المذيعات العربيات في (الشروق).. الهروب الكبير

الخرطوم: خديجة عائد:

كحال كل القنوات الفضائية في السعي الى الظهور للمشاهد بصورة تنال رضاه ، ومنذ انطلاقتها في العام (2008) بأمارة دبي ، ارتادت قناة الشروق اتباع سنة القنوات العربية ، وذلك بتطعيم كادرها السوداني الموجود من المذيعين ، بخبرات عربية (شامية)، وبرواتب وامتيازات كبيرة جدا ، فكانت كل من العراقية (فائزة العزي) ، و(رولا جابر) ، و(مي الخطيب) ، وغيرهن من المذيعات اللائي تربعن على عرش نشرات الاخبار ، والبرامج السياسية

و بمجرد ان اغلقت (القناة) استديوهاتها بـ(دبي) هجرها اغلب (المذيعين) السودانيين ، وذلك عندما تم تخفيض رواتبهم ، بعد نقل القناة لتبث برامجها من الخرطوم ، وعلى الرغم من ثبات رواتب (المذيعات) العربيات لكنهن هربن ايضا من العمل بالقناة بعد نقلها مباشرة ، ولاسباب مختلفة ، ربما تتعلق بالعيش في السودان .. بما انهن اظهرن ارتياحهن واعجابهن بالقناة والعاملين بها في كثير من (اللقاءات) التي تمت معهن في وسائل الاعلام المختلفة!! الا انهن الان اختفين تماما من الظهور عبر شاشتها!!

(1)

في البداية وجدت خطوة تعيين (مذيعات عربيات) كثيرا من النقد ، واعتقد بعض المهتمين بالشأن الاعلامي ان هذه الخطوة غير موفقة ، وافتقدت للشفافية والدراسة الكافية ، وتم تنفيذها دون استشارة المختصين في المجال، لأنه ليست هناك اسباب تستدعي ذلك مع وجود (الفتيات)السودانيات المتعلمات اللائي سيقبلن بالقليل مقارنة مع الأخريات الأجنبيات ، وقالوا: ان المذيعة السودانية يمكنها ان ترتاد رحابا لا محدودة في هذا المجال ، وتكون عنصرا جاذبا للمشاهدين ، ولنا في زينب البدوي السودانية في قناة (البي بي سي) خير دليل وبرهان على نجاح (المذيعات) السودانيات ، وبرر هؤلاء نقدهم لاستقطاب (مذيعات) من الخارج بأن شكل البرامج مختلف وتوجه القناة مختلف ، لذلك كان على قناة الشروق ان تصنع مذيعات افضل لها من ان تستقدم مذيعات بقيمة عالية ترهق كاهل ميزانية القناة !!! كما ان هناك من اثنى على الفكرة ، ورأوا استعانة قناة الشروق بكوادر عربية مع كوادرها السودانية ، وكونها تضم (لهجات وجنسيات مختلفة) ليس من الخطأ في شئ ، وان الفائدة ستكون كبيرة في تبادل الخبرات بين المذيعين لعكس الثقافة والهوية السودانية !!

(2)

غياب (المذيعات العربيات) وجد كثيرا من التساؤلات ، لانهن يتعاطين مرتبات ضخمة ، فمثلا العراقية فائزة العزي ، التي كانت تشغل منصب مديرالبرامج والاخبار الاقتصادية ، يبلغ راتبها الشهري بالجنيه السوداني (50) الف جنيه ، والذي يعادل راتب كافة المذيعين السودانيين الموجودين بالقناة ، وايضا زميلتها اللبنانية (رولا جابر) قد غادرت شاشة الشروق وعادت الى دبي ويدور حديث انها قد تلقت عرضا من قناة عربية ذائعة الصيت ففضلت مغادرة قناة الشروق ، وايضا كان راتبها قريبا من (راتب) العزي ان لم يتجاوزه!! لذلك كانت دهشة الكثيرين في غيابهن ومغادرتهن للقناة بعد نقلها من دبي في خطوة رشح مراقبون اقترانها بالوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد وعجز توفير النقد الاجنبي لتسيير اعمال المؤسسات ، وستكون تكلفة الانتاج من الخرطوم اقل من حيث مرتبات العاملين ، والسكن ، والمواصلات، وغيرها من شروط الانتاج، ولذا معظم الاعلاميين العاملين بالقناة في دبي رفضوا العرض المقدم من القناة ، وفضلوا البقاء هناك والبحث عن فرص عمل بديلة!!!

(3)

