تعقيب على الأستاذ فهمي هويدي

السودان بين سدِّ النهضة والسدِّ العالي : تعقيب على الأستاذ فهمي هويدي

د. سلمان محمد أحمد سلمان
1
اندهشتُ كثيراً وأنا أطالعُ مقال الأستاذ فهمي هويدي بعنوان “أخطأنا بحق إثيوبيا والسودان…أغرقنا 24 قرية سودانية ودمرنا مليوني نخلة” المنشور “بصحيفة الشرق” بتاريخ 15 يونيو عام 2013، والذي قامت صحيفة الراكوبة الالكترونية مشكورةً بإعادة نشره في نفس اليوم. كان مصدر دهشتي أنني أقرأ لأول مرةٍ اعترافاً صريحاً من أحد الكتاب المصريين البارزين بارتكاب مصر أخطاء في علاقاتها النيلية ليس فقط مع السودان، ولكن حتّى مع اثيوبيا.

كتب الأستاذ هويدي “وقد ذكرني بعض القراء بأن بناء السد العالي في مصر أدى إلى إغراق 24 قرية سودانية وتدمير مليوني نخلة، ولم تستفد منه السودان من أي جهة، لكنه كان ضارا بها من كل ناحية، ومع ذلك فإن السودان سكت ولم يعبر عن أي استياء أو غضب. وفي حالة سد النهضة فإن السودان يرى فيه فوائد كثيرة منها أنه يجنبه الفيضانات ويزيد من طاقته الكهربائية ويخفف من عبء الطمي الذي يعاني السودان منه كل عام.”

وقد أوضح المقال أيضاً حالة الارتباك التي صاحبتْ ومازالت تصاحب ردّة الفعل المصرية المتعلّقة بسدّ النهضة حين ذكر “وليس مفهوما أيضا أن ترفض مصر يوما ما فكرة بناء السد الإثيوبي حين كان مقترحا أن يستوعب 14 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق، ثم تثور ثائرة المسؤولين المصريين حين أعيد تصميمه ليستوعب 74 مليار متر مكعب، ونقرأ أخيرا أن خبراء وأساتذة الهندسة الهيدروليكية يطالبون الآن بألا تزيد كمية المياه التي يحتجزها السد في حدود 14 مليار متر مكعب فقط، وهي ذات الكمية التي رفضتها القاهرة من قبل.”

وقد رأينا أن نعلّق على مقال الأستاذ هويدي بالتوسّع في تناول المضار التي لحقت بالسودان جراء قيام السدّ العالي الذي بنته مصر، وشرح الفوائد التي سيحقّقها السودان من سدّ النهضة الاثيوبي الذي تعارضه مصر، ونترك للقارئ حرية المقارنة بين تأثيرات كلٍ من السدّين على السودان.

2

كانت نتائج السدّ العالي الكارثية على السودان في حقيقة الأمر أكبر بكثير مما تضمّنه مقال الأستاذ فهمي هويدي. فقد أدّى قيام السدّ العالي إلى الترحيل القسري لأكثر من 50,000 من السودانيين النوبيين، وعلى إغراق مدينة وادي حلفا و27 من القرى شمال وجنوب المدينة التي عاش فيها هؤلاء المهجّرون وآباؤهم وأجدادهم لعشرات آلاف من السنين. وقد غرقت مع تلك القرى 200,000 فدان من الأراضي الزراعية الخصبة وأكثر من مليون شجرة نخيل وحوامض في قمة عطائها. واندثر مع كل هذا أيضاً آثارٌ لا تقدّر بثمنٍ لحضاراتٍ امتدت عبر حوض النيل شمالاً حتى ضفاف البحر الأبيض المتوسط في افريقيا وآسيا. وقد فقد السودان كذلك معادن من حديدٍ وذهب لا أحد يدري حتى الآن كميتها وقيمتها التقديرية، وشلالات كان يمكن أن تولّد أكثر من 650 ميقاواط من الكهرباء، غرقت كلها في بحيرة السد العالي إلى الأبد. وفقد النوبيون المهجّرون جزءاً كبيرأ من تراثهم، وثقافتهم، وتاريخهم، وفقدوا أيضاً مراتع طفولتهم وقبور أحبائهم وضرائح أوليائهم.

وقد أصرّت مصر على دفع 10 مليون جنيه مصري فقط كتعويضٍ للسودان عن كل ما سيفقده في منطقة وادي حلفا جراء بناء السدّ العالي. ولم تنجح توسّلات السودان، الذي أوضحتْ حساباتُه أنه يحتاج إلى 35 مليون جنيه لإعادة التوطين القسري لأهالي حلفا، سوى في زيادة التعويض المصري إلى 15 مليون جنيه. وحدث ذلك فقط بعد رفع الأمر إلى الرئيس عبد الناصر كوسيطٍ بين الطرفين بعد تعنّت الجانب المصري المفاوض. وقد أوضحت الأيام صدق حسابات السودان، إذ كلّفته إعادة توطين أهالي حلفا أكثر من 37 مليون جنيه، أي حوالى 250% مما دفعته مصر.

