رحلة العودة…بيع للعقارات وانخفاض طفيف في أسعار الاراضي والإيجارات بالخرطوم.. ورحيل للجامعات جنوبا..بعض الجنوبيين ساروا عكس أبناء جلدتهم فاشتروا منازل في قلب الخرطوم مع موجات النزوح العكسي..

الأفضل أن نذهب قبل أن تحرض علينا الحكومة العنصريين ويقوموا بمضايقتنا..

«أنا عائدة إلى الجنوب للمشاركة في عملية التسجيل، والمشاركة في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، ولا أدري هل سوف أستقر أم أعود مرة أخرى إلى الشمال بعد الانفصال»، هكذا لخصت ماريا، طالبة بجامعة جوبا، رواية عشرات الآلاف من الجنوبيين الشباب ممن تربوا في شمال السودان. فالبعض يغادر ولا يدري إن كان يحمل تذكرة ذهاب لاتجاه واحد بلا عودة، أم سيعود مرة أخرى.

لكن آخرين آثروا الوقوف على «حافة الانتظار»، ومن بينهم أبراهام الذي يعمل صرافا بأحد البنوك بالخرطوم. فقد أكد أنه سينتظر إلى حين انجلاء الموقف لأنه لا يريد أن يفقد وظيفته في الشمال بمغامرة غير محسوبة النتائج، في وقت حزم فيه آخرون حقائبهم وجمعوا مقتنياتهم في رحلة «العودة الطوعية وموسم الهجرة إلى الجنوب».

فالشابة تريزا حسمت أمرها، وهي من ضمن الفريق المشرف على عودة الجنوبيين السودانيين إلى مناطقهم. فقد شددت على ذلك قائلة «سنعود.. لأن السلام عم ديارنا، ولنتمكن من تعمير أوطاننا ونبني عمارات مثل هذه»، مشيرة إلى المباني الشاهقة التي بدأت تشكل ملامح العاصمة الخرطوم. في وقت ظلت فيه هذه العمارات قبل اكتمال تشييدها مقار غير دائمة لهم في أزمنة النزوح، فهم لا يعرفون في الخرطوم من البنايات الشاهقة سوى الاحتماء بهياكلها قبل أن تكتمل لتركلهم بعيدا في رحلة بحث أخرى.

ورحلة العودة المحفوفة بالمخاطر بدت تداعياتها ماثلة للعيان مع اقتراب ساعة الصفر، وإجراء الاستفتاء في يناير (كانون الثاني) المقبل. فما بين الأسواق والعقارات تبدو المسألة واضحة، لأن الجنوبيين يشكلون نسبة كبيرة بين سكان العاصمة التي تحتضن نحو 6 ملايين سوداني، ولكن لا أحد يعرف بالضبط عدد الجنوبيين. وقد قدرتهم الحكومة خلال التعداد السكاني الذي أجري في عام 2008 بنحو 500 ألف في كل شمال السودان؛ إلا أن الحكومة ذاتها عادت وأكدت وجود أكثر من مليوني جنوبي بالشمال، في وقت أعلنت فيه حكومة جنوب السودان عن برنامج عودة طوعية استهدف نصف مليون قاموا بالتسجيل الطوعي.

وبالفعل بدأت عملية العودة، حيث تحرك أول فوج صوب ولاية الوحدة المجاورة للشمال على متن 100 سيارة، و52 جرارا. ويؤكد منسق مكتب ولاية الوحدة جون كريكوف، لـ«الشرق الأوسط»، أن ولايته، وهي واحدة من ضمن عشر ولايات جنوبية، تمكنت من تسجيل 30892 من الراغبين في العودة. وأشار إلى أن الولاية خصصت لهم نحو 300 جرارا، في وقت سجلت فيه ولاية واراب 53 ألفا من العائدين. ويشير منسق برنامج العودة بالنسبة للولايات الاستوائية إلى أن الولايات سجلت ما يقارب 23889 نازح. وتتقارب الأرقام لبقية الولايات.

