مابعد الثورة
مابعد الثورة
صوفيا حسـن
[email protected]
تناولنا فى مقال سابق أهمية تغيير النظام الحاكم فى السودان بثورة شعبية تقتلعه من جذوره ، وذلك لأنه ليس هناك بصيص أمل فى أن العصبة الحاكمة ستترك السلطة من تلقاء ذاتها وتترك للشعب السودانى الحرية الكاملة فى الكيفية التى يراها لبناء سودان جديد ، ديمقراطى ، تعددى حاويا لجميع الثقافات التى فى إعتقادى تعطيه بعدا وديناميكية تفتح له آفاق المستقبل . نعم السودان بلد متعدد الأعراق والديانات ، والثقافات . ذلك حتم أهمية التداخل ، الشئ الذى يفتح الأبواب لجميع الثقافات كى تعبر وتنمو فى بيئة حاضنة تعمل على تفعيلها لتشارك بدورها بفعالية فى بناء الأمة . نعم بعد زوال هذا النظام على الثوار التفكير بهدوء وعدم التسرع فى القرارات والعمل على جمع ذوى الإختصاص فى جميع المجالات للمشاركة فى وضع الخطط وتكوين اطر بناء الدولة السودانية الحديثة . لقد إرتكزت سياسات الماضى على التعجل والعفوية وتسرع السلطة الأبوية فى التكالب على مقاليد الحكم الشئ الذى أخرجنا من فشل إلى فشل . كفانا فشلا ، وكفانا سياسات إعتباطية لاتقدم بل تؤخر وتجرنا إلى الوراء .
بعد نجاح الثورة لابد من الدعوة لمؤتمر جامع لتحديد المسار على أن يتم ذلك فى هدوء تام وبعيدا عن الإنفعالات وضيق الأفق . وان يفسح المجال والوقت الكاف للإستماع إلى الخبراء .لأن تحديد ملامح الدولة الحديثة المبتغاة يجب ان يكون الأساس الذى تقام عليه مشاريعنا المستقبلية سواء كانت إقتصادية أو إجتماعية أو سياسية . فالعالم يتجه أو يمكننا أن نقول قد إتجه فعلا للتخصص بما يتيح أكبر قدر من تقديم خطط (بلو برنت ) لمشروعات تنموية ينطلق معها السودان إلى المكان الذى يليق به كقطر متعدد الموارد البشرية والطبيعية .
علينا أن نتمعن فى التدهور الذى أصاب البلاد من جراء التخبط الذى لازمها طوال العقدين الماضيين ، بل يمكن أن نقول طوال النصف قرن الماضى . الثورة لانريدها زلزالا يدمر ، ولا طوفانا يغرق كل شئ ، فكفى ماعاناه هذا الشعب الأبى على يد الطغمة الحاكمة التى أذاقته الأمرين . نريدها ثورة فاعلة لتغيير حقيقى نتيجة دراسات متأنية تظهر ملامح مانملك من عقول ، وماعلى الأرض ومافى باطنها من خيرات . دراسات لاتترك صغيرة ولاكبيرة إلا فندتها ، وفى المقابل عقول متفتحة قابلة للإستيعاب واعية بمتطلبات المرحلة والمستقبل .
أن الربيع العربى الذى شمل بعض الدول العربية ، نراه قد تمدد ولازال البعض كما فى مصر وتونس لم يتخطوا بعد مرحلة مخا ص البناء السياسى ولم يقتربوا بعد من الوصول إلى كيفية دعم الإقتصاد . وهذا فى إعتقادى كان نتاج عفوية الثورات وعدم إستيعاب العقل الجمعى لإحتياجات المرحلة . لازالوا فى مرحلة الصدمة التى طار ت معها بعض العقول مابين مصدق وغير مصدق . ولهم كل العذر فى ذلك . ولكن عليهم العمل بهمة لتخطى المرحلة كى لايحدث إرتداد عكسى يجد معه البعض الفرصة للتغنى بالماضى والبكاء عليه . لذا على الثوار الإسراع بالإمساك بزمام الموقف ليتخطوا المرحلة الحرجة ، وتحقق الثورة أهدافها . وهذا أيضا درس من الدروس على ثوارنا الأخذ به لتفادى المأزق .
الكاتبه صوفيا تمتلك كل ادوات الكاتب الناجح بس المشكله الطوباويه وعدم النزول الي ارض الواقع فالسياسه لعبه قذره وتخضع لمتغيرات وليست ثوابت ما ممكن تكتبي سيناريوهات خياليه اقرب لروايات شكسبير زي حلم في ليلة صيف يعني انتي بتقولي بعد الثوره يعني قبل ما يولدوهو سموهو حسب الرسول ليكي ولزمانك ما تدلدلي رجليك قبل ما تركبي في السرج ده لو بتركبي خيل
فكر المرحله بيتطلب وجود البشير علي الاقل لمدة سه لغاية ما الاوضاع تستقر ونخرج من مضاعفات انفصال الجنوب بخير وكمان نخلص ملف دارفور وكمان الوضع يستتب في النيل الازرق وجبال النوبه
يجب ان يذهب هذا النظام اليوم قبل الغد حتى لا يتمزق ما تبقى من سودان وندخل فى اتون حرب اهلية وتدخلات خارجية لا تبقى ولا تذر….
