الترويج للحرب القادمة.. من سيرقص على الطبول؟

نشطون في الترويج لها صباح مساء ، هكذا تقول التصريحات بما تعجز عن تأكيدها دبلوماسيات نفي الحرص على (ميلاد حرب جديدة). وبحسب سفر الحياة فـ (الحرب أولها كلام).
تجار حرب .. غير آبهين بفتيل الأحزمة الناسفة التي تحيط بخاصرة هذا البلد المكلوم .. لم يخبروها .. لم يذوقوها .. لم يخوضوا غمارها ، لم يعلموا أنها قطعة من نار .

الخرطوم: أجوك عوض الله جابو
___________________________
لا يكاد صدى ما يقول به الشريكان من تأكيد عدم نية العودة للحرب مرة أخرى يتجاوز شحمه الآذان ، حتى يقذفوا بالتصريحات الملتهبة والاتهامات النارية ، ليقول الشريك الأكبر (المؤتمر الوطني) على لسان مستشار رئيس الجمهورية د. مصطفى إسماعيل ووزير الدفاع عبدالرحيم حسين بأنهم (جاهزون للحرب). ويقول النائب الأول لرئيس الجمهورية وريئس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت عن الحركة الشعبية (لن نبادر .. ولكن إذا اضطررنا لها سنخوضها). بين هذه التصريحات وتلك يغلي أمن الجميع على مرجل الشريكين ، ريثما يسفر دوران عجلة الايام عما سيكتب على (جبين الوطن) وفقا للمعطيات المسماة بحسب ما يحلو للبعض بـ (القضايا العالقة) خلال ما تبقى من قلائل عمر الفترة الانتقالية . الى ذلك الحين (الأحداث) حاولت قراءة تلك المآلات المرتقبة من خلال الشواهد الحية على الخارطة السياسية السودانية الآن.
لا أظن ان الحرب ستندلع ومسوغ لما نقول هو أن القوات المنسوبة لكل من الشريكين مفصولة عن بعضها البعض ، والوضع ليس كما كان في اتفاقية أديس أبابا 1972م عندما كانت قوات الانانيا والجيش موجودان الاثنان في الجنوب الامر الذي ادى لاصطدامهما. هكذا ابتدر الامين العام لحزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي د لام اكول اجاوين حديثه لـ (الأحداث) في إجابته لسؤال «ماذا عن النقاط الحدوية التي لم ترسم بعد؟ قال أجاوين: (لا اعتقد بأنه ستكون هناك أي مناوشات على المناطق الحدودية لسبب بسيط يتمثل في عدم جيوش مرابطة على تلك المناطق المختلف عليها سواء كان في حفرة النحاس (كافي كنجي) أو جودة ، فهناك جودة في الشمال وجودة في الجنوب، ولكن لا أظنها ستكون استثناءً للقاعدة العامة إلا باختراق أحد الطرفين للقاعدة). وبحسب د. لام اكول فإن كلا من الشريكين يقول بأنه لا يريد الحرب ، وعن نفسه فالرجل لا يتوقع ان تندلع ثمة حرب بين الطرفين. ويقول في ذلك معللا: (لا أظن أن الحرب سهلة ، ولا أظن ان هناك من حضر نفسه لها ، وافتكر من ناحية التحليل العسكري لا يوجد طرف جاهز للحرب) هكذا جزم بها أجاوين .. ولما كان بعض المراقبين والمحللين قد اتفقوا مع د. لام في عدم اندلاع الحرب بين الشمال والجنوب مرة أخرى ، إلا ان رحمة الاختلاف ? وإن كانت لاتبدو كذلك في كل المواضع ? هي ما حملت مدير مركز الدراسات السودانية والناشط الحقوقي د. حيدر إبراهيم في إفادته لـ (الأحداث) للقول: (لا أتوقع نشوب حرب معلنة مفتوحة وممولة بين الشريكين ، ولكن أتوقع ان تكون هناك مناوشات بينهما). ولما كان المعلوم بالضرورة ان البشر قد يتحكمون في رسم خارطة الحروب ولكنهم في الوقت نفسه لا يملكون المعايير لقياس محدوديتها وحدودها . اتفق د. حيدر ابراهيم و(الأحداث) فيما ذهبت إليه قائلا: (أوافقك الرأي تماما .. أقصد بأنه ستكون هناك حالات توتر ومن الصعب ان تكون هناك حرب شاملة فالشريكان لا يخططان لحرب ، بل تصعيد وحرب سياسية لتحقيق مكاسب سياسية. ففى حالة كل من المسيرية والدينكا نوك فإن كلا من الشريكين يستطيع إلجام الطرف الذي يليه إذا جد الجد). ووفقا لحديثه قال د. حيدر