جبال النوبة…من سرق الثورة؟؟

تقول أسطورة جورجية قديمة عن حال بائس لجماعة من الناس"نمشي تحت الشمس فنتجمد ونمشي فوق الثلوج فتلسعنا النيران ونتجه نحو الشمال ونتمنى لواتجهنا نحو اليمين…الخ" ربما صورت هذه الأسطورة ولو بصورة جزئية معاناة مواطني جبال النوبة الذين خرجوا من مولد تسويات نيفاشا ببرتكول دون قامة التضحيات وعبارات إنشائية معلقة في الهواء وفقدوا عنب المؤتمر الوطني وفشلوا في الحصول على بلح الحركة الشعبية المعبأ في جوالات المشورة الشعبية وعند الفحص تبين لأبناء الجبال (البركاوي طلع جاو) والجاو من الأنواع الرديئة من البلح وأسعارها متدنية جدا. ومع اقتراب قطار نيفاشا من المحطة الأخيرة بدأ الأمل يتسرب من نفوس أبناء الجبال وتضحياتهم الجسام تذهب أدراج الرياح، والحرب التي دارت في أرضهم تحت شعارات كبيرة خربت النسيج الاجتماعي ودمرت القليل الموجود من البنى التحتية والناتج صفر كبير. ويرى الدكتور صديق تاور أن برتكول جبال النوبة كان دون طموحات أبناء جبال النوبة ويقول برتكول جبال النوبة جاء محبطا ومخيبا لآمال أهل الإقليم جميعهم إذ لم تكن الحصيلة بعد عشرين عاما من الموت المجانى والقتل الفوضوي وخراب البناء المجتمعي ودمار البنية التحتية وغير ذلك كثير ,لم تكن الحصيلة أكثر من صفر كبير. لا تستطيع الحركة الشعبية قطاع الجبال أن تواجه به المواطن . خاصة وأن أداءها فى فترة أربع السنوات الماضية كان منفرا لقطاعات واسعة من مجتمع ولاية جنوب كردفان.
وكانت منطقة جبال النوبة طيلة فترة الحرب مسرحا لتصفية الحسابات بين الحكومة والحركة الشعبية فهم في نظر الحكومة مع التمرد ولذلك تعرضوا لكل أشكال العنف والتصفيات الجسدية ومع الحركة الشعبية كانوا عظم الجيش الشعبي وأبرز ضحايا الحرب وقضت الحرب على الأخضر واليابس في المنطقة وبعد نيفاشا لم تحظ المنطقة بنصيب وافر من التنمية يتناسب مع حجم التضحيات والخراب الذي لحق بجبال النوبة.
ويلفت صديق تاور الأنظار إلى جوانب خطيرة من الصراع بين الحركة الشعبية والمؤتمر والوطني في جبال النوبة(. لقد تقاسم المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية فى جنوب كردفان إثارة الفتنة بين مكونات المجتمع على أساس عنصري (مخرب) طيلة سنوات الحرب وما بعدها. وكان يتوقع أن يتعلم الطرفان من تجربة الحرب اللعينة, ولكنهما لا ينظران لأبعد من قدميهما وتعميهما السلطة ومصالحهما فيها عن رؤية ما يمكن أن يترتب على إعادة استنساخ نفس التجارب المؤذية للمجتمع. فبينما بدأت الحركة الشعبية تنشط تعبويا وسط مجتمعات قبائل النوبة بخصوص المشورة التى تصورها لهم بأنها حق لتقرير المصير، يتحرك المؤتمر الوطنى وسط قبائل البقارة مستغلا المخاوف المشروعة لهم من خطاب الحركة الشعبية العنصري).
