الدولة السودانية و حتمية الانهيار

الدولة السودانية و حتمية الانهيار

نجم الدين جميل الله
[email protected]

تمر الدولة السودانية هذه الايام بمرحلة يسميها بعض النائمين بالحرجة و يسميه الاخرون بالمرحلة المفصلية لكن فلنعرف جميعا دون تردد بانها بداية الانهيار الفعلي للدولة السودانية الاحادية

ستنهار الدولة السودانية الحالية تلقائيا للاسباب الاتية :-

1 ? تاسست الدولة السودانية على اساس هش من الوطنية و بني على ارضية عنصرية من يومها الاول

عندما همش دور علي عبد اللطيف البطل الحقيقي للإستقلال فقط لانه اسود و تم إبراز دور المناضلين من اصل عرب و جعلهم رموز وطنية و تزوير التاريخ لإبراز مهيرة بائعة الخمر لكتشنر في جلباب بطلة ناضلت من اجل الاستقلال

2 ? تاسست الدولة السودانية على ايدي عميلة تخابرت للمستعمر و ادخلتها و تعاونت معها في سياساتها فصار من جاء جدهم ضابطا في جيش المستعمر المصري باحثا عن الذهب و العبيد رجال دولة و قادة يجب احترامهم بل اصبح لهم مكانة دينية و وطنية و بنوا الدولة السودانية وفقا لمصالحهم و اهدافهم فاصبح الدولة السودانية بلا هدف

3 ? تأسست الدولة السودانية على مشروع التعريب و تدمير ثقافات و لغات الاخرين مقابل لغة الحاكمين و ظهر المفتاح في المدارس ليعلق على رقبة كل من نطق كلمة غير عربية ليتم محاسبته في اليوم التالي لا لذنب اقترفه إنما فقط لانه تحدث بلغته الاصلية و تنكر للعروبة المفروضة عليه لانه اخر فضاع التنوع و ضاع معها الدولة السودانية ليحل محله دولة التعريب التى رفضها اهل الارض الاصليين ليكون بذلك العيش في دولة واحدة من المستحيلات و تفتيت دولة التعريب من اهم الاهداف
4 ? تأسست الدولة السودانية باهداف اثنية بحتة كانت تنفذ في سرية تامة من ابرزها ان يظل الحاكم عربي من الشمال النيلي مهما كانت الاسباب فضاع اهداف الامة عندما وضع اهل الشمال اهدافهم فوق اهداف الشعب و سعوا في جعل السودان مملكة سرية يتبادلون الادوار فيه

5 ? تأسست الدولة السودانية على الاستعلاء العرقى و التمييز العنصري فكانت الحملة العنصرية ضد ابناء الغرب بعد المحاولة الانقلابية التى سماها اهل المركز استفزازا لهم بمحاولة المرتزقه و تم الترحيل القسري من العاصمة عبر القطار و تم التعامل معهم كانهم من كوكب اخر و مواصلة لتلك السياسة تم ما عرف بالجهاد ضد ابناء الجنوب فارتكب المجارز و التطهير العرقي ضد الجنوبيون باسم الدين فكان لزاما على اهل الجنوب و الغرب الفرار من دولة التمييز إلى دويلات صغيرة يتمتعون فيها بحقوقهم المشروعة فضاع السودان ليحل محله دولة البحيرات و دولة الغرب و دولة كوش

6 ? سيطر على مفاصل الدولة السودانية منذ ايام الاستقلال شرزمة من الشمال لا تمثل سوى 2% من سكان السودان و من اصغر مجموعاتها السكانية لكنها فرضت نفسها بالقوة و كلما احست بالخطر قامت المجموعة بانقلاب جديد ياتي باحد ابناء الشمال حاكما و زج بالاخرين في القبور ليوطد اركان
الدولة القبلية فتكونت في السودان اكثر من 500 حزب عبر التاريخ كان 99% من رؤساء تلك الاحزاب شماليون من اثنية واحدة و جاء على سدة الحكم 50 رئيسا كان جلهم من الشمال ومن اثنية واحدة و كل قادة الانقلابات الناجحة من نفس الاتجاه في حين ان معظم الانقلابات الفاشلة كانت قادتها من اهل الهامش , و بما ان دولة الظلم لن يبقى و ان القوة تنجلي يوما ما فان الدولة السودانية ستنهار تلقائيا عندما يرفض اهل الهامش الانصياع للمستعمر الوطني

