إيران تنتخب خلفا لنجاد

انقسام المعسكر المحافظ حول ثلاثة مرشحين يجدد أمل المعتدلين بانتخاب رئيس جديد لن يخرج عن سلطة المرشد.

روحاني الأوفر حظا…

طهران – دعي اكثر من 50 مليون ناخب ايراني للتوجه الى صناديق الاقتراع الجمعة لاختيار رئيس جديد في معركة يتنافس فيها ثلاثة مرشحين انقسم حولهم المعسكر المحافظ، ومرشح رابع نجح في ان يوحد خلفه المعتدلين والاصلاحيين سويا مما اعطى هؤلاء املا بالفوز بعد اربع سنوات على اعادة انتخاب محمود احمد نجاد لولاية ثانية واخيرة في انتخابات طعنت بنزاهتها المعارضة.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة الثامنة (3,30 تغ) صباح الجمعة في ايران بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي، وتغلق بعد عشر ساعات. وفي حال كان الاقبال على التصويت كبيرا يمكن تمديد المهلة حتى منتصف الليل.

وتدور المعركة الانتخابية بين المرشح المعتدل حسن روحاني (64 عاما) وثلاثة مرشحين محافظين هم وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي.

والى جانب هؤلاء المرشحين الاربعة يخوض السباق الرئاسية مرشحان آخران هما محسن رضائي ومحمد غرزي، الا ان حظوظهما بالفوز معدومة.

واضافة الى رئيس البلاد ينتخب الايرانيون في هذا اليوم الانتخابي الطويل مجالسهم البلدية أيضا

واذا لم يحز اي من المرشحين على 50.1% من الاصوات فان دورة ثانية ستنظم في 21 حزيران/يونيو الجاري. ومن المتوقع بدء صدور النتائج اعتبارا من السبت.

ودعا كلا من المعسكرين الاصلاحي والمحافظ انصاره الى الاقبال على الانتخابات بكثافة.

واتحد المعتدلون والاصلاحيون وراء روحاني بعد انسحاب الاصلاحي محمد رضا عارف الثلاثاء، ومذذاك تحرك مناصروه على شبكات التواصل الاجتماعي ودعوا الى التصويت بكثافة له.

وقبل اربع سنوات كانت اعادة انتخاب احمدي نجاد افقدت الاصلاحيين كل امل بالفوز.

ويومها دان المرشحان الخاسران الاصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي عمليات التزوير التي جرت على نطاق واسع وطلبا من مناصريهما التظاهر، مما اشعل حركة احتجاج عمت البلاد وقمعتها السلطات بالقوة ووضعت الزعيمين الاصلاحيين في الاقامة الجبرية منذ 2011 وحتى اليوم.

وقال مهدي فضائلي المحلل السياسي المحافظ ومقره طهران “يعتبر حسن روحاني الان من ابرز المرشحين وفرصه في الوصول الى الدورة الثانية اذا اقتضى الامر كبيرة” بعد اتحاد الاصلاحيين والمعتدلين.

وفي جانب المحافظين تضاعفت الدعوات للتنازل لصالح المرشح الاوفر حظا في حين يبدو ان قاليباف وجليلي يتقدمان على ولايتي.

لكن ايا من المرشحين المحافظين الثلاثة لم يوافق على الانسحاب.

بالمقابل حصل حسن روحاني على دعم الرئيسين السابقين: (المعتدل) اكبر هاشمي رفسنجاني و(الاصلاحي) محمد خاتمي.

كما حظي المفاوض السابق لملف ايران النووي بين عامي 2003 و2005 بدعم من جمعية قدامى المحاربين التي تضم رجال دين اصلاحيين وتعتبر قريبة من الرئيس خاتمي.

وكانت الازمة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي في صلب الحملة الانتخابية. وتتهم الدول العظمى الجمهورية الاسلامية بانها تسعى الى امتلاك القنبلة الذرية وهو ما تنفيه طهران.

وبرزت هوة بين المرشحين حول الموقف الواجب انتهاجه مع الغرب. ويؤيد جليلي الممثل المباشر للمرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي النهج المتشدد داعيا الى “اقتصاد مقاومة” ورفض تقديم اي “تنازلات” للدول الكبرى.

اما علي اكبر ولايتي فهو يعتمد على خبرة اكتسبها بتوليه حقيبة الخارجية 16 عاما لخفض الضغوط على ايران. وقال “الدبلوماسية ليست فقط العنف والصرامة بل هي التسوية والتوافق”، في حين يريد قاليباف تحريك المفاوضات المستمرة منذ 2005 “بحكمة”.

وهم يعلمون جميعا انه لن يكون لديهم سوى نفوذ محدود على الملف النووي لان المسائل الاستراتيجية تخضع مباشرة لسلطة المرشد الاعلى آية الله خامنئي.

وقد دعا المرشد الاعلى الذي لم يختر ايا من المرشحين الى مشاركة مكثفة في الاقتراع. واكد ان “البعض لا يريدون ربما دعم الجمهورية الاسلامية لسبب ما لكن من اجل بلادهم عليهم الادلاء باصواتهم”.

ودعت شبكات التواصل الاجتماعي التي نجحت في استئناف نشاطاتها المتوقفة منذ اربع سنوات على اثر مساهمتها في التعبئة ضد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، الى التصويت.

ورئيس الجمهورية في ايران ليس صاحب المركز الاول في البلاد بل مركزه هو الثاني، ذلك ان الدستور يعطي المركز الاول للمرشد الاعلى الذي يختزن بين يديه كل الملفات الاستراتيجية وفي طليعتها الملف النووي.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..