وتظل المنطقة بحاجة إلى رؤى عميقة تتجاوز الصراع حول نسب السلطة والثروة بين شريكين قد تتفرق بهما السبل في خلال أقل من 200 يوم ومن الخطورة بمكان تجاهل وضعية منطقة مفصلية في السودان قدم أبناؤها الغالي والنفيس من أجل السودان، وكان أبناء الجبال يشكلون العمود الفقري في قوة دفاع السودان. والتعبئة العنصرية من قبل طرفي نيفاشا تلحق أبلغ الأضرار بإنسان المنطقة الذي أصبح في أمس الحاجة لاستقرار سياسي وأمني يعبد الطريق أمام قطار التنمية. وتقول الكاتبة الصحفية نور تاور في مقال منشور( وقــد سعى الطرفان المفاوضان في تهميش النوبة وإضعافها حيث ساوما في قضية جبال النوبة والنيل الأزرق للوصول الى اتفاق في المسائل المستعصية بينهما ، لذلك جاء التهميش في تقـسيم السلطــة والثروة وملكــية الأرض وفي الحق التاريخي لاسم جبال النوبة الذي استبدلته الاتفاقية بجــنوب كردفان). وتعيش المنطقة في حالة استقطاب حادة قد تصعب مهمة إجراء المشورة الشعبية في ظروف طبيعية وخاصة أن الخلاف حول تفسير نصوص المشورة قائم بين الحركة والوطني وبالمقابل بين المؤيدين لهما من أبناء المنطقة. ففي حين يرى قطاع من أبناء المنطقة أنهم جزء من الشمال السياسي ولاعلاقة لهم بالجنوب ويرى قطاع آخر أن المشورة تعني حق تقرير المصير ، هكذا تتمدد الخلافات وتشتعل مع غياب إرادة حقيقية من قبل الحكومة المركزية (الوطني والحركة) في وضع معالجات تستجيب لمصالح المنطقة في الحاضر والمستقبل. وكان تقرير لمجموعة الأزمات الدولية رسم صورة قاتمة للأوضاع في جبال النوبة(النوبة من أبرز ضحايا الحرب بين الشمال والجنوب، ويشعر قادتها بأنّ الحركة الشعبيّة تسخّرهم أداةً في المساومة، وينتاب قادة جبال النوبة شعورٌ بالغربة يُعزى إلى الانفصال بين قيادة الحركة الشعبيّة القائمة في الجنوب، ونظرائها النوبة في كادقلي وكاودا). وأضافت حادثة اعتقال الجنرال تلفون كوكو من قبل استخبارات الحركة الشعبية تعقيدات إضافية في العلاقة بين أبناء جبال النوبة والحركة الشعبية وعبرت قيادات بارزة عن استيائها من اعتقال تلفون كوكو،واعتبر مدير مكتب اللواء تلفون ممثل قبيلة كاتشا «كوه إبراهيم عدلان» في كلمة ألقاها في اجتماع اللجنة العليا للمعتقل تلفون أبوجلحة بمنطقة ود البشير بأم درمان، اعتبر اعتقال تلفون خيانةً وغدراً من رفقاء دربه بالجيش الشعبي.
ومستقبل المنطقة مرهون بحل خلافات عميقة في الرؤى والتوجهات حتى بين أبناء المنطقة حول دلالات المشورة الشعبية وكان القس دانيال كودي القيادي البارز بالحركة الشعبية قد رسم صورة غير وردية وممعنة في الواقعية من جانب وفي نظرة تشاؤمية من جانب آخر عندما قال لصحيفة الرأي العام :
(حال حدوث الانفصال فنحن لدينا الخيارات كافة متاحة بالنسبة لنا ولكن بإرادة شعبية، وأمامنا أن نكون في الجنوب أو الشمال أو أن نكوّن دولة أو صيغة نرتضي عليها بدون حرب، وليس صحيحاً أن الناس فترت من الحرب وأنا أتحدث معك الآن وفي داخل غرفتي هذه كلاشنكوف).
وتقاصرت نصوص نيفاشا دون قامة المشاكل الموجودة في جبال النوبة وصمتت نصوصها عن مستقبل أبناء الجبال في الجيش الشعبي في حالة الانفصال ماهو مصيرهم وخاصة أنهم يشكلون حوالي 60% من الجيش الشعبي وهناك قضايا كثيرة شائكة في منطقة غنية بالموارد والبارود .
تقرير…حسن بركية
صحيفة الحقيقة
to Mr Daniel if you were talking like this before ,we wont be in this situation by now .
Now we definatly get no more choices ,the hamiliation that we are getting from the southerner is even more than what we got from the north ,so what is the solution?………… only and only we have to go back to ………
thanks:mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: