خروف الجمارك وانفصال جنوب السودان

خروف الجمارك وانفصال جنوب السودان
سيف الاقرع
[email protected]
قدمت الى السودان بعد غيبة وصادف مقدمي الغير ميمون ايام انفصال الجنوب وكان يعتصرني الحزن ومنيت نفسي ان احزن مع بني وطني ويخفف كل منا عن اخيه عل ذلك ان يخفف مصابنا الجلل وتراجع حكومتنا عن عهدها بأن تسلمنا السودان مليون ميل مربع كما استلمته مليون ميل مربع ولكن الفساد دائما يطل برأسه فوجدت السودان ناقصا غير تام شأنه شأن خزائن الدوله
نويت ان احزن قليلا مع بعض الافراد والمعارف صبيحت يوم التاسع من يوليو ولكن الكل كان مشغولا بضربات الجزاء التي فار فيها المريخ على نظيره لم اجد من احزن معه يخفف المصاب الجلل عني واخفف مصابه فحزنت مرة اخرى .. الكل مشغول ولا مبالي او ربما لا يدري ما يدور .. الاعلام معلقة على الحافلات والركشات ولكن للاسف الكثير منهم لا يعرف ترتيب الالوان في علمنا الوطني الاحمر والابيض والاسود والمثلث الاخضر حتى في احدى عربات الشرطة اوقفت الشرطي واخبرته بأن هذا العلم موضوع بالطريقة الخطا اي بالمقلوب و يجب ان يكون الاحمر في الاعلى ثم الابيض فالاسود ولكنه لم يدري ما اقول وكأني ااذن في السودان اقصد مالطا .. حاولت ان احزن مرة ثالثه ولكني وجدت نفسي اصلا حزين فوفرت الحزن لموقف اخر يستحق ان احزن فيه وكاني اقرأ الغيب واعلم الذي سيأتي .. فقررت ان احتفظ ببقية حزني وادخره حتى لا اصاب بجلطة او ارتفاعا في الضغط او هبوطا او نزولا في السكر
ذهبت الى مطار الخرطوم اتلمس تلفزيوني البلازما ذو الخمسين بوصة الذي تحطم في الشحن الجوي على الخطوط البريطانية واتصلت بمكتب الوكيل الذي اعجبني بما يحمل من اسم .. سيبويه .. كان يبدو عليه التهذيب وابدى الرغبة في المساعدة وتعهد بأنه سيقف معي حتى النهايه ولكنه صعب الامر عليه فأختفي كما اختفت الماء في المواسير والحنفيات وجعلتنا نتيمم حتى كتابة هذه الاسطر.
بعدان تحطم تلفزيوني الجميل ذو الخمسين بوصة قررت سلطات الجمارك ان ادفع على تلفزيوني المحطم كما امالي اربعمائة دولار او اتنازل عن بقيه البوليصة بما فيها لاني شحنت هذا التلفاز الجميل ومعه بعض الاغراض المنزليه فقررت الجمارك اما ان ادفع اربعمائه دولار او اتنازل عن بقية المشحونات .. تذكرت شاعرا كان يرثي خاتمه الذي ضاع منه واحدا اخر يرثي منديله واخر سرقت مليات سريرة الجديدة فبحث عن احد يرثي تلفزيونا ولكني لم اجده فققرت ان انشئ قصيده ارثي فيها تلفزيوني ( L G) سأعرضها عليكم في مقال اخر علها تنال اعجابكم ..
قرر المخلص الذي ينوب عني في تخليص اغراضي ان يكتب مذكرة بعد ان نصحة ظابط جمارك احتجاجا على الاربعمائة دولار وان التلفزيون بحالة سيئة جدا ودفع هذا المبلغ غير منطقي فقررنا ان نكتب هذه المذكرة وذهبنا الى احد خراف الجمارك اذ ان حسب علمي فيها خروفين احدهم يدعى صلاح والاخر هو الذي ذهبنا اليه ويدعى ازهري وهو برتبة عميد ومنصبه هو مدير فرعي مطار الخرطوم واسم الخروف هذا او اللقب ليس من عندي انما يلقبون بذلك في مطار الخرطوم .. وانتظرنا في مكتب سكرتاريته عسى ولعل ان يجد مخلصي فرصة لتقديم المذكرة له وبعد فترة طويلة من الانتظار الممل قرر ان يخرج علينا بدلا من ان يدخل المخلص عليه في مكتبه فماذا حدث من هذا الخروف ..