ثم عاد السودان بعد كل هذا وقَبِل النظرية المصرية التي انبنت على أن السدّ العالي سوف يكون لمصلحة مصر والسودان. فقد نصّت الفقرة السادسة من اتفاقية مياه النيل لعام 1959 على أن “انتفاع الجمهوريتين بنصيبهما المحدد لهما في صافي فائدة السدّ العالي لن يبدأ قبل بناء السدّ العالي الكامل والاستفادة منه.” وقد أكّد هذا الموقف السيد وزير الزراعة والري السوداني في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالخرطوم في يوم 4 ديسمبر عام 1959 حين قال “ويجب ألا يغيب عن البال أنه لولا التخزين المستديم بالسدّ العالي لما تيسر لكل من السودان ومصر الحصول على نصيب ثابت من مياه النيل نظراً للتذبذب في حصيلة النيل.”

كان غرض مصر من فرض نظرية أن السدّ العالي لمصلحة مصر والسودان هو أن يتقاسم معها السودان مناصفةً فاقد التبخر من بحيرة السدّ العالي. وقد حدث ذلك بالفعل ونجحت الاستراتيجية المصرية، وفقد السودان نتيجة ذلك خمسة مليار متر مكعب من المياه هي نصف العشرة مليار التي تتبخّر سنوياً في بحيرة السدّ العالي. ورغم إصرار مصر أن السدّ العالي قد تم بناؤه لمصلحة مصر والسودان فإن السودان لم ينل أي جزءٍ من كهرباء السدّ العالي الضخمة والتي تجاوزت 2000 ميقاواط.

ثم زاد السودان على كل كرمه هذا ووافق عام 1959 على إعطاء مصر “سلفة مائية من نصيب السودان في مياه السدّ العالي.” وقد جعلت هذه السلفة التي لم يستردها السودان حتى اليوم نصيب السودان 17 مليار متر مكعب من مياه النيل البالغة في أسوان 84 مليار متر مكعب. عليه فإن نصيب السودان بعد كل تلك التنازلات كان وما يزال حوالى 20% فقط من جملة مياه النيل.

3

لكن كما ذكرنا مراراً من قبل فإن استخدامات السودان من مياه النيل لم تتجاوز 12 مليار متر مكعّب في العام خلال الخمسين عام الماضية. وهذا يعني أن السودان قد فشل منذ توقيع اتفاقية مياه النيل في 8 نوفمبر عام 1959 في استخدام حوالى 350 مليار متر مكعّب من نصيبه من مياه النيل التي عبرت حدودنا شمالاً إلى الأشقاء في مصر.

وقد كتب إليّ أحد الإخوة المهندسين من السودان موضّحاً أنه نتيجة انهيار البنية التحتية للري في مشروع الجزيرة بسبب تراكم الطمي الذي يحمله النيل الأزرق من اثيوبيا فقد قلّت استعمالات السودان من مياه النيل، موضحاً أنها الآن لا تتجاوز 11 مليار متر مكعّب في العام.

4

لقد كان المبرّر لكل تلك التنازلات التي قدّمها السودان هو بدء العمل في ريِّ امتداد المناقل لمشروع الجزيرة. لقد كان المشروع وقتها أكبر وأنجح مزرعة قطنٍ في العالم تحت إدارةٍ واحدة، وكان المورد الرئيسي للعملات الاجنبية للسودان، ومصدر الخير والرخاء والتمويل لمشاريع التنمية من تعليمٍ وصحةٍ وطرقٍ ومياهٍ في كل السودان.

ولكن منذ ثمانينيات القرن الماضي بدأت ملامح الانهيار تضرب أرجاء المشروع وخاصةً بنية الري التحتية فيه، وأصبح العطش، وليس القطن، هو السمة الأساسية للمشروع في السنوات الأخيرة. إضافةً إلى هذا لم يستطع السودان خلال الخمسين عام الماضية استخدام أكثر من 12 (أو 11) مليار متر مكعب في العام بدلاً من الـ 18,5 مليار التي ظل يفاوض من أجل الوصول إليها لمدة خمسة أعوام وقدّم من أجلها كل تلك التنازلات.

