جنوبيو الخرطوم ـ مخاوف متداخلة ومصير مجهول

مع اقتراب موعد الاستفتاء لتقرير مصير مواطني جنوب السودان، المقرر إجراؤه في التاسع من شهر يناير من العام القادم، تزداد مخاوف الجنوبيين المقيمين في الشمال. دويتشه فيله زارت أحد أحيائهم في الخرطوم واستطلعت آراء عدد منهم.

يكثر الحديث في هذه الأيام عن مصير مجهول لمليوني جنوبي يقيمون في الشمال إذا ما فضل الجنوبيون الانفصال على الوحدة. هذا المصير المجهول تحركه عوامل عديدة منها التاريخي ومنها الاجتماعي ومنها الاقتصادي أيضا. وقد تجلت هذه العوامل أكثر ما يكون في النزاع الدموي بين الشمال والجنوب، الذي دام أكثر من عقدين من الزمان، إلى أن جاء حق تقرير المصير ضمن اتفاقية نيفاشا كحل أخير يتم اللجوء له.

مخاوف متداخلة

وتتداخل المخاوف والعوامل التاريخية مع الاجتماعية في موضوع حيازة وملكية الأراضي السكنية والزراعية. إلاَّ أن مخاوف القس سامسون بتيا تمتد لتشمل طُرق وأساليب ممارسة مسيحيي الجنوب لشعائرهم الدينية أيضا. ويقول القس بتيا لدويتشه فيله إن أكثر مخاوفه تتمثل في عدم قبول الحكومة في الشمال بممارسة الشعائر الكنسية فيما لو اختار الجنوب الانفصال. إلاّ أنه يستدرك قائلا: "إذا وافقت الحكومة في الخرطوم على بقاء الجنوبيين في الشمال فسيبقى"، لأن اثنين من أبنائه يدرسون بالجامعات ولا يريد أن يقطع مسيرتهم التعليمية.

هذه حالة تتكرر كثيراً وسط الأسر الجنوبية المقيمة في الخرطوم؛ ومعظم هذه الأسر تتخوف من مثل هذا المصير الذي ربما يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار والتشتت فيما لو بقى الأبناء للدراسة بالشمال ورحل بقية أفراد العائلة إلى الجنوب. وبالنسبة للأسقف بتيا فإن مصير أسرته معلق بقرار حكومة الشمال، فهي إن رأت ترحيل الجنوبيين بالقوة فسيذهب إلى الجنوب ليمارس عمله هناك. وبالإضافة إلى ذلك فإن لدى الأسقف منزلا في الخرطوم وهو لا يريد أن يبيعه مثل بعض الجنوبيين.

ويسرف الأسقف بتيا في الأمل حين يقول إن الأمم المتحدة كانت واضحة فيما يتعلق بوضع الشماليين المقيمين في الجنوب والجنوبيين المقيمين في الشمال إذ ضمنت لهم العيش بسلام. إلا أن ضمانات الأمم المتحدة للمواطنين للعيش في سلام تكذبها الحقائق على الأرض وتنفيها مخاوف الجنوبيين من المصير المجهول.

عودة طوعية متعسرة

كثير من الأسر الجنوبية، وإثر تهديدات من قادة الحزب الحاكم لهم، قررت العودة إلى جنوب السودان ضمن البرنامج الذي بات يعرف بـ "العودة الطوعية". ويهدف برنامج العودة الطوعية، الذي تشرف عليه حكومة الجنوب، إلى إعادة مليون ونصف مليون مواطن جنوبي من الشمال إلى الجنوب. وكانت الحكومة قد أعلنت عن حوافز لحث الناخبين الجنوبيين على العودة إلى موطنهم الأصلي؛ وتردد أن من بينها تخصيص مبلغ 300 جنيه سوداني، أي ما يعادل نحو 125 دولارا أمريكيا، لكل أسرة عائدة.