وبين تأهب الباصات، والأمتعة المتناثرة هنا وهناك غرب المدينة الرياضية بالخرطوم، يستعد المئات للرحيل، بعد أن تحولت المنطقة إلى إحدى نقاط التجمعات للنازحين الذين يرغبون في العودة إلى الجنوب. فهم قد نزحوا إلى الشمال منذ سنوات طويلة فرارا من نيران الحروب التي شهدتها مناطقهم، فمنهم من ذهب جنوبا إلى دول الجوار، ومنهم من انضم إلى «مواسم الهجرة إلى الشمال».

وبينما كان الوصول إلى الخرطوم قد حصل على مراحل، وعبر بوابات برية في النيل الأبيض، والنيل الأزرق، وكردفان، فإن للعودة نوافذ متعددة، ومن بينها الموانئ الجوية. وتقول ماريا لـ«الشرق الأوسط إن «المقتدرين من أبناء الجنوب يفضلون العودة عبر الطائرات، حيث وجدت شركات الطيران السودانية أسواقا رائجة خلال الأشهر الماضية». وتؤكد أن الحصول على تذكرة للسفر إلى مدن الجنوب بات صعبا، وقد يحتاج إلى الانتظار أياما طويلة، على عكس السابق حين كانت بعض الطائرات تضطر إلى التوجه جنوبا بأي عدد من الركاب في المواسم العادية.

ومع ارتفاع موجات العودة تبعث التقارير الصحافية اليومية القادمة من هناك ببعض الرسائل التي لا تبعث في النفوس الطمأنينة؛ فقد أقر حاكم ولاية الوحدة تعبان دينق بصعوبات تواجه توطين الجنوبيين العائدين إلى مناطقهم من شمال السودان. وقال إن عودة هؤلاء «المواطنين» ليست مسألة سهلة، وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية «سيواجهون مشكلات، ونأمل أن نتخطى هذه الصعوبات مع شركائنا». ووصل الآلاف بعد رحلة مرهقة بدأت في الخرطوم قبل يومين، في الأسابيع الماضية إلى روبكونا في ضاحية بانتيو عاصمة ولاية الوحدة. وأشارت ولاية الوحدة والمنظمة الدولية للهجرة إلى أن عددهم بلغ 12 ألفا، وهذا التدفق المفاجئ أربك السلطات المحلية التي أرغمت على مصادرة خمس مدارس في بانتيو لإيواء الوافدين الجدد مؤقتا، لأن الأمطار أعاقت الوصول إلى بعض القرى، خصوصا في ميوم.

وقال مسؤول في منظمة إنسانية في بانتيو طلب عدم كشف اسمه «إنها فوضى عارمة»، وأضاف «لم تكن هناك استعدادات على الإطلاق، وصدمنا عندما رأينا أن 50 حافلة وصلت مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) خلال يومين. كنا نظن أن الحكومة ستقود العمليات، وأننا سنقدم الدعم لها، لكن الأمر عكس ذلك تماما!». وأعربت مصادر إنسانية عدة لوكالة الصحافة الفرنسية عن ترددها في تنظيم أو تمويل مساعدة الوافدين الجدد إلى جنوب السودان. وأطلقت سلطات جنوب السودان برنامج «عودوا إلى دياركم للاختيار»، الحملة التي بلغت كلفتها 25 مليون دولار لإعادة نحو 1.5 مليون جنوبي يعيشون في الشمال إلى ديارهم قبل موعد الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان.

وقد اكتسبت العودة وفق قراءات المراقبين حيويتها من جانبين مرتبطين بصراعات وخلافات «المؤتمر الوطني» والحركة الشعبية، شريكي الحكم في السودان. فالحركة لا تخفي شكوكها في نوايا «المؤتمر الوطني»، وتخوفها من عملية تزوير في أصوات جنوبيي الشمال، وكذلك في أصوات الجنوبيين المنتشرين في أنحاء البلاد، لذا تكثف من حملتها لتشجيع كل الجنوبيين للعودة، وتسجيل أسمائهم في كشوفات الناخبين لتضمن نأي هذه الأصوات عن متناول أيدي الحزب الحاكم. فيما شكلت تصريحات بعض مسؤولي الخرطوم دافعا آخر لتنفيذ برنامج العودة الطوعية، فقد هدد مسؤولون بارزون «الجنوبيين بفقدان حقوقهم في المواطنة، بما ذلك حقنة الدواء».

