الشيوعيون في جنوب السودان: يعلنون الاشتراكية حلاً لمعضلات وطني

الشيوعيون في جنوب السودان:
يعلنون الاشتراكية حلاً لمعضلات وطني
د.عبد القادر الرفاعي
لم يكن غريباً أن يخرج الحزب الشيوعي في جنوب السودان، بعد أن ظن الانفصاليون إنهم كتبوا الفصل الأخير المحزن في تاريخ السودان، إعلان الحزب الشيوعي المستقل في الجنوب هو إعلان بأن الوقت قد تغيير منذئذ، وإن الوقت كذلك ما عاد يسمح بالسيادة على كل شيء وإنه لن يوجد من ينازع على شيء بعد الانفصال أحد، إن جنوب السودان لن يظل بعيدا عن التيارات التي تحرك المنطقة التي تسبب الاستبداد واشكال قمعه الخاصة والمشكلات التي ولدها بسبب غياب الحرية والديمقراطية وعجز التنمية وتكريس التخلف، والحقيقة والقول للمفكر د.سمير أمين:( لم يكن السودان بعيداً ايضاً عن حركة التحرير واعطاء السلطة للطبقات التقليدية، مما يوفر ضمانة للقوى المسئولة عن تخلف شعب السودان، سيطرة مستقرة، لقد تبنى الشيوعيون والديمقراطيون السودانيون في الشمال والجنوب دائما من هذه المسألة الموقف الصحيح الواجب: فضح قهر الشعوب الجنوبية دون الوقوع في فخ الامبريالية وعملائها، وضد الطريق المسدود للتمثيل بالقوة، اقترحوا دائما الوحدة الشعبية في إطار الخصوصيات المتبادلة)، د.سمير أمين / القومية والصراع الطبقي ? ص 100 -101، مكتبة مدبولي /القاهرة 1988) أود أن اضيف إن الحزب الشيوعي السوداني سواء في الشمال أو الجنوب قد كان هدفاً وما يزال لأعداء الأشتراكية والوطن منذ تأسيسه (1946)، وتعرضوا لكل الممارسات المنافية والمقيدة لحرية النشاط منذ أيام الإدارة الاستعمارية وسنها لقانون النشاط الهدام ونضيف إليها عمر الانقلابات العسكرية في السودان (41 عاماً) فما فت في عضدهم وهن ولا استوعبهم اغراء، الجميع يعلم إن محاربة الشيوعية لم تكن قاصرة على السودان، فالحزب الشيوعي المصري ما خرج إلى العلن ومارس نشاطه على الأرض منذ عام 1922، إلا بعد العدوان الثلاثي على بور سعيد 1956، ليعود مرة أخرى للسرية المطلقة وقد ظلوا طيلة تلك الأعوام السابقة أما في السجون أو في مخابئهم السرية، ولعل في تجربة الحزب الشيوعي الشيلي ما يدعوا للتأمل والنظر بعد أن انقض جنرالات الجيش عام 1973، بزعامة السفاح بينو شيه على حكومة سيلفادور الليندي التي جاءت من خلال حلف ديمقراطي وعبر صندوق الاقتراع إلى السلطة وبعد نضال مستمر منذ عام 1946، وهكذا، الآن الأشتراكية تزحف من امريكا اللاتينية واسيا وافريقيا والعود احمد. تحية لرفاقنا في جنوب السودان وهم يعلنون الحل الاشتراكي لقضايا شعبهم ويعلمون قبل كل هذا إن المسيرة شاقة وطويلة.
الميدان