قصة نزيل الزنزانة رقم (19) ..الزنزانة رافقه فيها شخصان؛ مجدي وعلي المريود كان محكوما عليهما بالاعدام ايضا بسبب الاتجار في العملة ..حينما حانت لحظة إعدام مجدي قال بشجاعة :«مأمون وعلي مع السلامة وشدوا حيلكم»

كنت قريباً من الموت

قصة نزيل الزنزانة رقم (19) نائب نقيب الأطباء الأسبق

أى المشارق لم نغازل شمسها، ونميط عن زيف الغموض خمارها،اى المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها، انه الشاعر اليساري الهوى علي عبدالقيوم ينشد لحنه الى رفاقه الذين ساروا الى الموت ، على اعواد المشانق او بفعل الرصاص الحي، لكن هذا على الورق والسؤال كيف يكون الفعل عندما تصبح انت في مواجهة مع الموت بلا حاجز، كثيرون مروا بهذا التجربة خطوا عليها بخطى ثابتة وئيدة او مترنحة متعثرة، منهم من تدلى على الحبل وعبرالبرزخ الى الحياة الاخرى واخرون افلتوا بعد أن اقتربت خطاهم منه واولئك من قصدنا ليرووا تجربتهم مع هذا الحبل.

بقلم : خالد فتحي : جمال ادريس

(1)
تكاد تلامس الصدق ينضح في ثناينا كلماته وهو يحدثك عن تجربته مع حبل المشنقة الذي قارب عنقه كحبل وريدها لخمسة اشهر او يزيد، من ديسمبر 1989 حتى مايو 1990.. ولزهاء الساعتين جلس نائب نقيب الاطباء الاسبق الدكتور مأمون محمد حسين يروي لـ (الاحداث) تفاصيل الحكاية وكيف انه وقف ينتظرالموت في كل لحظة بعد صدور حكم الاعدام ضده على خلفية اضراب الاطباء الشهير في 1989م، وبالرغم من مرارة القصة وقتامة فصولها لكن شعورا يعتريك بأن الرجل ليس حاقدا على من زجوا به في غياهب السجن او ادنوه من المشنقة بل تجده اقرب للرثاء والشفقة عليهم من بؤس ما صنعوا ومن زيف ما يدعون.
في هدوء جراح يشق بطن مريض، اخذ الدكتور مأمون يسترجع كيف بدأت الاحداث وتصاعدت وتائرها ثم توالت عاصفة في تلك الايام التي كان فيها فوران الانقاذ الثوري لايقبل القسمة على الاطلاق على اثنين، فاما شاكرا واما كفورا. وطوفنا معه في الحلقة الماضية عند سرد تفاصيل مثيرة لعملية الاضراب وقصة اعتقاله واحالته الى سجن كوبر بعد ادانته بالاعدام شنقا حتى الموت امام محكمة عسكرية.
يشير الدكتورمأمون الى ان الزنزانة رافقه فيها شخصان؛ مجدي وعلي المريود كان محكوما عليهما بالاعدام ايضا في قضية تتعلق بالاتجار في العملة التي كان محرما وقتها ويقول دكتور مأمون: مجدي كان شاباً في منتصف الثلاثينات من عمره، وقد واجه الموت بشجاعة متناهية، ولم يكن خائفاً من مصيره أبداً، و أذكر أنه عندما حانت لحظة اعدامه وقف قبالة الزنزانة قائلا : «مأمون وعلي مع السلامة وشدوا حيلكم»، ولك أن تتخيل هو ذاهب إلى الموت وهو شاب صغير، ورغم ذلك يصبرنا.. وكان تنفيذ الإعدام يتم في وقت متأخر من الليل، والمحزن في الامر اننا كنا نسمع بحكم قرب زنزانتنا من حجرة الاعدام، صوت المشنقة وهي تعد طوال نهار اليوم، ثم عندما يبدأ التنفيذ ليلاً ويرفع الشخص حتى يهوي بجسده في الفراغ. كل هذا تسمعه بأذنيك وانت جالس في مكانك. تلك كانت من اصعب اللحظات التي مرت علينا، واذكر أيضاً اننا ظللنا لاكثر من ثلاثة ايام في جو خانق بعد اعدام مجدي حتى انجلت القتامة بعد مدة ليست بالقصيرة، وبعدها طلبت من احد ضباط السجن واسمه «الجمري» على ما اذكر ان يبلغ مدير السجن طلبنا بابعاد المقصلة عن الزنازين، وقلت له: «عند اعدام أي شخص فإنكم تقتلون معه 40 محكوماً منتظرين».. لكن شيئا من هذا لم ينفذ وظل الوضع على ماهو عليه، وبعدها جرى اعدام اركانجلو والقبطي جرجس الذي حل نزيلا معنا في الزنزانة بعد اعدام مجدي، لكنه مضى مثله بعد ان تولدت بيننا صلات جميلة.