ويقول جون ماكيير لـ«الشرق الأوسط» «نفضل العودة هناك لأننا ليس لدينا شيء نخسره هنا في الشمال، فالدواء أصلا متعثر، فيما يقيم معظمنا ما بين العراء، وهياكل البنايات الشاهقة، والأفضل أن نذهب قبل أن تحرض علينا الحكومة العنصريين ويقوموا بمضايقتنا».

وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة أن عدد الجنوبيين الذين يمتلكون عقارات في الخرطوم لا يتجاوزون (26) ألفا من الملاك. إلا أن هناك أعدادا مقدرة تقطن أحياء في وسط العاصمة عن طريق الإيجار خاصة في مناطق الحاج يوسف في شرق النيل، وبحري، وجبرة والكلاكلات في جنوب الخرطوم، والفتيحاب وأم بدات بأم درمان، وهو ما انعكس على أسعار الإيجارات والأراضي في تلك المناطق، وسجلت الأسعار انخفاضا نسبيا حيث تراجع سعر منزل كان «330 – 340» ألف جنيه سوداني (أكثر من مائة ألف دولار أميركي)، فأصبح في حدود «310 – 330» ألف جنيه سوداني، ونحو 255 ألف جنيه من 275 ألف جنيه، فيما يصل سعر قطعة الأرض وحدها والتي تبلغ مساحتها 400 متر إلى 240 ألف جنيه بعد أن كان 255 ألف جنيه، وسط أحياء «راقية»، وتراجع السعر في الأحياء المتوسطة إلى «125 – 135» ألف جنيه، بينما انخفض سعر قطعة الأرض الخالية والتي تبلغ مساحتها 400 متر إلى 150 ألف جنيه.

وشهدت أسواق العقارات في الخرطوم حركة عرض واسعة للعقارات من قبل السودانيين الجنوبيين، في وقت يمر فيه الشراء بحالة أشبه «بالكساد». ويقول صاحب إحدى الوكالات العقارية بالخرطوم بحري «الآن المعروض لدينا عشرة عقارات، لكن الإقبال ضعيف». وهو أمر على وفق رواية عباس محمد صاحب الوكالة، يعود إلى كثرة العرض في مقابل ضعف الطلب، بعكس السنوات الفائتة التي شهدت ارتفاعا في العقارات في مجالي البيع والشراء، والإيجارات.

ويواصل محمد حديثه قائلا «الإخوة الجنوبيون يأتون إلينا يوميا وهم يعرضون منازلهم عن طريق الوكالات لأنهم لا يثقون في السماسرة (الوسطاء)»، متوقعا انخفاض أسعار العقارات بصورة أكبر في الأيام المقبلة. أما سوق الإيجارات للمواقع التجارية وللمساكن فالطلب عليها يتراجع يوما بعد يوم، حتى إنه قد يمر يوم كامل من دون أن يأتي للوكالة من يرغب في إيجار عقار على الرغم من انخفاض الأسعار نسبيا. ويبرر كثير من الجنوبيين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» حركة بيع العقارات التجارية والسكنية، بالتخوف من مصادرة محتملة من قبل السلطات السودانية حال الانفصال الذي قد لا يتم سلميا، رغم أن القانونيين يستبعدون ذلك. وقال المحامي ساطع الحاج «إذا سلمنا بأن الانفصال آت فإن الوضع القانوني لأبناء الجنوب تجده في ثنايا المادة (4) مقروءة مع المادة (10) من قانون الجنسية السودانية لعام 1994، لأن هؤلاء الأبناء في الأصل سودانيون وقانون الجنسية ينطبق عليهم ولا تسقط عنهم الجنسية بسبب وجود دولة جديدة في الجنوب إلا إذا تنازلوا عنها وقدموا إقرارا بذلك». وأضاف «لكن ما داموا سودانيين بالميلاد فإنهم يتمتعون بكل الحقوق سواء على المستوى السياسي والحزبي أو على مستوى ارتباطهم بالعمل وفق قانون العمل المدني أو على مستوى قوانين الاستثمار والتعليم وعلى كل المستويات في وجودهم وممارسة نشاطاتهم الاستثمارية والطوعية».

