّبيعيّة”. ولا يأخذنا غير عارضة عابرة من الشّك في ترجيح أن المقصود هنا هو اللواط. ففي كلّ ترحاله بين أسوان ودنقلا وبربر إلى شندي، ثمّ منها إلى التّاكا فسواكن، يشير بيركهاردت إلى سوء أخلاق السّودانيّين وأنّهم في غالبهم لا عاصم لهم من رذيلة الدّعارة النّسويّة وإدمان السّكر ثمّ الغشّ والغدر والخيانة، مع ذكره لمكارمهم أيضاً. لكنّه في كلّ هذا لا يُشير إلى حادثة لواط واحدة. وتعود أهمّيّة شهادة بيركهاردت، بالإضافة إلى دقّته وصدقه المشهود، إلى أنّه كان يخالط في رحلاته عامّة النّاس بأكثر من صفوتها. فلو أنّه مرّ بحادثة لواط أو أيّ تحرّش جنسي من هذا النّوع، لكان قد أتى على ذكرها.
هذا ما كان قُبيل الحكم الاستعمار التّركي المصري بسنوات قلائل (ثماني سنوات بالضّبط، أي في عام 1813م). ولكن في منتصف القرن التّاسع عشر انتشر اللواط في الخرطوم (عاصمة دولة الاستعمار التّركي المصري) بدرجة أكبر من ملحوظة، فقد أصبح ظاهرة، وذلك جرّاء تحلّل الحكومة من أيّ التزام أخلاقي إزاء ما يحدث في المدينة، حسبما يرى بعض الباحثين. فقد كانت الخرطوم حينها تجمع شتيتاً من أجناس أوروبّيّة ومصريّة وتركيّة وسوريّة، وأرمن وشركس، وخلافه بالإضافة إلى المجموعات السّودانيّة بمختلف الجهات الأربع. ويصف أحد الباحثين أنّ ما كان “… يربط بين أخلاقهم جميعاً التّنكّب عن طريق الفضيلة والانطلاق الخالي من الضّوابط الاجتماعيّة” (أحمد أحمد سيد أحمد، 2000: 293)؛ محمّلاً المسئوليّة في ذلك إلى تجارة الرّق والعناصر الأوروبّيّة، فكان أن انتشر البغاء واللواط. وعن الأخير يقول: “واللواط في الخرطوم أكثر رواجاً من البغاء … ففي السّوق والميادين تشاهد الجماعة من المخنّثين في ملابس النّساء والكحل في عيونهم والخضاب في أكفّهم يقودهم رئيس منهم عاري اللحية، وهم يصوّبون نظراتِهم السّافلة هنا وهناك بحثاً عن صيد. ولم يكن المال ـ في كثير من الأحيان ـ الدّافع إلى اتّخاذ هذه الصّناعة، ففي سنة 1866 كان رئيس ?اللواطيّين? شابّاً قويّاً في العشرين من عمره ومن أسرة طيّبة يمكن اعتبارها من أحسن العائلات البرجوازيّة في المدينة …” (المرجع السّابق: 294).
وهكذا ما إن أهلّ آخر زمن التّركيّة، حتّى وقعت حادثة نكراء، وفي مدينة الأبيّض تحديداً، عدّها البعض من الأسباب المباشرة التي أدّت إلى التفاف النّاس حول الثّورة المهديّة وقائدها. ففي الفترة التي قضاها المهدي بالأبيّض، قبيل إعلان دعوته، يروي إبراهيم فوزي (1319 هـ [1901م]، مج 2: 73-4) أنّ المهدي “… في ذات يوم سمع ضوضاء الطّبول والموسيقى بمنزل بجوار منزله، ورأى من النّاس الدّهشة والاستغراب. فسأل عن الأساب، فقيل له إنّ فلاناً النّخّاس يريد أن يتزوّج بغلام اسمه (قرفة). فلم يصدّق [المهدي ذلك] وأخيراً دعى [دعا] إثنين من أتباعه وذهبوا إلى محلّ البدعة، فوجدوا المدعوين والموائد ممدودة والموسيقى تصدح، والدّفوف <الدّلوكة> تعزف. وجيء بشخص يلبس عمامةً وطيلساناً كالعلماء، فأجرى صيغة العقد، ودخل النّخّاس بالغلام. فأمسك المتهمدي [المتمهدي] سيفه وهمّ بضرب عنق النّخّاس وكلّ من قابله من أولئك الفسقة والضّالّين، فأمسكه صاحباه وحملاه إلى منزله. فاجتمع معه جماعة من المشايخ وذهبوا إلى الحكومة يشكون إليها أمر هذه المنكرات، فقوبلوا بالإهانة والازدراء، وقال لهم مامور الضّبطيّة (الدّنيا حرّة!).
ثمّ ينفي إبراهيم فوزي الحادثة قائلاً: “وبالبحث وإجراء التّحقيق من رجال الحومة تحقّق أنّ المسألة ألعوبة ولم يكن لها أثر من الحقيقة” (المرجع السّابق: 74). وقد لا يؤخذ برأيه هذا، إذ جاء في معرض دفاعه عن نظام الحكم الذي كان ينتمي إليه؛ فالحادثة لا تزال راسخة في التّاريخ الشّفاهي، بل تمتدّ إلى تحديد فخذ القبيلة التي ينتمي إليها أبطالُها. ولعلّ ممّا يؤكّد ما ذهب إليه من نفي عدم ورود هذه القصّة في مذكّرات يوسف ميخائيل (أبو شوك، 2004)، إذ لا بدّ وأن تكون قد هزّت مدينة صغيرة كالأبيّض التي عاش فيها يوسف ميخائيل، إذ لم تكن أكثر من قرية ممّا نعهد الآن. ولكن، في المقابل، التّوصيف الذي قدّمه أحمد أحمد سيد أحمد أعلاه للمخنّثين وعادة التّشبّه بالنّساء يمكن أن يتّخذ كبيّنة تدعم وقوع حادثة الأبيّض التي عمد إبراهيم فوزي باشا إلى نفيها؛ ففي ظاهرة سافرة كهذه من حيث التّشبّه بالنّساء، وفي ظلّ تحلّل من قبيل الذي تمّ وصفُه، لا يستبعد المرء تطوّر العلاقة المثليّة لتصبح زواجاً، تأسّيّاً بالعلاقة بين الذّكر والأنثى. في تحقيقه لمذكّرات مذكّرات يوسف ميخائيل عمد أبو شوك (2004: ش) إلى إدخال العاكفتين المتقابلتين ([]) إمّا يحذف حرف أو كلمة لا لزوم لها في أصل المخطوطة، أو لإدخال حرف أو كلمة يرى المحقّق أنّ الكلام لا يستقيم إلاّ بها. من هذا ما نقرؤه عند وصف يوسف ميخائيل عن تكاتف الجميع، وانتفاء الفوارق الاجتماعيّة والاقتصاديّة والطّبقيّة بين النّاس في سبيل بناء التّحصينات والخندق (القيقر) حول مدينة الأبيّض قبيل محاصرتها من قبل قوّات المهدي (2004: 82-1): “وفي هذا السّاعة صار العبد مع سيّده إخوان، والعسكري مع أولاد البلد تـ[ـيـ]ـمان، والو[ا]طي بقا مع الرّجال إخوان …”. وفي رأينا أنّ المحقّق قد جانبه الصّوب في موضع العاكفتين في مفردة (الو[ا]طي)، ولربّما فضّل أن يستفيد من مساحة التّحيّز العلمي الذي يسمح له به المقام هنا. فلو أنّه غيّر موضع العاكفتين، ثمّ أبدال الألف باللام، على النّحو التّالي: (الـ[ـلـ]ـوطي)، لاستقام المعنى بأكثر ممّا ذهب إليه. إذ ما هي دلالة “الواطي”، وما مدى مقابلتها لمفهوم الرّجولة؟ فاللواط، كما أشرنا إلى ذلك في المعتقد الشّعبي العام، يذهب بالرّجولة ويضع المرء في خانة أقرب إلى النّساء من الرّجال؛ ولذا يجوز مقابلته بالرّجولة. وعلى هذا يبقى الرّجال بجانب، ويبقى المثليّون بجانب آخر، كومين متمايزين، أللهمّ إلاّ في الملمّات الشّديدة، حيث يمكن أن يتّحدوا جميعاً، وهي لحظات استثنائيّة، عادةً ما تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً.
استمرّ الحال، من حيث انتشار اللواط في الفترة المصريّة التّركيّة، على هذا المنوال حتّى زمن المهديّة حيث يذكر إبراهيم فوزي باشا (1901: 173-175) خبراً عن وجود الشّواذ جنسيّاً في المجتمع السّوداني خلال الحكم الاستعماري التّركي المصري، ويسمّيهم بالمخنّثين؛ ويحكي أنّ هذه الظّاهرة كانت منتشرة، حيث كان هؤلاء المخنّثون يُرسلون شعورهم ويتشبّهون بالنّساء، فضلاً عن افتتاحهم لأنفسهم دوراً قائمة على الدّعارة الذّكوريّة بجانب قِوادتهم للدّعارة الأنثويّة. وقد أخذتهم المهديّة في أوّل عهدها بالشّدّة، فسجنتهم واستتابتهم، وأرغمتهم على أداء الصّلوات ونبذ حياة التّخنّث. ولكن ما لبث أن صعد نجم هؤلاء بفضل بعض قيادات التّعايشة وأمرائهم الذين اصطفوا هؤلاء المخنّثين وضمّوهم إليهم ليعيشوا تحت أسقف منازلهم، وعلى رأسهم عثمان شيخ الدّين (ابن الخليفة عبدالله التّعايشي) والأمير محمود ود أحمد الذي ذاع عنه تعلّقه بأحد المخنّثين. ويختم إبراهيم فوزي إفادته بإدانة لهؤلاء الأمراء قائلاً: “كما إنّ العقل يستبعد سلامة أولئك الأمراء من التّلطّخ بأوضار تهمة اللواط أعاذنا الله منها” (المرجع السّابق: 175).
وقد وقعتُ على قصص مرويّة شفاهيّاً، دون أن أقع على توثيقٍ لها، تحكي عن تعامل الخليفة عبدالله مع هؤلاء. فمع الوفود المبايعة له جاء شيوخ المهن، مثل شيخ النّجارين، وشيخ الحدّادين إلخ؛ وفي الضّمن جاء شيخ المثليّين (الملاوطيّة)، فاحتجّ الخليفة في جرأة هؤلاء وقدومهم، فهدّأ القومُ من حوله من روعه، مشيرين إلى خطر هذه المجموعة وما يمكن أن تلعبه من دور سلبي في حال مباشرتهم بالعداوة. وصادف أنّ اسم شيخ المثليّين كان “عبدالله”، على اسم الخليفة. وعندما سأله الخليفة عن اسمه، ردّ بلباقة: “يسلم الاسم”، فشدّ طلب الخليفة للاسم، فردّ مرّة أخرى بلباقة: “الاسم سالم”، وذلك اتّقاءً لغضب الخليفة، فسار ذلك مثلاً، كما سار عليه الاسم “سالم”. وقد سُرّ منه الخليفة أيّما سرور للباقته وحسن حديثه، فختم لقاءه بتعليق سار بدوره مثلاً: “الملاوطيّة قولكُم زين، إلاّ فعِلْكُم شين”، ثمّ صرفه. فيما بعد تؤكّد الرّوايات الشّفاهيّة إدخال الخليفة للمثليّين إلى السّجن (سجن السّاير). وقد حدث في إحدى زياراته إلى السّجن أن استقبله المثليّون بالزّغاريد، على عادة النّساء في التّرحيب، تسليماً منهم بما عليه أمرُهم، فضحك الخليفة، وكان رجلاً لا تفوته روح الدّعابة على قسوته المفرطة، فردّ ممازحاً لهم: “الملاوطيّة صوتكم سمِح بالحيل”. ويحكي سلاطين باشا (1978: 264) عن أنّه “وُجد في السّودان في أوائل حكم الخليفة عبدالله قوم أمعنوا في ضروب الفساد وأطلقوا العنان لشهواتهم فعاقبهم الخليفة في مبدأ الأمر بنفيهم وتشريدهم إلى الرّجّاف، ولكنّه عدل عن ذلك بعد قليل من الزّمن وانتهى إلى حلّ حاسم وهو سهولة كبرى في معاملة شعب بعيد عن الأخلاق القويمة …”. فهل تُرى جاء قوله في معرض الإشارة إلى المثليّين ممّن أُطلق عليهم وصف المخنّثين؟
على أيٍّ، تُفيد هذه المحكيّات عن أنّ ظاهرة الشّذوذ الجنسي الرّجالي كانت مستشرية في المجتمع السّوداني الذي تسيطر عليه حرائك الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة خلال الاستعمار المصري التّركي وكذلك خلال حكم المهديّة. وبما أنّه لا توجد إفادات عن هذه الظّاهرة في فترة التي تسبق الاستعمار المصري التّركي (أو لم نقع عليها مع شدّتنا في طلبها، بما يمكن أن يعني محدوديّة الظّاهرة إن كانت موجودة)، يمكن القول باطمئنان كبير أنّ الاستعمار التّركي المصري هو الذي أرسى قواعدها، إن لم يكن قد أدخلها. وقد زاد تكريس هذه الظّاهرة خلال عقود الاستعمار البريطاني المصري منذ بدء القرن العشرين، إذ لم تتساهل فقط الإدارة البريطانيّة إزاء تحرّش موظّفيها وإداريّيها ومدرّسيها بأطفال المدارس وصغار موظّفي الدّولة، بل غضّت الطّرف عنهم عمداً تعويضاً لإداريّيها الذين كان أغلبُهم حديثي تخرّج من الجامعات، إذ ربّما لم تكن تسمح لهم شروط الخدمة القاسية، ذات الشّدّة، بأن يتزوّجوا إلاّ بعد سنوات من الخدمة. وربّما كان في المخطّط من وراء الإذن غير المباشر بالتّحرّش بالأطفال كسر كرامة رجال الغد في مجتمع مسلم محافظ يُنظر فيه إلى اللواط على أنّه يذهب برجولة الضّحيّة في حال التّحرّش، أو بصورة إجماليّة الشّخص الملوط.
تكرّست النّظرة الإزرائيّة فيما يتعلّق بذهاب ممارسة اللواط بالرّجولة في بنية الثّقافة العربيّة الإسلاميّة (بل في غالب الثّقافات في العالم) بافتراض أنّ المجامعة الجنسيّة لا تحدث إلاّ بين ذكرٍ وأنثى. وبالتّالي من يقع عليه فعل اللواط يحتلّ موقع المرأة، وبالتّالي لا يصبح رجلاً مكتمل الرّجولة. وبالفعل تماهى المثليّون في غالبهم الأعمّ مع هذه الفرضيّة، فتخنّثوا، أي أظهروا مخايل الأنوثة مع كونهم فيسيولوجيّاً رجال. كما زادت على ذلك الثّقافة العربيّة الإسلاميّة بمقايسة اللواط على قواعد اللغة النّحويّة، فأصبح لدينا مفهوم الفاعل والمفعول به. جاء في الأثر عن عكرمة، عن ابن عبّاس الحديث التّالي المنسوب إلى النّبي (ص): “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به”. وقال سيّد سابق (1971، مج. 1: 275): “رواه الخمسة إلاّ النّسائي. قال في النّيل: وأخرجه الحاكم والبيهقي. وقال الحافظ: رجالُه موثوقون إلاّ أنّ فيه اختلافاً”. فبرغم ثقاته إلاّ أنّ به اختلافاً؛ ومع كلّ هذا لم يشفع هذا الاختلاف في تخفيف حدّة التّصنيف والتّحميل. ولعلّ ممّا يُضعف هذا الحديث، على ما فيه من رواةٍ ثقاة، جودة سبك التّعبير الخطابي في مصطلحي “الفاعل” و”المفعول به”؛ فهنا شبهة ألاّ يكون هذا التّعبير قد تبلور إلاّ بعد أنّ تطوّر علم النّحو والصّرف واكتمل بناء مصطلحاته العلميّة. وكلّ هذا يتّفق مع السّلوك العام في الثّقافة الشّرقيّة القائمة على حرائك الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة التي ينتقص فيها اللواط من كرامة ورجولة المفعول به دون الفاعل (مع التّحفّظ لما في الخطاب الاصطلاحي من رنّة لفعل الاغتصاب). وربّما كانت منجاة الجاني (الفاعل) من المعرّة بسبب القوّة الماديّة للرّجل إزاء المرأة، وعلى هذا قيس وضع اللواط. أمّا منجاة الفاعل من مغبّة التّعيير المنتقص من الرّجولة في الفترة الاستعماريّة بالسّودان فقطعاً تعود إلى السّلطة التي التي كان يتمتّع بها الفاعل الاستعماري. بهذا ساءت سمعة المدارس النّظاميّة أوّل عهدها بالنّظر إليها على أنّها مفسدة للأولاد.
فشت ظاهرة التّحرّش الجنسي اللواطي خلال القرن العشرين على وجهٍ أخصّ في المراكز الحضريّة، وارتبطت بالمدارس وطبقة الأفنديّة، واشتُهر أكثر ما اشتُهر بها قطاع من المدرّسين ورؤساء الأقسام بدواوين الحكومة، ثمّ في مجالات حداثويّة أخرى مثل الرّياضة والغناء، ثمّ بين بعض السّاسة والمتنفذّين في جهاز الدّولة. وهكذا انتشرت ظاهرة اللواط بكثرة نسبيّة قبيل منتصف القرن العشرين واضمحلّت في أخرياته، ولا عجب، إذ كانت تتلقّى رعاية استعماريّة بمجرّد غضّ الطّرف عنها. وقد ساعد في انتشارها انتكاسة وضع المرأة في المراكز الحضريّة بخلاف وضعها في الرّيف. وهذا يشي بالوضع المقلوب للحداثة ممّا أفضنا فيه في مكوّنات إنسان أمدرمان. كما ساعد انفتاح المجتمع نوعيّاً في أخريات القرن العشرين، جرّاء تزايد تعليم البنات وانفتاحهنّ، على زوال واضمحلال الظّاهرة. ولا نعني بذلك انتهاء المثليّة، فهذا ممّا لا يمكن الزّعم به؛ ما نعنيه هو اختفاء ظاهرة التّحرّش الجنسي بالصّبيان (أو ثقافة الغلمان) بوصفها من مخايل الرّجولة والفحولة.
يخرج الصّبيان الذين تعرّضوا للاعتداء الجنسي، في المجتمع السّوداني المحكوم بمعياريّة الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة، وهم يعانون من جملة من المشاكل المرتبطة بالفهم الخاطئ للرّجولة، إذ عادةً ما ينشأون برجولة مجروحة ومشكوك فيها، وهكذا قد يخرجون للنّاس في مقبل أيّامهم بنفسيّة أذَويّة traumatized، مصابة بعدم الثقة في النفس. وبالتّالي قد تعمد هذه الشخصية لأن تكون تصالحية غير مهاجمة. وعلى هذا قد يحدث تماهي، فيقضون بقيّة حياتهم متصالحين مع حقيقة أنهم خُلقوا هكذا. ولكن هذا قد لا يعني رضاءهم فعليّاً وحقيقيّاً بهذا المصير، فقد تتولّد في دواخلهم أحقاد دفينة تجاه المجتمع ككلّ، وبخاصّة إزاء القطاعات التي تزدريهم. ومن بين رماد هذا الحقد الدّفين ربّما تتخلّق جرثومة نزعات لعنف كامن عميقاً في تلافيف النّفس وخفاياها اللاشعوريّة. وبالطّبع ليس أيسر من توظيف هذا العنف الكامن من قبل العديد من الجهات المستغلّة manipulative، التي لا يوجد “أشطر” منها في اكتشافه والانتباه لوجوده رغم كمونه. ولكن لا بدّ من توفّر التّهيّؤ النّفسي حتّى تقوم هذه الجهات بتحريك تكتيكاتها التي تأتي بأحد حالتين، الأولى إعلائيّة sublimative والثّانية انحطاطيّة degenerative.
