بعض حسن الظن .. كياشة!ا

مذبحة سربرينتسا .. وقلعة الجماجم !!
مرت علينا قبل أيام ذكرى حادثة مؤلمة …
في التاريخ الحديث تظل بعض المرارات والمآسي عالقةً بذاكرتك، ولربما مآسي أناس لا تربطك بهم علاقة ولا نسب.
لكن رباط المشاعر الإنسانية والقيم الحقة والإنتصار للحق أسمى وأبلغ !!
بعد سقوط يوغسلافيا أصبح الجو مهيئأً لتصفية الحسابات !!
مذبحة سربرينتسا ..
آلام .. وأسى .. ودموع ..
أن تباد الروح وتسلب الحياة من أجل لا شئ فهي جريمة !!
تأجيج الكراهية والحقد الأعمى كانت سبب رئيسي فيما تعرض له المسلمون من أهل سربرينتسا.
كانت منطقة شرق أوروبا تمثل إشعاعاً حضارياً، وبوابةً عبر بها الإسلام نحو أوروبا، وأول مسجد في البوسنة تم تشييده بها، وأول مدرسة في عموم أوروبا تم تشييدها بتلك النواحي من قبل الغازي (خسروف بك)، عندما كانت أوروبا خلف بلاد المسلمين ترفل في الظلام.
وكان ملوك أوروبا يرسلون أبناءهم ليتعلموا بها، كانت هناك نهضة كبيرة بمنطقة شرق أوروبا وتحديداً شرق البوسنة والهرسك، وتوجد دلالات تشير لوجود الإسلام قبل الفتح العثماني لتلك الديار!!
تم تشييد أول جسر في أوروبا بالبوسنة والهرسك، تم بناءه على نهر الدرينا وبناه الصدر الأعظم في الإمبراطورية العثمانية ( سوكولوفيج).
كان واحداً من سبب الكراهية السوداء والحسد من قبل الصرب تجاه المسلمين، حيث قلب موازين التحضر لصالح المسلمين، وكان أن إزداد الحقد عليهم وبدأت تظهر بوادر التوترات والتحشيد لليوم القادم…
وكانت هناك إرهاصات قديمة منذ العهد العثماني وبعد معركة سهل كوسوفا والتى جرت بين السلطان العثماني والصرب الذين رفضوا دفع الجزية، وإنتهت بالقضاء على الصرب وإنتصار المسلمين، عمد الصرب إلى جمع رؤوس قتلاهم بنوا بها قلعة أسموها (قلعة الجماجم).
أضحت مزاراً لتأجيج الكراهية ضد المسلمين، وحشداً لمشاعر الحقد الدامية التي ستظهر لاحقاً في شكل وحشية قاتلة إنتاشت المساكين من مسلمي البوسنة والهرسك.
هل تعلم أيها القارئ أنه كانت تدرس في المدارس الصربية قصيدة تسمى الملحمة وتقول بعض مقاطعها:
دنسوا الأرض ملؤوها رجساً
فلنعد للأرض خصوبتها
ولنطهرها من تلك الأوساخ
لنبصق على القرآن …
تمت تعبئة الشعور العام ضد المسلمين، نشأت أجيال جديدة تحمل كل هذا الحقد بداخلها، والتعاضد في الكراهية دائماً أقوى من التعاضد في الحب.
كانت الأرضية مهيأة لأي عمل ضد المسلمين الذين كانوا يعيشون حياتهم العادية ويفلحون أراضيهم ومزارعهم التي إشتهرت بجودة ثمارها وروعة بساتينها…
ودقت ساعة الصفر ..وجاء اليوم الموعود !!
وفي وضح النهار وليس بليل ،، كشف الصرب عن وجوه كالحة، وأيادي تتوق للدماء وشرعوا في الإنتقام ليوم معركة الجماجم …
ولو نطق نهر الدرينا لحكى عن دموع وصراخ من ألقوا عليه من الأطفال والنساء والشيوخ، حيث كان الصرب يسوقون المسلمين من على جانبي الجسر نحو وسطه، وهناك كان يقف الصرب وهم يحملون السيوف والسواطير ويمسكون بالمسلم ويقطعون عنقه ويرمون به نحو النهر !!تغير لون مياه نهر الدرينا إلى الأحمر القاني من كثرة الجثث والدماء التى صارت بجوفه.
لم يترك الصرب مكاناً بمدينة سربرينتسا إلا ونبشوه بحثاً عن المسلمين ودخلوا البيوت والمتاجر والأسواق.
أراكان وكاراجيج كانوا قادة الميليشيات التي أبادت المسلمين، شكلوا هم المغول الجدد وتكررت مأساة نهري دجلة والفرات عندما أحال المغول بقيادة هولاكو لونهما للأحمر. وكان المغول والتتار يقتلون بلا سبب محدد !! إنما من أجل القتل فقط.
قتل في المذبحة حوالى ال (13,000) مسلم، مابين الأطفال والنساء والشيوخ، ونزح الآلاف من مناطقهم، كل ذلك تحت بصر وسمع القوات الأممية وما يسمى بقادة الدول العربية والإسلامية.
دفنت الجثث في مقابر جماعية ولولا شجاعة بعض الإعلاميين الغربيين لظلت أسرار تلك المجازر طي الكتمان.
[email][email protected][/email]