وبالطبع فإن هناك جنوبيين ساروا عكس اتجاه أبناء جلدتهم؛ وتؤكد مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن بعضا من رجال الأعمال اشتروا منازل في قلب الخرطوم، قبل أشهر قليلة تزامنت مع موجات النزوح العكسي والقلق الكبير. ويبلغ أسعار بعض هذه العقارات مئات آلاف من الدولارات للعقار الواحد في أحد الأحياء، مثل حي الأزهري بجنوب الخرطوم. أما رجال المال الجنوبيون فلا توجد إحصائية رسمية تكشف عددهم، من بين أعضاء الغرفة التجارية المسجلين باتحاد أصحاب العمل السوداني، ويبلغون 75 ألف عضو.

ويبرر مصدر بالاتحاد عدم وجود قائمة بأسماء الجنوبيين بقومية الاتحاد، وهو أمر لا يدفع لتصنيف الأعضاء إلى شمالي وجنوبي. لكنه يكشف في سياق آخر عن أن أكثر من 80% من التجارة في جنوب السودان يقوم بها تجار وافدون من الشمال، وهي أنشطة تشمل المواد الغذائية، والملبوسات، ومواد البناء، والأدوية، وكان في السابق يطلق عليهم صفة «جلابة». وقد تحولت الصفة في السنوات الأخيرة إلى مفهوم «سياسي» يشمل كثيرا من الساسة الشماليين الذين يتهمهم الجنوب بممارسة «الهيمنة» و«الإقصاء» و«التمييز»، والاستثمار في التباينات العرقية والاختلافات الثقافية والدينية في السودان، وتحقيق مكاسب سياسية في الشمال على حساب الجنوب. لكن مصادر إعلامية تشير إلى أن 75% من أبناء الجنوب الذين يمارسون نشاطات تجارية في الشمال، يعملون في مجال بيع وشراء مختلف السلع؛ أبرزها الملابس والأحذية، والسجائر، وينتشرون في أسواق شهيرة مثل سوق «نيفاشا» بشارع الجمهورية بالخرطوم، وقد أطلق هذا الاسم على السوق مع إرهاصات اتفاقية السلام بين الجنوب والشمال؛ والتي وقعت في عام 2005، بعد أن جرت بمنتجع نيفاشا الكيني لنحو ثلاث سنوات. كما يعملون في أسواق ستة بالحاج يوسف، بالإضافة إلى أنشطة في مجال البناء، ويقول خبير الشركات المحامي إبراهيم دهل «إن الاتجاه السياسي العام نحو الانفصال في ما يتعلق بالاستثمارات والشركات المملوكة للإخوة الجنوبيين إذا رغبوا في نقلها للجنوب فهنالك طريق واحد، وهو تصفية هذه الشركات وسداد التزاماتها، وتأسيس شركات جديدة في الجنوب بعد إجازة قانون جديد للشركات».

ويبدو أن العودة لن تشمل البشر وحدهم، أو عقاراتهم وشركاتهم التجارية؛ بل امتدت حتى للجامعات، فلا تزال كليات جامعية تتبع لجامعات جوبا وبحر الغزال وأعالي النيل تنتشر بالخرطوم، رغم محاولات نقلها إلى الجنوب منذ زمن بعيد. وقد أكد وزير التعليم العالي، الدكتور بيتر أدوك نيابا، أن العمل جار لترحيل جميع كليات جامعات جوبا وبحر الغزال وأعالي النيل إلى الجنوب قبل نهاية هذا العام. وأوضح الوزير لـ«راديو مرايا»، أن هنالك صعوبات تواجه نقل كليات جامعة أعالي النيل إلى ملكال لضعف البنى التحتية في الولاية. وأضاف أن وزارة التعليم العالي ستعمل على إعلان وظائف لاستقطاب أساتذة من الخارج لسد النقص في هيئة التدريس بالجامعات المعنية.

