بين الرضا النادر والفساد الحاضر

معادلات العيش والحياة في السودان بما فيها من صعوبات جعلت نسبة عالية من المواطنين بين الشكوى والتصرّف.. أو الجمع بينهما، بحيث إنك تكون من الشاكين والمتصرفين في نفس الوقت.
المعادلة قاسية على الفقراء ومحرجة لأصحاب الدخل المحدود الذين يشعر الكثير منهم بحرج حقيقي مع نفسه بكونه يعيش بمستوى صرف أعلى من دخله..!
أما الميسورون والأغنياء فالكثير منهم لا يشعرون بمتعة الحياة برغم توافر سبلها بين أيديهم وذلك إما لأسباب ترتبط بدرجة إحساس بعضهم بالآخرين المعدمين والفقراء والتعبانين أو لأسباب أخرى خاصة بأسرار بلوغ بعضهم مستوى الثراء وانتقاله بإيقاع غير منطقي من درجة الفقر إلى الغنى في وقت وجيز وتلك الأسرار التي قد تنكد على الكثير منهم معيشتهم ربما يعرفونها هم وحدهم ويتعذب بعضهم بها كثيراً أو أحياناً فتُصادِر الطمأنينة من قلبه.
وحين يختل التوازن الاقتصادي ينعكس هذا الخلل بشكل مباشر على الطبقة الوسطى في المجتمع طبقة الموظفين والمهنيين ومحدودي الدخل وكل من يأتي في أوسط هرم المجتمع بين الطبقات العليا وفقراء البلد وأصحاب الدخل المتدني فيه، المتوسطون القدامى هم الذين وضعتهم الاختلالات الاقتصادية بين احتمالين إما الإحالة إلى الفقر أو الالتحاق بقطار الميسورين، وهنا تظهر حكاية الشكوى مقابل التصرف، وتتعرض الأخلاق لامتحانات عسيرة جداً في ميدان (التصرف) هذا.
لأن التصرف يمكن أن يحتسب ضمن خانة السعي والكفاح والبحث عن خيارات جديدة لزيادة الدخل وهذا مقبول لكن (التصرف) نفسه بدون ضوابط أخلاقية ذاتية يقود صاحبه إلى الدخول للحياة عبر أوسع بوابات الفساد.. فساد المجتمع..
لذلك تشعر فئة واسعة من مترفي الطبقة الوسطى في السودان بهذا الحرج، لأنهم يعيشون بأضعاف دخلهم الطبيعي المعروف ويصرف الواحد منهم ثلاثة أضعاف راتبه الشهري.. إيجارات عالية أو منزل خاص ومدارس خاصة وعلاج خاص وسفر إلى دبي والقاهرة وتركيا وسيارة مكيفة.. وهو مجرد موظف في الحكومة براتب شهري ثابت ومعروف لا يزيد إلا بمعدلات موسمية لا تتجاوز بضع عشرات من الجنيهات كلما اعتصرت الحكومة زيتها في موازنة جديدة أو كلما زاد زيت الموظف (المعصور) عن حد الاحتمال..
فساد المجتمع وفساد نخبه من المتعلمين والموظفين أصبح ثقافة سائدة وليس مجرد ظاهرة أو حالة هنا أو هناك.
يحكي لي أمس صديق سوداني مقيم في الخليج أثق في صدق حديثه كان قد عاد من الخرطوم بعد إجازة قصيرة بسيارته عن طريق البر، ويقسم بالله إنه لم يقم بأي إجراء داخل حدود السودان منذ وصوله إلى ميناء سواكن وحتى عودته إلى هذا الميناء لم يقم بأي إجراء رسمي إلا بقيمة مضاعفة على الأقل من قيمته الحقيقية..!!
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. فساد ..فساد .. جننتونا
    العنده مستندات واثبات يجينا
    كان واحد رجل دين وزير حج غازل ليهو فراشه عملتوها زنا
    كان ولد وزيره صحبه شايل مخدرات في عربية الوزيره عملتوها حكايه وروايه
    كان مسئول جمارك عمل تجاوزات سميتوه فساد
    كان مكتب والي الخرطوم السابق اتصرف بحسن نيه وعمل تحلل قلتو لا جريمه جنائيه
    كان خط هيثرو اتباع طاردنا الصحفيين وووووب ونحن ماعندنا غير طياره واحده نص عمر
    كان باعوا لينا وغشونا بتقاوي ومبيدات فاسده قلبتو الدنيا وقلتو دمروا الاقتصاد
    كان وزير عنده صيدليه ومن ربحها اشترى ليهو حتيته قصر قلتو شنو ما عارف
    كان بتاع الحج عزم جماعه للحج ووب وكان الاكل طلع معتت ووبين وانتو مودين حجاج مابيعرفوا ياكلو من بوفيه مفتوح بلشوكه والسكين دي مشكلة منو
    عموما العنده دليل في غير ما ذكر يجي عشان يقدموا لينا عشان امه تزغرد ليهو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..