مقالات وآراء

وداعًا صديق الحلو

د. الفاتح خضر رحمة

وتدمع العين ويحزن القلب ويتمدد الاسى على دروب أشواقنا الطروبة وعلى براحات الاسف الطويل تبتل كل الجوانح فيقثارة الحرف الموشح بصدق اخطتفته يد المنون وعلى درب الفناء مضى إلى جنات الخلود باذنه تعالى وبلا تلويحة وداع ارتحل كأننا مع الالم نعتنق الجراح ونذهل في صمت حين يفاجئنا الرحيل ويرتحل الساكنين في حنايا القلب ودلاهيزيه المعتقة بالمحبة، وإليك أعني يا صديق الحلو الرجل الذي تتقاصر كل المعاني السامقات حين تكون انت فارس الحوبة ومحور الكلام والرجل الانسان الخلوق والجار والقريب مودة ورحم والحبيب النقي قلبا والصادق وعدا وكلمة، و على مثلك حقا تبكي البواكي ويتوشح الكون حزنا وسواد فلا تطال احرفنا المرتدية وشحات الحزن قامة سموقك ولا نجد من بين قواميس الكلام نصا يصل كل هذا السمو فيرصع تاج خلقتك و خلقك القويم وتسقط كل لغة لأنها تعجز ان تضيف لبهاء حسنك جمالا والقا وبريق.

في صمت مهيب وبلا ضجيج رحل العلامة صديق الحلو موسوعة المعرفة والأخلاق والقاص والرواي المهذب وتوارى خلف أسوار الرحيل ليتركنا في تيه زماننا المر نجتر احرف المحنة و نتاوه في مواجع الفراق نستصرخ الدموع من حباب العيون عساها تخفف وقع المصاب وتدارى بعض من الأسى و الشروخ في النفس ، لقد ماتت القصة وفقدت كوستي أحد أعمدة ادبها وذوقها الرفيع وربان سفينة صحافتها فالرجل اديب من طراز فريد وقاص شفيف مرهفا لا يشق له غبار ومعلما متفانيا نهلنا من معين منهاجه معرفة ومن صدق معجمه حرفا فكنت نعم العون والرفيق لم تبخل من رفد سفننا التائهة ببوصلة الرشد وهدى السبيل ولم يجف نبع عطاءك يوما ولم نحس معك بضيق واليوم يحتويك رمس ولكن تبقى بدواخلنا خالدا وعلى ذاكرة احرفنا ستظل مضئ مثل قنديلا لا ينضب نوره ولا ينطفئ بريقه فتاريخك ومواقفك تحكي عن رجل بقامة وطن ارتحل بلاضجيج فاللهم ارحم صديق الحلو بقدر ما أعطى ووهب وعلمنا واجعل قبره روضة من رياض الجنة.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..