لابدّ لهذا الوضع أن يُثير السؤال: أين ذهبت كل تضحيات أهالي منطقة وادي حلفا الجسيمة التي قدّموها قبل خمسين عام من أجل مشروع الجزيرة الذي ينهكه العطش الآن، ومن أجل زيادة حصة السودان من مياه النيل والتي فشل السودان في استعمالها؟

5

لقد أوضحنا في مقالاتٍ سابقة فوائد سدّ النهضة على السودان التي ذكر الأستاذ فهمي هويدي بعضها. ونوجز هذه الفوائد في الآتي:

أولاً: سوف يحجز سدّ النهضة جزءاً كبيراً من كميات الطمي الضخمة التي يحملها النيل الأزرق كل عام إلى السودان والتي تفوق كميّتها خمسين مليون طن. وقد تسبّبت هذه الكميات الضخمة عبر السنين في فقدان خزاني سنار والروصيرص لأكثر من نصف الطاقة التخزينية للمياه والتوليدية للكهرباء. وكانت كميات الطمي هذه وما تزال السبب الرئيسي لقطوعات الكهرباء المتواصلة ولساعاتٍ طويلة في كل أنحاء السودان نتيجة “إغلاق الطمي توربينات خزان الروصيرص” كما كانت تخبرنا البيانات الرسمية للحكومة. غير أنه لا بد من التوضيح هنا أن السدّ لن يحجز كل الطمي وسوف تستمر كميات الطمي الذائبة في الماء، وكذلك الصغيرة الحجم، في الوصول إلى السودان، وتواصل تغذية التربة. عليه فسوف يحجز سدّ النهضة الضار من الطمي ويترك ما نحتاجه يصل إلى مشاريعنا ومزارعنا، هذا بالطبع إن استطاعت قنوات الري المنهكة والشائخة في السودان حمل ما تبقى من ذلك الطمي.

ثانياً: سوف يُطيل سدّ النهضة عمر خزان الروصيرص بحجزه لكمية الأشجار والحيوانات والمواد الأخرى الضخمة التي يجرفها النيل الأزرق وقت اندفاعه الحاد في شهري يوليو وأغسطس من كل عام.

ثالثاً: سوف يوقف سدّ النهضة الفيضانات المدمّرة التي تجتاح مدن النيل الأزرق في السودان كل سنواتٍ قليلة، وسوف ينظّم انسياب النيل طوال العام في السودان، بدلاً من موسميته الحالية التي يفيض فيها النيل في أشهر ثلاث هي يوليو وأغسطس وسبتمبر. وسوف يساعد انتظام الانسياب في تعدّد الدورات الزراعية في السودان، وفي انتظام وتزايد التوليد الكهربائي في خزاني الروصيرص ومروي.

إن الحديث عن وقف سدّ النهضة للري الفيضي (أي الري من مياه الفيضانات) في السودان قولٌ مردود. فالسودان فشل في استعمال نصيبه من مياه النيل (كما ذكرنا أعلاه). فما معنى الحديث عن الري الفيضي إذا كنا لا نستعمل نصيبنا الثابت من مياه النيل؟ إنه حديثٌ عن النوافل قبل أداء الفروض.

رابعاً: إن انسياب النيل الأزرق على مدى العام سوف يساعد في التغذية المتواصلة كل أشهر السنة للمياه الجوفية في المنطقة بدلاً من تغذيتها فقط في الأشهر الثلاث التي يفيض فيها النيل الأزرق.

خامساً: وعدت اثيوبيا ببيع كهرباء سدّ النهضة للسودان ومصر بسعر التكلفة. وهذا السعر هو حوالى ربع التكلفة لتوليد الكهرباء في خزان مروي والسدّ العالي. وقد بدأ السودان بالفعل في الاستفادة من الكهرباء التي تقوم اثيوبيا بتوليدها من الأنهر الأخرى،

خصوصاً من سدّ تكزي على نهر عطبرة، بعد توقيعه على اتفاقية مع اثيوبيا لشراء الكهرباء منها.

سادساً: وعدت اثيوبيا بمدِّ السودان بمياهٍ لري مشاريع السودان الزراعية في ولاية النيل الأزرق من بحيرة سدّ النهضة عبر قناة من البحيرة وحتى هذه المشاريع، إن رغب السودان في ذلك.

سابعا: التبخر من البحيرة سوف يكون محدوداً كما سنناقش أدناه.

6

إن الهمَّ الأساسي للسودان ومصر (كما نصحنا في مقالاتٍ سابقة) في ما يتعلق بسدّ النهضة يجب أن يكون هو الفترة الزمنية التي ستملأ اثيوبيا فيها بحيرة سدّ النهضة. فكلّما طالت تلك الفترة كلّما قلّت التأثيرات السلبية المتمثّلة في نقص كميات مياه النيل التي ستصل للسودان ومصر. وقد أوضحنا أن هذه المسألة يجب أن تكون جوهر المفاوضات مع اثيوبيا التي أكّدت مراراً وتكراراً أن هذه الفترة قابلة للنقاش والتفاوض.