7 ? غياب رؤية وطنية خالصة لبناء امة عظيمة و جعل السودان بلدا للجميع عند الحكومات المتعاقبة فقد سعى كل الحكومات إلى فرض اللغة العربية و طمس هوية السودان الحقيقة و محاولة جعلها دولة عربية دون التفكير في الثروة الهائلة من الثقافات فكان لزاما على تلك الثقافات البحث عن موقع اخر يقبلها و يتعامل معها

8 ? التغييب الكامل لدور المثقف السودانى في بناء الدولة و تشريد العقول السودانية بسياسة ممنهجة هدفها تغييب الوعي من الشعب و الحيلولة دون تاثير المثقف في المجتمع فسعى جميع الحكومات من ازهرى حتى بشير إلى تشريد العلماء السودانيين فكان من واجبات المثقف المبعد ان يحاول توصيل رسالته بشتى السبل حتى لو ادى ذلك إلى تمرد صريح ضد السلطة

9 ? غياب دستور قومي سوداني يتناول كل الحقوق و يعدد القوانين و التشريعات في شكل يراعي التنوع الديني و الثقافي و الاثني و ينظم العلاقة بين الحاكم و المحكوم مما ادى إلى وضع دساتير إنتقالية تراعى مصالح الاحزاب و الحكام و تم تغييب دور الشعب في وضع الدستور او حتى الاطلاع عليها كانت نتائجه بائنة للعيان في جيل من السياسيين الذين لا يعرفون حتى معنى الدستور ناهيك عن وضعها

10 ? عدم وجود قائد وطني بارز و مؤثر يتخذه الاجيال التالية كمثل اعلى في خدمته للوطن و خلاصه للامة فكان دائما السعي لخلق زعيم من العدم و جعله بطلا في محاولة يائسة لتزوير الحقائق و تزييف التاريخ فسقط امام الحقيقة الابطال المزيفه و صار الاجيال على نهج نحن الافضل من ذي قبل و حصاده ما نعيشه اليوم من جيل يفقد اقل مقومات الوطنية و يضع مصالح الاحزاب فوق المصالح العامة و عندها إنهار الدولة المسماة بالدولة السودانية

ما ذكرناه من الاسباب تكفي لسقوط المملكة التى لا تغيب عنها الشمس ناهيك من دولة سودانية تغيب شمسها كل يوم , و انهيار الدولة امر واقع يجب ان نتعامل معها و نستعد للملمة الحطام و إعادة بناء امة سودانية تؤمن بالاخر و تحترم القانون و تشكل نواة للسودان المتعدد ثقافيا , اثنيا , لغويا و تحتكم إلى الدستور عند الخلاف , اما ان نبكي مثل غندور و نافع في تجمعات حاشدة دون إبداء اي نية للتغيير نكون كمن يبكي و جثة اباه يتعفن

نداء :

على الشعب السوداني ان يواجه الحقيقة و يعترف باخطائه و يتصالح مع ذاته و الاخرين و ينبذ العنصرية

و على الشماليين الاعتذار لشعب الهامش و الاقليات لما حاق بهم من ظلمات في سنين حكمهم الخمسين

نداء اخير :

دولة الظلم البغيضة ,,,, ستنهار يوما في دقيقة

و يبقى كل الشعب حر مافي عبدا مافي سيدا

كفاية حكما كلو عربي كفاية حكما كلو نوبه

خلونا نحكم بالتساوي كل حزب و كل قبيلة

نبني سودان متعدد فيهو رملة و فيهو طينة.

تعليق واحد

  1. احسن ما قلت هو اخر مقالك نحن مع سودان المواطنه المتساويه للجميع اما قصة بائعة الخمر فهى من مكايدات العنصريه اما جرد حساب الحكم فهي
    سنتين المهدي

  2. لاننسي عزيزي الفاضل بأن هنالك مايجري في الخفاء ومن وراء السلطة الحالية وهم أنصار السنة المحمدية ؟ فهم الآن يعدون عدتهم وعديدهم للاستيلاء علي الحكم في السودان وما تقربهم للطغمة الحاكمة الآن الا لمعرفة مكامن الضعف فيهم والانقضاض عليهم. لأن بوادر محاولاتهم بدأت الآن في دول المهجر من استقطاب للناس وتحدثهم جهارا بأنهم سيستولون علي الحكم في السودان(طالبان السودان) الجدد وهم الآن بدأوا بقناة طيبة غير مايجمعونه الآن من أموال وعتاد فاصحوا يامن تنظرون بمنظار في اتجاه واحد فقط.ولاتدرون عما يدبر من خلفكم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  3. نسال
    هل يجب على عبد الخالق محجوب الشايقي ان يتساوي مع على عثمان محمد طه؟.
    علق عبد الخالق فى نفس مشنقة جوزيف قرنق
    بامر من النميري الذي كرمه على عثمان كيدا لهؤلاء الابطال.