ويواصل دكتور مأمون ذكرياته ويقول: أصدقكم القول، فبالرغم من كل ما كان يحدث امامي لكنني والحمد لله لم اكن خائفا على الاطلاق، قد لايصدق البعض حديثي هذا لكنها الحقيقة، لقد قذف الله سبحانه وتعالى ايمانا ويقينا في قلبي ابحث عنه الآن ولا اجده. وتحضرني حادثة احب ان ارويها بطلتها شقيقة زوجتي التي اغرقت وجهها بالدموع في احدى الزيارات قبل ان تتحول الى البكاء بصوت مرتفع، فقلت لها «إنتي عارفة روحك حتموتي متين؟ قالت لا، قلت ليها خلاص أنا وانتي واحد، وانتي بدل ما تبكي علي أبكي على روحك». وكنت اصبرها قائلا « كلنا حانموت والله وحده من يدري متى واين وكيف وفي اي ارض نموت». وهذه الكلمات كنت دائما أرددها بيقين كامل امام كل الذين زاروني في السجن، حقا لم اكن مكترثا بالاعدام الذي ينتظرني ولم اشغل بالي بشئ و»رامي حمولي على الله» كما يقولون ، وفي تلك الأثناء وبعد أن قضيت عدة أشهر بالسجن، كانت المعلومات تتسرب بين حين واخر بأن النظام لن يجرؤ على تنفيذ حكم الاعدام، ولاحظ الكثيرون بأن الحكومة نفسها كانت (مجهجهة) ولاتدري ماذا تفعل بنا خاصة بعد الضغوطات الداخلية والخارجية الرهيبة التي واجَهتهَا منذ الوهلة الاولى.
(2)
ومما يجدرذكره بأن وزيرالداخلية حينها اللواء فيصل علي ابوصالح جاء لزيارتي ليلا حيث جاء احد الحراس وايقظني من النوم ولفتت الحركة انتباه نزلاء الزنازين «الشرقيات والغربيات» وظن الكافة وانا منهم ان لحظة الشنق قد حانت، لكن الشاويش طمأن الجميع بأن لاشئ سيحدث وبالفعل وصلنا الى مكتب الضابط المناوب ووجدت الوزير وفي معيته عدد من الضباط ووجه حديثه الي قائلا «قالوا عذبوك في المعتقل، انا جيت عشان عايز اشوف اثارالتعذيب»، لكنني رددت عليه قائلا :انا لم اعذب انا ضُرِبت فقط ، والذي ينظرالى الضرب على انه تعذيب «راجل جبان». ولماذا تريد أن تشاهد اثارالتعذيب أصلاً. فقال لي «اعفوعنا».. فقلت له انا رجل ذاهب الى الموت.. «عافي ليكم».. لكنه عاد مرة اخرى واصرعلى رؤية اثارالضرب، ولما شاهد آثاره على ظهري وقدمي قال مرة اخرى وبتأثرشديد هذه المرة «اعفي عننا»، عندها قلت له انني اريد ان اقول لك شئاً، لا اقوله لتطلق سراحي لكن لأنها الحقيقة، انا كنت معترضا على اعلان الاضراب في الأساس، ولكني ايدته عند اعلانه، لأنه كما يقول الشاعر» هل انا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد».. فلم يكن من الرجولة اوالشهامة خذلاني رفاقي حتى لودفعت حياتي ثمنا لهذا الامر فلم يزد سوى ان قال لي : أبشر.
وبعد خمسة اشهر اصدرت الحكومة قرارا بالعفو عني واطلاق سراحي بعد مجهود بذل من قِبل اصدقاء واقارب وضغوط داخلية وخارجية بينها خطاب بعث به الامين العام للامم المتحدة آنذاك خافيير بريز ديكويلار الى الحكومة طالبا عدم اعدامي، واذيع نبأ الافراج عن شخصي ومعي الدكتور سيد محمد عبد الله بالتلفزيون، وضجت الزنازين بالهتاف وعمت الفرحة أرجاء السجن، لقد كانت لحظات رائعة بحق حيث حملوني على الاعناق حتى وصلت الى عنبر»المعاملة» مكان احتجاز زميلي سيد، والذي كان يمتلئ بالسجناء السياسيين، وهناك تحول المشهد الى لوحة اسطورية من الهتافات والغناء والضجيج وحملوني على الأكتاف وطافوا بي بين الزنازين، وبعد ان خرجت من السجن اقتادوني الى جهازالامن وهناك طلبوا مني كتابة تعهد بعدم تكرارما حدث وعندما وقعت على الاقرارنظرالضابط اليه قائلا «بامضتك الصغيرة دي عاملين الزحمة دي كلها».