يكمن التّكتيك الإعلائي في أن يقوم هذا الشّخص المأزوم (أو أن يُدفع ليقوم) بالانتماء إلى حركة فكريّة سياسيّة، أو أيّ تنظيم آخر، من المفترض أنّه يعمل في سبيل صالح المجتمع والإنسانيّة (كيفما اتّفق فكرُه)، وذلك إمّا تكفيراً أو تجاوزاً لجراحات النّفس الغائرة من ذلك الماضي الأذوي؛ وتأتي الحركات الإسلاميّة بخاصّةٍ والدّينيّة بعامّة كأحد أقوى المرشّحين لاستيعاب هذه الشّخصيّات المأزومة، وذلك كون الدّين يكفّر ويجُبّ ما قبله، على عكس الحركات اليساريّة الكلاسيكيّة، إذ ترفض هؤلاء وتعتبر ذلك الماضي نقيصة لا تُكملُها منجزات مقتبل العمر ومآلاته. وفي الحقيقة ظلّت تهمة التباس ماضي بعض منسوبي حركة الإخوان المسلمين بالمثليّة في مطلع شبابهم تطاردهم إلى الكهولة، بالحقّ أو بالباطل. من ذلك ما أورده شوقي ملاّسي (2004: 31) بخصوص أهداب التّهمة التي لاحقت زعيم حركة الإخوان المسلمين، شيخ حسن التّرابي، طيلة عمره منذ أيّام الطّلب بمدرسة حنتوب الثّانويّة، أوائل الخمسينات، والرّجل لا يعبأ بها في صمدانيّةٍ نضاليّة تستوجب الإعجاب. يقول ملاّسي: “مضى العام الدّراسي الثّالث هادئاً قبل أن تنفجر قنبلتان. كانت الأولى اجتماعيّة وغير هامّة، لكنّها شغلت المدرسة ومجتمعاتها زماناً. وقعت الحادثة في داخليّة أبو عنجة، التي كان يرأسها جعفر نميري، وعرفت بقصّة (كشكوش ـ التّرابي) عندما انتشر خبر عن اعتداء، أو محاولة اعتداء من الطالب كشكوش على الطّالب حسن التّرابي. وراجت قصص وسط الطّلاّب حول هذا الأمر، ونتج عن ذلك الحادث طرد الطّالب كشكوش من المدرسة، ثمّ طلب المستر براون [ناظر المدرسة] من الطّالب حسن التّرابي أن يستعدّ لامتحان الشّهادة من الصّفّ الثّالث. وبالفعل امتحن التّرابي ونجح في إحراز شهادة كيمبردج، متفوّقاً حتّى على زملائه الذين امتحنوا معه بعد إكمالهم للصّفّ الرّابع”. بعد هذا يورد ملاّسي أنّ القنبلة الثّانية ذلك العام كانت تتعلّق بقرار وزير المعارف، عبد الرّحمن علي طه، بطرد مائة طالب من مدرسة خور طقّت الثّانويّة بالقرب من الأبيّض. ونقدّم هنا عدّة ملاحظات، أوّلها أنّ الحادثة غير مؤكّدة لشاهد عصر إذا ما كانت اعتداءً قد وقع أم محاولة اعتداء؛ ثانياً، لم يأبه ذلك المجتمع، ولا يزال غير آبهٍ، بهذه التّفصيلة المهمّة، فهو في تعطّشه الفضائحي يساوي بين وقوع الحدث وبين المحاول فيه؛ والمجتمع في هذا إنّما يتصرّف مثل مدمن المحدّرات الذي يتمنّى لو أنّ المجتمع كلّه قد أصبح مدمناً. فانتهاك أعراض الصّبية أصبحت منتشرة لدرجة انّ هناك تيّاراً غالباً يريد لأيّ صبي صغير أن يقع ضحيّة لهذه الظاهرة الغاشمة، أكان ذلك بالحقّ أم بالباطل؛ ثمّ فلنلاحظ كيف طوى النّسيان الجاني، بينما لم يتحرّر الضّحيّة من تبعة تهمة لم تثبت عليه بالدّليل القاطع.
ومن أكثر الإفادات جسارةً في هذا الشّأن ما نسبته بعض أعمدة الصّحف الموالية للحركة الإسلاميّة على لسان أحد الولاة (كرم الله عبّاس، والي القضارف) باتّهام بعض منسوبي الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) بممارسة اللواط وإمكانيّة فتح بيوت مخصّصة لهذا، مع التّهديد بإغلاقهاً. فقد جاء عن الوالي أنّه “… مضي في جنونه ليقول بالصّوت العالي إنّ هناك ممارسات لا أخلاقيّة، حتّى داخل حزب المؤتمر الوطني، متّهماً بعض أعضائه بممارسة أفعال قوم لوط، وحدّد أماكن بعينها لترك فتح [كذا] أبوابها لهؤلاء المنحرفين، مهدِّداً إيّاهم بإغلاقها خلال مدّة زمنيّة لا تنقص ولا تزيد” (عبد الماجد عبد الحميد، عمود صدى الخبر، “كرم الله عبّاس: سقوط القناع والعمامة”، جريدة الانتباهة، 8/5/2010، العدد رقم 1597). ولكن، الحقيقة التي لا يمكن أن يماري فيها النّاس أنّه لا يمكن حصر هذه الممارسة في فئة بعينها، ذلك أنّ المثليّة الذّكوريّة ليست سوى ثقافة استشرت بين طبقة الأفنديّة، وترسّخت منذ عقود سبقت قيام تنظيم الإخوان المسلمين بكثير. أللهمّ إلاّ أن يكون ذلك لغرض، مثلما هو الحال في الكيد لشيخ التّرابي.
أمّا التّكتيك الثّاني الانحطاطي، فهو أن يتمكّن الحقد من الشّخص المأزوم إلى درجة أن يصبح مستعدّاً للانتقام الذي لا يلحق بمن آذوه بالضّرورة، بل بالمجتمع الذي قد يبدو غير مبالٍ به ولا بما يعانيه. وأكثر التّنظيمات الملائمة لاستيعاب هؤلاء هي الأجهزة الأمنيّة في الأنظمة الديكتاتوريّة، حيث يضطلعون بمهام التّعذيب الوحشي الذي يشبع فيهم نهمَهم المرضي للانتقام. هناك أدلّة كثيرة تشير إلى أنّ أجهزة الأمن خلال نظام مايو قد لجأت إلى استخدام بعض ضحايا التّحرّش الجنسي الأطفالي، ممّن انتهى بهم الأمر على المثليّة، في غرف تعذيبها. كما هناك إفادات عديدة عن العنف المبالغ فيه الذي بدأ به نظام الإنقاذ الإسلامي، حيث يرى بعض المراقبين إمكانيّة أن يكون لهذا العامل دور كبير في صرعة التّعذيب الوحشي فيما عُرف ببيوت الأشباح. وحسب فهم ميشيل فوكو في مسألة الانضباط والعقاب، قد تكون هذه النّقلة العقابيّة التي لم يألفها المجتمع قد جاءت كتطوّر لتراكمات الحقد والكراهيّة الذّاتيّة والأخرويّة، مدّشنةً بذلك عهد انتهائها (راجع الفصل الثّامن أعلاه). ولكن مع هذا لا تخلو المسألة من محاولة لمقايسة الوضع في بعض الدّول المجاورة، العربيّة منها والأفريقيّة، بوضع السّودان.
هذا ما كان بخصوص التّحرّش الجنسي الذّكوري، وهو شيء ذو خطر في مجتمع تقليدي يربط المثليّة الجنسيّة بالأنوثة، وهذا ما استدعى التّعرّض له لتبيين أنّه شيء يختلف تماماً، الأمر الذي يوجب آليّة مختلفة للتّعامل معه، ومنذ الصّغر. أمّا النّوع الثّاني من التّحرّش الجنسي فهو ذلك الموجّه ضدّ المرأة وصغار الفتيات في العمل والمدارس والجامعات تباعاً، وهو ما سنتعرّض له أدناه، لكن ليس قبل التّعرّض للمثليّة بين النّساء.
التّحرّش الجنسي بالمرأة وظاهرة المثليّة النّسائيّة
فيما يتعلّق بالمثليّة النّسائيّة هناك مؤشّرات عديدة، ولكن مسكوت عنها بطبيعة الحال، تُشير إلى أنّها كانت قد استشرت إبّان العهد المايوي عندما كان تنظيم الاتّحاد الاشتراكي يدير شئون البلاد. وقد دخلت هذه الظّاهرة إلى غِيابة المسكوت عنه، وذلك بزوال نظام مايو الذي لم يكن سوى قائمة عرض طارئة لظاهرة ربّما كانت أرسخ قدماً منه. فالمؤكّد أنّ هذه الممارسة كظاهرة بدأت في منتصف القرن العشرين، وذلك تحديداً بامرأة من أصول شاميّة، وُلدت بالسّودان، ثمّ درست بالخارج وعادت إليه وهي ناضجة. وقد استهدفت نساء الأسر من الطّبقة المتميّزة اجتماعيّاً. بعد ذلك انتشرت هذه الظّاهرة بين النّساء والفتيات العاملات، أي اللائي خرجن للعمل. وربّما كان ذلك معاوضةً لتشدّدهنّ في التّعفّف من حيث علاقاتهنّ بالرّجال، وهو ما جعل المجتمع يقبل أن يخرجن للعمل. في منتصف ستّينات القرن العشرين استشرت هذه الظّاهرة بين العديد من النّساء العاملات في الخدمة العامّة، وتحديداً المهن التي ترخّص المجتمع للنّساء بمزاولتها كالتّعليم والتّمريض وخلافه، وبوجهٍ أخصّ انتشرت بين العاملات اللائي عشن حياة الدّاخليّات. وهكذا ما إن جاء نظام مايو حتّى خرجت هذه الظّاهرة إلى الضّوء، مستقوية بالوضع المائز الذي نالته المرأة أوّل سنيّ مايو. وقد تردّد حينها أن بلغ الأمر درجة قام معها الرّئيس نميري باستدعاء بعضهنّ، محذّراً لهنّ ممّا يفعلن. واليوم لا تزال المثليّة النّسائيّة تمارس، وبخاصّةٍ بين فتيات الجامعات، دون أن يبلغ المجتمع درجة ولو دنيا من الرّشاد والنّضج لمواجهة هذه الظّاهرة. وكيف يمكن لنا أن نحلم بهذا في مجتمع ازورّ عن مواجهة قضيّة دوليّة مثل مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)!