كما تجب الإشارة هنا إلى أن مياه النيل الأزرق التي سوف يتمّ استخدامها لتوليد الكهرباء في سدِّ النهضة ستعود بعد ذلك للنيل الأزرق وتواصل انسيابها للسودان ومصر. كما أن اثيوبيا قد أوضحت أنه لن تكون هناك استخدامات أي مياهٍ من سدّ النهضة لأغراض الري (وأكّدت ذلك طبيعة منطقة السدّ الصخرية). ضِفْ إلى هذا أن التبخّر في بحيرة سدّ النهضة سيكون قليلاً بسبب عمق البحير ة واعتدال الطقس في المنطقة، ولن يفوق المليار متر مكعب في السنة. ولا بُدّ من التذكير أن التبخّر في بحيرة السدّ العالي وحدها هو عشرة مليار متر مكعب في العام، بينما يتجاوز التبخّر في بحيرات سدود السودان الخمس (سنار وجبل أولياء والروصيرص خشم القربة ومروي) سبعة مليار متر مكعب في العام.

كيف يمكن إذن أن يسبّب سدّ النهضة أي أضرار للسودان ومصر؟

7

ناقشنا أعلاه الآثار الكارثية التي نتجت على السودان من السدّ العالي الذي بنته مصر وفرضته كأمرٍ واقعٍ على السودان. وكما أوضحنا، فهذه النتائج أسوأ بكثير من ما عرضه الأستاذ فهمي هويدي في مقاله. وبالمقابل فقد شرحنا الفوائد الكبيرة التي ستعود

على السودان من سدّ النهضة الاثيوبي الذي تعترض عليه مصر وتدقُّ طبول الحرب بسببه، في ارتباكٍ وهياجٍ وفقدانٍ للمنطق والعقلانية.

لقد نصح الأستاذ فهي هويدي قادة بلاده بقوله “إن خطوات بناء السد صارت حقيقة ماثلة على الأرض، وإن المشروع تحول إلى قضية قومية وثيقة الصلة بالكبرياء الوطني في إثيوبيا …. وإن مطلب وقف بناء السد الذي دعا إليه البعض لن يجد آذانا صاغية إذا لم يقابل بالصد والاستهجان.”

وقد دعا الأستاذ هويدي، كما ظللنا ندعو منذ أكثر من أربعة أعوام، إلى التعاون بين الأطراف، وإنهاء “أجواء الهرج والانفعال التي تسود مصر في الوقت الراهن.” وأوضح الأستاذ هويدي نوع التعاون الذي يتحدث عنه بقوله: “ويشكل التعاون المفترض في إطار الاتفاقية الأخيرة فرصة للتفاهم ومعالجة بعض تداعيات مشروع سد النهضة. علما بأن أي جهد يبذل مع إثيوبيا لن يكتب له النجاح إلا إذا تم بتنسيق تام بين القاهرة والخرطوم.”

إن التنسيق مع الخرطوم يتطلّب عدم حرمان السودان من المنافع الكبيرة التي سيجنيها من سدّ النهضة، خصوصاً على ضوء النتائج الكارثية التي جناها وما يزال يجنيها السودان من السدّ العالي. بل إن التنسيق يتطلّب في حقيقة الأمر قبول مصر لموقف السودان المؤيد لسد النهضة حتى يتسنّى له الحصول على هذه المنافع.

[email][email protected][/email] [url]www.salmanmasalman.org[/url]

تعليق واحد

  1. الحكومات السودانية في دائما ضعيفة في اخذحقوقها وهي في الحقيقة حقوق المواطن الغلبان من المفترض محاكمة كل السودانين المشاركين في هذه الاتفاقية

  2. اظن ان الاوان قد آن ليعرف المصريين المجاملة التى كان السودان يجاملهم لها من حكامه دون مشورة الشعب والمواطن المصرى اخيرآ اصبح يدرى باهمية اثيوبيا والسودان وهذا تحول كبير فى المفاهيم والمصريين بقوا بتكلموا عن النيل الازرق وما بعيد انهم فى المستقبل حيتكلموا عن ستيت وعطبرة ومابعيد يهتموا فى المستقبل بخور مرزوق وخورابو عنجة

  3. إن الهمَّ الأساسي للسودان ومصر (كما نصحنا في مقالاتٍ سابقة) في ما يتعلق بسدّ النهضة يجب أن يكون هو الفترة الزمنية التي ستملأ اثيوبيا فيها بحيرة سدّ النهضة. فكلّما طالت تلك الفترة كلّما قلّت التأثيرات السلبية المتمثّلة في نقص كميات مياه النيل التي ستصل للسودان ومصر. وقد أوضحنا أن هذه المسألة يجب أن تكون جوهر المفاوضات مع اثيوبيا التي أكّدت مراراً وتكراراً أن هذه الفترة قابلة للنقاش والتفاوض”

