الغوغاء يعتدون على أستاذ بجامعة الجزيرة

شئ من حتي
الغوغاء يعتدون على أستاذ بجامعة الجزيرة
د.صديق تاور كافي
على غرار ما حدث في جامعة السودان قبل أكثر من شهر، من عنف منظم ضد الطلاب الناشطين سياسياً من خصوم حزب السلطة، شهدت جامعة الجزيرة بجمعاتها المختلفة (الحصاحيصا، النشيشيبة، أبو حراز، إلخ..) ذات العمل وبنفس الطريقة ولكن على نطاق أوسع وبتجاوزات أكبر ولزمن أطول، حيث امتدت هذه الأفعال لحوالي الأربعة أسابيع منذ الأسبوع الأخير من يونيو الماضي، وطالت أساتذة بالجامعة، وامتدت إلى مناطق سكن هؤلاء الطلاب.
تعود القصة بحسب شهود عيان إلى حدوث اشتباك بين مجموعة محسوبة على حزب المؤتمر الوطني وأخرى تتبع للجبهة الشعبية المتحدة (UPF) – أحد التنظيمات الطلابية الدارفورية بالجامعة – أثناء تنظيم الآخيرين لنشاطهم الدوري في مجمع الحصاحيصا. وقد تدخلت الشرطة وفضت الاشتباك الذي سرعان ما انتقل إلى المجمع الرئيسي بود مدني، حيث توسعت الدائرة لتشمل كل التنظيمات الطلابية بالجامعة. وكرد فعل على اعلان المجموعة الأولى حظر نشاط القوى السياسية كلها في هذه الجامعة، أصر هؤلاء على تنظيم نشاطهم بصورة مشتركة دفاعاً عن حقهم الديمقراطي في التنظيم والتعبير الذي تنظمه لائحة النشاط الطلابي، بالجامعة وليس أية جهة غيرها. وضمن هذا الجو المشحون تسلسلت أحداث العنف واتسعت دائرتها طولاً وعرضاً على مرأى ومسمع من ادارة الجامعة وعمادة شؤون الطلاب هناك، ومعها من خارج الجامعة حكومة الولاية ولجنتها الأمنية التي تدور هذه الأحداث بالقرب منها.
وأياً كان الأمر فان الممارسة السياسية الطلابية في أية جامعة هي ممارسة تربوية قبل كل شئ، المقصود منها أن تربى الشباب في آخر مراحلهم الدراسية قبل الانتقال للحياة العامة، على الرأي والرأي الآخر، وقبول الاختلاف في وجهات النظر بروح ودية، فيها احترام لحق الآخرين في أن يعبّروا عن أنفسهم وفق رؤاهم الخاصة باستقلالية كاملة. وهذه مهمة أخلاقية بالدرجة الاساسي على ادارة الجامعة المعنية وعلى الأجهزة المختلفة داخل وخارج الجامعة، المناط بها المساهمة فيها. وهي كذلك ممارسة سلمية لا تحتمل أي نوع من أنواع العنف أو المهاترات أو المسلكيات غير اللائقة، ولذلك فهي تحكمها قواعد لائحة (السلوك الطلابي)، والأخيرة تجرد أي طالب من صفته الطلابية اذا هو تعدى حدوده السلوكية كطالب ينبغي عليه أن يحترم الآخرين قبل أن يحترم نفسه وصفته التي أوجدته في أرفع منابر المعرفة والتربية مستوى، وان يحترم قبل كل الآخرين أساتذته وادارة جامعته ومجتمعها، وإلاّ فانه لا يكون هناك فارق بين سلوك الفاقد التربوي الغوغائي وسلوك طالب الجامعة. إذن فهذه المهمة التربوية تحمّل الجميع المسؤولية تجاه هؤلاء بغض النظر عن الماعون السياسي الذي يحتضنهم. وتكون المسؤولية أكبر على حزب السلطة حتى لا يكون الانتساب إليه مفسدة لهؤلاء الشباب تمنعهم من تبيان حدودهم كطلاب بالدرجة الأساس في مؤسسة أكاديمية تتبع للدولة، وليس الحزب.
