إثيوبيا والسودان لغة المصالح .!!

السفير الإثيوبي بالخرطوم (أبادي زمو) قدم إفادات مهمة من خلال الحوار الذي أجراه معه الزميلان المتميزان أحمد خليل ومحمد سيف، وكشف الكثير عن علاقة إثيوبيا بالسودان وآراء حكومته حول سد النهضة المثير للجدل مع مصر والفائدة المرجوة للسودان، بالإضافة إلى الاستفادة التي تجدها إثيوبيا من ميناء بورتسودان ومشكلة ترسيم الحدود واعتداء عصابات (الشفتة) على المزارعين، وحجم الاستثمار السوداني في إثيوبيا، أما أكثر من لفت انتباهي في الحوار أن السودان يشكل الدولة الثانية في حجم الاستثمار في إثيوبيا معظمهم من المستثمرين طبعا من القطاع الخاص الذي وجد مناخا جيدا للاستثمار هنالك.
السفير كان أكثر صراحة في حديثه عن أهمية العلاقة مع السودان بالرغم من العقبات التي تعترض زيادة الاستيراد عن طريق بورتسودان وزيادة التبادل التجاري والذي عزاه إلى زيادة (الجمارك) التي ظللنا ننادي بتخفيضها فهي أصبحت عائقا كبيرا للاستثمار الداخلي والخارجي على السواء، وايضا مشكلة ارتفاع تكلفة النقل والتحويلات البنكية ولم ينسَ أن يتطرق إلى سبب مهم هو العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان.
أما بخصوص سد النهضة فكان السفير واضحا في حديثه أن السد أصبح أمرا واقعا ولا تراجع عنه بل إنهم لا يخشون أي استهداف يمكن أن يوجه إليه، وأشار إلى أن تخوف مصر من قيام السد غير مبرر، إلا إذا كانت تريد أن تكون هي المتحكمة في مياه النيل ولم ينس الفائدة التي يجنيها السودان من قيام السد وزراعة (3) ملايين من الأفدنة الصالحة للزراعة، وأيضا تقليل الطمي الذي يتراكم على السدود والخزانات بالسودان، أما الاستفادة من كهرباء سد النهضة والتي قال إن السودان سيستفيد منها وأيضا مصر إذا أرادت فأخشى أن تكون مثل الاتفاقية التي سبقت إنشاء السد العالي والتي وعدت بمد السودان بالكهرباء لكن ذلك لم يحدث وكان مجرد (كلام) انتهى بعد تهجير أهلنا في الشمالية وغرق الاتفاق مثلما غرقت حلفا والقرى النوبية في المنطقة.
السفير قال حديثا مهما متسائلا عن عدم مساهمة السودان في تمويل سد النهضة، قال إن المشاركة في تمويل بناء السد ستكون شيئا مفرحا لهم وبالتأكيد فائدة عظمى للسودان لكن تكاليف السد كما قال تدفع الآن من جيوب الشعب الإثيوبي، فارجو من حكومتنا أن تولي الحديث اهتماما وأن تكون للسودان مساهمة ولو بنسبة قليلة في المشروع العملاق.
أما موضوع الشفتة فقال إنها جماعات متفلتة تنشط في الحدود، مقدور عليها، فاعتقد أن الاعتداءات التي تحدث للمزارعين في منطقة الفشقة والمناطق المحازية بعضه يغض النظر عنه من قبل القوات الإثيوبية المنتشرة، فالمزارعون السودانيون يقولون إن الاعتداءات تتم بصورة منظمة وبأسلحة حديثة لذلك على السلطات السودانية أن تحسم هذه التفلتات وتحمي حدودها ومواطنيها من أي نهب أو اعتداء قبل أن تطالب القوات الإثيوبية بتأمين الحدود، والجميع يعرف أن إثيوبيا تفتقد للأراضي الزراعية الصالحة للزراعة، ولا تخفي أطماعها من السيطرة على هذه الأراضي، وحتى لا تتطور الأحداث أكثر فعلى البلدين أن يجلسوا ويعملوا على ترسيم الحدود وقفل هذا الملف بصورة نهائية.
تبقى العلاقات بين إثيوبيا والسودان علاقات مصالح مشتركة، فالدولتان بهما موارد كبيرة وبهما تعداد سكاني كبير، فعلى السودان أن يستفيد الاستفادة القصوى من إثيوبيا خصوصا من خلال ميناء بورتسودان وإزالة كافة العقبات التي تعترض زيادة الاستيراد بالميناء وتقليل التكاليف العالية فإثيوبيا دولة تنهض بقوة وعدد سكانها يفوق الـ(90) مليون نسمة فعلى السلطات أن تستفيد من هذا السوق الأفريقي المهم والذي يمكن أن يساهم بصورة كبيرة في إنعاش الاقتصاد السوداني.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اش ياخد الريح من البلاط جتهم وكسة البلدين والله لو طلعوا السما بمؤخراتهما ماهم فالحين وسيظلوا زنوجا وعبيدا وفقرا وجهلاء الى ابد الابدين .احلموا فالحلم ببلاش

  2. المصريين بدأوا فى تسليح قبائل ( الأرومو ) الاثيوبية لإحداث بلبلة فى مشروع السد العظيم والمخابرات المصرية تسلح العصابات الحدودية لإحداث عداء بين السودانيين والأثيوبيين .. فالمخابرات المصرية زرعت عملاء فى كل المدن السودانية !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..