ومن محطة باصات (أوتوبيسات) تقع جنوب العاصمة الخرطوم، بدأت حكومات الولايات الجنوبية تفويج العائدين إلى الجنوب. ولكن يبدو أن البرنامج لا يسير بصورة جيدة. إذ أن زيارة واحدة إلى هذه المحطة يمكن أن ترسم المشهد البائس للعائدين، إذ ليس ثمة ما يوحي برحلات العودة الطوعية. ليس هناك سوى مجموعة من الشباب الجنوبيين وبعض الأسر الصغيرة ينتظرون تحت الشمس الحارقة عودة الباصات من الجنوب. ويمتد انتظارهم للباصات، بحسب عائدين تحدثوا لدويتشه فيله، لأيام طويلة.

ويقول الشاب يوكي إدوارد ألوك ، 22 سنة، لدويتشه فيله إنه يتردد، ومنذ أكثر من أسبوع، على هذه المحطة حتى يتمكن من العودة إلى الجنوب. ويضيف ألوك بأنه سيعود إلى موطنه في ولاية الوحدة، بمقاطعة بانتيو. ويؤكد أنه حتى في حالة تخيير الحكومة لهم بأن يظلوا في الشمال فلن يبقى لأنه قرر الذهاب والعمل في الجنوب حتى يسهم في تنمية بلده، على حد قوله.

أما وليم دينق أكوج، 35 سنة، خريج كلية القانون بجامعة الخرطوم، فيؤكد أن الجنوبيين المقيمين في الخرطوم لم يخافوا من قبل على مصيرهم في الشمال إلاَّ بعد تصريحات وزير الإعلام كمال عبيد التي، هدد فيها الجنوبيين المقيمين في الشمال بحرمانهم من حق الإقامة والتملك والعلاج. ويضيف أكوج لدويتشه فيله بأن هذه التصريحات السلبية أثارت الذعر في نفوس الجنوبيين.

مخاوف في الجنوب أيضا

من ناحيته يرى الباحث في الشؤون الاقتصادية، إبراهيم وقداي، أن هناك عددا من الجنوبيين ترعرعوا في الشمال ولهم ممتلكات ووظائف هناك. مشيرا إلى أن مخاوف هذه الفئة تتركز في فقدان المنزل أو الوظيفة. ويكشف وقداي وجها آخر للمأساة حين يقول إن مخاوف الجنوبيين لا تقتصر على بقائهم في الشمال فحسب، إنما تمتد إلى مخاوف أخرى في الجنوب نفسه! إذ إن الجنوب ليست به بنية تحتية ولا فرص عمل ولا حتى مستوى تعليمي معقول، وبذا فهم، حسب وقداي، مقبلون على مصير مجهول.

ويعتبر وقداي الجنوبيين المقيمين في الخرطوم قوة شرائية ضاربة، فإذا ما عادوا إلى الجنوب فإن السوق ستشهد ركودا اقتصاديا. ومن المتوقع أن تحدث هذه العودة الجماعية فراغا في مجالات عمل معينة برع في أدائها الجنوبيون فقط، حسب تعبيره.

ضمانات حكومية مؤكدة

أما القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، مندور المهدي، فيجزم أن كل هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، لأن الرئيس عمر البشير، وبحسب المهدي، قال إن الجنوبيين في الشمال سيلقون الحماية وستكون ممتلكاتهم وأرواحهم تحت مسئولية الحكومة في الشمال.

ويضيف المهدي لدويتشه فيله أن حزبه سيضمن مصالح الجنوبيين الاقتصادية في الشمال. ويشير إلى أن هناك أكثر من 21 ألف طالب جنوبي بالجامعات في الشمال ستتيح لهم الحكومة إتمام تعليمهم بدون مضايقات؛ فهذه "الضمانات تم التأمين عليها على كل المستويات في الحكومة المركزية".