لكن حتى في حال ترحيل هذه الجامعات، فإن هناك آلافا من الطلاب والتلاميذ السودانيين الجنوبيين يدرسون بالشمال، وفي جامعات لا تحمل صفة «جنوبية»، وهذه من القضايا التي يبحثها شريكا الحكم مفاوضات بشأنها تتعلق بترتيبات ما بعد الاستفتاء، وهي واحدة ضمن ملف «المواطنة والجنسية». لكن المسؤول السياسي بـ«المؤتمر الوطني» إبراهيم غندور قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «على الرغم من أنه لا يوجد قرار حكومي في هذا الشأن، فإنني أؤكد أن جميع الطلاب الجنوبيين سيستمرون في مدارسهم وجامعاتهم، ولن يتأثروا بشيء». وأضاف «لا أعتقد أن تكون هناك حكومة راشدة، ظلت تدعو إلى الوحدة الأفريقية الجامعة وتمد يدها لكل الطلاب الأفارقة.. بل وأنشأت جامعة لهم (جامعة أفريقيا في الخرطوم) 90% من طلابها من الأفارقة، ويتمتعون بمزايا كاملة لا يتمتع بها الطالب السوداني، يمكن أن تقوم بفصل طلاب من أبناء أهلنا، في الجنوب، من الجامعات لأي سبب».

ومع موجات النزوح اليومي، ودمعات الحنين المكبوتة؛ تختلط المشاعر ما بين دموع الفرح، أو ربما البحث عن الحرية، أو العودة إلى الجذور، في وقت يرفض فيه غندور تضخيم القضية، قائلا «النزوح الذي يتحدث عنه الناس ليس كما يتصورونه». ويشير إلى محاولات لإغراء الجنوبيين «لكنها لم تنجح» حسب اعتقاده. ويضيف «ومن غادر الشمال لا يتعدى واحدا في المائة، الأمر الذي يؤكد أن الشمال آمن، وإن رحل البعض وقام ببيع ممتلكاته، فهذا شيء طبيعي ومتوقع. أي إنسان يرحل لا بد له أن يتخلص من بعض ممتلكاتها أو يحملها معه، لكن ما حدث ليس بالشيء الذي يمكن أن يتحدث عنه وكأنه ظاهرة، بل هم أعداد محدودة». وتحدث عن الوظائف، قائلا «هناك 20% من الوظائف العليا تخص الجنوبيين، حسب اتفاقية السلام، وهي ليست بالأمر الكارثي إذا علمنا أن مجمل المتمتعين بالوظائف في الخدمة المدنية لا يتعدى 600 ألف في كل أنحاء السودان». ويضيف غندور «لكني أقول إن الأزمة لن تكون في الشمال، بل في الجنوب، لأن العدد الذي انتقل إلى هناك سيعاني من البطالة لأن الجنوب ليس لديه استثمارات». إلا أن تينق جوزيف، وهو من بين من حزموا حقائب الرحيل، يقول وهو يجمع بعضا من حقائب متناثرة تخص الراحلين قرب المدينة الرياضية، إن العودة «أفضل من البقاء في وضع ضبابي وسط حالة من الترقب والذهول وانتظار مجهول». ويضيف «هي فرصة لبناء الوطن، والعودة للجذور»، لكنه يرفض الغوص في تفاصيل «المغامرة والصعوبات».. ويرفع يده مودعا وفي العينين دمعة حارة ربما لذكريات، أو حنين، أو فرح.

الخرطوم: فايز الشيخ
الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. لا احد كان يتمني حدوث مشهد انشطار السودان وما وصلت اليه الاوضاع لكن بعد حدث ما حدث صرف النظر عن المسببات ان الاوان للجميع ان يعلموا بان الامر اصبح امرا معاشا ولا مفر منه وذلك يحتم علينا ضرورة تهيئة انفسنا لمواكبة ومعايشة ما هو كائن فعلا دون ضياع الوقت في التفكير بما ينبغي ان يكون. نعلم جيدا ان الشعب السوداني هو الذي ثمن ذلك ولا اري سببا للخوف من المجهول طالما الوضع الذي نحن عليه بدا التواثق عليه والتخطيط له رسميا بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل واعتقد ان شريكي الحكم فيما تبقي من فترة معنيان بحفظ حقوق المواطنين دونما استعباط من احد للاخر بمعني ان تكون الامور واضحة وجلية فيما يختص بتحديد فترة انتقالية تمكن كلا الطرفين من اعادة رعاياه طوعا لموطنه الاصل. بخصوص طلاب العلم لا اري مبررا لحرمانهم من شئ متاح لطلاب من شتي بقاع الارض والعاملون قطعا ستوفق اوضاعهم بما يتوفق مع القانون اما الفئات الاخري فينبغي ان يتعامل مع مسالة بقائها بحذر وجدية من منطلق لا ضرر ولا ضرار.( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( )