والله الذي لا اله الا هو خرج علينا هذا الخروف واظنه ثورا هائجا رأي لونا احمرا .. نظر الينا او بحلق فينا او ( حمر لينا ) لا اجد الكلمة المناسبة لهذه النظرة ونفخ الشلاضيم حتى اضعك يا اخي القاريء الكريم في الصورة الحقيقة لهذا الموقف الذي يصعب على وصفه .. خرج علينا هذا الخروف وعز عليه ان يقول السلام عليكم .. جلس منتفخا كما الخروف بعد زبحه نظر للكل نظرات قوية فيها من التحدي ما يجعلك تطلب الرحمة .. تسمر الجميع كما التلميذ البليد امام المعلم الفظ وتذكرت قوله تعالي انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا فأيقنت بأن ذلك الخروف لم يقرأ هذه الاية الكريمة ووددت لو اني تلوتها عليه .. ولكن المخلص طلب مني ان ابقى خارجا ومن معي لانه يعلم اسلوب هذا الخروف ويدري كيف يتعامل معه بدون وجود الناس وكانما وجودنا يخلق جدارا من التوتر ويعصب من اجراء الحوار نيفاشا فقرر ان يطرح قضيتي معه في جلسة مغلقة ..
خرجت وانا متعجب مما رأيت من هذا الخروف الذي صعب عليه ان يقول السلام عليكم وكانما السلام الذي افتقدناه في السودان هو من اسباب عدم قول التحية من هذا الخروف فعلمت الا سلام في السودان ففاقد الشيء لا يعطيه فأذا اننا اصلا لا ننعم بالسلام كيف لهذا الخروف ان يلقي علينا سلاما
فيما بعد سأوافيكم بتفاصيل تلفزيوني الراحل وكيف اننا سنخرجه من المشرحة اقصد الجمارك وسنرى هل اننا سنضحي بالخروف ام ان الخروف سيضحي بتلفزيوني وهذا ما اظنه ..
الدين المعاملة والسلام سنة وتبسمك في وجه اخيك صدقة وانك لن تخرق الارض ولن يبلغ الجبال طولا .. ذهب ثلث السودان فلم يحزن لا خروف ولا ثور .. فهل ستحزن البهائم على تلفزيوني الجميل .. كنت محقا حينما قررت الاحتفاظ ببعض الحزن ففي السودان لا يمكنك الا انتحزن ..
ملء السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ
سيف الاقرع
SAIF ALAGRAA
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اخونا الاقرع وماانت با أقرع حمد لله علي سلامتك وافتقدناك كثيرا ، والجاتك في مالك سامحتك ( وكل امثلة الانكسار والاستسلام ) ;(
مالك ومال التلتلة كان تشترية من هنا حتى لو اغلى بى كتير واعتبر فرق السعر كرامة وسلامة من الخرفان
نحمد الله بأن هناك اقرع بكل هذا الجمال
مشكوراً على النصيحة يعني الواحد عندما يشحن جهاز تلفزيون عليه أن يسجله في بوليصة لحالها
مع أني متأكد بأنه ليس هناك قانون ولا تحزنون سوف يمصون دم الواحد بطريقة اخرى
نحنا بنفرح وبنسعد بعودة كل الطيور المهاجره يا (سيف) الموده والاخاء والنقاء والوفاء تكفى الابتسامات والضحكات والسلامات التى تخفف عليك بكثير من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسؤ الذوق والادب واللياقه ذى ناس الجمارك .. فيا أخى (سيف) تكفى قدله يامولاى حافى حالق وانت لابس عراقى وسروال طويل ومشنق الطاقيه فى نص حوش ابوك ووسط اخواتك واخوانك والاولاد والجيران والاحباب . دى سعاده لا تُدانيها سعاده يا(سيف) .. بنعتذر من سلوك ناس الجُمرك اللى أفسدوا ليك الاجازه .. ويا جماعة الخير نحنا فى السودان بنهوى اوطانا وان جانا متغرب أو مغترب الله قال بقولو .. بتعامل معاهو وكأنو مواطن انفصلت بلدو فى 9 يوليو2011م ..
الجميع بيتعامل معاهو (كصراف آلى) ومحفظه مفتوحه على كل الخيارات والخالات والعمات .. نكتا قالو المغترب بتنتهى اجازة المغترب ذى الاسكراتش المليان بالرصيد بمجرد الكشط وانتهاء الرصيد بيسألوك الجماعه الرجعه متين؟ ويمشوا يفتشوا ليهم اسكراتش جديد يوم واحد ما بسألوه حالك كيف؟ عايش كيف؟ الناس المعاك كيف؟ انت ذاتك كيف؟
واحد ساخر قال المغترب ذى ( الشيه حلاتو تأكلو حار حار) لو برد قرش مابديك .
المغترب تداهمو حار حار فى ساعة (الغيبوبه) تشيل معاهو (الفاتحه) وتأخد ليك فوقو (بكيه) وترمى (كم دمعه) وياحليلك يا (الحبيب) نعاين ليك لينا زمن .. وطوواالى نحنا ماسكين سيرتك .. وسيرتك وكت يجيبوها أهلى كتير بريدوهاهاهاهاهاهاها ..