الاحداث

[COLOR=blue]على الرابط ادناه ستجد صور ومداخلات تخص الصوره اعلاه :[/COLOR] [URL]http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-6845.htm[/URL]

تعليق واحد

  1. Magdis mother appealed to Albashir for clemency for her son, he refused and he signed the execution order, easy decision for some one who doesnt know the meaning of parenthood love, the inhuman unjustified executions will haunt Albashir and Alingaz to their graves

  2. دكتور مأمون

    تحية واحترام
    تأثرت جدا جدا بمقالك برجاء كتابة انطباعك وملاحظاتك عن الشهيد مجدي وجرجس
    فقد كنت اعرفهم عائليا وقد كنا متاثرين جدا باعدامهم

    خصوصا عندما رأيت اسرة مجدي في الكنيسة تعزي وتظهر حزنها لاسرة الطيار جرجس – فقد كانوا اسرة راقية جميلة ذوا اخلاقيات وافضال علي الجميع
    صدقني لقد بكينا علي الشاب مجدي مثل ابننا بالظبط

  3. يا زبانية الانقاذ اعدمتموهم لانهم تاجروا بالعملة ثم حررتم الاقتصاد فاصبحت المتاجرة بالعملة امرا عاديا اين ستذهب يا عمر البشير حين ياتي هؤلاء يوم القيامة ويخاصموك عند ملك الملوك والله لا ادري كيف تغمض جفونكم يا اعداء الامة قاتلكم الله

  4. الله لا سامحكم يا حكومة الفساد الشهيد مجدي محجوب محمد احمد ابن الاسره السودانيه العريقه و شاب مشهود له بالأخلاق و مشهود له ببر والديه.مجرد انه كما ادعيتم انه تاجر بالعمله حكمتم عليه بلاعدام .. و انتم تاجرتم بلارض وثرواتها و اهلها تستحقوا شنو من عقاب ؟؟؟
    اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم..اللهم فرق شملهم و شتت امرهم .. (اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر.)( و يمكرون و يمكرالله والله خير الماكرين) و حسبنا الله و نعم الوكيل.

  5. والله العظيم ابكيتنى وانا بعيد عن الوطن بسبب هولاء الشرزمة ولكننى ادعوا الله العلى العظيم ان يرينا يوما فيهم وان ينتقم منهم فى الدنيا قبل الاخرة اشد انتقام فيهم وفى صحتهم وفى اولادهم واهليهم وشرفهم ان كان لهم شرف وان يشتت شملهم ويزلزل الارض من تحت اقدامهم ويجعل كيدهم فى نحرهم بما فعلوه برجالات ونساء واطفال اهلى الشرفاء فى كل بقاع السودان وان الله يمهل ولايهمل والدليل اين هولاء الذين قتلوا وعذبوا الناس فى بدايتهم اين يونس محمود والكل يعرف مافعله به ………. من انتهاك لعرضه ان كان له عرض ولم يتلذذ ويستمتع بما فعلوه به واين شيخهم المصون والوقور والدائرة تاتى تباعا انشاء الله

  6. دعوة المظلوم لا ترد ام مجدى وامهات شهداء كجبار وغيرهم يدعون الله صباحا مساءا لهم ان ياخذهم الله اخذ عزيذ مقتدر اللهم امين يارب العالمين.

