تصريح.. هادم لذات

زمان مثل هذا
تصريح.. هادم لذات
الصادق الشريف
? بصيغة واحدة تقريباً.. نشرت معظم الصحف يوم أمس تصريحاً لوزير الخارجية على كرتي.. نفى فيه ما تناقلته الفضائيات ووكالات الأنباء الخارجية عن خبر (قيل) أنّه أدلى به لوكالة الأنباء الفرنسية. ? التصريح خطير.. بل وخطير للغاية.. ولا تنبع خطورته من القضيّة التي تمّ التصريح حولها.. .. فالخطورة لا تطال القضيّة.. بل تطال المسؤولين الذين يطلقون التصريحات. ? كرتي نفى أنّ يكون قد صرّح لوكالة الأنباء الفرنسية بـ (قبول السودان لقوات دولية في جنوب كردفان). ? وقال في تصريحه النافي (أنّ الوضع في جنوب كردفان شأن داخلي.. نشأ عقب اعتداء مُسلّح تعرّض له المواطنون والدولة.. وشكّل بذلك خروجاً صريحاً عن القانون.. وأنه تمّ التعامل معه بما يقتضيه من حزم).. هسع في كلام هنا عن قوات دولية؟؟؟. ? ولا يمكن معرفة خطورة هذا التصريح بمعزل عن قصّة قديمة مماثلة ما زالت آثارها موجودة حتى هذه اللحظة. ? وهي قصة الأستاذ علي عثمان محمد طه وتصريحه الشهير بأوسلو.. بُعيد التوقيع على اتفاق نيفاشا والبحث عن ثمراته بوعود أوسلو المليارية.. والذي قال فيه إنّ السودان سوف يقبل بقوات دولية في دارفور (لكن) بعد توقيع وتحقيق السلام على الأرض. ? الرئيس لم يرضَ عن التصريح.. وبعده توارى نائب الرئيس عن الأنظار.. رغمّ أنّه نفى تصريحاته في لقاء جماهيري حاشد بمدينة بحري بعد ثلاثة أيام فقط من التصريح الأول. ? قال نائب الرئيس ذلك في الخارج.. وفي الداخل كان الرئيس يحشد الحشود.. ويعبئ الجماهير ضد القوات الدولية.. لدرجة أنه قال (أنّه سيقودُ المقاومة ضد القوات الدولية بنفسه إذا دعا الداعي).. فظهر الخطاب الرسمي وكأنّ هناك هوة عميقة بين قيادة الدولة.. وحتى إن لم تكن موجودة فقد صنعها ذلك التصريح. ? ولاحقاً اتضح (بُعد النظر السياسي) لعلي عثمان.. فقد اشترط تحقيق سلام في دارفور لدخول القوات الدولية.. ولكن القوات موجودة الآن في دارفور (يوناميد).. ولا يوجد سلام. ? بعدها توارى علي عثمان قسراً عن الملفات الرسمية.. وأصبح يتولى ملفات خدمية.. وقضايا (لا طائل من ورائها) مثل النفرة الزراعية.. والنهضة الزراعية. ? الشاهد في تلك القصة أنّها وضعت حدودا للمسارات المستقلة التي يمكن أن يتحرك فيها المسؤولون حتى لو كانوا بدرجة (نائب رئيس). ? وعلّق لي أحد كبار الصحفيين (والله الـ..عملتها أوسلو في علي عثمان.. لحدي هسع ما مرقت). ? هكذا انتقلت اللعنة.. لعنة التصريحات التي لا تعجب (المزاج المركزي) من (أوسلو) إلى (فيينا) حيث قيل أنّ علي كرتي صرّح ذلك التصريح.. والذي يعتبر تصريحاً من النوع (هادم اللذات ومُفرِّق الجماعات). ? وأخيراً.. أليس حريّاً بوزير الخارجية أن ينفي تلك التصريحات وبهذه السرعة.. والقوة.. التي نفاها بها.. حتى لو كان قد أدلى بها؟؟؟.
التيار
الأستاذ الصادق
ما تشيل هم
نكران التصريحات والزوغان من الأتفاقيات شيء عادي عند الجماعة إياهم ولا يلتفت أحدهم وراءه عنما يهم بكب الزوغة لأنه يدري بأن لا احد يقبقبه .
ههههع عن اي دولة وعن اي مؤسسات تتحدث انهم سلة من القطيع كل واحد فيهم بصرح واتفق ويرجع في كلامو في اقل من ساعة هذه دولة المؤسسات