  2. انفصال غير محسوب العواقب فهنالك مئات القضايا العالقة والتي لم يقترح لها اللصان او الشريكان اية حلول وستكون هناك اختلافات كبيرة بعد هذا الانفصال المشئوم اسأل الله ان لا تؤدي الى العودة الى الحرب مرة اخى ولكن في كل الاحوال المتضرر الاول في كل ما يحدث هو المواطن السوداني ولك الله يا بلد

  3. توصلوا بالسلامه ودار مسقر ومقاما يا رب لكم اما شاطح فنقول له لو مات لك قريب في يوم الحادثه بعد موت المشؤم ما كنت قلت ها الكلام وخلاف تزكر

  4. لماذا التجني علي الشمالييين ؟؟في ذروة الحرب الاهليه وكان الشماليين يستقبلون جثامين ابناءهم القادمه من الجنوب لم تمتد يد شماليه بالسوء للاخوه الجنوبيين وايضا احداث 2005 لو كانت في اي بلد اخري لما بقيت رأس جنوبيه علي كتفها ….الشهامه والنخوه والمرؤه جزء اساسي من الشريط الوراثي للجينات الشماليه …..الجوانب الهزليه في هذا الفيلم العجيب ان هنالك رجال اعمال جنوبيين قد استفادوا من الوضع في شراء منازل بني جلدتهم ماشاء الله الجنوبيين عندهم كيزان برضو ومافيش حد احسن من حد

  5. الحقيقة لا يوجد شئ غريب فى هذا الأمر لأن اصلا هؤلاء الأخوة اتو للشمال فارين من

    ويلات الحرب والان يعودون لمناطقهم ومواطنهم الأصلية حتى يستطيعوا تعمير مناطقهم مادام

    السلام عم ربوع الجنوب 0اذن ما هو الغريب0لاشئ:eek:

  6. :eek: لابد لليلي ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر مبروك الحريه والاستقلال لدولة الاماتونج..وعقبال بقية المستعمرين …..الز شئ انك تكون حر انشأالله في صحراء ..والله شنو يا ود الشيخ؟