ولعلّ ممّا يجعل المثليّة النّسويّة كامنة في تلافيف قطاعات المجتمع وغير ملحوظة ذكوريّة المجتمع الطّاغية نفسها. إذ حكمت أيديولوجيا هذه الذّكوريّة على المرأة أن تتقلّص حركتُها في أضيق مجال ممكن. في هذا جاز استفراد النّساء بعضهنّ ببعض دون أن يُثير هذا شكوك الرّجل. ولهذا قد لا يلاحظ مجتمع الذّكور وجود هذه الظّاهرة بين نسائه، بينما تعجز النّساء عن تداول هذه القضايا بغية تعيير من يقعن تحت طائلة المثليّة منهنّ لذات التّابوهات المتعلّقة بالجنس إلاّ خلسةً. كما ساعدت ذكوريّة المجتمع الطّاغية في تجاهل هذه الظّاهرة من منطلق أنّ المثليّة النّسائيّة لا ضرر منها ولا خوف طالما أنّ المرأة لا تملك عضواً ذكريّاً، ذلك كون هذا العضو شرطاً لازماً لتشكّل التّابو الجنسي، هذا حتّى لو اصطنعت المرأة لها واحداً ممّا رفدت به التّكنولوجيا الحديثة. فذكوريّة المجتمع جعلته عاجزاً عن تصوّر أيّ مواضعة جنسيّة مكتملة بغير وجود الذّكر مع عضوٍ قادر على الانتصاب. وهذا هو السّبب وراء التّرخّص في مخالطة المخصيّين للنّساء في هذه المجتمعات؛ وهي ثقافة انتشرت وتمدّدت حتّى شملت جميع الخدم الذّكور، إذ ربّما تتصرّف نسوة البيت المتسيّدات أمامهنّ بغير احتشام وذلك باعتبار أنّه من غير الوارد أن تبلغ به رجولتُه المجروحة بالاستخدام المنزلي مبلغ أن يُستثار بسيّدته. فهذا الاستخدام، ولو كان بأجر مدفوع، ليس سوى ابن ثقافة الرّقّ كونه لا يُحبّذ الاستخدام المنزلي إلاّ من المجموعات التي كانت مؤسّسة الرّقّ تستهدفها تقليديّاً، مثل جبال النّوبة، الجنوب، وما شابه. في المقابل، قد يتماهى الخادم في طهرانيّة ظاهريّة مع مسكنة متغابية، من خلالها يكرّس لمكانته في الأسرة كخادم أمين (ولد بيت).
التّحرّش الجنسي بالمرأة واستعراض المرأة للرّجال في الشّارع
يعود التّحرّش الجنسي بالفتيات والنّساء في شمال السّودان والمراكز الحضريّة بعموم إلى الوضع المقلوب للمدينة من حيث الانفتاح النّوعي بين الجنسين. فقد حكمت المدينة في بدايات تشكّلها على المرأة أن تقرّ في بيتها فلا تخرج منه إلاّ لضرورة؛ هذا بينما رفيقتُها في الرّيف، بصورة عامّة، تشارك الرّجل العمل في الحقل وفي السّوق وفي كلّ مناحي الحياة. تمخّض عن هذا قانون اجتماعي مؤدّاه أنّ على المرأة أو الفتاة التي تخرج من منزلها أن تتحمّل مسئوليّة ما يحدث لها، وما يحدث لها هو بالطّبع التّحرش الجنسي الذي يبدو كما لو كانت قبيلة الرّجال قد توحّد رأيُها بخصوصه. فالرّجال، يتبعهُم الغاوون من الفتية والصّبيان، كما لو انعقدت مخايلُ الرّجولة عندهم على عدم تفويت أيّ فرصة للتّحرّش الجنسي بالمرأة متى ما كان ذلك متاحاً ولو بصورة عابرة؛ فمجرّد اقتراب المرأة أو الفتاة من الرّجل أو الفتى كفيل بأن يجعل الأخيرَين يسعيان للاحتكاك بها وملامسة جسدها كيفما اتّفق؛ فإمّا لكزاً بالكوع في خاصرتها إذا ما جلست بجانبه في المركبات العامّة، أو احتكاكاً بالأقدام تحت ستار المقاعد، أو غمزاً بخائنة الأعين، أو حتّى همزاً بالأصابع. هذا فضلاً عن التّحرّش اللفظي المفتوح في مشارع الطّرقات العامّة والذي عادةً ما يستهدف التّلميح إلى جسدها بأسلوب أقلّ ما يمكن وصفُه أنّه بذيء. هذا هو واقع الحال في المراكز الحضريّة من السّودان التي تطرح نفسها كنماذج لإعادة إنتاج الهوامش الرّيفيّة. والغرض النّهائي من هذا النّوع من التّحرّش الجنسي تكريس دونيّة المرأة وليس استدراجها بغية مواقعتها جنسيّاً بالضّرورة، مع إمكانيّة حدوث هذا في أيّ حالة مواتية.
تدهورت العلاقة النّوعيّة في السّودان خلال العقود الأخيرة إلى درجة أن أصبح التّحرّش الجنسي أساسها في الغالب الأعمّ. ومكمن التّدهور يعود إلى أنّ التّحرّش الجنسي قد حقّق طفرة، إذ لم يعد الغرض منه تكريس إحساس الرّجل بتفوّقه الذّكوري إزاء إحساس المرأة بدونيّتها الأنثويّة، بل تعدّاه ليصبح سلوكاً مؤسّسيّاً الغرض منه قهر المرأة من خلال التّعامل المباشر معها، بمعاكستها في عملها وإعاقتها في دراستها أو حرمانها من الخدمات الأساسيّة. كلّ هذا لحملها على الخضوع الجنسي إشباعاً لنهم الرّجل الذي عادةً ما يكون في موقع يمكّنه من إلحاق الأذى أو الضّرر الدّراسي أو الوظيفي أو الخدمي بها. وبلغ الأمر غايتَه الدّنيا من حيث الانحطاط عندما تحوّل إلى ابتزاز يقوم به العديد من الرّجال في أمكنة العمل أو في الجامعات، فإمّا أن تسمح لهم المرأة أو الفتاة بأن يضاجعوها، وإلاّ فاتتها التّرقية، أو حتّى الوظيفة نفسها، أو درجة النجاح مهما جدّ منها العزم وتجلّت فيها النّباهة.
حدث هذا التّدهور المريع في سياق بعينه يمكن تلخيصُه في ثلاثة عوامل، أوّلُها هو اتّحاد بنيتي الوعي التّناسلي والوعي البرجوازي، وهو أمر قديم، بيد أنّه تكرّس بغياب أيّ مشروع للحداثة، وهو ما لخّصناه في النّظرة الانحطاطيّة للرّجل إزاء المرأة وشعوره بأنّها ممّا يُشترى بالمال. ويعود هذا إلى سيادة مفهوم الشّرف المادّي الذي يستند على الجسد كمختبر مادّي للعفّة والطّهارة. وهذا يعكس بعد مجتمعاتنا عن مفهوم الشّرف كقيمة أخلاقيّة، جماليّة، يستمدّ محكوميّته من شفافيّة الجمال، لا غلاظة الجسد. أمّا العامل الثّاني فهو موجة الهوس الدّيني التي استحكمت في العقود الأخيرة، والتي لم ترَ في المرأة شيئاً بخلاف مظنّة الرّزيلة. وبما أنّ هذا النّمط من التّديّن عادةً ما يكون مهجوساً بالجنس، لذا نشط في تفويج الزّيجات بطريقة مهووسة تعكس درجة تهجيسه بالجنس وبالمرأة. كما عمل في نفس الوقت، محكوماً بتهجّساته الجنسيّة، إلى تشريع أنماط من الزّواج لم يعرفها المجتمع السّوداني المسلم، مثل زواج المسيار، لا نشداناً لفقهٍ حداثويٍّ ينقذ شبابَنا من تبكيت الضّمير إزاء موجة التّحرّر الجنسي، بل إشباعاً لرغباتهم الجنسيّة في المقام الأوّل بحيث يُتيح لهم مواقعات جنسيّة ميسّرة وبأقلّ تكلفة. أي الانجراف مع موجة التّحرّر الجنسي وبأقلّ التّكاليف، ولكن من منظور فقهي يعفيهم من المساءلة، كما لو كان المسّائل بشراً وليس الله. أمّا العامل الثّالث فكان انصياع مؤسّسة الدّولة، عبر أجهزتها الحزبيّة السّياسيّة للخطاب الدّيني العقابي، الانضباطي نفسه، للدّرجة التي كأن لم يعد للحكومات من مهام غير ضبط النّساء والفتيات خشية أن يأتين بالفاحشة. فلأن تغطّي النّساءُ رؤوسهنّ أصبح أعلى درجة عند الحكّام الملتاثين من النّظر إلى ما إذا كانت النّساء يتمتّعن بصحّة جيّدة، دع عنك أكل مال السُّحت وظلم النّاس وتقتيلهم بغير وجه حقّ، كما دع عنك التّفريط في الأرض.
وقد كان نتاج هذا كلّه أن زادت الرّزيلة بدرجة أصبحت فيها المرأة تُستعرض من قبل الرّجال في الشّوارع بغية إغوائها ومواقعتها في اجتراءٍ لم يعرفه المجتمع السّوداني من شماله إلى جنوبه، من غربه إلى شرقه في عقوده السّابقة. وظلّت قبيلة الرّجال في غالبها الأعمّ تنظر إلى هذا على أنّه من سيماء الفحولة وممّا لا يُعيب، بل يجلب المفخرة. وهكذا إن هي إلاّ زمن قليل حتّى تماهى قطاع من المرأة في ذات السّلوك، فأصبحت تستعرض الرّجالَ، ليس في زوايا الطّرقات المعتمة ليلاً فحسب، بل في رابعة النّهار والشّمسُ رأْد الضّحى، في انتظار من يقلُّها فيمنحُها بدرةً من مال، فتمنحُه جسدَها. بيد أنّ هذا لا يجلب لها أيّ مفخرة، ولا غرو، إذ تبوء بالعار المرأةُ وحدها. ثمّ بلغ الحال أن برزت النّساءُ العاملاتُ في الدّعارة الشّوارعيّة وهنّ محجّبات، منقّبات، تمويهاً وإغراءً، إذ ليس أشهى للرّجل الملتاث من مواقعة المرأة العصيّة، المحجوبة عن الرّجال ـ مظهراً لا مخبراً.