    الأستاذ الجليل دكتور سلمان المدير السابق للدائرة القانونية للبنك الدولي وخبير المياه الدولي … والمهمش من طرف الإنقاذ …دفعته وطنيته الخالصة وحبه للوطن للمبادرة بالنصح وفرض نفسه وعلمه الغزير في مجال المياه والسدود علي دائرة النقاش بمعارضته لمواقف الإنقاذ المساندة لمصر علي حساب السودان .. وما موقف السودان الأخير من سد النهضة الا ثمرة من ثمار الوعي الذي نشره في دائرة المفوضين والمعنيين بشؤون السودان المائية …
    وهاهو مرة اخري يضع اصبعه علي اين يجب ان ينصب اهتمامهم والتفاوض فيه …..
    انه احد العقول السودانية التي نحن في اشد الحوجه إليها وما اكثرهم الذين لفظهم الوطن في سبيل دولتهم الدينية التائهة
    التحية والإجلال لك أيها السوداني سلمان ودمت للوطن ولنا
    وعاش السودان الجديد

  4. الأخ الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان لك التحيّة وأنت تذود عن حياض الوطن أرجو الآتي:

    1- أن تطلعنا على الحجّة التي إستندت عليها تركيا عند بنائها للسدود على نهري دجلة والفرات على أنّه من حقّها شرعياً أن تأخذ ما يكفيها من المياه وتترك الباقي لمن يليها مستندةً في ذلك على حديث نبويّ شريف. فهلا تكرّمت بالرجوع إلى الإرشيف إن توفّر لديك وتورد ذلك الدليل.

    2- أن تلقي الضوء على هذا المقترح وهو أن نقوم بإسترداد سلفة المياه من مصر وتسليفها للإخوة الأثيوبيين ليملؤا بها بحيرة خزان النهضة. ولأن المياه السودانية المستلفة موجودة في بحيرة السد العالي فنأخذ بدلاً عنها ما يساويها في الكميّة ولكن عند الهضبة الإثيوبية هديّة حلالاً بلالاً من الشعب السوداني إلى الإخوة الإثيوبيين ويا دار ما دخلكش شرّ.

  5. وقد كتب إليّ أحد الإخوة المهندسين من السودان موضّحاً أنه نتيجة انهيار البنية التحتية للري في مشروع الجزيرة بسبب تراكم الطمي الذي يحمله النيل الأزرق من اثيوبيا فقد قلّت استعمالات السودان من مياه النيل، موضحاً أنها الآن لا تتجاوز 11 مليار متر مكعّب في العام.

    ياريت لو كان السودان بدل مايعمل سد مروي يوفر المليارات الاتصرفت فيهو ويدخل بيها شريك في سد النهضة الاثيوبي وكنا استفدنا من كل النواحي ..

  6. كميات المياه المتدفقه في مجرى النيل تحتاج الى تنظيم وليس زيادة في الكميه لتكفي جميع دول حوض النيل يعني فتح وقفل وتخزين المياه في مختلف خزانات دول حوض النيل يجب ان نعمل بنظام متكامل مركزي ( بس ماتقول لي باداره مصريه ) وكل مازادت عدد الخزانات كل ما زاد التحكم في مياه النيل وتفادي العطش والفياضانت

    واتخزين المياه في اعالي النيل الأزرق ( سد النهضه وسد الرصيرص مثلا ) انسب فنيا عن تخزينها في اسفل النيل ( السد العالي مثلا )

    اثيوبيا غير معنيه باتفاقية مياه النيل ولا منتظر منها ان ترجع لأي حد لعمل مشاريع داخل اراضيها ولها الحريه ان تتعاون مع اسرائيل او غير اسرائيل في شؤونها الداخليه فيجب ان يفهم الكل ان اسرائيل عدوة للعرب والمسلمين وليست عدوه لأثيوبيا التي لهم بها علاقه منذ عهد الملكة بلقيس في زمن سيدنا سليمان – لاحظ نجمة سيدنا سليمان في علمهم

    هذه الشعوب الهائجه والمائجه عن جهل اغلبهم لا يعرفون من اين ينبع نهر النيل واين يصب حتى لو كانو من ابناء الدلتا

    مزيد من سدود النهضه في اعلى النيل ( ليخدم الجميع _ اثيوبيا والسودان ومصر ) ولا للسدود في اسفل النيل ( مثل لسد العالي وسد مروي )

    من هذا الاستعراض الفني نستطيع ان نقول يان سد النهضه يمكن ان يكون بديل للسد العالي , حيث يجب ازالته وارجاع اهل حلفا الى بلدهم .

