المقال الذي قوض النظام الدستوري للبلاد مرتين

المقال الذي قوض النظام الدستوري للبلاد مرتين
منى بكري أبوعاقلة
[email protected]
انقضت ما يربو عن الثلاثة أسابيع وما زال الصحفي أبوذر رهن الحبس لدى نيابة أمن الدولة بحجة التحري في البلاغين الجديدين الذين تم فتحهما من جهاز الأمن ضده. وأحد هذه البلاغات تم فتحه في موضوع المقال الذي كتبه أبوذر منذ مارس 2010م وعنوانه هو (سجون السي آی أيه CIA السرية في السودان). والجدير بالذكر ان هذا المقال تمت كتابته قبل المقال الذي قُدم للمحاكمة في مايو 2010م وتمت إدانته. والآن نحن بصدد قضية جديدة في مقال رأي أخر، نتمنى ألا تعجز نيابة أمن الدولة هذه المرة، عن تقديم أدلة إثبات تقابل بها التهم التي وجهتها، كما في القضية السابقة!!!!.
باشرت النيابة التحريات قبل ثلاثة أسابيع في البلاغات الجديدة المقدمة من جهاز الأمن ضد الصحفي أبوذر، ولا أدرى متى ستنتهى النيابة من تحرياتها؟ ومتى سوف يتم تحويل الملف للمحكمة؟؟ وما هي الحجج والبراهين الجديدة التي سوف تقدمها نيابة أمن الدولة وجهاز الأمن؟؟ ومن هو القاضي الذي سوف ينظر في البلاغات الجديدة؟؟.
وهل ستكون هنالك أدلة إثبات قانونية تحترم عقولنا هذه المرة، أدلة مقنعة ومنطقية تدعم بها نيابة أمن الدولة التهم التي وجهتها لأبوذر وهي (تقويض النظام الدستوري) و (إثارة الفتنة بين الطوائف) و (نشر الأخبار الكاذبة) وغيرها من تهم هلامية واختلاقية لا تليق بالمقال المكتوب.
ولأنه لا يمكن أو يعقل لنيابة أمن الدولة ولجهاز الأمن إطلاق التهم جزافاُ وعلى عواهنها، مما تتسبب في سجن صحفي في قضية رأي شكلت سابقة خطيرة في تاريخ القضاء السوداني، وأرست عرفاً فاسداً فتح الباب على مصراعيه للتنكيل بالصحفيين تحت القانون الجنائي وليس قانون الصحافة والمطبوعات، لذا فيمكنني القول أن المحاكمة السابقة لأبوذر، كانت محاكمة للرأي، وأبرز ما يميزها أنها فقيرة قانونياً، ومشوهة بكل المقاييس المنطقية والقانونية، حيث تم توجيه التهم مثل (تقويض النظام الدستوي) و (إثارة الفتنة بين الطوائف) و (نشر الأخبار الكاذبة) و (التجسس) و (الارهاب) و (كل المواد المتعلقة بالاتفاق والاشتراك الجنائي)، ولم يتم تقديم أدلة تثبت كيف أدى المقال إلي تقويض النظام الدستوري؟ ومتى حدث ذلك؟ وكيف أثار المقال الفتنة بين الطوائف؟ وما هي هذه الطوائف؟؟ ومتى وأين حدثت الفتنة؟؟ وكيف تم الاتفاق والاشتراك الجنائي؟؟ وما هي دلائله وعناصره؟؟. لم يفتح الله على جهاز الأمن ونيابة أمن الدولة بتقديم أدلة إثبات ولو دليل واحد، وكل ما فتح الله به على وكيل النيابة المتحري في البلاغ، هو أن قال أن دليله هو أن أبوذر كاتب المقال، وقرأ فقرات من المقال، في إشارة إلى أن هذا هو إثباته للتهم التي وجهها!!!!، واحترنا وحار دليلنا في المحاكمة السابقة!!!!.
هذه المرة ونحن بصدد محاكمة جديدة سنخوضها مع جهاز الأمن ونيابة أمن الدولة، أتمنى أن تُحترم عقولنا وأن يتم تقديم أدلة إثبات قانونية مقنعة تؤكد وتثبت التهم الموجهة وذلك حتى لا نقول بأن القانون هو كلمة حق أُريد بها باطل، وأن جهاز الأمن استغل سلطاته المطلقة للكيد والنيل من الصحفي أبوذر!!!!!!. وإلا، فما معنى أن يتم إطلاق التهم جزافاً ويقدم أبوذر للمحاكمة وتتم إدانته بناءاً على ذلك، ولا يكلف جهاز الأمن أو نيابة أمن الدولة أنفسهم بتقديم أدلة تثبت التهم الموجهة!!!!!، وتكون المحاكمة بائسة من حيث القانون وأدلة الإثبات، وجائرة في حق الصحفي أبوذر!!!!!.