عند هذا يفقد المجتمع حسَّه العام common sense، وليس أقتل للمجتمعات من هذا. وهكذا لم يعد هناك معيار للطّهر والعفاف عند الرّجال أو النّساء، فانهزمت القيم إذ غابت مُمايِزاتُها. فالفُسق والعهر السّياسي لا محالة سيجلب معه كلّ أنواع الفسق والتّعهّر الأخلاقي. وهذه هي بالضّبط المسئوليّة الجماعيّة للدّولة، كونها آليّة تركيز الإرادة الجمعيّة. حقّاً، لقد أخرجت الإنقاذ أسوأ ما في الشّعب السّوداني!
صحيفة التغيير الالكترونية
الرجل اسهب في ظاهرة اللواط وتاريخها,ما قاله فى عبدالله التعايشي لا اظنه صحيحا و الرجل عرف بالشدة حتى مع متعاطي الصاعوط(التمباك) ناهيك عن كبيرة مثل اللواط!!!ترجمته لكلمة propensity بمعنى (فنقس)ليس صحيحا,فالكلمة تعني ميول,ونجدها فى الاقتصاد مثلا في مؤشر:average propensity to consume معدل الميول للانفاق مقارنة بالدخل
الكتابات التى لاتعمد على دراسات علميه فهى غير مفيده و مبهمه و لاتصلح الا للترفيه مثل صحيفه الدار
مثال لعدم وجدود مرجع علمى مدروس لاستخلاص النتائج
قال” يتم تعين منسوبى جهاز الامن المعرفين بالقسوه وحب التعذيب من الاطفال المتحرش بهم جنسيا” فهذا كلام غير علمى و غير منطقى وارجوا ان يشرح الكاتب كيف يتم تعينهم و ما هو الاعلان لتلك الوظائف؟ و ماهى شروط الالتحاق (متحرش به جنسيا)؟
ما دخلت هذه الظّاهرة إلى السّودان مع دخول العرب المسلمين إليه)اما انك عدو الي الاسلام وعدو للعرب. انا اعيش في الغرب وهنا من الامراض الشايعة معاشرتهم لاولادهم وبناتهم ايه رايك اهه اعزو ذلك برضو للاسلام والعرب.
سارع بالتوبة قبل ما تلقي الله بهذا الحقد . اسال الله لك و لنا السلامة . i
اقتباس
ومن أكثر الإفادات جسارةً في هذا الشّأن ما نسبته بعض أعمدة الصّحف الموالية للحركة الإسلاميّة على لسان أحد الولاة (كرم الله عبّاس، والي القضارف) باتّهام بعض منسوبي الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) بممارسة اللواط وإمكانيّة فتح بيوت مخصّصة لهذا، مع التّهديد بإغلاقهاً. فقد جاء عن الوالي أنّه “… مضي في جنونه ليقول بالصّوت العالي إنّ هناك ممارسات لا أخلاقيّة، حتّى داخل حزب المؤتمر الوطني، متّهماً بعض أعضائه بممارسة أفعال قوم لوط، وشهد شاهد من اهلها
نصيحة للكاتب والله الكتاب ده اوديك في ستين ألف داهية ، وارجع لتاريخ المقالات التي تمس اشخاص او قبائل في السودان
انت ماذكرت نطة مهمة يطلقوا نسوان رجال اذا جميلة وخاصة اذا ذهبت المكاتب تبحث عن عمل ويزوجوهم اما بوجه مكشوف او عرفى او مسيار او متزوج يعمل معها علاقة جنسية بيتغل الظروف المعيشة الصعبة الله يبتلى بالمصائب كل من استغل الظروف
عظمه على عظمه يااستاذ محمّد جلال,نورتناالله ينور عليك.اعتقد ان ظاهرة الشذوذ الجنسي ستظل تتخذ منحنى صاعدا طالماالسّودان تحت سيطرة المؤتمر الوطني,هؤلاء شاذين جنسيا وفكريا, وهذا ليس ادعاء هذه اكتشفت علميا بأن جينات الشذوذ تكون وراثية,قمة السفالة والوساخة.انظر وجوههم ممسوخة ولا توجد فيها شي من الرحمة خنازير لاينتمون لبني البشر.مع التحيه
محمّد جلال أحمد هاشم: مهداة لشقائق الروح: رشا عوض، أمل هباني وهادية حسب الله
(مجتزأة من كتاب: منهج التحليل الثّقافي: مشروع الحداثة في السّودان ـــ تحت الطّبع)
——————————————————————————
ما هذه البدعة غير الموفقة يا دكتور: الإهداء بالإجتزاء (أي بالقطاعي).
معقول لكن؟
هذا ليس منطقيا وليس محبذا ولا يتطابق والمقام وطبيعة الموضوع العامة ووسيلة نشره، فلئن كان لا بد من هكذا إهداء وانتقاء وفق تقديرك كمثقف منفعل ومتفاعل و fellow writer ، فمن الأوفى أن تبعث بالمادة مع كلمات منك لمن عنيتهن كل في إيميلها الخاص بدلا عن هذا الاستهلال الحصري. هذا الدبلكيشن فيه تجيير وتوظيف وربما (حتة) تحركش، مين يدري؟ أكتب وابعد يا محمد بلا تخصيص وبلا اهداءات وشغل علاقات.
أما الموضوع فهو ممتاز في تصنيفه كموضوع اجتماعي جرئ ومسكوت عنه بينما آثاره ظاهرة للعيان والأوان، ولكن ملاحظتي الأولى علي هذا المجتزأ (المضاف إليه) هي انه لم يلتزم نهجا علميا أو موضوعيا واحدا في تسلسله، وهذا يفتح مجالا لتخريجات ربما تنال من الكاتب وجديته البحثية وحيدته المعروفة، وسوف أعود لذلك بشئ من التفصيل.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وسلم اما بعد الاسلام دنياً كامل امر المرأة بالاقرار فى البيت ولم تجز لها الخروج الافى حالة الضرورة لان الاسلام يعلم ان خروج المرأة من بيتها عواقبة وخيمة وتؤثر بشكل سلبى على وتنعكس على المجتمع بأثره لانها تمثل اكثر من نصف المجتمع لذلك لان فى السنوات الاخيرة ان ظاهرة التحرش الجنسى تتمثل فى الخلوة فى امكان العمل بمختلف القطاعات العامة اوالخاصة لماذا لان الشهوة تغلب عليهما وكذلك يتمثل فى التبرج والسفور لان المرأة تريد ان تظهر زينتها للرجال والرجال كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ما تركت فتنتاً بعدى اشد على الرجال من الناس هذا مما يدعى الرجال للتغرب منها وملامسة جسده لجدسها لانه يجد اللذه التى جلبة النفس البشرية عليها وكذلك اللاتصاق والازدحام فى المركبات العامة هذه وغيرها بمجموعها تدعور الى التحرش الجنسى .
نسأل الله ان يحفظ مجتمنا فى الفتن والمصائب ان ولى ذلك والقادر عليه
أسوء ما فعلته الانقاذ ( أو الشمولية عموما ) هو التستر وغض النظر عن فساقها بدعوى الولاء
ولا نبريء الانقاذ من سوء الطوية.
كل تفكيرهم – هو كيف يحافظوا على سلطتهم حتى دون أدنى اعتبار للوطن والمواطن .
الى كاتب المقال بربك ودينك ياهو دا الناقص فى البلد!! ومعظم مااحتواه منقول من مرجع لكاتب سفيه !!!الم يجد فى ذلك الزمان مايمجدنا اليوم؟؟؟ وعلى الاقل يكون لينا نقاط اجابيه بدل ما اركز على الشذوذ .. وايه الاهداء بالجمله؟؟ وانا بقول ليهن هذه الصور ابدلنها بواحده ذات ستر وعفاف ؛؛ ومافى داعى للتبرج والسفور!!!
والأمير محمود ود أحمد الذي ذاع عنه تعلّقه بأحد المخنّثين. ويختم إبراهيم فوزي إفادته بإدانة لهؤلاء الأمراء قائلاً: “كما إنّ العقل يستبعد سلامة أولئك الأمراء من التّلطّخ بأوضار تهمة اللواط
اوقف طباعة هذاالكتاب وإلا شوهت الثورة المهدية التي فخرنا بها وهي ما تبقى من تاريخ ارجوك
قرأت المقال بتركيز شديد وأعقب على قول الكاتب : (إذ لا بدّ وأن تكون قد هزّت مدينة صغيرة كالأبيّض التي عاش فيها يوسف ميخائيل، إذ لم تكن أكثر من قرية ممّا نعهد الآن ) صحيح كانت الأبيض في ذلك الوقت تعادل قرية الآن ، ولكنها كانت عاصمة السودان الإقتصادية والتجارية وكان سكانها ضعف سكان الخرطوم ، فبض الإحصاءات الأوروبية تذكر أن عدد سكان الخرطوم وقت قيام الثورة المهدية لم يكن يتعدى الـ 50 ألف نسمة (50000) بينما كان عدد سكان الأبيض 120 ألف نسمة ، وكان سقوط الأبيض من ناحية الخسائر البشرية مكلفا للمهدية أضعاف ما خسرته في سقوط الخرطوم ويكفى أن محمد عبد الله الشقيق الأصغر للمهدي كان من قتلى معارك الأبيض
وكانت الأبيض هي المقر لعدد كبير من الأوروبيين الذين استقروا بها للعمل في تجارة وتصدير الصمغ العربي وعلينا ألا ننسى أن محمد علي باشا غزا السودان بجيشين أحدهما بقيادة ابنه إسماعيل (قتيل شندي) والآخر بقيادة صهره الدفتردار للسيطرة على كردفان والأبيض التي كانت موجودة قبل تأسيس الخرطوم ، ومن أوائل الأوروبيين الذين استقروا بالأبيض مثلا جون باثريك أول قنصل بريطاني في الخرطوم …
كذلك قول الكاتب : (وبما أنّه لا توجد إفادات عن هذه الظّاهرة في فترة التي تسبق الاستعمار المصري التّركي (أو لم نقع عليها مع شدّتنا في طلبها، بما يمكن أن يعني محدوديّة الظّاهرة إن كانت موجودة ) فالأمر بكل بساطة سببه هو أنه لم تكن توجد كتابات تاريخية بلغات أفريقية لما قبل دخول الإستعمار أفريقيا سواء كان هذا الإستعمار تركيا أو مصريا أو أوروبيا ، ولكن فيما بعد وحين بدأ المستكشفون الأوروبيون في دخول مجاهل القارة الأفريقية فإن كتاباتهم تحفل بوجود ظاهرة اللواط عند القبائل الأفريقية ( مثال ما كتبه العديد من الأوروبيين عن مثلية الملك موانغا ملك مملكة البوغندا في يوغندا وكان مشهودا له مقاومته للنفوذ البريطاني خلال حكمه الذي امتد من سنة 1885م تقريبا إلى 1892م حين اعتقل وارسل منفيا لإحدى الجزر الصغيرة المملوكة للتاج البريطاني ، وهناك العديد من الكتابات التي تذكر أن ممارسة اللواط بين الشباب الكبار والأصغر منهم سنا كان عادة طبيعية لدى بعض قبائل ما صار الآن دولة جنوب السودان ، ولا داعي لذكر الأسماء ولكن لدينا المراجع وأرقام الصفحات.