  7. الحركة الشعبية قد حسمت امرها بانفصال الجنوب باستفتاء نزيه ام بغيره , والجنوبين النازحين نحو الجنوب يعلمون ان قرار الانفصال بيد الحركة وهى التى ستقرر نتيجة الاستفتاء رفضتها الخرطوم ام غيره لن يغير فى الامر شي . علاوة على ان الاغلبية فى الجنوب قد حسمت امرها برضاها ااونزولا عند رلحركة الشعبية قد حسمت امرها بانفصال الجنوب باستفتاء نزيه ام بغيره , والجنوبين النازحين نحو الجنوب يعلمون ان قرار الانفصال بيد الحركة وهى التى ستقرر نتيجة الاستفتاء رفضتها الخرطوم ام غيره لن يغير فى الامر شي . علاوة على ان الاغلبية فى الجنوب قد حسمت امرها برضاها ااونزولا عند رغبة الحركة والنخب الجنوبية بمختلف احزابها وتوجهاتها قد سارت على هدى ترتيبات ما بعد الانفصال .
    قد يكون فى دعوة الحركة لابناء الجنوب بمغادرة الخرطوم رسالة تستبطن الاعداد للحرب مع الشمال تحت غطاء التوجس من محاولة المؤتمر الوطنى استقلال القوائم والسجل فى تزوير الاستفتاء فى الشمال.
    خاصتا وان الحديث عن الحرب من قبل الدوائر الاقليمية والدولية وتوقعهم وترويجهم لفظاعتها وارتفاع تكلفتها الى مئة مليار دولار مع عدم تحريكهم لاى ساكن لمحاولة منعها , انما يشير لمباركتهم لها فى حال رفض المؤتمر الوطنى لنتائج الاستفتاء كيف ما جاءت . وفى تهديدات اوباما مايكفى للا ستدلال.
    الدوائر الغربية تعلم ان المؤتمر الوطنى كان يتوقع الكثير و الكثير جدا من التنازلات الغربية والامريكية حال تطبيقه لاتفاقية نيفاشا كاملة كما وقعها وقبوله بمقررات محكمة لاهاى وبرتكول ابيي ولكنه صدم بما لم يكن فى حسبانه, منما اثار حفيظته واخرج غضبه . وحقيقتا اى عاقل قد لايرى سببا وجيها يحمل الغرب على تحامله على المؤتمر الوطنى بعدم تنازله عن مسائل هى من سفائف الامور خاصتا عنمدما ينظر لها من خلال حقن الدماء لحرب من المتوقع ان تشعل القارة الافريقية برمتها حسب اخر مزاعمهم .
    الاتدل قرائة الامور على سياسة ازلال وتركيع متعمده من قبل الغرب .
    هل يريد الغرب ان ينتقم من المؤتمر الوطنى بسبب دعمه لحماس واعتدائه على امن اسرائيل مثل ما فعل صدام حسين وفعل به بتجاوزه الخط الاحمر الاكبر والكبير جدا جدا . هل يريد الغرب ازلاال الشعب السودانى ومعاقبته تبعا لمعاقبة حكومته كما فعل بالشعب العراقى .
    غبة الحركة والنخب الجنوبية بمختلف احزابها وتوجهاتها قد سارت على هدى ترتيبات ما بعد الانفصال .
    قد يكون فى دعوة الحركة لابناء الجنوب بمغادرة الخرطوم رسالة تستبطن الاعداد للحرب مع الشمال تحت غطاء التوجس من محاولة المؤتمر الوطنى استقلال القوائم والسجل فى تزوير الاستفتاء فى الشمال.
    خاصتا وان الحديث عن الحرب من قبل الدوائر الاقليمية والدولية وتوقعهم وترويجهم لفظاعتها وارتفاع تكلفتها الى مئة مليار دولار مع عدم تحريكهم لاى ساكن لمحاولة منعها , انما يشير لمباركتهم لها فى حال رفض المؤتمر الوطنى لنتائج الاستفتاء كيف ما جاءت . وفى تهديدات اوباما مايكفى للا ستدلال.
    الدوائر الغربية تعلم ان المؤتمر الوطنى كان يتوقع الكثير و الكثير جدا من التنازلات الغربية والامريكية حال تطبيقه لاتفاقية نيفاشا كاملة كما وقعها وقبوله بمقررات محكمة لاهاى وبرتكول ابيي ولكنه صدم بما لم يكن فى حسبانه, منما اثار حفيظته واخرج غضبه . وحقيقتا اى عاقل قد لايرى سببا وجيها يحمل الغرب على تحامله على المؤتمر الوطنى بعدم تنازله عن مسائل هى من سفائف الامور خاصتا عنمدما ينظر لها من خلال حقن الدماء لحرب من المتوقع ان تشعل القارة الافريقية برمتها حسب اخر مزاعمهم .
    الاتدل قرائة الامور على سياسة ازلال وتركيع متعمده من قبل الغرب .
    هل يريد الغرب ان ينتقم من المؤتمر الوطنى بسبب دعمه لحماس واعتدائه على امن اسرائيل مثل ما فعل صدام حسين وفعل به بتجاوزه الخط الاحمر الاكبر والكبير جدا جدا . هل يريد الغرب ازلاال الشعب السودانى ومعاقبته تبعا لمعاقبة حكومته كما فعل بالشعب العراقى .