  4. مهيرة بائعة الخمر!!؟؟
    أليست هذه عبارة عنصرية، اول مرة اعرف مهنة مهيرة ويبدو من اسلوبك انك تعيرها بمهنتها، ألا ترى في ذلك نوع من العنصرية، سواء كانت بائعة خمر أو غيره فانها خرجت لتصد المستعمر ولم تكن بطلة استقلال كما قلت، ويظل علي عبد اللطيف أول بطل تعرفنا عليه في طفولتنا الباكرة من خلال الأغاني الوطنية التي مجدته…. هذا ليس دفاعا عن الطغمة الحاكمة، لكن لأثبت لك انك ايضا غارق في العنصرية، لا بد أن وقفة عن النفس، قبل تأنيب الآخرين أن نؤنب انفسنا وضمائرنا ونحاسبها، كل منا مسؤول عما يجري في الساحة ومساهم بشكل أو بآخر في انهيار الدولة التي انهارت منذ زمن بعيد، وكما ذكر فاروق بشير علق الشهيد عبد الخالق محجوب في ذات مشنقة جوزيف قرنق، واعدم الشفيع وهما من ابناء الشمال ولقيا هذا المصير بسبب انتمائهما السياسي دون مراعاة لانتمائهما القبلي.

  5. اولا على عبد اللطيف كان متسلق وانضم لثورة 24 لخدمة قضاياه الشخصية لانه حين اندلعت الثورة كان مسجونا لاسباب لا تخص الثورة سوف يبدو لك هذا الكلام غريبا ولكن ارجع للتاريخ ومخطوطات الحكم البريطانى التى لا تزال موجودة.
    ثانيا ثقافة شرب الخمر كانت عادية وسائدة فى كل السودان حتى تطبيق قوانين نميرى.وحتى قوانين نميرى لم تسطيع ان توقف هذه الثقافة والتى لازالت مستمرة حتى يومنا هذا سائدة وخاصة عند اهلك النوبة وكان حتى وقت قريب الخمر يوزعها ود النوبة على بيوت السودانيين.هذه ليست سبة او تهمة حتى تعير بها مهيرة بت عبود ولكن جهل منك وعدم المام منك بالتاريخ حتى لو افترضنا انك حاصل على تعليم جامعى هذا لا ينفى جهلك وعنصريتك …

  6. أنطبق علينا قول المثل ..المقتولة ما بتسمع الصيحة !!! في تاريخ السودان الحديث هناك العديد من المفكرين والسياسيين وحتى بعض المثقفين … حذرونا مراراً وتكراراً من مغبة الإنجارف وراء الشعارات الدينة والمتاجرة باسم الدين في بلد متعدد الأعراق والديانات … ولكن لأننا شعوب لا تقرأ التاريخ ولا تجتهد في فهمه وأخذ العبر منه .. وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم !!!
    الفجر الكاذب .. السودان والنفق المظلم للدكتور منصور خالد وغيرها من كتابات لمثقفين سودانيين على معرفة حقيقية وواقعية وعميقة .. تشخص أزماتنا المتلاحقة ومأساتنا المستمرة منذ أمد بعيد … كتابات وأفكار المفكر محمود محمد طه السياسية ولا نقول الدينية … منفستو الحركة الشعبية ورؤية جون قرنق … إشارات الطيب صالح العميقة في أكثر من موقع ومناسبة .. وغيرهم الكثير من الساسة والمثقفين .. لم نحترم فكرهم الثاقب ووطنيتهم المتأصلة فيما قدموا .. بل ذهب بعضنا برميهم بالخيانة والعمالة والكفر وو..الخ القائمة المعروفة …. وتركنا المجال فسيحاً للمنافقين والأفاكين وتجار الدين من كل الملل يسرحون ويمرحون في بلاد المليون ميل باسم الدين .. وباسم الدين ضيقنا على السكان الأصليين وذاقوا من بني جلدتهم ما لم يجرؤ عليه المستعمر .. غربياً كان أو تركياً أو حتى مصرياً .
    بلد العجائب … يحكمها من يحمل فكراً أجنبي المنشأ ويستنكر ويمنع أبناءها الذين يحملون فكراً سودانياً خالصا من العمل السياسي بحجة أنهم يحملون فكراً أجنبياً !!جون قرنق رحل عنا وهو سوداني فمتى أصبح أجنبياً ؟؟هذه النقطة تحديداً تكشف مدى سطحية وهشاشة هذا النظام .. وأي خطأ وخطل الذي ينزلق إليه هؤلاء القوم ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..