المثلية الجنسية سلوك شاذ موجود لدى كل الشعوب والحضارات وعلى مر التاريخ ولولا ذلك ما خلد القرآن الكريم قصة قوم لوط ، فهل يا ترى كان قوم لوط من ضحايا (حرائك الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة ) ؟!
وقد حدث في إحدى زياراته إلى السّجن أن استقبله المثليّون بالزّغاريد، على عادة النّساء في التّرحيب، تسليماً منهم بما عليه أمرُهم، فضحك الخليفة، وكان رجلاً لا تفوته روح الدّعابة على قسوته المفرطة، فردّ ممازحاً لهم: “الملاوطيّة صوتكم سمِح بالحيل
ياخي اتقي الله في الشهداء هذا الشهيد فرش مصلاته ومات عليها كأشجع شهيد عرفه الوطن لو كان في بلاد اخرى غير السودان لصمم له تمثال وهو على مصلاته وكتب عليه اشجع الشهداء وليس قولك (الملاوطيّة صوتكم سمِح بالحيل)
في المجتمع السّوداني المحكوم بمعياريّة الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة
لم تعجبنى هذه الجملة وهى بهتان
السودان ليس هذا
ولكن هناك نسبة كبيرة فى السودان غير عربية
والتعميم هنا خطأ كبير
هناك اثنيات فى السودان
الجنس فيها لايعد عيبا
والتحرش فيها لا يعد جريمة
ونميرى معروف عنه انه اوقف الكثير من العادات الكريهة
فى المجتمع السودانى
عليك الرجوع الى التاريخ القريب للمزيد من الفهم
المشكلة فى الاجيال الجديدة
اختلط عليها الحابل بالنابل
ولا تدرى عن التاريخ اى شئ
فقط يعرفون الانقاذ التى راؤها
ويكيلون لها التهم
ليس اكثر من انك نوبي حاسد وحاقد على العروبة ومدفوع الاجر وتريد تشويه سيرة العرب والاسلام في السودان وتشوية الثورة المهدية
قيمة هذا المقال أقل من قيمة الحبر الذي يمكن أن يطبع به. أولا ربما نشر لشئ في نفس “الذئب”. ثم هل يعقل أن يكون العرب والمسلمون الذين لم ولن ينادوا حتى سرا ناهيك عن أن ينادوا جهارا بالعلاقات الجنسية غير السوية كما هو حال “الخواجات”؟ ثم هل من السهل أثبات الأدعاء في ممارسة اللواط وغيره من رذائل في وقت يصعب فيه أن لم يستحل أثبات الزناحتى بين رجل وامرأة. ما هكذا تورد الأبل يا هذا فالصمت أولى من أن تنطق بما لن تتمكن من الدفاع عنه امام الديان…هدانا الله واياكم اجمعين.
تحليل لظاهرة مسكوت عنها ويتهيب الناس نقاشها إلا في المجالس الخاصة للبسطاء ، وهي منتشرة إنتشاراً لا تخطأه العين .
أتفق مع تحليلك نسبياَ وهو مقال علمي وتحليلي يتاناول الموضوع تاريخيا وحتى الآن ، بظلت مجهود مقدر لتسليط ضو يظهر ما خفي عنها .
بكل بساطة زيارة وسؤال أي مدرسة أساس بنات او بنين كافية لمعرفة مقدار ما يعانيه الطلبة والطالبات الصغار في السن من زملاءهم الكبار .
أحد المدراء في إحدى مدارس بحري للأساس ذكر أن طالباً شفت من إياهم ( بوظ طلبة ما لا يقل عددهم عن 30 طالب ) واكتشف بالصدفة عند ما شكت والدة طالب بأن إبنها تعرض للإغتصاب مرتين عنوة وأنه رفض الذهاب للمدرسة خوفاً من تكرار ذلك .
أما مدارس البنات فالبنات الكبار يطبقن لقطات وحركات المحبين التي رأينها في الأفلام على البنات الصغار ، من قبلات وحضن وأمور أخرى .
في رأيي أولا الإعتراف بوجود وإنتشار هذه الظاهرة ثم السعي لكيفية إجتثاثها ومحاربة الأسباب المؤدية لها وخاصة هذا النظام التعليمي الفاسد الفاشل .
والله المستعان
الموضوع جميل وهو فعلاً مسكوت عنه جهرا،، غير ان تناول الموضوع بهذه الكيفية فيه عدم موضوعية
اولاً :- إتقى الله في كتاباتك ولا تذكر ولا تنقل عن الاموات الذين فخرنا بهم كقواد للثورة المهدية والتاريخ وتاتي وتتناولهم بهذه السخريةالت لاتستند إلى دليل او مرجعية .
ثانياً:- وانت بكتابك هذا تعبر عن حقد دفين في نفسك نعم تجاهـ الثورة المهدية وهذا شئي طبيعي من إنسان مهزوم نفسياً وهو انت بإنتمائك القبلي يا دكتور .
ثالثاً:- اللواط الذي تتحدث عن ،،،، جميعنا نعلم ان الخليفة التعايشي كان شديد السلطة لا يتهاون في التمباك ناهيك عن اللواط ،،، وكن موضوعياً بعيدا عن التعصب لجنس معين ،،، وانت تعي ما اعني .
رابعاً: اوقف هذا الكتاب ولا تفتح على نفسكم باب انت في غنى عنه ،، وغير قادر على سدهـ .
واخيراً: هي نصيحة لا اكثر (لاتتجراء على التاريخ).
وشكراً.
لانعلم من هذا المجتزأ كل ما حواه الكتاب.
لكن ارى ان الكتاب ينقصه دراسة للممارسة نفسها, قبل الدخول فى مزايدات التشنيع بها.ربما هي فى اصلها تسد حاجات روحية للنفس البشرية الغميسة.النفس علمها عند الله انظر قوله تعالى:
(ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا)
وقوله سبحانه وتعالى:
( بِأَكْوَاب وَأَبَارِيقَ وَكَأْس مِّن مَّعِين )
فالرابط بين الخمر والغلمان اشباع حاجة ما فى النفس البشرية, الله وحده عالم بها.فلا فائدة ترجى من الغلمان ولا الخمر بالمعيار المادي المعتاد.
قوله تعالى : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم
قال ابن عطية عند قوله تعالى : ( نساءكم حرث لكم ) الآية … سببها أن قريشاً كانوا يأتون النساء في الفرج على هيئات مختلفة فلما قدموا المدينة وتزوجوا أنصاريات أرادوا ذلك فلم ترده نساء المدينة إذ لم تكن عادة رجالهم إلا الإتيان على هيئة واحدة وهي الانبطاح فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم… فنزلت الآية مبيحة الهيئات كلها.. أن الإباحة لم تقع إلا في الفرج.
المصدر: http://vb.tafsir.net/tafsir6029/#ixzz2VhkX0RDx
وفى مجالس امراء المسلمين حضور الغلمان والخمر تثبته المراجع.
وتلكؤ الفاتيكان فى ادانة قساوسة تشهوا الغلمان.
والله اعلم.
انا مثلكم اتلجلج . قصدى من هذا ان نتحلى ببعض الشجاعة للنظر فى الممارسة نفسها.
اولا ظاهره اللواط انتشرت فى الاون الاخيره بصوره مزعجه فى الكافتيريات وبعض الشوارع تجد بعد الشباب يقدمون انفسهم للمرضا الذين يعانون من هذا الداء -ايضا انتشر اللواط فى وسط البنات بصوره تحتاج الى دراسه – اما السحاق الامر المسكوت عليه لصعوبه اثباته الا من قليل الفتيات الذين تعرضوا له عبر نساء يصرفن عليهم ويجلسون معهم وتتم هذه العمليه الكريهه بصوره سريه وكثيرا من نساء يمتلكون بنات جامعيات يستغلون ضعفهم المادى ويستمر هذا العشق بالسحاق الذى اصبح مرض مستشرى ولربما لسهوله الامر وبعده من الرقابه لان ليس هنالك شبهه لبنت تحضر الى منزل امراه لكن لا ننكر وجوده خاصتا بين الاسر المرتاحه -الامر يحتاج الى دراسه اجتماعيه
لم أتم الموضوع بحمد اله تعالي لأن مالكل ما يكتب ينشر ولا كلما ينشر يقرأ(الافعال مبنية للمجهول) .
ما الهدف ممن مثل هذا الموضوع الواطي.
نحن في السودان نسميهم الشاذين والمخنثين ،وأشوفك إستعملت كلمات العولمة – المثليين .
أرجو ألا تكون منهم لأن حدك في الدين معلوم .
وسوف تسأل عما كتبت يوم القيامة .
والخلاصة :
إنت زول سافل وواطي زي الموضوع اللي كتبته .
يذكرني المقال، بفتاوى الشيخ حسب الظروف في البرلمان السوداني ( إذا جاز تسميته )، فبينما يتحدث الناس عن الحرب والميزانية والعلاقة مع الجنوب وتقسيم مياه النيل، يتحدث هو عن الختان، والزواج، وغيره من الامور التي تعتبر ثانوية،،،
الأهم بالنسبة للشعب السوداني هو الوطن، تغيير نظام الحكم، الدفاع من الضربات التي توجهها إسرائيل للسودان، سد النهضة وتهديدات مصر، دعوات المعارضة لاسقاط النظام في مأئة يوم ،،،،
مالنا وقصص اللواط وأخبار المخنثين..؟!!!