  7. نني أؤكد لك يا دكتور أن الاثار السالبة لبناء السد العالي لم تحصر بعد وكذلك عدد المتضررين السودانيين لا يعرف ما لحق بهم و بالسودان من أضرار إلا الله عز و جل كما ان هناك ظواهر طبيعية في النيل لم تخضع لأي دراسات بحثية و تدهورها غير معروف بعد لكن الآثار السالبة ظاهرة للعيان و ستمتد حتى مصر نفسها و مع أنني غير متخصص في هذا الشأن إلا أنني أعرف بالمعايشة مع النيل أن مياه النيل في عز الصيف و منتصف النهار كانت تكون على درجات حرارة مختلفة كلما نزلت الى العمق تكون باردة و دافئة في السطح و أظن أن هذا التعادل في توزيع الحرارة و التيارات الداخلية للمياه Thermodynamics تقلل من كميات التبخر بشأن إلهي لكن مع تدهور مستوى العمق فلا أحد يعرف كم زيادة معدل التبخر في الأراضي السودانية و كم يتبقى من حصة السودان

  8. وهل تلتزم حكومة البشير بموقفها الشبه مؤيد لسد الالفيه وفوائده الجمه لبلدنا واقتصادنا واهلنا؟؟

    ام تستجيب للضغوط المصريه التي لاتراعي مصالح السودان ابدا ويسحب البشير تاْيده لسد الالفيه ويدخل في مواجهة عسكريه ضد اثيوبيا ارضاءا لمصر

    اذا كان مستشاري الحكومه في هذا الشان علي المفتي وكمال علي محمد وزير الري السابق ,,فعلي الدنيا السلام لان هولاء الاشخاص باعوا ضمائرهم لمصر بثمن زهيد ولاتهمهم مصلحة السودان ولن يتورعوا في القيام باي عمل ارضاءا لمصر حتي وان ادي ذلك لضرر السودان

    قلبي يحدثني ان زيارة البشير المرتقبه لمصر في اول يوليو هي للتنسيق مع مصر لوضع اللمسات الاخيره لحلقات التامر ضد اثيوبيا ولن تتضرر مصر من ذلك في شئ بل الخاسر الاكبر هو السودان واثيوبيا

    مصر طيلة الزمن لم تراعي مصالح السودان بل سعت لخرابه واقتتال ابنائه حتي لاتعم بلادنا مشاريع التنميه الزراعيه والصناعيه والتطور الاقتصادي وتذهب كل مياه النيل لمصر هذا كل ما تسعي له مصر

    ربنا يكضب الشينه

  9. المصريين ما استغلوا ضعف حكامنا ، المشكلة هم ما حاسين بافضالنا عليهم وزيادة على كده شايفين موقفنا (( مقرف )) لازم نوقع على إتفاقية عنتبي ، الدنيا مصالح ،،،

  10. سلمت وعوفيت أخي الكريم البروفسيور سلمان محمد أحمدسليمان أحد علماء الوطن الأفذاذ، وأضم صوتي لصوتك بأن يوافق السودان أولا” علي بناء سد النهضة لما فيه من الخير الوفير علي نهضة الزراعة في السودان، ومن بعد أتمني أن تتجه حكومة السودان لتوجيه الجهات المعنية في الوزارات والمؤسسات المختصة بشأن الأمن المائي والغذائي والوطني لدراسة كيفية الإستفادة من مخرجات هذا السد ( كما ذكرت مثلا” القناة المقترحة لري مناطق جنوب النيل الأزرق+الكهرباء الرخيصة المنتجة فيه لتصنيع منتجات تلك الزراعة) علاوة علي الفوائد التي تفضلت بذكرها علي سبيل المثال، كما أتوقع أن تقوم تلك الجهة المعنية بهذه الدراسات بدراسة الأوضاع الأخري لحال إنهيار السد لأي سبب من الأسباب لا قدر الله، وأعتقد أن هذا يمكن تفاديه إن حصل لهذا السد ما يكره، ويمكن أن يحدث لأي من السدود الأخري، فماذا نحن فاعلون حيال هذه السيناريوهات المفزعة فلا بد من الإحتياط، وأعتقد بأن ذلك ممكنا” لأن هنالك ثمة حلول ومخارجات يمكن تجهيزها وإعدادها مسبقا” لتكون صمامات أمان حيال حدوث مثل هذا الأمر مثال لذلك زيادة السعات الخزينية لترعتي الجزيرة والمناقل، ولإتعجال بحفر ترعتي كنانة والرهد بسعات كبيرة خصوصا” وأنها تقع في أعالي النهر ويمكن ذلك من توجيه الموجات الإندفاعية من المياه خلالهما بصورة أكثر تحكما” ، كذلك العمل علي تجهيز صمامات أمان علي طول مجري النهر خصوصا” كما هو الحال في المنخفضات الطبيعية التي تحف بنهر النيل والتي تحجبها بعض الترسبات الطميية التي حدثت خلال سنوات التراكم الطميي القدبم وتحول المجري النيلي في السنوات القديمة لأكثر من موقع كما هو معروف في بعض المناطق كأم جواسير وغيرها من مناطق الأحواض الفيضية علي طول المجري النهري..