من الممارسات التي لازمت أحداث جامعة الجزيرة الأخيرة، اعتداء ما لا يقل عن عشرة من المحسوبين علي حزب السلطة، على أحد الاساتذة داخل مكتبه وضربه حتى أُغمى عليه، لسبب بسيط وهو أنه حاول أن يحول بينهم وبين أحد الطلاب كان قد لجأ إلى مكتبه أثناء مطاردة هؤلاء له. أما الطالب المعني فقد تم أخذه معصوب العينين ومقيّد اليدين وأُلقى به على عربة (بوكس) وتم تغطيته بقطعة (صيوان)، ثم جثمت على ظهره كل المجموعة، في الوقت الذي انطلقت فيه العربة إلى منزل قريب من الجامعة، حسب رواية الطالب نفسه فإنه قد (عُرض للتحقيق؟!) لمدة ربع ساعة فقط، ثم تعرض للتعذيب بحرق ذراعيه بسيخ ساخن، وتم ضربه بعصا كهربائية هذا غير الشتائم والسباب.
ما تعرض له الاستاذ المذكور وفقاً لرواية شهود العيان، قد تم أمام عميد كلية الهندسة الذي أبلغ بدوره عمادة شؤون الطلاب وادارة الجامعة.
من الممارسات أيضاً استهداف النشطاء من أبناء اقليم دارفور تحديداً، وتعرضهم للاعتقال والتعذيب والشتائم ذات الطابع العنصري، وذلك بعد أعمال عنف في أبو حراز أصيب على اثرها 34 طالباً. كما أُعلن عن حظر النشاط الطلابي بالجامعة. أيضاً تم احتلال منازل ومقار اقامة بعض الطلاب وهكذا وهكذا.
كل هذا الذي حدث يندرج ابتداءً تحت مظلة انتهاك حرمة الجامعة كمؤسسة أكاديمية تربوية مستقلة، وهي ليست مؤسسة حزبية تتبع للحكومة وحزبها أو للمعارضة. وبالتالي فهي مؤسسة تتساوى فيها حقوق الجميع دونما تفضُّل أو منة. لذلك لا ينبغي لادارة الجامعة أن تتخذ موقف المتفرج إلى ان تصل الأمور إلى هذا الدرك.
وثانياً الاعتداء على أستاذ بالجامعة بالمستوى الذي ذكر هو مؤشر خطير علي مستوى التجاوزات التي تحدث داخل الحرم الجامعي. فهي بهذا تجاوزات لا سقوف لها. فالاستاذ الجامعي هو قيمة نادرة وقمة لا تعلوها قمم في نظر المجتمع. وهو عنوان من عناوين المعرفة في البلد، ينبغي اجلاله وتقديره واحترامه وتبجيله. على هذا الأساس فإن من يعتدي عليه بأي صورة من الصور لا يمكن أن يكون طالباً لا جامعياً ولا دون الجامعي. وهذا يطرح سؤالاً مهماً هنا، مفاده من هؤلاء الذين يقتحمون الحرم الجامعي بإمكانات أكبر من امكانات الطلاب، ولديهم مقار للاعتقال والتحقيق ولديهم أدوات للتعذيب من نوع العصي الكهربائية. هل هؤلاء طلاب يدرسون في جامعة الجزيرة فعلاً؟! – الله أعلم. والسؤال الذي يليه هو لمن يتبع هؤلاء؟! هل يتبعون فعلاً لحزب المؤتمر الوطني أم أنهم مجموعة تتبع لجهة ما داخل المؤتمر الوطني؟! هذا السؤال وغيره يحتاج إلى اجابات واضحة بهذا الخصوص من القيادة المركزية لهذا الحزب لأن الأمر بدأ يأخذ شكل الظاهرة الأمنية داخل مؤسسات التعليم العالي، مثلها مثل ظاهرة النيقروس في أحياء العاصمة. ومن ناحية أيضاً فان منسوبي المؤتمر الوطني من الطلاب يجدون حرجاً كبيراً بين زملائهم من هذه التصرفات، لأنه بالقطع لا يوجد طالب سوداني مهما كان، يقبل بالاعتداء على زميله أو زميلته ناهيك عن أستاذه، مثلما لا يوجد أي طالب يقر بالممارسات الغوغائية في حرم جامعته.
من الناحية الادارية فان عمادة الطلاب وادارة الجامعة تتحمل قدراً كبيراً من المسؤولية عندما تتخذ موقف المتفرج، لأن هذا النوع من الممارسات يشوه صورة الجامعة ويلطّخ سمعتها أمام الجميع. بحيث لا يضحى هناك أي فرق بين ممارسات الغوغاء والعامة وبين مجتمع الجامعة كمركز للاستنارة ونشر الوعي والمعرفة.