إلا إذا كان الكاتب يرمي إلى أن التغيير القادم يحمل معه نذير شؤم للشعب السوداني ( بإيعاز من الحكومة)، ومن المعروف أن الحكومة عندما تجد نفسها في مأزق تلعب بورقة الدين،،،
القضايا التي يتكلم عنها الكاتب هي جرائم يعاقب عليها القانون، وأرجو من ادارة الموقع حذف المقال لأن مكانة الصحف والكتب الصفراء…!!!!
نبدأ بالنرجسيه النوبيه ونقول لك الم تقرأ في التاريخ ان الجيش التركي المصري قام بسبئ عدد كبير من النوبيات وقام ببيعهم في اسواق مصر ؟ وان النوبيون الذين ينسبون انفسهم للفراعنه لم يحاربوا الى الان غازيا دخل السودان بل كان يقبلون الارض تحت قدميه وان المحتلين الاتراك والشركس والارنوؤط غيروا السحنه واشكال النوبيين كما غيروا اشكال الجعليين واهل النيل الابيض ؟؟!! بخصوص الترابي هو لم ينجو من الاغتصاب بل كان يمارس اللواط راضيا وينقلون سريره بين الداخليات وبعض من عاصروه يشهدون بذلك ، المراه السودانيه فاشله في تربية الابناء وفاشله في صون نفسها ولعلمك المراه الوحيده التي تقوم بمعاكسة الرجال هي السودانيه بشهادة الاجانب الذين شكوا من نساء كثر غير محترمات وامثالك يدافعون عنهم ، لان امثالك من الرجال اسباب فشللنا كأمه ، الفتاه السودانيه خفيفه جدا في وزن الريشه امام الاجانب والافشل منها امها ، نحن البلد الوحيده التي لا يعرف الابوين فيها شئ عن بناتهم واولادهم ، نحن البلد الوحيده لاتي لاتضرب فيها النساء ولاتسأل عن خروجها ولا عن عملها ولا عن دراستها وتعطى الحريه المطلقه فتكون النتيجه متزوجات ينافسن العازبات في الدعاره وامهات ينافسن بناتهن في الدعاره اما الرجال فهم يجيدون تدبيج المقالات عن حقوق المراه ، عباطة الرجل السوداني وسذاجته جعلت من المراه السودانيه افشل مراه على وجهه التاريخ
حقيقة لم افهم الي ماذا يرمي الكاتب …. وما علاقة الامر بالعرب والمسلمين
من الذي يريد ان يشوه تاريخ الثورة المهديةوتاريخ امراءها ؟
دا موضوع اتفه من البشير و نافع
بالمناسبه النوبيين ديل في الزمن البتتحدث عنه دا
كانوا بيطلعو الميادين يتبادلو اخوات بعض
يعني تحرش جماعي
والله أنه عين المأساة الا يفهم القراء مثقال ذره من مبحث بهذا العمق والثراء وصدق الطرح ووضوحه . يأتون ويرمون هذا الكاتب العالم صاحب المواقف المشهوده جرأةً وعلماً بأنه حاقد أو جاهل : ” كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ” .
إما أن يكون المبحث أكبر من حجم مخيخ البعض أو أن الموضوع يثيرهم ويسبب لهم ما ينكأ الجراح .
إنها المأساة بعينها ألا يفهم البعض مثل هذا المبحث الواضح الصريح الشجاع بل يحاولون رمى هذا العالم بالجهل الذى فيهم ” كبرت كلمةً تخرج من أفواههم ان يقولون إلا كذبا ” .
المسألة لدى هؤلاء ، أحد أمرين لا ثالث لهما ، فإما أن يكون المبحث أكبر من حجم المخيخ أو أن الموضوع ينكأ الجراح القديمه .
والله ياخي إنت شككتنا في المهديه والترابي خربت سمعتوا تب ما خليت لي جنبه إرقد عليها وإنت بتهدي مقال فارق زي دا لي بنات زي الحلوات الفي الصور ديل ماشايف إنو دا التحرش ذاتو البتتكلم عنو ثاني حاجه إنت اذهبت في الموضوع وقلت فيه مالم يقله مالك في الخمر وذاكرت ادق التفاصيل فيهو حتي الحوارات الجانبيه خاصه اللواط ماشايف إنو اي إنسان يبحث عن موضوع اكثر من اللازم معناه إنو هذا الموضوع حسب رايي المتواضع يمسه شخصيا
ارجو من الاداره نشر تعليقي
قال تعالى : ” إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ”
عل من يتحدث في هذه الامور ان يتثبت من الاخبار التي ينشرها و ان يكون المامول من نشرها الرقي بالمجتمع و ليس الالقاء به في الحضيض.
لعل الجزء الوحيد الجدير بالقراءة في هذا المقال هو الجزء الاخير الذي تحدث عن ( تدهور العلاقة النّوعيّة في السّودان خلال العقود الأخيرة) و في اعتقادي ان السبب في ذلك هو الفساد المالي المستشري و غياب الطبقة الوسطى فالمال الحرام ينفق في الحرام
انت اسه من الصباح بتلف وتدور.. داير تزلق الشغلة العفنة دي في اولاد الآراب يا رطاني تقريرك دا زيي الادبخانة. هوووووووووووووووووي يا كاتب التقرير افتح عيونك ديل قدر الريال ابو عشرة القديم داك بتعرف ولا ما بتعرفوا،، وما تطرأ لثقافة أو حادثة فريدة قام بها 10 انفار أو 100 أو 1000 فتقوم تذم بيها كل الاسلامييين وكل الناس النضيفيين. تقرير غير نضيف..
د,محمّد جلال أحمد هاشم
فى نظري ان من حسن حظك تم نشر هذا الموضوع هنا ليلقى هذا السيل من الاعتراضات والشتائم..
تضمن الهامش انتقادات كثيرة تحمل قدرا عاليا من الوجاهة.
وارى ان من مصلحة اسمك ان تراجع مكتوبك كله.
فاسمك من ذهب, كنت موضوعيا مرجعا فيما يتعلق بقضية السدود مثلا
هنا لم تكن علميا فى عديد من النقاط, اتى بها النقاد ادناه. والخص :
-فى نظرى انا, دخلت انت للموضوع بمبدا التشنيع بالممارسة. وهذا يناقض المنهج العلمي فى اساسه, فهو منهج لا يقبل الابتداء بمسلمات, وانت ادرى بهذا منى..
كباحث مؤهل ومؤهل جدا فى نظرى, انت تتقصى تاريخ الممارسة وانتشارها دون ان تنحى منحى يوظفها للتشويه. لا تشويه الممارسة ولا تشويه الممارسين.
-نسبة السلوك لعرب الاسلاميين بعد دخولهم السودان تحتاج المزيد المزيد من البراهين. او ان تحذف.
وهناك المزيد فهامش المقال جدير بالاعتبار. .
وطبعا هناك من التعليقات السمج الضحل والغبي.
ان الاداة التى تخارجك من هذا المقال الذى يبدو كورطة هي الالتزام بالمنهج العلمى فى صياغة كل جملة فيه.
وانت تملك تلكم الاداة عن جدارة واقتدار.
( ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين ) الامر جلل نسال الله العفو والعافية للجميع
النوبة من انضف القبائل يامعفن
و الله وسط كل هذا التباين في ردود الافعال و الاخوة المتداخلين لم أجد خيرآ من قول رسول الإنسانية عليه أفضل الصلاة و أتّم التسليم ( عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ).
يا جهلاء يا ما عندكم فكر يا اغبياء خليفه المهدى مافيه كلام كان السكران بحبسه وكان شديد الباس دا افترش المصلايه وضربت عل صدره الرصاص
شهيد المهديه البطل جاء من المهدى ومات دفعا عن السودان
عزيزي الكاتب لك التجلة والاحترام وبعد
التحرش الجنسي أو ال sexual harrassment مسألة تمليها طبيعة المخلوقات توطئة لخطوات لاحقة للحفاظ على الجنس والنوع من الانقراض ولكن الله سبحانه وتعالى اختص بن آدم بنعمة العقل واستخلفه في الأرض واشترط عليه أن تكون المحافظة على الجنس والنوع بموجب عقد رباط مقدس لكي لا تختلط الأنساب وادامة المودة .وما ينطبق على الإنسان لا ينطبق على الحيوان إلا على بعض الأنواع الراقية التي لا تستبدل شريكها ولا تنظر الى غيره حتى الممات.
فما بالكم في أناس اتخذوا من الاغتصاب وهتك الأعراض بالعنف والإكراه وسيلة للإذلال؟
دكتور محمد جلال هاشم لك التحية وانت تتحرك فى مجال يتجنبه الكثيرون ،
فهؤلاء الذين ينطقون بالبذاءآت هم نفسهم الذين يرون السلوكيات الشاذة من تحرشات تجاه النساء زادت بصورة مبالغ فيها خاصة فى المواصلات العامة ، ومافتح الله عليهم ولو بكلمة إستنكاراً لما يحدث بل آثروا الحياة فى تلك الكذبة انهم افضل شعب خلقه الله فى الوجود…!!!
الذين ينتقدون الكاتب عليهم اولاً ان يحدثونا من اين اتت تلك التصرفات ، مثل الاعتداء جنسياً حتى على الاطفال من الجنسين ، ولم يم اسبوع دون ان نطالع مثل هذه الجرائم فى هذه الراكوبة منقولة من الصحف اليومية ، حتى لكاد الامر ان يصبح عادياً مثل غيره من اخبار السرقة والفساد وما شابه…!!!
هناك الكثير مما هو مسكوت عنه فى هذا المجتمع ، وبرغم اننا نعيش فيه ونرى ما يحدث باعيننا ، إلا اننا ننكر ذلك ونعيش فى اوهام غريبة جداً ،
الكاتب لم يؤلف شيئاً من عنده خاصة فيما يتعلق باللواط والتحرش بالنساء ، وكل من ينكر ذلك فليخبرنا بإثباتاته ، ولينظر الى الشارع العام ، مع الاسف حتى السودانى الذى كان يشاع عنه انه رجل مروءة الآن يمكن ان ينظر للص يخطف حقيبة فتاة دون ان يحرك ساكناً ، وقولوا لى ان هذا لا يحدث الآن …!!!