الجعلى البعدى يومو كلو خنق فى البلطجيه وكسارى التلج مع المتغربين والمغتربين واحد قريبنا سألتو أخوانك رجعوا من ليبيا المغتربين ؟ قال لى اخوانى ديل مضطربين ما مغتربين (مع الاعتذار) اللهم احفظ جميع اخواننا المهاجرين فى المنافى والمهاجر والشتات اللهم رد غربتهم سالمين وغانمين .. الجعلى الدندر
أخى سيف
رد الله غربتك وغربتنا لنعود إلى حضن وطن عزيز ينعم بالأمن والإستقرار. فى الحقيقة ألمنى هذا المقال كثيراً ليست بسب فقدان تلفزيونك الجميل ذى الخمسين بوصة ولا بسبب التلتلة التى شاء الله أن تتكبدها مابين مكتب خروف وديع أو ثور هائج، وإنما لأنه عاد بى إلى الوراء لتلك الأيام الخوالى والتى كنا نجلس فيها سوياً أنا وانت وشقيقك قمر الأنبياء وعوض وبابكر وسيف ونى أما تلفاز الحاجة أمنه (والدتكم) رحمها الله واسع الرحمة وأسكنها فسيح الجنات مع الشداء والصديقين والأنبياء ذلك التلفاز الصغير الجميل والذى أشترته والدتكم بدراهم معدودة لم يتطلب الأمر منها أن تصعد الدرج أو تطرق الأبواب لمقابلة مسئول أو خروف أو غيرهم ذلك التلفاز الذى كنا نتحلق حوله لنشاهد حكاوى كرتوب وبت قضيم والعجب أمو وحكايات رمضان والمسلسلات السودانية الكوميدية اللطيفة وأحياناً مباريات الهلال والمريخ التى كانت تُنقل أحيانا عبر الأثير ثم نمضى بعد ذلك إلى الدكان المجاور لنتناول الفول بالزيت ثم نجلس أمام باب منزلكم العامر فى مواجهة منزل المقبول نتسامر ونتفاكر فى مستقبل كنا نظن أنه آت بكل جميل وجديد، حقاً كانت أيام لن تعود إلى الوراء وحقاً كان ذلك هو الزمن الجميل الذى يظل ذكرى تقبع فى أفئدتنا ونفوسنا مدى الدهر. كتبت هذا التعليق لأعود بك قليلاً إلى ذلك الزمن لكى تنسى هذه الألام التى تتكبدها ويتكبدها كل من عاش فى خضم هذه الأيام الكالحة. لعل ما جاء بهذه الكلمات يزيل ما علق بصدرك من ألم واحساس بالظلم والتوهان فى بلد ظل الناس يدورون فيه كالثور فى مجرى الساقية.
وحمدا لله لرجوعك سالما الى أرض الوطن الذي تمزق
الجاتك في تلفزيونك سامحتك
تعرف ياعمك شحنت لي عفش للبيت من جده بالحاوية الى سوبا
جمارك سوبا قدّروا لي جمارك بثلاثة أضعاف قيمة العفش
لما مشيت لى خروف جمارك سوبا للاعتراض ومتعللا بأنو ماعندي المبلغ دا
اقترح عليّ سيادة الخروف إني أسيب العفش شهرين عندهم وهم بعد داك بعملو ليهو دلالة بالجرس
وأجي اشتريهو بأقل من سعر الجمارك المقّدر حالياً
قلت ليهو أولاً إجازتي بتنتهي بعد اسبوعين
تانياً الضمان شنو إنو جرس عفشي يقيف عندي وما يمشي لي زول تاني
قال لي وهو يقرأ جريده فى ايدو ويشرب في كباية شاي
مافي ضمان
اخي سيف
السلام عليك ورحمة الله وبركاته بودي ان اواسيك واعزيك في تلفزيونك من زمن بعيد ولكن نسبة لانشغالي بالحياة لم اتمكن من الدخول لمقالاتك الجميله فمعليش العزاء جاء متاخرا فا اي شخص عانا وتعب في جمع المال سوف يحس باحساسك هذا كمثلك ومثلي ومثل الاخ سوركتى نتغرب ونبني وكل شي يروح في مرقة وخاصة عندما نتذكر الضرايب وما بها وما عليها فحينها نردد لا رجوع للوطن فكيف نعقد الامال وما هو حلنا طبعا هنا الحل اتركه لك اخي سيف المهم انا الان احس علي ما جرى لك من حسرة وندم علي تلفزيونك فكل ما لدي هو الحمد لله رب العالمين فا اوصيك بكلمة انا لله وانا اليه راجعون كما اوصانا نبينا الكريم ربنا انشاء الله يعوضك بالاغلي وهي الصحة والعافية فهو المطلوب فاكيد ربنا حيعوضك لانك في العائله موصوف باالكرم والجود اتمني لك التوفيق والرجوع للوطن سالما غانما
انشاء الله