المخرجة تغريد السنهوري .. للكاميرا قول آخر

ارتفعت نسبة الوعي بالقضايا العامة لدى المرأة السودانية المبدعة بالدرجة التي جعلت بعضهن يمسكن مشارط التشريح للوقوف على حلول جذرية لكثير من مشكلات المجتمع السوداني .

المخرجة الشابة تغريد السنهوري التى عاشت حياتها فى بريطانيا، لم يعجبها ، بل وأغضبها ان يغفل المخرجون الأجانب الذين تناولوا القضايا السودانية فى تقاريرهم وأفلامهم، الجانب الإنسانى لدى الشعب السودانى ويجردونه من إنسانيته، الأمر الذي جعل العالم ينظر اليه كشعب عربى عنصري ، لذا عليها أن تخاطب العالم باللغة التى يفهمونها ويتأثرون بها ، ولغة العالم التى يفهمها جيدا ويتأثر بها هى لغة السينما والمشاهد المصورة.

تغريد السنهورى عملت قرابة الثماني سنوات بقناة ال mbc وجاءت الى السودان لتخرج أفلاماً وثائقية فيها الكثير من الحقيقة والشفافية, عاشت ببريطانيا وزارت السودان فى السنوات الأخيرة، ومن خلال نظرتها لما يعكس وجه السودان خارجيا رأت أن مايقدم من اعمال واقعية مضادة لا ترقى لمستوى الأحداث العاصفة التى يمر بها السودان، وليست بذاك العمق من التناول الفنى اضافة الى انه من وجهة نظرها يوجد الكثير الذي يستوجب الحكي لذلك يجب ان ألا يكون هناك خوف ، اضافة الى المساحة التى تتيح لنا حرية التعبير.

عاشت بعيداً عن السودان ولكنها لم تنقطع عنه فقد كانت اوضاعه تترجم عبر اهلها الذين ظلوا يرسمون لها الواقع الوردي الجميل عن السودان ، إلا أنه لم يكن كما قالوا الامر الذي دفعها للبحث والتقصي. ففي العام 2004 أخرجت فيلما ( كل شيء عن دارفور ) والذى حقق نجاحاً، بعدها أخرجت فيلماً وثائقياً لقناة الجزيرة بعنوان (أطفال المايقوما ) ثم فيلم (أم مجهولة ) بعدها قررت أن تحكى قصة الوطن الكبير فى رحلته الى الانفصال، هذا الحدث التاريخى الذى غير من شكل وخارطة السودان الحديث.

بدأت فيلم (سوداننا ) الحبيب فى العام 2009 وفشلت، وتعثر ثم بدأته مرة اخرى وفشلت الى أن جاءت الانتخابات وبعدها الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، حيث وضح لها باكرا من خلال البحث معالم الانفصال القادم مع الاستفتاء وبدأ واضحاً أن الاستفتاء هو القطار الذى يتحرك نحو الانفصال وليس الوحدة . بدأت تغريد بالأفلام الوثائقية وشعرت بانه عمل يستهويها و تطمح فى تحقيق نجاح عالمى خصوصا بعد ان أصبح سوق الإعلام والأفلام عالمياً ويخاطب السودان داخليا والعالم ، وفي هذا الاتجاه شاركت بأربعة أفلام وثائقية عن السودان خارج السودان أولها كان فيلم (كل شيء عن دارفور) والثانى كان (أطفال المايقوما ) ومنه جاءت فكرة الفيلم الثالث ( أم مجهولة ) ثم الفيلم (سوداننا الحبيب ) المشارك فى هذا العام بمهرجان دبي العالمى للسينما.

على الرغم من القبول والاحترافية الا انها لم تتمكن من دراسة الإخراج فقد درست اللغة الانجليزية وعلم اجتماع ببريطانيا ، الا ان استفزاز الكاميرات الخارجية في نقل صورة خاطئة عن السودان كانت من اهم دوافعها للانتماء إلى عالم الإخراج. ….

الراي العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..