  7. اضحكتني قول الرئيس الراقص ( نحن ما دايرين نظلم زول لانو عارفين انو دعوة المظلوم مستجابة)
    بالله شوف السخف والاستخفاف بالعقول ، ما جايرين تظلموا زول ؟؟ !!
    انتو العملتو في الناس شوية ، شردتوا الشباب وحقدتوا علي الشعب السوداني في ابسط الامور وهي العيشة والحياة الكريمة .
    اللهم عليك بمن ظلمنا ، اللهم زلزل الارض من تحت اقدامهم وارنا فيهم يوماً كيوم فرعون وهامان وجنودهم ،
    والان بدعاء الغلابة بدأ يظهر فيكم ولاحت بوادر الانفصال ، والحركة الشعبية قلعتها منكم بالسلاح ودخلتكم في جحر ضب ورونا كيف حا تطلعوا منه ايها القطط السمان اكلي مال شعبنا وخيرات وطننا

  8. لو قتلوا مجدى لانه تاجر عملة فماذا يفعل بهم الشعب عند حسابهم ابتداء من صلاح دولار والانافع (الضان بوى ) وعبد الرحيم صاحب الفلل والجاز التى تقود بنته الهمر ومتعافى الاسكندرية وكل اللصوص الذين لم يتركوا الا الدمعة فى عيون الاطفال والحسرة فى نفوس النساء المهجورات قسرا لقد بكيت على هذه المواجع وسنظل نبكى على وطن بناه الشرفاء فدمره الانجاس فلك الرحمة يامجدى ولهم الخزى والعار
    ولن يذهب دمك هدرا وان طال الزمن

  9. المرحوم مجدي بنعرفة جيدا وجارنا في نفس الوقت.طلبت والدة مجدي بأن يأخزو الفلوس كلو ويتركوة فرفض هؤلاء الجزم هزا العرض وتم اعدامة. اين يزهب هزا الرقاص من العدالة.
    لان البشير ليس لة اولاد هو حاقد . ربنا ينتقم منهم

  10. ابو الشيماء?????
    تابع لاي فريق انت,,,,,
    فريق الجهلة ,,,,,,,,,,,,,,
    المرتزقة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    المنتفعين,,,,,,,,,,,,,,,
    ولا ??????????????????,,,,,,,,,,,,,
    المنافقين الذين مكانهم الدرك الاسفل من النار,,,,,,
    من قتل نفس بغير حق فكانما قتل الناس جميعا ,,,,,,,,,,,,,,دي لاقتك قبل كدا,,,,,
    التاريخ الاسلامي لاقتك فيهو حاجات زي البيعملوها ناس الانقاذ ديل ,,,,,
    الساكت عن الحق شيطان اخرص,,,,,,,,,,,,,,,,,
    والمدافع عن الباطل يشارك في فعله ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    والنفس لا تقتل الا قصاصا ,,,,,
    او دفاع عن النفس او,,,,,,,تحت شروط عن العرض او المال,,,,,,,,,,
    العالم دي بتفهم عن طريق المؤخرة ولا شنو,,,,,,,,,,,,,,,

  11. لا حول و لا قوة الا باللة العلى القدير
    اللهم انت السميع و انت البصير …تمهل و لا تهمل …اللهم انى اسألك و انا عبدك الذليل ان لا تمهل هؤلاء القتلة …وارينا فيهم …واشفى قلوب امهات الشهداء ..وقلوب قوم مؤمنين
    و انزل لعنتك عليهم ..وعلى ابنائهم …اميييييييين

  12. الدكتور مأمون لك التحية والتجلى والاحترام __ لانك فعلا تستحق الاحترام والتقدير