  8. سوأل للاخوه الجنوبيين , هل الشماليين القليلي العدد لديهم القرار في انهم يبقون في الجنوب او يرحلوا ويعودون مجددآ هل لديهم حرية الاختيار واذا كان لديهم حرية الاختيار فلماذا استوليتم علي ممتلكاتهم وصادرتوا اموالهم وقتلتم من قتلتوا, اقول يجب ان يفهم الجنوبيين ان القرار هو ملك للشماليين في حال انفصال الدولتين حسب مصالح الشمال لان المصالح لاتوجد فيها عواطف كسياسات كل دول العالم لذلك اذا اراد الاخوه الجنوبيين البقاء في الشمال ان يختاروا الوحده فهذا هو الطريق الوحيد للبقاء في الشمال وحكاية الشماليين عنصرين وهذة الاتهامات الجوفاء التي لااسأس لها من الصحة تجعل الشماليين يتحفزون اكثر لابعاد الجنوبيين من مناطقهم لانوا ناكر الجميل عقابوا الطرد,ونحنا احق بالوظائف التي توجد في بلدنا وعلي الجنوبيين والحركة النكدية نفسها ان تفهم معنا الانفصال فهو ليس نزهة تذهب وتعود؟

  9. ينفصلو براحتهم…. عليهم يسهل و عليينا يمهل…. الكلام بعد الانفصال ميزانية الامن و الدفاع حاتنقص (حوالى 70% من ميزانية الدولة و الصحة 5 %!) ولاحاتزيد باعتبار دولة معادية فى الجنوب…… الانفصال وقع و ما فى حاجة حاتتغير.. حايفضلو الكيزان و الامنجية هم ذى ما هم ممشين البلد زى ما عايزين والمواطن المطحون كل يوم مشاكلة زايدة….. قلبى عليك يابلدى الحبيب….

  10. هذه المعاناة اللتي يعاني منها اخواننا الجنوبين ,والذهاب الي مصير مجهول في مناطق لا توجد بها "خدمات" ولا ابسط سبل العيش كثير من اللذين رحلوا اتصلوا من مناطقهم يشكون سؤ الحال
    شريكا الحكم و"متطرفيهم" من الحركه الشعبيه والمؤتمر البطني هم سبب هذه المعاناة الانسانيه للبسطاء ,,,,هؤلاء يسرقون الشمال ويحولون مال الوطن الي "ماليزيا" وتركيا واولئك يسرقون الجنوب ويحولون مال الجنوب الي "استراليا" ,,لنا الله ولكم المغلوبون علي امرهم من شمال وجنوب .

  11. يا لبختهم … انها الحريه التي لاتشتري بثمن
    يجب ان يبنوا بلدهم الذي دمرته الحرب غير المبرره التي راح ضحيتها مئات الالاف من الشباب ومن بينهم ابن خالي رحمة الله الذي كان لايتحسب البته لانقلاب في قناعات من يحرضونهم بهذه الصوره !!!!!!1

  12. تجي وين يا اختي خلاص اذاما حصل الانفصال فركش لا جوبا ولا جامعتها بل سوف نذهب ابعد من ذلك ونطلب بحذف الحرف (ج) من المنهج كليا
    وذلك لسبب براي سويتة في نفسي (اخترت الانفصال ) وعليه يجب ان تتحملوا تبعات الانفصال ولا يغرنكم تبجح باقان امم بالجنسية المذدوجة او حماية الامم المتحدة بالله الحق لن يكون لكم وطن في الشمال اذا ما اخترتوا الانفصال وهو الامر الغالب حتي كتابة هذه السطور

  13. سجل ياتاريخ اخفاقات الانقاذ وتقسيم البلاد وتشريد العباد…. شئ طبيعي عند ناس الانقاذ العيش في الشتات …. لك الله ياوطن….

  14. بلا شك أن المتجهون جنوباً ليس لديهم ما يخسرونه، لأن حياتهم أصلاً في الشمال لم يطرأ عليها التحسن، ولكن السؤال أين تذهب الأموال التي خصصت لهؤلاء المحرومين البسطاء لإعادة توطينهم الله لا بارك فيكم يا أهل المؤتمر العفني ويا ناس الفرتكة جهجهتوا الناس المساكين ديل ما عارفين يسوو شنو الله يكون في عونكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..