والمطلوب التحقيق الجاد و(المستقل) فيما حدث في جامعة الجزيرة، والتقصي عن مصدر وتبعية السيارات وأدوات التعذيب والأوكار التي تستخدم ضد النشاط الطلابي في جامعة الجزيرة وفي غيرها من الجامعات قبل أن تتحول هذه الحالة إلى ظاهرة أمنية تستعصى على مؤسسات القانون والعدالة المعروفة في البلد. قبل ذلك المطلوب القبض على الذين اعتدوا على الأستاذ المذكور ومحاسبتهم على هذه الفعلة الشنيعة. السؤال الأخير في هذه الأحداث هو عن ظروف اجراء الانتخابات هناك. هل كانت هذه الظروف مناسبة فعلاً لقيام انتخابات قيل ان قائمة منسوبي حزب السلطة قد فازت فيها بالتزكية، نقول هل كانت هذه الظروف مقنعة لادارة الجامع حقيقة أم انها أقدمت على عقد الانتخابات بناء على تملية وضغوط من جهات نافذة خارج الجامعة؟!
أخيراً فان أرواح الطلاب وسلامتهم وسلامة بيئتهم الجامعية (جميع الطلاب) هي مسؤولية أخلاقية للادارة وللحكومة قبل غيرهم. وخسارة أي طالب هي خسارة لكل البلد وخسارة العام الدراسي هو استنزاف لموارد البلد وضياع لفرص مهمة أمامها، وتخريب البيئة الجامعية هو عمل عدواني ضد كل أهل البلد.
الصحافة
ما وراء السطور
البغلة في الإبريق
طلاب حزب "السلطة " لا يسمح للطلاب المعارضين بممارسة
أنشطتهم الثقافية .. كيف نتوقع نفس الحزب يعمل مع حزب تاني
عندو مسلحين …؟؟ حيخليهم ساي ..؟؟
الحمد لله في مقالك دا ما ذكرت لينا بأنو طلاب "المؤتمر الوطني"
وطلاب "الجبهة الشعبية المتحدة " هم سبب البلاوي على الطلاب
التانين المسالمين اللي ما عندهم ناقة ولا جمل .. كلام مسك العصاية
من النص …
نتمنى إنك برضو تنصف الحركة الشعبية بنفس المنهج التحليلي
تحليل رائع دكتور تاور .
نتمنى التحقيق في الامر حتى لا تصبح جامعاتنا اماكن لحسم الصراعات السياسية ومحاولة التغطية على الفشل السياسي الاخلاقي و الاقتصادي وتقسيم البلاد لحكومة هؤلاء الفاقد التربوي من منسوبي المؤتمر اللا وطني ومن لف لفيفهم من إدارة الجامعة …… والساكت عن الحق شيطان أخرس .
يا ناس جماعة المؤتمر الوطنى ديل بيستغلوا حاجة الكثير من الطلاب الجامعيين و يستقطبوهم بالمال و الابتزاز بحاجات تانية لضمهم لصفوفهم مش كسياسيين و لكن بتجنيدهم فى قصة الكتائب المسلحة للمؤتمر الوطنى بتاعت مندور و حاج سوار و نافع قبل الطبع!!!!! و هم فى الاصل زى البلطجية تم اعدادهم بشكل غير طبيعى حيث جردوهم من ابسط مبادئ الانسانية و الادمية و شحنوهم بحجم ضخم من الكره للزملاء و الاساتذة و اكيد حيجى اليوم الحشرب منو ناس سوار و مندور من نفس الكاس !!!!
و يكلمونك عن سماحة الإسلام و تسامحه … كانت الكنيسة في القرون الوسطى تتلو على اتباعها : احبوا أعداءكم و باركوا لاعنيكم و … و كانت تقيم محاكم التفتيش التي تحكم بالحرق على من تتهمه بالهرطقة … هؤلاء يفلقون رأسنا كل يوم عن سماحة الإسلام و حرية العقيدة و يقتلون من يختلف معهم في الرأي … أتعلمون لماذا ؟ لأن المحافظة على الأموال المنهوبة تجعل أصحابها يدافعون عنها لدرجة توحي لهم بأنهم حماة العقيدة و رسل الحقيقة و الآخرين شياطين ملاعين أنجاس أرزال يمكن تعذيبهم و قتلهم و يكون الجزاء ثوابا و حور عين و جنات النعيم … هذا وباء سرطاني كلما سكت الآخرون و خافوه كلما استشرى في جسد الأمة ….
الدكتور تاور اجليت الحقيقة … ولكن اذا كان كبار المتنفذين فى المؤتمر الوطنى يفعلون ــ ـــ بكل من خالفهم الرأى ــ ـــ أكثر من هذا فلا عجب أن يفعل أذنابهم مما يسمونهم طلاب هذه الافعال الغوغائية ..