    الامر محزن ومؤلم ___ لكن اثبتم رجولتكم وقوة ايمانكم للجبناء الظالمين ____ سيأتى

    يوم يشربون فيه من نفس الكأس __ ونحن واثقون أن نهايتهم على وشك وستكون

    نهاية رهيبة سيشهد عليها كل العالم ____ وسيحاسبون باذن الله على كل قطرة دم

    نزفت من شهداء هذا الوطن وستألمون أضعاف وأضعاف ماتألم شرفاء هذا البلد العظيم

    سودان العزة __ سودان الكرامة___ الويل لكم ياكيزان من غضب هذا الشعب ____

    وستكون محاكمة (الخروف) أقسى مما يتصور من الشعب السودانى بأكمله __ وخير له

    تسليم نفسه للمحكمة الجنائية فعقابها لن يكون مثل عقاب الشعب ___ فاليستعد هو

    وعصابته فسنمذقهم بأسناننا____ العار والدمار لكم ياكيزان ياعفن ______

    الجنة والخلود لشهداء هذا الوطن _____ وليكم يوم ياعواليق ______

  13. التحية للدكتور المناضل مأمون والتحية لكل ابناء الوطن الشرفاء الذين ناضلوا ليل نهار من اجل الحرية والعدالة ووقفوا بشجاعة وجسارة في وجه الظالمين والرحمة والمغفرة للشهيد مجدي محجوب وأساله جل في علاه ان يبدل شبابه بجنات النعيم والتحية لروح الراحل جرجس وهكذا تمضي المسيرة المناوئة للظلم والظالمين الذين يدعون أنهم رسل من عند الله ليصلحوا حال البلاد والعباد بيد ان الحقائق تتكشف كل يوم والعقوبات الالهية تتنزل كلما اشرقت شمس يوم جديد رغم استمرارهم في الغي والنفاق والظلم والاستكبار وهاهو الوطن يتشرزم ويتقسم بسياساتهم الظالمة قال تعالى (واستكبر هو جنوده في الارض بغير الحق وظنوا انهم لا يرجعون) فهذه الآية نزلت في فرعون ذلك الزمان وكأن فراعنة زماننا هذا لم يسمعوا بها لكن طالما ان هنالك عدالة سماوية تقتص للجميع في يوم مشهود فلا خوف البتة من ظلم الظالمين واستكبارهم لان ايامهم معدودة في هذه البسيطة وستأتي ساعة الرحيل وساعة الحساب الذي لا ظلم فيه(لا ظلم اليوم) ونسأله سبحانه وتعالى ان يرينا فيهم في الدنيا قبل الآخرة عجائب قدرته وآية من آياته انه ولي ذلك والقادر عليه …

  14. نقرأ الراكوبة ونتوجع ، أما اليوم فقد زدتم جرعة الألم ، فإن كنا نتفائل بأن ينصلح حال البلد في قادم الإيام رغم الخراب ، فكيف ترجع أرواح من أزهقت أرواحهم .
    أن محاكمة البشير في لاهاي في قضية واحدة هي الإبادة الجماعية في دارفور لا تكفي ، فيجب فتح كل الملفات المتعلقة بالإعدامات والجرائم ليحاكم بها واحدة تلو الأخرى إنصافا لحق هؤلاء المظلومين .

  15. يعلم الله بكيت مثل ماتفعل النساء
    بلامس شاهدت فلم عن دارفور واليوم تلك الروايه
    من اين اتى هؤلا ياربى؟

  16. عندما يمكر الله سبحانه وتعالى بهؤلاء الفجره المنافقين وعندما تحين ساعة العقاب ارجو ألا تأخذنا بهم شفقة ولا رحمه ..
    القصاص هو سنة الحياة وهو آت آت لا محاله … فدعوات الامهات الثكالى المقطعة قلوبهم … وآهات الآباء المكلومين لموت أبنائهم سوف لن تذهب سداً … فالله سبحانه وتعالى متكفل بهم فهو الجبار المنتقم ذو بأس شديد فلا تحزنو ولا تيأسوا فالعقاب آت آت آت

  17. العاطفة في غياب العقل مذمة ,
    رحم الله مجدي وغفر له (0) لكن ماذنب الانقاذ في قتله ؟؟ البلد كانت في حالة من البؤس والفقر والانهيار لا يعلم به الا الله (0) تصدي ثلة من الرجال المخلصين الشرفاء حاملين رؤسهم علي اكفهم من اجل انقاذها وتم لهم ما ارادوا بنصر وتوفيق من الله (0) فكان لابد من اصدار القوانين واللوائح الثورية لوقف هذا الانهيار المريع لحال البلد ووزعت النشرات ومسودات تلكم القوانين علي وسائل الاعلام تنذر وتحذر وتمهل (0) فالمرحوم مجدي واخوانه تحدوا وخالفوا ,, اما الدكتور فقد عومل كاحسن مايكون المعاملة وباعترافه (0) لو كان الحكم لاقدر الله عند الشيوعين والعلمانيين لكانت بحار الدم الي الان جارية , لكن الله لطيف بعباده

  18. الاخوة الاعزاء اليكم صورة من جرائم الانقاذ وقصة الشاب مجدى رحمه الله ورحم كل السودانين امواتا واحياء

    سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فأجاب :"كوب من الشاي" ورشفه واعدم!

    *** – ديسـمبـر هـو شـهر الأحزان وفيه نعيـد ذكرياتنا الألـيمة مع الأنقاذ الذي اكل اولادنا وجرد اسرنا من اموالـهم وعقاراتـهم… هـو شهر نعيـد فيـه مرة اخري كتابة كل ماوقع لنا من ضـر وأذية وظلم وجور مازالت عالقة فينا منذ تسعة عشـر عامآ….