  11. اتابع بإعجاب واهتمام شديدين مساهمات الدكتور سلمان محمد سلمان المكتوبة والمرئية منذ ان كان خبيرا مسؤولا عن قضايا المياه فى البنك الدولى وبرزت اهمية دوره التنويرى بشدة بعد بروز مسألة سد النهضة الإثيوبى وتمرد دول المنابع على اتفاقيات مياه النيل .. وكان الدكتور سلمان أول من أشار الى فوائد سد النهضة على السودان كما أشار غير ما مرة الى خسائر السودان الجسيمة من السد العالى وعدم استفادة السودان من تلك الإتفاقيات حتى الآن وخسارة واحدة من اهم وأجمل مدن السودان وقراها ونخيلها وفواكهها المثمرة والجروف الخصبة بجانب الخسائر الفادحة للآثار والثروات المعدنية الخ…
    كنا قد طالبنا من خلال المنظمات النوبية الناشطة مصر بتعويض النوبيين على تخزين مياهها مجانا فوق الأرض النوبية لحوالى نصف قرن ولا أدرى ما هو المسوغ القانونى الذى يمكن النوبيين من حصولهم على تعويض مقابل تخزين تلك المياه فوق أرضهم … لا يمكن لمصر ان تخزن مياهها مجانا فوق الأرض النوبية والى الأبد لذلك خاطبنا الجهات الأمريكية التى تقدم عونا سنويا لمصر ان تخصم جزءا من ذلك العون لتعويض النوبيين وتكليف لجنة فنية تقيم الإستحقاق المادى من التخزين… وإذا كانت الحكومة السودانية تقر بحق القبائل بنسبة معينة من النفط من ارضها فان للنوبيين الحق فى الاستفادة من ايجار ارض البحيرة لمصر… نريد رأى دكتور سلمان وخبراء القانون.

  12. ان الهدف الاول ومن مؤامرة دنيئة اركان حكومة الفريق عبود هو اندثار حضارة اولاد البلد الاصلين وحتى هذه الحكومة الانقاذية الحالية صارت في نفس الدرب الا وهو انهاء كل حضارة ومدنية في السودان ليس لها علاقة بالعرب بالمس كنتم انتم يانس نوبة الشمال وغدا ناس البجة في شلاق السودان والذي بدات المؤامرة وبتوطين الراشيدة في اماكنهم مع اعطاهم نظارة واخراج بان هؤلاء الراشيدة اتوا السودان منذ نصف قرن من الزمان ولان نافع بتكلم عن اصلاء ودخلاء في السودان ونحن مطالبون بالتوحد واعادة كتابة التاريخ مرة اخرى لاني ارى ان الذي حدث في ددار فور حادث الان في جنوب كردفان والنيل الازرق

  13. لقد تابعت بشغف شديد الحلقات التى كانت مع الدكتور سلمان فى احد الفضائبات والحق يقال استمتعت ايما استمتاع بذلك السيل المتدفق من المعلومات التى كانت غائبة عنى وعن كثير من اهلى وفى نفس الوقت ارتفع راسى عاليا بأن بيننا يعيش مثل هذا العالم الرائع المنصف الذى ابدا لم ينحاذ الى اهله وعشيرته(السودان)ولكن اعطى كل ذى حق حقه.ثم الا ترى ايها الدكتور العظيم اننا نحن الذين فرطنا فى حقوقنا؟نعم لقد خدعنا المصرييون ولكن الذين كانوا يمسكون بملف المياه وقتها كان من خيرة المتعلمين والمثقفين ساعتئذ فلم نلوم المصرى ولا نلوم انفسنا؟لا تقل لى طيبة سودلنيين وغير ذلك من سهل الاجابة -لقد اخطانا فى حق انفسنا .ماالذى يجبرنا ان نأخذ10مليون جنيه بدلا عن 35 مليون جنيه؟لماذا لم تكهرب المنطقة الشمالية من السد ؟لماذا بعنا حلفا بثمن بخس ؟بالله عليكم ثمنوا قيمة 200ألف فدان بسعر اليوم وثمنوا قيمة مليون نخلة بسعر اليوم والذهب والفضة وباقى المعادن التى دفنت مع الاثار تحت بحيرة السد؟مالكم كيف تحكمون لوموا انفسكم ولا تلوموا غيركم حاكموا من وضع الاتفاقية تأريخيا عن الذى ارتكبه فى حق السودان ولا تلوموا من تشطر عليكم -نحن أجرمنا فى حق أنفسنا ولو اعتذر الهويدى عما فعلوا فاولى بنا ان نحاسب عما فعلنا شكرا لك ايها العالم العظيم .
    حاشية:لقد سالت كثيرا من اهل حلفا عما كان خيرا لهم لو كانوا فى القديمة ام ماذا؟فكانت اجاباتهم لا نحن بخير فى الجديدة!هل من معقب؟اتمنى