عثمان شنقر ـ الخرطوم
الالمانية

تعليق واحد

  1. الاخوه من الجنوب—–
    لا ضمانات لكم مع الكيزان الشؤم—–

    ارحلوا عن الديار ماسوف علي فراقكم—-حانييين الي عودتكم يوما ما اخوه ابرار كعهدنا بكم دوما—-

    لا ضمان مع الكيزان—زالثلاثاء الاسود خير دليل—واولاد ابليس لن يحموكم ولن يرمش لهم جفن حين تقتلون وتشردون—-

    ارحلوا الي دياركم—-فهو امن لكم من الخرطوم—–وانشاء الله بعد ما ننظف البلد من رجس الشواطين—سندعوكم للعوده سالمين امنين الي ديار اخوانكم—-

  2. والله هؤلاء البشر ضاعوا بين الحركة الشعبية والجبهجية الخونة أنظر لهذا الشخص كيف جاءت العصي على رأسه من غير رحمة ولا شفقة التي عرفت عن الشعب السوداني الذي تبدلت حياته رأساً على عقب والجاي أمر. لعنة الله على الظالمين جنوبيين أو شماليين من حكام مصلحتهم فوق قتل الناس وتشتيت الناس صدقوني لو بقوا في الشمال سيواجهون نفس المصير الذي يواجهونه في الجنوب الحركة الشعبية وحزب النذير بالشر سيان لا اختلاف بينهما ما عدا هؤلاء جنوبيين وهؤلا شماليين وهؤلاء الناس ذبحهم الجهل والفقر وعدم الاستقرار بغض النظر عن دينهم فهم خلق من خلق الله عاشوا في الجنوب طرضهم الحرب وعاشوا في الشمال بأمان ولكن الآن بدأت معاناتهم الجديدة وهي أشد مما عانوه في السابق والله حكام السودان من الفريقين هم دين ما عندهم ولا خلق عندهم ولا ضمير يردعهم عندهم ولا إنسانية ذرة منها ماعندهم والله كأنهم لم يخلقوا في السودان لكن الظالم إن لم يعاقب في الدنيا فيكون مصرعه موته موت السوء وحياته حياة السوء وهؤلاء الجبهجيه القذريين أقول قذريين حقوا يعملوا ليهم حاجه إنسانية والله الواحد يعطف على هذه الطبقة من الناس ويرثوا لحالهم لأنهم مساكين ومما نقرءه الآن هو أن الجنوبيين رحلوا من الشمال عودة طوعية ونزحوا إلى كينيا كالمستجير من الرمضاء بالنار والله ديل حقوهم براه يدخل الكيزان النار وحكومتهم هذه حكومة مجرمة والشرذمة التي تعلمت منهم وهم الآن على رأس دولتهم أظنهم تعلموا الحقد والكيد والمكر فهؤلاء الناس أي واحد يضع نفسه مكانهم حتى يتخيل كيف يكون حالهم ؟
    وأنا والله ما حاضر الموقف ولكن هذه العصي لو كانت على رأسي كيف يكون حالي أسأل الله أن ييجعلها على المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لأنهم هم الذين يستحقون هذه العصي وأكثر لا يضربون بالسلاح فيموتون بل بالعصي ليتألمون ويشعرون بمرارة الألم والتخوييف والقهر ( ويكون الواحد عنده فلقة في رأسه وعند الشتاء فلا يجد ما يضعه على الجرح إلا الشطة عقوبة ربانية ) يأخي هدديل ما تركوا في الشعب السوداني قوة ولا حيل إنتهى هذا الشعب وأنا استغرب هم جاءوا للبلد حكموها وهم شباب والآن أنتهت البلد وأنتهو معها هم رؤوسهم يعلوها الشيب ويكدسون في المال ليقابلوا به الله ثراء حرام جزاءه النيران ويقولك دولة المدينة على مين يا ناس المدينة على الجنوبيين الذين خلصتوا على حياتهم والله هناك اسر جنوبية بأكملها تعيش في الشمال الآن يدهم في قلبهم الهم أجعل يد حكام السودان الآن جنوباً وشمالاً أيدهم في قلوبهم وأحم المساكين يا رب العالمين وللكلام بقية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..