    ********************
    ********************

    سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشفه واعدم!
    الموضوع: ملف التعذيب في نظام الكيزان العجيب !!
    ————————————————–

    "كانت أيام العزاء لهذا (الشاب) ملحمة وطنية . يعتري الغضب النفوس بصمت، ويظهر في العيون المحمرُة من الإنفعال والسهر . ورغم ثراء الأسرة ومحاولاتها إكرام ضيوفها المعزُين من طعام وشراب، كعادة السودانيين في مآتمهم، إلاّ أن أحد لم يذق طعما لشراب أو يجد لذة في أكل .. الكل في حالة ذهول . وطيف ً (مجدي ) يحوم حولهم بإبتسامته الدائمة .. ويغمرهم بدفء أخلاقه الحميدة" .

    الـمـصـدر: http://www.alrakoba.com/vb/showpost.php?p=49887&postcount=16
    الـمـصـدر: منتـديات " الراكوبة ":

    أحمد مكي.

    28-12-05,
    —————-

    كان هناك مبلغاً من المال لم يتقاسمه ( الورثة ) من أبناء وبنات الرجل العاصمي، الميكنــيــكي ورجل الأعمال ( محجوب محمد أحمد ) ، لأنهم ليسوا في حاجة إليه الآن على أقل تقدير، ولا أحد يعرف مكان المفتاح الخاص بخزانة والدهم، إلى ما قبل اسبوع من الفاجعة التي ألمت بالأسرة، وقد كان معظم الذين شاركوا أيام العزاء عام 1987 م، من الأخوان والأخوات خارج البلاد، في مهاجرهم واماكن عملهم .. والحياة تسير سيرها الطبيعي .. والطبيعي جداً، لأنها لن تقف لموت أحد أو لحياته .. الشيء الوحيد الذي تغير وأثّر على البلاد برمتها، هو ان هناك حكماً ونظاماً جديدين وصلا إلى السلطة وحكم البلاد .. وانهم سمّوا أنفسهم ( ثورة الإنقاذ الوطني ) ، وأن هناك حظر للتجوال في تلك الأيام.وطالت قائمة الممنوعات بالنسبة للمواطنين، وكثرت الإعتقالات السياسية والكيدية للمعارضين،وظهرت على شاشات التليفزيون الحكومي أشكال وأسماء من البشر لم يرها أو يسمع بها أحد من قبل، لدرجة انها لفتت انظار الكثيرين ومنهم كاتبنا العالمي ( الطيب صالح )ودعته لقولته الشهيرة ( من أين أتى هؤلاء الناس؟ ) ، كانوا يرتدون زي القوات المسلحة، ويتحدثون بلسانها، حتى كشفت الأيام، وعاديات الليالي، أنهم رجال ( حزب الجبهة الإسلامية القومية )!.. بزعامة الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي .

    عسكريون من اتباعه، ومدنيون من اتباعه ايضاً، والكل يحمل السلاح، انطلقوا بعد 30 يونيو 1989 م في شوارع الخرطوم، وبين جسورها الثلاث، على النيل، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض،يحكمون قبضتهم على المدينة الوادعة، وأهلها الطيبين، ومرافقها الإستراتيجية . وتمت السيطرة على قيادة الجيش، والإذاعة العامة والتليفزيون الحكومي، ً وشيئا ً فشيئا انتشرت كوادرهم كالسرطان على كل مدن السودان، بحيلة بسيطة صدقها الناس، وبكل أسف صدقها الجيش السوداني، وهي انهم فعلوا ذلك باسم ( قيادة القوات المسلحة ).