المخرج التلفزيوني (ميرغني سوار الدهب) قال في حديثه لـ(الرأي العام) : ان قناة الشروق ولدت مختلفة ، وبنمط اعلامي حديث ، وقامت بتعيين مذيعات عربيات من ذوات الخبرة ، لتكسب القناة بعدا عربيا ومواكبة ،وحقيقة ان لمسة اولئك المذيعات في القناة كانت واضحة ، واكسبت القناة بعدا قوميا ، واعتقد (سوار الدهب) أن سبب هروب (المذيعات) من الوظيفة بقناة الشروق يرجع لسبب اساسي يتمثل في تخفيض مستحقاتهن المالية ، التي كن يجنينها حينما كانت القناة بـ(دبي) ، مشيرا الى ان المرتب الاساسي ، والحوافز ، ومتطلبات الحياة في دبي تختلف تماما عن (الخرطوم) ، ولكن (سوار الدهب) رجع وقال: ربما هناك سبب آخر يتمثل في خوف اولئك المذيعات عن الابتعاد عن (دبي) لانها بؤرة ضوء اعلامية ضخمة ، واستطاعت ان تستقطب رموزا اعلامية كبيرة ، وربما يطمحن في ايجاد فرصة للانتقال لقناة اكثر شهرة ، وافضل من الناحية المادية ، وهذا الانتقال الى الخرطوم يفقدهن الفرصة التي يطمحن لها ، وقال: يحتمل ان يكون هناك سبب آخر وهو (سخونة) الاجواء في السودان ، التي قد تكون صعبة عليهن ، وقال: اصبح على قناة الشروق التمسك بالمذيعات السودانيات فهن يتفوقن على العربيات واثبتن جدارة في مجال العمل الاعلامي عموما!!

الراي العام

تعليق واحد

  1. اولا عندنا عقد الهوية واللون
    ثاني اذا كان تلفزيون السودان القومي وهي ليس قومي منذ إنشاءه في الستينات من القرن الماضي لم يظهر في شاشته مذيعة الا من ذلك اللون ومن المضحك الشعب كله لونه عكس ذلك المذيعات او المذيعين وبعد ذلك نريد ان يكون الشعب السوداني موحدة
    ثالثا:_ قناةالشروق شمس السودان الذي يغيب بسبب عنصرية والجهوية سوف يزول قريب بأذن الله…
    رابعا أن الاوان لإنشاء قناة قومي لكل السودان او طوفان وعندئذا لا تنفع العواطف التي تنتهجه قنوات السودان والشروق وام درمان والنيل الازرق بأنهم قومين بالدليل يوجد تسابيخ وسعدالدين وأين ست النفر وعشه وكوكو واوهاج وخميس أليس هم سودانين
    عجبي!!!!!

  2. شكرا يا ابوساره …
    المسكوت عنه صعب…
    لكن لا عليك …
    الشعوب بدأ تصح من سباته… اجل أم عاجل…
    عجبي!!!

  3. يا واقعي!! مجوك دا فات خلاص لكن انا قاعد تربطنا روابط الارض والدين واللغة بس شئ من الإنصاف والعدل!!!
    وديننا الحنيف لا يفرق بين الناس الا بالتقوى

  4. أنا أتساءل ماذا يضير عندما يكون لون بشرة المذيعة غامض او فيه بعض السمرة ؟ أنا أعرف زميلات لي عندما كنا بالجامعة ألوانهن ليست بيضاء لكنهن كن جميلات جدا ومقبولات لابعد الحدود ولو نظرنا إلى القنوات العالمية الرائدة في مجال الإعلام بي بي سي مثلا او سي ان ان نجد بها مذيعين ومذيعات الوان بشرتهن سمراء واشكالهم متواضعة جدا من حيث الجمال .اتمنى ان ارى خديجة وفطومة و ام الحسين وهاجر وام سلمة بألوانهن السمراء وجمالهن المتواضع يوما مذيعات في القنوات السودانية بل والعربية والعالمية وذلك ليس بمستحيل اذا ترفعنا عن صغائر الأمور وقبلنا بالآخر .

  5. يامنو انت.. سالتك بالله انت بتفهم كيف؟ الكلام البقول فيهو ابسروال دا في عوره اكبر منو!!!اشعال لنار العنصريه..والقبليه…والله العنصرية لو (اتاصلت)في البلد دي قماش الدنيا دي كلها لو فصلو(سراويل ) مابسترنا…ياعالم البلد دي ماحقت زول

  6. “عندما يجد الفرد نفسه مفتقرا إلى ما يعتبره القسمات المعيارية، فإنه عادة ما يحاول التعويض
    عنها أو إكمالها. ولأن الزواج يعطي الأفراد فرصا للتعويض والإكمال، فإن الفرد الشمالي المتوسط،
    يتطلع ويبحث عن الارتباط بآخر يكون قريبا من المثال في اللون والقسمات. 44 فمثل هذا الاتحاد
    يعطي الفرد، رجلا أو امرأة، فرصة للتعويض عن سواده (أو سوادها)، كما يعطيهما فرصة لتخليص
    أطفالهما منه.”

    أزمة الهوية في شمال السودان: متاهة قوم سود ذوو ثقافة بيضاء
    (ما وددت أن أكون غير ذلك الرجل الذي يرقد تحت جلدي والذي لابد أن أعرفه)
    د. الباقر العفيف
    ترجمة الخاتم عدلان

  7. عشان ما تتأصل العنصرية يا ابي سارة يجب نعترف بالخط الجسيم التي إرتكبناه في حق سوداننا ..
    وانا لا ادعو للعنصرية وحاشى لله أن اكون من الجاهلين ..
    لكن لم اتي بشئ غير واقعي الان تلفزيونات السودان كلها غير عنصر واحد ذو اللون الواحد …
    عجبي!!!

  8. هوي ترا يا ناس الخرتوم أحسن ليكم تدوا فرصة لبناتنا ذوات اللون الأسود ليه عقدة اللون دي يا ناس؟؟؟؟؟!!!!!

  9. و بعد كل تلك الخسائر و الانفاق لا يشاهد قناةالشروق احد غير السودانيين و حتى من السودانيين نسبة ضئيلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..