سوددددددددان وكان ما كاااااان سوداااان على كيفك ….سودااان على كيفك …السكة ساعة يد …والارض مروية ..والناس حناااان وظراف …والفات لبعض الحول يجيك …والخدمة مظبوطة مظبوطة مدنية والدنيا حرية ….حرية
ناااااااااالسودانااااااااااااااس جنهااا الجن ….ونااااااااااااس جنهااا من الجن كمل
الله يكون في عون
في ظل حكومة فاسدة وعلاقات إقتصادية مبنية علي الكذب والنفاق والسرقة من قادة المجتمع وكباره بالتأكيد سيعم الفساد وتنحدر الأخلاق وتنتشر العلاقات الشاذة والجريمة ويصبح الدين تجارة رابحة وستار لكل الموبقات والفساد ؟؟؟ والثورة في الطريق ؟؟؟
نقدي للموضوع انه لم يتناول التحرش من قبل الجهات الأمنية والشرطة مع أن الظاهرة مستفحلة فيهم شديد في الزمن دا …..، عشرات الحوادث تقع داخل أقسام الشرطة أو من قبل أفرادها نتيجة لاستغلالهم سلطتهم و محاولة ابتزاز الضحايا جنسيا خاصة الفتيات ،،،
ثانياً :-
موضوع أن المخصيين كان يأتون بهم من الجهة الفلانية في السودان أو القبيلة الفلانية فانت في اللحظة دي بتكلم بطريقة الwhite Head يعني ناسي نفسك علي الخلق ودا مرفوض تماماً في موضوع بيتنشر علي الملاء كدا
أما الموضوع فهو كويس شديد والسرد كان علمي وتوثيقي وفعلاً ظاهرة اللواط دخلت مع العرب لانها مستشرية عندهم بصورة كبيرة جداً حتي يومنا هذا نظراً للكبت الكبير في المجتمعات المتشددة
إسلاميًا لانو مجرد تشوف وجه فتاة أو امرأة دي حاجة شبه مستحيلة !!!
هذا الكتاب عبارة عن نقل عن أناس يضعون السم في الدسم وللأسف أعجب ذلك الأمر الكاتب لشيء في نفسه فتولى نشر هذه الأقوال دون تثبت من مصادر محكمة بل تيقن من موثوقيتها وتولى نشرها دون انتباه إلى أنها سم في دسم. نصيحتي أن لا تنشر هذا الكتاب أو على الأقل تتأكد من معلوماتك ومعلومات جماعتك ممن لهم أغراض في أنفسهم. وبعدين أيه لزوم إرفاق صور الصحفيات العفيفات اللائي ربما لن يعجبهن هذا الأمر (أي الاستعانة بصورهم).. أرجو احترام خصوصية الناس وعدم التجاوز. ونصيحتي أرجو أن تتريث حتى يستبين لك الأمر.
سلام أستاذ محمد جلال ..
شكراً على المقال الدسم والخارج عن موضوعه! أعني هنا عنوان المقال (الجاذب بالنسبة لي بإعتباري مهتم بقضايا النوع الإجتماعي) – “التحرش الجنسي في السودان” والذي ورد في أصغر فقرة في نهاية مقالك. الأحرى بك تسمية المقال: “الجنسانية في السودان” – Sexuality in Sudan – بإعتبارك قد أسرفت في الحديث عن بعض الهويات الجنسية في مقالك، ولكن بشرط إستباقي هو القراءة بعمق في موضوعات الجنسانية والهويات الجنسية التي أراك قد خلطت بينها خلطاً مريعاً بين ال homosexuals, bisexuals, transsexuals وأعذرني أن لم أستطع وضع المرادفات بالعربية. فالبعض ينجذب لنفس جنسه، والآخر ينجذب للجنسين وآخر مولود بأعضاء جنسية مزدوجة وغيرها من الهويات الجنسية.
ثانياً وهو الأهم، أن مقالك حتى في فقرته الصغيرة المتعلقة بالتحرش الجنسي لم يتطرق لأس المعضلة وهو مبدأ (عدم القبول) والذي يفصل (الغزل) عن (التحرش) مثلما يفصل (الممارسة الجنسية) عن (الإغتصاب)! للأسف وقعت وجرفك التيار الشعبي الذي يجرم السلوك الشخصي للإنسان (وخصوصاً المرأة) والعام إجتماعياً ومؤسسياً في السودان الراهن. من ت/يمارس الجنس برضاه/ها ورضى الطرف الآخر فهو قد إرتكب (ذنباً) يحاسب عليه يوم القيامة وليس لأحد الحق في التدخل فيه. حتى في القوانين المستنبطة من الشريعة الإسلامية نفسها فإن الزنا هو ذنب وليس جريمة، والجريمة هي الإشهار بالزنا والدليل هو وجوب وجود أربعة شهود عدول ذكور مسلمين رأوا مكحل في مرود وهو شرط مستحيل!
أخيراً وإحقاقاً للحق، أشكر لك بحثك في التاريخ الفموي Oral History وغيرها من المعابر الأنثروبولوجية للأتيان بتارخ (موازي) أقرب للحقيقة عن التاريخ الزائف الذي يدرّس في الكتب المدرسية هذا.
تحياتي
طارق
لا أرى سبب لإندهاش البعض من جراءة محمد جلال هاشم في عرض بعضاً من المعلومات الغير علمية وغير موثوق فيها رغم شدة حساسيتها في واقع سوداني ممتلئ بكم هائل من الثقوب الاثنية. محمد جلال هاشم لا يتورع في جلب ما يوصم قبيلة كاملة بالتواطؤ مع اللواط كالتعايشة بطريقة تجريمية فاحشة لا اعلم نواياه ولكن على كل فهي سقطة أخري لمحمد جلال تضاف لكثير من أرائه التي يوسمها كثير من أقرانه بأنها تحليلات فطيرة ولا يخلوا بعضها من النرجسية! لماذا لا يتجرأ د. محمد جلال هاشم ويحكي لنا ضمن حكاويه هذه عن واقع ظاهرة اللواط والتحرش الجنسي في جزيرة “…….” مسقط رأسه بمناطق السكوت في شمال السودان أو في مناطق النوبيين عموماً!! الا توجد مثل هذه الظواهر بينهم؟ ام أنه الاستعلاء الاجوف وتضخيم الانا!! من السهولة عليه ذكر كل ما يؤيد وجهة نظره بغض النظر عن مدى موثوقيتها طالما إنها تمس (الأوشينتود) وهم العبيد حسب التعبير النوبي ولا تمس الاعراق الشريفة! .. صوت العقل الباطن لمحمد جلال هاشم بين موشحات الهامش والمركز، والهوية … الخ
الأسد النتر بي جيهة الأبقار
لمولو الأورط شايلين سلاح النار
ود حبوبه قام ورتّب الأنصار
فى متفيه ديك كم شبعن صقّار
وبعد دا تطلعوا ……….. مشكوك في رجولتكم؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
مقال شيق ويثير برك المسكوت عنه في مجتمعنا……أكثر التعليقات الناقده للموضوع اعتقد جانبها الصواب حيث علق العديد ان هذا المقال يسيئ للثوره المهديه وبعض رموزها في حين العكس فقد اورد الكاتب ان الإمام المهدي قد اوقف زواج مثليين وقد انصف الخليفه عبدالله ايضا…..تحلل المجتمع السوداني القديم لم يتحدث عنه لأول مره في هذا المقام فكتاب طبقات ودضيف الله يحوي العديد من الشواهد التي قد تعطينا صوره مصغرة عن فوضوية العلاقات في ذلك الزمن وهذافي تقديري لايعيب مجتمعنا باي حال من الاحوال طالما هي مرحلة تاريخيه مره من خلالها المجتمع في مسيرة تطوره فكل المجتمعات الكائنه على سطح الارض كان لها في سابق العهد مايندى له الجبين من فوضويه وعبثيه يبقى المعيار الوحيد الذي يفضل الكثير من الشعوب علينا هو وسع صدورهم لتقبل التاريخ وحقائقه بصرف النظر عن مطابقات او مخالفة هذه الحقائق عن توقاعتنا وافتراضنا لذواتنا والحكم بموضوعيه على انتاج مثقفيهم
لا أرى سبب لإندهاش البعض من جراءة محمد جلال هاشم في عرض بعضاً من المعلومات الغير منضبطة بصورة علمية في كتابه، على الرغم من شدة حساسيتها في واقع سوداني ممتلئ بكم هائل من الثقوب. تعودنا من محمد جلال هاشم أنه لا يتورع في إستصحاب كلما يدعم وجه نظره بغض النظر عن مدى صدقيته.. وعليه فليس غريباً أن يوصم قبيلة كاملة بالتواطؤ مع اللواط كالتعايشة بطريقة تجريمية فاحشة! حقيقة لا اعلم نواياه، ولكن على كل فهي سقطة أخري لمحمد جلال تضاف لكثير من أرائه التي يوسمها كثير من أقرانه بأنها تحليلات فطيرة ولا تخلوا من مثل هذه السقطات!
تجدني أتسائل لماذا لا يتجرأ د. محمد جلال هاشم ليورد لنا ضمن حكاويه عن ماضي ظاهرة اللواط والتحرش الجنسي في مناطق النوبة بشمال السودان!! الا توجد مثل هذه الظواهر هناك؟ فهو لم يكتفي فحسب بعدم جلبها هنا بل أشار الى ان “الرّحّالة بيركهاردت في كل تجواله بين أٍسوان ودنقلا والتاكا وشندي تحدث عن سوء خلق السودانيين وإنتشار الدعارة “النسوية” وشرب الخمر ولكنها لم يتحدث مطلقاً عن حادثة لواط واحدة” ليؤكد ان اللواط ظاهرة غريبة عليهم ومقبولة لدى قبائل أخرى كالتعايشة!! فأن كانت الظاهرة غير موجودة لا في ماضيهم ولا حاضرهم فأنا أتحداها شخصياً بوجود الظاهرة ليست فقط لدى النوبيين بصورة عامة بل حتى في مسقط رأس محمد جلال هاشم بجزيرة (صـ..) بمنطقة السكوت.. إستسهال هاشم لنعت مجموعات بشرية معينة يراهم اقل منه طبقياً “أوشنتود” عبيد حسبما يعتقد كثير من النوبيين أنما هو صوت العقل الباطن لمحمد جلال هاشم بين موشحاته عن الهوية، والمركز، والهامش … الخ