    لم يجدوا أي مقاومة ولذلك احكموا قبضتهم حتى على رقاب الناس، وتمت أكبر عملية طرد لمعظم موظفي الخدمة المدنية، والقوات النظامية، والمؤسسات العامة، وإحلال الكوادر الموالية لهم .. مكانهم .. كانت أكبر عملية طرد يشهدها الوطن بكل الذل والمهانة، والتجويع ..لذلك صار حتى الهواء ثقيلاً وصار من الصعب التنفس .تم ذلك في الأسابيع الأولى لإنقلاب 30 يونيو 1989 م، ووضحت الرؤيا تماماً، إنهم رجال ( الجبهة القومية الإسلامية ).. رجال الشيخ ( حسن الترابي ) ، هذه الشخصية المثيرة للجدل داخلياً، وخارجياً .. إنطلقوا كالوحوش التي فلتت من محابسها، بكل حرمان السنين، وهم يخططون للإستيلاء على السلطة، وها هي الآن بين ايديهم .. ترى ماذا هم فاعلون بها؟ سوى تصفية الحسابات، .. فعلاً ( من أين أتى هؤلاء القوم؟ !). ( أدوات ) من أحياء فقيرة، وأسماء مغمورة، جمعها هذا الداهية السياسي، أدوات وقطع شطرنج، لتنفيذ مخطط حزبه، بعد كفره بالديمقراطية، وذهب هو مع المعتقلين السياسيين إلى سجن كوبر الشهير، في عملية تمويه، حتى إذا فشلت حركتهم يكون ( هو ) منها براء، حتى أن زعيم الحزب الشيوعي السوداني الأستاذ ( محمد إبراهيم نقد ) قال له بعد عدة أيام من قيام الحركة وهم بالمعتقل : ( كفاية يا شيخ حسن .. لقد جاملتنا بما فيه الكفاية، شكر الله سعيك . اذهب وأخرج إلى ( اصحابك .. لأنهم في إنتظارك .!!).

    لو تتبعنا ما حدثً لاحقاً .. ما أكفانا هذا الكتاب .. وحتى لا ننصرف عن هدفنا في موضوع قضية مجدي محجوب محمد أحمد،وغيره من بعض المظاليم . وكل الحقائق ً تقريبا معروفة ، حتى خلافاتهم حول السلطة، وإنشقاقهم الشهير رغم محاولات تجميل الوجه القبيح.

    قالوا انهم اتوا من أجل إقامة الدين، والعدل، وبدأوا في إصدار قوانين لا تعرف ديناً ولا عدلاً، حيث صرح العميد حقوقي ( أحمد محمود حسن ) ، المستشار القانوني ??لس قيادة الإنقلاب : " ان القوانين الخاصة بمحاكم أمن الثورة هدفها تأمين الثورة من النواحي الإقتصادية والنفسية والإجتماعية ، لتحقيق الأرضية الصاحة للتنمية والإستقرار، والإستثمار والأمن الغذائي . وأن قضايا الأمن والإستقرار لا تتم إلاّ في ظل تشريعات حاسمة تنفذ وتطبق عبر محاكم عادلة وسريعة الإنجاز ..!! ؟ ".

    وتصريح طريف جد تناقله الناس عن العقيد بحري ( وقتها ) صلاح الدين محمد أحمد كرار، عضو مجلس الثورة، ورئيس اللجنة الإقتصادية : " لو لم نأت سريعاً، لوصل سعر الدولار إلى عشرين جنيها ". كان سعر الصرف وقتها حوالى إثنا عشر جنيها . في اكتوبر 1989 م، صرح السيد ( جلال علي لطفي ) رئيس القضاء ( رئيس المحكمة الدستورية الآن )!: " المطلوب من محاكم أمن الثورة، هو إجتثاث الفساد الذي استشرى في البلاد، ومعاقبة المجرمين والفاسدين، وكل من يهدد أمن البلاد، وإقتصادها ". وأشار إلى انه بحث مع القضاة بعض جوانب القانون فيما يختص بأحكام الإعدام، وعرضها على رئيس المحكمة العليا وفق قانون الإجراءات، وأن يطبق قانون
    الإجراءات الجنائية في وجود المتهم بالسجن، إلى أن يؤيد الحكم أو يُعدّل ..!
    إنطلقت الكوادر المسعورة من عقالها، خاصة العقائديين منهم، الذين سيطروا على أجهزة
    الأمن، والاستخبارات العسكرية، والشرطة، يبحثون عن الضحايا، ولا بأس عن الغنائم من أموال الناس، وممتلكاتهم . وبدأت المأساة الدامية . وكانت بيوت الأشباح جاهزة لاستقبال الضحايا .

    وُأعدّت مراكز الإعتقال في مباني جهاز الأمن ( للترحيب ) بالقادمين، وحتى بعض أقسام الشرطة كان لها دورها في ذلك . وغطى نشاط محاكم أمن الثورة العاصمة المثلثة ، وكان يمثل الإتهام الكوادر النشطة في هذا الجرم العقائدي، بإيحاء ودعم من السلطة القابضة على زمام الأمور في البلد . وأجتهدوا في الوصول إلى أماكن المال . وكأن الإقتصاد بالنسبة للدولة هو تفتيش جيوب المواطنين .