إبراهيم: (نيفاشا ليست اتفاقية سلام بل هي اتفاقية لإيقاف الحرب ، ولو لم تكن كذلك لنفذ ما جاء في بنودها لتحقيق التحول الديمقراطي ولما تركت قضايا مثل أبيي وجنوب النيل الازرق وجنوب كردفان معلقة ، لكانت شاملة لكل القضايا). وحول ما يردد الآن كثيرا من (طارئ) يقول د. حيدر: (الاتفاقية الآن في مراحلها الاخيرة ، ولا نتوقع أي حرب ، وكل ما يردد الآن عبارة عن ملاسنات ومزيدات ، فالحرب فيها إنهاك لطرفين ونيفاشا كانت لأن طرفيها وصلا طريقا مغلقا ، فكل محاولات الحركة آنذاك لدخول جوبا فشلت ، وكل محاولات المؤتمر الوطني للاستيلاء على مناطق مهمة في الجنوب باءت بالفشل أيضا ، ما تصدر من تصريحات غير مسئولة ، والدليل على ذلك تصريحات المؤتمر الوطني الناقمة على استضافة جوبا للفصائل الدارفورية كان يجب ان تذاع عبر الناطق الرسمي باسم الحزب). د. لام اكول يعلق مستنكرا بنبرة ضاحكة قائلا: (كيف لا تكون المناوشات حربا وهي ما تؤدي اليها ، وإلا كيف تكون الحرب إذن؟!)
من حيث المنحى.. هل تُستلهم تجربة هورشيما
عقب قنبلة هيروشيما ونجازاكي الشهيرتين من قبل الولايات المتحدة الامريكية إبان الحرب العالمية الاولى انكفأت اليابان على نفسها دون الانشغال والاتصال بالعالم الخارجي سواء كان بغية الخير أو الشر ، وانكبت على تطوير نفسها وإصلاح ما أفسدته القنبلة المدمرة. باعث استدعائنا لذلك هو ما قال به في حديثه لـ (الأحداث) القيادي بالمؤتمر الشعبي محمد العالم: (اعتقد أن الجنوب سيكون مهموما حال وقوع الانفصال ببناء دولته ، وسيبتعد لذلك ما أمكن عن الحرب ، لأن الحرب ان اندلعت بينها والشمال فستكون الدولة أيضا حينها في مواجهة قبلية داخلية أيضا فسيكون شغله الشاغل بناء دولة مستقرة) أما ما سيكون عليه حال الشمال فإن منظار محمد العالم لقراءة المستقبل القريب يقول بحسبه: (الشمال يشعر بالحرج لأنه يفتقد جزءاً من أراضيه وموارده ، وربما لا يتحمل الساسة الشماليون استئصال ذلك الجزء ، فذلك شعور مؤلم لهم ولكن الساسة الشماليون وللاسف الشديد لا زالوا يفكرون نحو الجنوب بالعقلية التي تلغي الاخر ، فحتى تقرير المصير لا يريدون لإنسان الجنوب أن يمارسه الا بالطريقة التي توافق هواهم). وقطع العالم بكذب من يظن ان بإمكانه السيطرة على الحرب حين اندلاعها ، علاوة على ان حكم الشمال لن يكون بالامر المحسوم، فالمطالب عندها ستقول بضرورة شريعة جديدة وتفكير جديد، وليس من مصلحة السودان ان تبعث الحرب من جديد.
فهل سينكفىء الجنوب على السلام للنهوض بدولته رهن أحد خياري نيفاشا، أم سيضطر على غرار ما قال به رئيسه سلفاكير ميارديت لخوض حرب لا يتمناها أحدا قط؟
سؤال تُترك إجابة للشريكين خلف الأبواب المغلقة ؟.
فهل تعيها آذان واعية..
ابتدر حديثه لـ (الأحداث) متسائلا: (لماذا التصعيد ، ندين التصعيد من قبل الشريكيين لأنه لا يصب في مصلحة الوطن ، ولماذا لا ننكث الحروبات ونرفع رايات السلام الاجتماعي ونعمل له سواء كانت نتيجة الاستفتاء وحدة أو انفصالا) ويواصل القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف حديثه لـ (الأحداث) لابد من ضغط الشريكين بالرغم من انهما لا يستمعان لصوت العقل ، ونطالب بمؤتمر جامع لحل قضايا ما بعد الاستفتاء ، لأن ذلك لا يتم بمعزل عن القوى السياسية ، والدعوة لمؤتمر جامع هي السبيل الوحيد للخروج بالبلاد الى فضاءات السلام. والشعب السوداني هو الوحيد الذي يستطيع حل مشكله لا المجتمع الدولي ولا تدخل أمريكا الذي أثبت فشله في العراق) ورد صديق يوسف أسباب ما بلغه السودان من مصائب الى النظام الشمولي وغياب الرأي العام. والحل يكمن وفقه في ارساء الديمقراطية.