وكنت قد قلت سابقاً، أن الدرس المستفاد من محاكمة أبوذر دون تقديم أدلة قانونية وحجج منطقية، ما هي إلا تعنت وتعسف من جهاز الأمن ونيابة أمن الدولة لسلطاتهما في إدانة أبوذر لخمسة أعوام، وأسوأ من ذلك فساد واستغلال القضاء والقانون!!!!. حيث رسخوا في أذهاننا أن القضاء هو أخصب بيئة لتصفية الخلافات السياسية والفكرية!!!!.
لذا، هذه المرة، نود أن نرى الأشياء مختلفة عن السابق، ونود إجابات منطقية من جهاز الأمن ومن نيابة أمن الدولة لهذه الأسئلة الموضوعية حتى نستطيع بدورنا أن نحترم المحاكمة الجديدة، والأسئلة هي:-
كيف تسبب مقال أبوذر الذي كتبه قبل عام ونصف العام (سجون السي أي أيه السرية) في تقويض النظام الدستوري للبلاد؟؟ وكيف كان ذلك؟؟ ومتى أدى المقال لتقويض النظام الدستوري، أكان ذلك قبل عام ونصف؟؟؟ ولماذا لم يقدم المقال وقتها للمحاكمة؟؟؟ ولماذا لم يقدم هذا المقال للمحاكمة مع المقال السابق الذي تمت محاكمته؟؟؟ أم أن تقويض النظام الدستوري قد حدث الآن؟؟؟ وما هي الدلائل القانونية التي سوف تقدمها نيابة أمن الدولة كبراهين تجزم بأن المقال هو السبب المباشر لتقويض النظام الدستوري الذي حدث الآن؟؟؟ وما هي أبرز الدلائل التي خلفها تقويض النظام الدستوري؟؟؟؟؟.
ومتى أثار المقال الفتنة بين الطوائف؟؟؟ وما هي هذه الطوائف التي قامت الفتنة بينها بسبب المقال؟؟؟ وكيف حدثت الفتنة؟؟ وما هي دلائلها وأماراتها؟؟؟ وكيف تسبب المقال مباشرة في إحداث هذه الفتنة؟؟ وما هي الآثار التي خلفتها هذه الفتنة؟؟؟ وأي نوع من الفتن كانت؟؟؟ أهي سياسية، أم اقتصادية أم ثقافية أم اجتماعية؟؟ وكيف أحدث المقال وتسبب في هذه الفتنة كنتيجة مباشرة بعد كتابته ونشره؟؟
أتمنى والمنى أضعف الإيمان أن أجد الإجابات الشافية والمقنعة لما أثرته من أسئلة، حتى نشعر بأن المحاكمة الجديدة سوف تحتلف عن سابقتها وأن عقولنا ستحترم هذه المرة، وأنه سيكون هنالك تطبيق حقيقي للقانون ولقواعد العدالة والمنطق والوجدان السليم وذلك بما ستتحفنا به نيابة أمن الدولة وجهاز الأمن من دلائل وبراهين على التهم التي قدمتها وبالتالي يمكن أن نقول أن مهمة القضاء هي إحقاق الحق وإرساء قواعد العدالة!!!!!!!.
والله البيحصل ده خرف سياسي، فكيف تقوض مقالة رأي النظام الدستوري للبلاد؟ إلا إذا كان هذا النظام بالهشاشة والضعف الذي لا يستطيع الصمود وتحمل الرأي الآخر. الفاتحة على نظامنا الدستوري الفاشل. والتحية والتجلة للبطل أبوذر الذي خلصنا من نظامنا الدستوري الهش والضعيف، والذي استطاع أن يقوضه برأيه فقط.
وما نريد أن نعرفه الآن، ماذا تفعل الحكومة الآن مع نظام دستوري منهار؟ أليس من العدل أن يحترموا أنفسهم ويغادرونا بعد أن انهار نظامهم الدستوري وبشهاداتهم.
يا أخوانا كدي براحة حبة حبة علينا وفهمونا الحاصل. كيف قوض مقال ابوذر النظام الدستوري؟ يعنى نحنا هسع قاعدين في الصقيعة وبلا نظام دستوري، ويعني كل الدول التانية بتفرجوا علينا وبيضحكوا من مقالات ابوذر القوضت النظام الدستوري مرتين. وطيب الحكومة عايزة تعمل شنو في المشكلة دي، حتخلينا قاعدين فرجة ساااااكت وسط العالمين.