نحن الان اصبحنا فى مرحلة ان تبقى البلد ام تتمزق وليس فى نوعية النظام الذى يعقب هذا الحكم العنصرى …
مرحلة اختيار البديل الافضل من باقى الدول التى شهدت ثورات اعتقد انها رفاهية نتمنى ان نصل لمرحلتها…
مع الشكر الجزيل لكاتبة المقال…
والله يكضب الشينة….
الأستاذ الفاضل / الزبير ودرحمة المحترم
أراكم قد رأيتم فيما دعوت إليه نوعا من الطوباوية وعدم النزول إلى أرض الواقع وقلتم بأن السياسة تخضع لمتغيرات وليست ثوابت وتوصلتم إلى أن ماكتبته سيناريو " خيالى " نعم نادينا بما يجب عمله بعد إندلاع الثورة . إذا لاحظتم فى بداية المقال أننى قد أشرت إلى أن هذا مواصلة لمقال السابق تحت عنوان " الثورة على الأبواب ولكن .. من هو البديل ؟! " بمعنى أننا نرفض الآراء التى تنادى بالبديل أو بمعرفة البديل للخروج إلى الشارع ! علما بأن الثورات هى التى تخلق القيادات ولايجب إنتظار بديل أو معرفة بديل فى الساحة السياسية . ثم واصلنا هنا وإستشعارا منا بالمعوقات التى تصاحب الثورات ولكوننا نريدها ثورة تصحيحية شاملة تخرجنا من عنق الزجاجة الذى مابارحناه طوال النصف قرن الماضى .خاصة ونحن نتابع مايحدث فى تونس ومصر من تعثر فى الولوج إلى براح مابعد الثورة . رأينا أن نوقد شمعة فى طريق الثوار عسى أن تكون ثورتنا أفضل من ثورات الربيع العربى .إذا معرفة وإستكشاف الطريق قبل السير فيه كان هدفنا ولا أعتقد ذلك ضربا من الطوباوية والخيال . نريد الإستخدام العلمى الأمثل لكل ما نملك من سلاح " علمى" فى سبيل بناء سودان المستقبل . أتمنى أن نعمل جميعا متكاتفين من أجل سودان الغد . وهنا لايهم من سيصل أولا إلى " ميدان أبو جنزير " أو أى ميدان آخر . المهم هو وحدة الهف . يسرنى دائما أن أقرأ تعليقاتكم ولولا تلاقح الأفكار ماظهرت الحقيقة . خالص الود
الأستاذ الفاضل / كوماندو المحترم
تعجبنى فيكم الروح الثورية. وهذا ما أتمناه لكل سودانى حادب على وطن نراه يتقطع من الأطراف ويقع علينا عبء لملمته ليصبح وطنا للجميع ، تسود فيه روح الحرية والعدل والإخاء . أطيب التحايا ودمتم .
رؤيتك واضحة وروحك ثورية وهذا ما نتمناه
لكن هنالك أولا احباط لدى الناس وتخوف من هو البديل وهذا ما قلتيه فى مقالك السابق وعلقت عليه ايضا
ثانيا هناك عدم وعى لدى الناس
فلا يعرفون الفرق بين اسقاط النظام او تغيير النظام
فالنظام يمكن ان يسقط بين ليلة وضحاها
ولكن تغييره يحتاج الى وقت وبقدر الوعى الموجود لدى الناس يمكن ان يتغير النظام لاننا لا نريد ان نسقط الناس و اوجههم ولكن ان نسقط نظامهم ونغير ما غرسوه من سؤ ادارة وطيش سلطة وفساد وافساد
التغيير يمكن ان لا نراه نحن ولكن يمكن ان يكون غرس الديمقراطية والدولة الحرية والعدالة والكرامة تؤتى ثمارها بعد 20 عاما مثلا
الشعب مصاب بعقدة نفسية وغير مكترث من يحكم ومن سيحكم ولا يفكر الا فى نفسه فهذه مشكلتنا
يجب ان يتغير مفهوم الشعب وان يعوا انهم لابد ان يكونوا احرار فى دولة عدالة وكرامة
يجب ان يسقط هذا النظام ليتاسس نظام جديد مبنى على مفاهيم جديدة
واعتقد ان الاحزاب نفسهم يجب ان يتغيروا