هل خرجت الحروب من الباب ..
بما عهد فيه من ثقة وتحكم وفلسفته للأمور أتت نبراته عبر الهاتف في حديثه لـ (الأحداث) قائلا: (في حساباتي لا أعتقد ان الحرب لم تتوقف طالما كانت الحرب كر وفر ، فالكل لديه أجندته وإن كان الشريكان يتفقان على مصطلح لا نريد حربا فهذه عينها فلسفة «الكر») ويستطرد القيادي بجبهة الانقاذ الديمقراطية الباشمهندس فاروق غارقوس حديثه بالقول: (ما يقولون به غير صحيح لأن طبيعة الحرب تغيرت بكل أسف عن طبيعتها التي كانت تدار في أدغال الجنوب ، لأنها ستكون هذه المرة في الحدود ، وهذا ما لا يريد المؤتمر الوطني الافصاح عنه بدليل ان الخرطوم خالية تماما من الدبابات لتواجدها على الحدود ووادي سيدنا أيضا خالية مما كان من مظاهر الاستعداد لأنها انتقلت الى الحدود الشمالية المتاخمة للجنوب). ويرى غارقوس ان السؤال المهم هو (من الذي سيحارب هذه المرة؟) ويعلل ما ذهب اليه بقوله: (حسب علمي ان الجيش السوداني الذي كان يحارب في الجنوب فيما مضى 90%و 95% منه من أبناء دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق وادروب ، والآن هؤلاء الاخوة وبعد ان اتضحت الرؤية صار الكل مشغولا بهامشه ، فيا ترى هل سيخوضون حرباً قادمة بأبناء أهل الشمال السوداني؟ – ويردف سؤالا آخر ضاحكا بإيحاء ? أم سيأتون بخلافهم؟، فما زال هناك من يتحدث عن الدفاع الشعبي وكأن الدفاع الشعبي من أحد أقاليم السودان الخمسة وعشرين ، لأن الذي نعلم هو انه من أبناء تلك المناطق التي ذكرناها). ويفيد الباشمهندس فاروق بأن (التجارب أثبتت ان مجرد توقيع الاتفاقية وحدها لا يكفي بل لابد من إيجاد مقومات إرادية وإدراية وتحقيق سلام مدني واجتماعي للمواطن وطي ما وصفه بالجمرة). وفي استشهاده بما قالت منظمة اليونسكو يقول: (لو كانت الحروب تتولد في عقول البشر ، فيجب ان تبنى في عقولهم حصون السلام) وهذا المعنى ـ وفقه ـ لا يعني بالضرورة ان توقف الحرب فقط بل لا بد من إيجاد الارضية الثابتة لترتكز عليها التنمية وتنطلق من الافراد والجماعات الى بر الأمان. وعلى كل ذلك فالرجل يعتقد بأن الاتفاقية استراحة محارب. فإذا لم تكن هناك ثقة تعين على تنزيل الاتفاقية لأرض الواقع فإن الحال سيكون على ما نحن عليه الآن ، والملاسنات التي حدثت بين الشريكيين أخرجت الشيطان من التفاصيل أو الجرّة ، والآن الشيطان كبر وصغرت الجرة.
مصائب السودان بعيون المشفقين
عندما وقف على حطام أبيي عقب الهجمة البربرية المجرمة التي طالت مواطني أبيي في صيف مارس 2008م وشاهد ما ارتكبه الانسان بحق أخيه الانسان حين خاب الوازع ، لم يملك أشرف قاضي الذي كان يمثل مبعوث الامم المتحدة الا قول (كأن القيامة قامت هنا).
مصدر استشاري رفيع أفاد (الأحداث) استدل بما صرح به الرئيس الاثيوبي من ان الحرب حال اندلاعها في السودان فستكون بمثابة يوم القيامة، ويرى المصدر ان الحرب حال اندلاعها لن تكون في مصلحة أحد، ووصف التصريحات التي تصدر من قبل بعض المسؤولين بغير المسؤولة لجهة انها لا تراعي المصلحة العامة العليا فضلا عن أنها رجوع عما اتفق عليه ، لكن هناك أغلبية صامته يستحقون الاحترام . وسؤال هل ستكون الامور تحت السيطرة حال بعث حرب جديدة بين الشمال والجنوب ، أجاب (الله أعلم .. لكن ما يمكن قوله هو ان الحرب اذا اندلعت هذه المرة فإن تدخلات المصالح الخارجية من شأنها تضخيمها وتصعيدها بمساندة جانب كل من الشريكين. وما يجب قوله في هذا الصدد هو أن الشريكين لم يوقعا الاتفاقية من أجل سواد عيون الشعب بل بضغوط دولية مكثفة، لذلك شابها العديد من التعقيدات.