والله عفارم عليك يا أبوذر في مقالاتك الكتبتها دي وخليتنا قاعدين سليقة ساااااكت بدون نظام دستوري.
إذا كان المقالين لابوذر قوضوا النظام الدستوري، فمعناه نحن الآن عايشين في فراغ دستوري عريض، ومعناه لازم يكون في دستور جديد للبلاد بدل من الدستور القوضته مقالات ابوذر. ولازم المجلس الوطني يحل نفسه ويدعو لانتخابات جديدة تأتي بمجلس جديد يقوم بتشريع دستور جديد للبلاد. هذا الحل الوحيد لمشكلة الفراغ الدستوري العملتها مقالات ابوذر. والحكومة دي قاعدة كيفن من غير نظام دستوري، معناها ان الحكومة غير شرعية لانها تحكم من غير دستور.
التحية للبطل أبوذر الذي عيشنا بدون دستور وجعل الحكومة غير شريعة.
والله الكلام ده غريب وعجيب، وحكاية النظام الدستوري دي كلها تلفيق في تلفيق، والجماعة ديل رايح ليهم الدرب ما عارفين يسووا شنو.
يا أخت منى، أنا عاوز أقوليك كلام، انت تملكين قلما رائعا واحساسا مرهفا وصادقا لم أجده في معظم صحفيينا وكتابنا، لقد استطعتي ان تعبري عن قضية زوجك لكن لا تقفين عند هذا الحد، فانتي تستطيعين الكتابة بصورة مؤثرة وترسمين بقلمك وتجسدين ما تفكرين فيه بصورة واضحة جدا وهذه ملكة لا يحملها الكثيرون ممن يكتبون, فأنت تملكين الموهبة وما عليك إلا المواصلة في الابداع، الى الامام لصفوة الكتاب والمبدعين
السؤال هل نحنا قاعدين في الصقيعة بلا دستور ….. كر علي …. لكن اظنو (وان ببعض الظن اثم) نحنا عايشين بدستور اولاد ماما
إذا النظام الدستوري تقوض وانتهي أمره، الكيزان ديل قاعدين فوق رؤؤسنا وبيحكموا فينا بشنو، ما في نظام دستوري معناه ما في حكومة، حقو يمشوا يشوفوا ليهم شغلة تانية غير أن يحكمونا.
يا أخوانا اتقوا الله وما تنسوا لحظة الموت، البتعمل فيه الحكومة ده ظلم بين ويشهد على فعلتهم انو حاكموا ابوذر بتقويض النظام الدستوري، وفعلا يا أستاذة منى الناس ديل ما بحترموا عقولنا ونحنا طهقنا وقلنا الروووووووووب من افاعيلهم المتعفنة
اذا كان للكلمة عندكم شرف وتملكون روح الزمالة اخرجوا يوم المحكمة وقود الشعب الذى شبع منكم حكى ومنهم كذب
يا جماعة الله يهديكم، واحد منكم يشرح لي الحاصل ده، كيفن يعني نحنا قاعدين في الصقيعة بدون دستور، وذا كانت مقالات الاستاذ ابوذر قوضت الدستور، طيب نحنا القاعدين ليها شنو بلا دستور، يعني البلد فاضية…….وقاعدة فاوه ساكت بدون دستور. يعني هسه ما في دستور في بلدنا ولا شنو؟؟؟؟
يا اخت منى فى الدول المحترمة و اكيد السودان ما منها و مع اختلافى مع الحركة الاسلاموية بشقيها الوطنى و الشعبى لكن فى الدول المحترمة المقالات الصحفية تطيح برؤوس مسؤولين كبار مش برؤوس الصحفيين الكتبوها لانه بتتكون لجان تحقيق و هاك يا شرطة و نيابة و قضاء و اذا ثبت صحة التقرير الصحفى ما فى زول فوق القانون ولو كان رئيس الجمهورية او اى رتبة عسكرية او امنية او دستورية!!! مثال على ذلك حادثتى ووترقيت و ايران كونترا!!! والله انحنا دولة لا لامة فى حكم اسلامى صحيح ولا دولة مدنية(اسم الدلع للعلمانية زى ما بيقول ثروت قاسم) نحنا حاجة كدة unclassified
الي الخبر الاكيد خلينا من حكاية الزول ده بتاع المانيا ده
هسي نحن عاوزين نعمم نضال الاستاذة مني علي كل المعتقلين السياسيين في بلدي عشان الحكاية ما تبقي حكاية اي زول بي زولو واللي ما عندو ضهر الخ
ليه ما نعمل حملة من اجل السجناء السياسيين كلهم او انشاء الله يوم او وقفة المهم اي شكل من اشكال التضامن. ودمتم