لابد من طرح سؤال مهم …ماهو الحل ؟؟؟
هل نترك هذا النظام يفعل ما يفعل ؟
هل نكتفى بالكتابة فقط عن الممارسات اللاأخلاقية لهذا النظام ؟؟؟
اين هو دور أساتذة الجامعات ؟؟ ولماذا لايتخذون موقف ايجابى مع الطلاب المضطهدين سياسيا"؟؟
لماذا لم يقف طلاب الجامعة موقفا" موحد من هذه السلوكيات الهمجية؟؟
آن الاوان ان تتخذ القوى السياسية فى هذا البلد موقفا" حاسما"قبل ان يتجاوزها الشارع بعفويته
آن الاوان لوقفة من اساتذة الجامعات فى كل أنحاء السودان ضد (( البلطجة)) فى الجامعات
آن الاوان أن نفعل الدور النقابى فى كل المؤسسات حتى لو أدى ذلك الى ثضحيات جسيمة
كل ما يحدث فى الجامعات وغيرها من الاطر الجماهيرية من استمرار نفوذ هؤلاء الاجراميين سببه استكانة القيادات الحزبية وميل أكثرها للحوار مع المؤتمر (الوطنى) بينما قواعدها تحترق نفسيا" بسبب الالتزام …
الـــــــــــــــــــــــــــى متـــــــــــــــــــــى يستمــــــــــر هذا الاجــــــــــــــــــــام؟؟؟؟؟؟
لك التحية دكتور صديق تاور علي هذا التحليل الواقعي والمنهجي وعلي هذا الموقف المشرف وانت تدين وعلي صفحات الصحف السيارة الاعتداء علي تلاميذك الطلاب وعلي زملائك اساتذة الجامعات واتمني من كل اساتذة الجامعات ان يقفوا صفا واحدا من اجل ايقاف انتهاك حرمة الجامعات والاعتداء علي الطلاب والاساتذة من قبل مليشيات النظام وان يتجاوزو نقاباتهم الكرتونية التي اتت بالتزوير والتي لا تعبر عن قضاياهم ولا عن ارادتهم ويا اخي مجودي دكتور صديق ليس من الذين يمسكون العصاء من النصف فاذا كان بمثل هذا الوصف لكان احتفظ بمواقفه هذه لنفسه خوفا من فقدان وظيفته لكنه مناضل وطني غيور علي بلده ولو كلفه هذا التضحية بوظيفته كاستاز جامعي فهل نقد الحركة الشعبية يعني مسك العصاء من النصف فقد بان ولاح الكذب والتضليل الذي تمارسونه علي جماهير شعبنا بمدح رياك مشار للدكتاتور عمر البشير في احتفال اعلان دولة جنوب السودان فدعونا من اراء دكتور صديق تاور في الحركة ماهو رايكم في كلمة رياك مشار حينما قدم عمر البشير لشعب الجنوب
هذا هو السلوك الذي ظل سائداًمنذ قدوم هذا الإنقلاب الشؤم الذي جثم على البلاد واستنذف خيراتها للفاسدين والمفسدين داخل البلاد وخارجها مثل جمعة الجمعة وغيره …. اين أنتم من زمان …. حدث مثل ذلك وفي جامعة الجزيرة أكثر من مرة منذ تسعينات القرن الماضي .. وأسألو عصام الترابي وزمرته …
يخصوص موضوع جامعة الجزيرة
نسأل الله أن يهدينا ويهدي الأخوة في المؤتمر الوطني . ويجب أن يتذكروا أن الوطن للجميع وان العقلية التي يتعاملون بها مع الناس منذ 89 يجب أن تتغير لأن هذه السفينة التي نحن عليهاالأن ( الوطن) أوشكت على الغرق والساحل بعيد وبالقرب منة تماسيح كثيرة لاينجو منا الا من رحم ربي والوطن يرثها آخرون يجب أن نتذكر ذلك
أما موضوع طلاب دارفور .يجب ان لا ننسى ان الطالب الذي يعذب في بيوت الاشباه ان مات يخاصمك عند الله فلا يظلم وان حيا حتما سيحمل السلاح وينتصر لنفسه وألد اعداءه سيكون زملاءه من المؤتمر الوطني من يعرفهم ومن سمع عنهم فكلهم سواء في تعاملهم وكلهم ايادي امنية هكذا يقول الجميع . ارجو أن تتزكرو الوطن واحفظوه قبل أن يضيع ويفكر كل منا أن يعود الى الجهة التي يدعي انتماءه اليها ولن يقبلوه فيها .كنا نتكلم عن الاندلس اين هي .انظروا الى الفلسطينيين . انتبهوا ..انتبهوا
السلام