  14. والله يادكتور سلمـــــان اوفيت اوفيت اوفيت … وانا من أكثر المتابعين لكتاباتك وفضحك لكل المؤامرات المصرية فى السودان … ارجو ان تواصل المزيد والمزيد ..

  15. الحكومة الديمقراطية قبل انقلاب عبود كانت تطلب 35 مليون من المصريين وبعد انقلاب عبود وافقوا على 15 مليون فقط !!!!!
    الحكومات العسكرية فشلت فى خلق استقرار سياسى ودستورى ودايما ما تستعجل الامور فى كل شىء حتى يقال عنها اعلاميا انها انجزت الطرق والكبارى والمصانع وهلم جرا وما تدرى ان حل مشكلة الحكم وخلق الاستقرار السياسى والدستورى هو البنية الاساسية لاى تنمية بشرية ومادية!!!!0تتذكروا ايام الشعب يبنى والامة تبنميها شعوبها يا مايو عمل ويا مايو امل والرقم وصل مليون طوبة) يبنوا فى الطوب بدلا من البناء الدستورى!!!!!!!!
    46 سنة من الحكومات العسكرية الفاشلة وافشلها جميعا هى حكومة الانقاذ الانقلابية لانها ورثت السودان مليون ميل مربع وحركة تمرد واحدة والحروب لم تصل الى شمال السودان وولاياته او مدنه ولم يدخل جندى اجنبى واحد لحماية الشعب السودانى الا فى عهدها البائس التعيس لا حافظوا على الوطن موحد بل مزقوه ونقصت اراضيه بالاحتلال الاجنبى ولم يخلقوا استقرار سياسى ودستورى انهم مثل ديك العدة بل اسوأ!!!!!!

  16. حقايق مفيدة :- 1- مصر تبيع جزء من كهرباء السد العالي التي تولد بالمياه القادمة والمحتجزة ومغرقة جزء كبير من مساحة السودان لسوريا والأردن بأسعار زهيدة بالرغم من أن السودان هو الأحق بذلك وهو يعد من اقل الدول في العالم أنتاجاً وإستهلاكاً للكهرباء ؟؟؟
    2- أهالي حلفا المنكوبين المهجرين بعد غرق مدينتهم الجميلة والتاريخية وقعوا فريسة لعدم أمانة المسؤلين والمقاولين السودانيين حيث بنوا لهم بيوت رخيصة متهالكة في منطقة غير مناسبة لهم وبمواصفات رديئة ومسقوفة من مادة الأسبيستوس الممنوعة عالمياً لثبوت تسببها في السرطان مما أمرض عدد كبير منهم وهجرهم ؟؟؟ لم يتم تخطيط ودراسة حالتهم بطريقة علمية وإحترافية حيث لم يفكر أحد في عمل مشاريع منتجة توفر لهم الدخل وتوفر وظائف لأبنائهم فضلاً عن عدم توفير خدمات مناسبة لهم تعوضهم عن بلدهم التاريخية الجميلة التي كانت توفرة لهم الكثير الكثير ؟؟؟ 3- السودان الذي يتضور شعبه وأطفاله جوعاً يحرم من الثروة السمكية الهائلة في بحيرة السد حيث يحتكرها الصيادين المصريين ويمنعوا السودانيين داخل أرضهم من الإقتراب حتي منها بقوة السلاح ؟؟؟ 4- إي سواداني يود أن يعمل مزرعة بجانب النيل لا بد له من أخذ الإذن من إدارة الري المصري المتمركزة في السودان وإلا يمنع وهنالك حالات كثيرة تم منعها ؟؟؟ 5- تحطيم مشروع الجزيرة الذي كانت تعترض عليه مصر منذ أيام الإستعمار أفاد مصر كثيراً وزاد في حصتها المائية بفعل طبيب الأسنان الفاسد المتعافن والذي لا أعرف إن كان لقي التكريم المناسب من الحكومة المصرية أم لا ؟؟؟ ولكن يلقي التكريم السخي والإشادة من حكومة كبير الفاسدين الأسد النتر لامن فتر وبقي يمشي مكلوج زعيم عصابة الكيزان الفاسدة قاتلها الله ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..