خلوهم في حالهم..!ا

العصب السابع

خلوهم في حالهم..!!

شمائل النور

من حسنات البرلمان والتي جاءت في صحف الأمس، أنّ برلمانيين دعوا إلى ترك دولة جنوب السودان وشأنها وألا يُركز إعلام السودان، ويصب جام جهده في نقل أخبار الدولة الجديدة، وكأنّه شأن داخلي يخص السودان بل وإيراد تفاصيل لم تعد تعنينا كثيراً، والذي ينبغي أن يكون هو وبعد التاسع من يوليو أن يتم التعاطي مع أخبار الجنوب وكأنّه شأن خارجي إلا ما له علاقة مباشرة بدولة الشمال، كالحدود والعملة والبترول والقضايا التي لم تُحسم، أمّا غير ذلك فهذه ليست إلا انصراف عمّا نحن بصدد الدخول إليه في السودان الجديد حيث الكثير في الانتظار. الملاحظ وبعد أن ذهب الجنوب لحاله، وأصبح دولة لها حدودها وعَلمَها، لا زالت أخبار دولة جنوب السودان خطاً رئيساً لعدد من الصحف، وليتها تعني شمال السودان في شيء، والغريب حتى أولئك الذين تبنوا الانفصال وعملوا له بكل ما منحوا من قوة، لا زال إعلامهم يفرد أوسع مساحة لأخبار الجنوب وتحديداً السالبة منها وتلك التي تروج لفشل الدولة الجديدة، فإن كان هدف هؤلاء هو الانفصال الذي تبنوه طيلة هذه السنين فقد تحقق.. فماذا بعد..؟ فهل الترويج لفشل الدولة الجديدة هو دور جديد ينتظر هؤلاء..؟ ما الذي يُفيدنا إذاً، أم هؤلاء انطبق عليهم المثل السوداني “لا بدورك لا بحمل بلاك”.. فأيّاً كانت الدواعي فهي ليست من مصلحة السودان في شيء، بل الواجب أن يتجه الإعلام الآن وفي هذه المرحلة إلى التركيز على بناء السودان الجديد؛ الذي لم تبن ملامحه بعد، فالكثير في الانتظار. الآن نحن محاطون بكم هائل من القضايا والأزمات المعقدة والمتشابكة والتي تحتاج إلى التركيز بالوقت والجهد للمشاركة في حلّها، فانفصال الجنوب لا يعني قطعياً أننا أزحنا عقبة كانت تعترض طريقنا منذ خمسين عاماً أو أكثر كما يحتج دعاة الانفصال، إن لم نكن وضعنا أنفسنا أمام عقبة تاريخية لا تغتفر، والواجب أن نتجاوز هذه العقبة لا بحشر أنفسنا في تفاصيل دولة أصبحت الآن جارة وليست شريك في الحكم. في تقديري أنّ من أهم الأسباب التي قد تسهم في جعل السودان قادراً على تجاوز مرحلة ما بعد الانفصال هي أن “يمسح الجنوب من دماغه”، ويُركّز فيما يليه لأنّ ما يليه الآن أكثر من عسير، فلا يجب أن ننصرف عن قضيتنا بالانشغال بنقل الأخبار السالبة عن دولة أصبحت جارة، وأعني هنا الساسة والإعلام على حد سواء، فكما أنّ الإعلام لم يترك الجنوب في حاله كما قال نواب البرلمان فهناك سياسيون لا زالوا يفعلون ذات الفعل، وهمهم الأول أن تنهزم هذه الدولة، مع أنهم ليسوا أصحاب مصلحة.. أتمنى أن يتحول مطلب هؤلاء البرلمانيين إلى توجيهات جادة يلتزم بها الإعلام في التعاطي مع أخبار دولة جنوب السودان سواء كانت سالبة أم موجبة، فهذا شأن لم يعد يعنينا ولدينا قضايا مهمة وتحتاج إلى هذه المساحات الشاسعة في الإعلام.

التيار

تعليق واحد

  1. والله عين العقل يا استاذه ونحن نضم صوتنا الى صوتك وهناك كثير من القضاية يجب على الاعلام ان يهتم بها ويساعد على علاجها بطرحها السودان الجديد يحتاج الى هذا النوع من الاعلام الذى يلعب دور المصلح والمراقب فى كل القضاية التى تهم المواطن والوطن امنه واستقراره وتنميته والله يهدى قلوب كل السياسيين فى بلادى

  2. فعلا فمن الغباء ان نتمني لهم الفشل !!لنجدهم بين ظهرانينا لاجئون!!فنحن اسلمناهم بالجبين لمجهول الحركة!!فلربما نجحوا فنجد فيها ملجا ومغارات!!!! فضيق العيش قذف ببنينا الي اسرائيل!!والتي دنا عذابها لو فتحت سفارتها يوما لن تجدي او تجد الحكومة مواطنا تحكمه!! فلنحتكم لصوت العقل !!عسي ان يبلغ اهل الجنوب بمساعدة الغرب بعضا من كثير نجاح لم يدركه ساستنا في قرن من الزمان!! وزي مابقول كبير المصححين ساقط وشايل قلمو يصحح!!فلنبحث لانفسنا فصول اعاده او حتي تقوية!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..