شراكة وفق الطلب..
الناشط في مجال حقوق الانسان د. الباقر عفيفي في حديثه لـ (الأحداث) وصف تصريحات من عينة (استضافة قادة الفصائل الدافورية في جوبا لعب بالنار) بغير المسئولة على حد قوله. وتساءل هل لقاء النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب للفصائل الدارفورية بغية التفاكر معهم حول السلام في المنطقة أمر غير دستوري وغير قانوني؟، وهل هناك سبب سياسي يمنع ذلك ؟. وأوضح عفيفي بأن المواطن العادي له حق المساهمة لحل قضايا البلاد. وقال: (نحن منظمات المجتمع المدني نقترح الحلول وننظم الحملات ويمكن أن نقابل قادة الحركات وفاعلين سياسيين وكل الوسطاء ومسئولين في الحكومة من أجل التفاكر في أمر البلاد، فهل هذا محرم على النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب ؟!، ولو اجتمع مسؤول بالمؤتمر الوطني بهم هل كان سيواجهه بكل ذلك الهجوم. برأيي ان هذه هي الاسباب الداعية للانفصال ، والحرب ليست لها مسوغات وحديثهم غير مسؤول ، وإذا اندلعت حرب ستحرق كل البلد.
وشهد شاهد من أهلها..
إذا اندلعت حرب بين الشمال والجنوب من جديد فإن السيطرة عليها ستكون صعبة والانتصار لن يكون سهلا ، وفيما يلي الجانب الجنوبي فإن الحركة قد تخاطب الشعب الجنوبي بأنها حققت له الاستقلال ولكن بم سيخاطب المؤتمر الوطني أهل الشمال ، هل سيقول لهم انه قسم السودان؟ هكذا أوضح القيادي بالحركة الشعبية أتيم قرنق في حديث لـ (الأحداث) وردّ حديث المؤتمر الوطني الآن لأهل الشمال عن الشريعية وعن ان العروبة والاسلام في خطر الى محاولة الوطني تهيئة شعب الشمال نفسيا للحرب من خلال إيجاد الدواعي والاسباب وهذا غير صحيح. واستبعد أتيم ان يكون هناك استعداد للجلوس على طاولة حوار أخرى مع الشمال حال اندلعت الحرب بعد المحادثات التي بدأت من 1947م حتى 2005م.
ومن الجانب الآخر بالرغم من محاولته التقليل من تأثير مما يصدر من تصريحات بأنها ستخلص للحرب بقوله: (اعتقد أن ذلك يندرج تحت الحكم على الاشياء قبل وقوعها) إلا أن القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي قال في افادته لـ (الأحداث): (بحسب المعطيات والتدخلات الخارجية والضابية لن يكون الانفصال سلسا إلا إذا حدثت متغيرات بل قد تقود الاوضاع الحالية الى الحرب أو غيرها إذا استمرة الامور على ما هي عليه من وتيرة ، ونأمل ان يكون التغيير إيجابياً.
وما يجدر ذكره هنا هو تحذير حمله تقرير صدر يوم الخميس 26 نوفمبر الماضي أعدته مجموعة من الخبراء الاقتصاديين الأروبيين والافارقة حذر من أن تجدد الحرب بين الشمال والجنوب بسبب الاستفتاء سيكلف المنطقة ككل مبالغ تصل الى 100 مليار دولار. وقال ان التداعيات الاقتصادية ربما تتجاوز كل الحدود . وجاء في التقرير الذي نشرته شركة فرونتير ايكونوميكس للاستشارات ان» التكلفة الاجمالية ستكون هائلة على وجه الخصوص بالنسبة للدول المجاورة للسودان ، وتصل الى 34%من ناتجها المحلي الاجمالي السنوي على مدى فترة 10 سنوات . وقال زار فرتين وهو محلل من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات «النفط هو أكبر مثبط لديهما ، ويدرك الجانبان حقيقة ان اقتصاديهما يعتمدان على النفط وأن الحرب ستمنع الاستفادة منها. وأضاف فرتين ، ان دور الشمال في تصدير نفط الجنوب ? نظرا لوجود المصافي والموانئ في الشمال ? مازال أكبر ورقة تفاوضية له في عملية الاستفتاء وفي أي مفاوضات تجرى لاحقاً.

الاحداث

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..