    ……………………………………………………….

    *****
    طالعتنا جريدة ( السودان الحديث ) ،
    في العدد 36 بتاريخ 1989/ 10 / 11 م،
    وفي صدر صفحاتها الأولى، بمانشتات حمراء على النحو التالي :-
    ———————————————————
    ? القبض على أخطر تاجر للعملة ، بالعاصمة القومية .
    ? ضبط مبالغ كبيرة من مختلف العملات بحوزة المتهم .
    ? المتهم يدير شبكة للإتجار في العملة، د اخلياً وخارجياً .
    وفحوى الخبر : ألقت الجهات المعنية القبض على أكبر تجار العملة بالعاصمة القومية، ويدعى محمد حسن علي ، الشهير بالريس ، بالقرب من مكاتب جريدة السياسة، بشارع البلدية .

    وقال العقيد سيف الدين ميرغني ( رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية )!!! أنه قد وجد بحوزة المتهم 511 ريال سعودي، 140.200 الف جنيه مصري، ألف ليره لبنانية، مائة درهم أماراتي، 230 ريال قطري، 282 دولار أمريكي، خمسمائة دولار بشيك سياحي، والمتهم يعتبر من أخطر تجار العملة، ويدير أكبر شبكة للإتجار بالعملة د اخل ياً وخارجياً، وله عملاء بالداخل والخارج، وتم فتح عدة بلاغات ضده ? انتهى الخبر؟ !.

    المتهم ( معوّق ) ويتنقل بعربة خاصة بالمعاقين … وبدأ المسلسل الدامي، وكرّت مسبحة الخوف والإرهاب، الذي جعل الجيوب ترتجف قبل القلوب أحياناً، خوفاً على ما تملك، والمبالغ هذه لا تسوى ً شيئا مما نهب في تلك الأيام المظلمة، وعلى مدى سنوات طويلة .. طويلة جد اً.. أزكمت رائحتها مساحة المليون ميل مربع .

    *****
    العيون تتلصص، والآذان تُرهف السمع، والتقارير تدبج وبسوء نية ضد الخصوم . والأيام تدور دورتها ببطء .. والهواء ثقيل على التنفس .. وهناك في حي الخرطوم (2) الراقي، والشهير بمنازلة الفخمة والأنيقة .. في أحد تلك المنازل كان ( مجدي ) وسط أسرته، يعمل معهم للمحافظة على ثروة أبيه، وإدارة املاكهم الواسعة، لا يهتم بما يدور حوله من أحداث، إلاّ ما يشغل بال وهم المواطن العادي من أخبار الحكام الجدد، وحكاياتهم وأصلهم وأصولهم، ومن انهم أتباع ( الجبهة الإسلامية القومية ).

    كل الخرطوم تتحدث، والسودان كله وكل دول الجوار، ومن أن ( المعارضة ) !! التي تسللت إلى الخارج نشرت أخبارهم على مستوى العالم .( مجدي ) ، هاد ئاً كعادته، و اثقاً من مستقبل أسرته، باراً بأهله، جاداً في عمله .. وفي حياته الشخصية .وبدأت التعمية ، والتمويه مرة أخرى .. بدأت محكمة خاصة في محاكمة أحد كوادرهم النشطة حتى ( الآن ).. الدكتور مجذوب الخليفة أحمد )حاكم الأقليم الشمالي سابقاً، إبان حكومة الصادق المهدي، وحاكم الخرطوم في عهد الإنقاذ الوطني، ووزير الزراعة حالياً، ورئيس وفد المفاوضات في ابوجا بنيجيريا مع متمردي حركة دارفور )!.

    حوكم معه ثلاثة متهمين آخرين هم : عبدالقيوم إبراهيم ? مدير مكتب المتابعة للإقليم الشمالي بالخرطوم، وشريف سعيد صالح – مدير شركة الشمال، والدكتور حاج الطيب الطاهر – مفوض عام الإغاثة، بتهمة بيع لبن إغاثة في أكياس خُصص إبان كوارث السيول والفيضانات عام 1988 م لصالح الإقليم الشمالي بيّن المتحري في القضية ضلوع المتهمين الأربعة في عمليات البيع، كما قدّم المستندات اللازمة، وبيّن أن لجنة التحقيق استمعت إلى (17) شاهد قبل أن تقوم بفتح البلاغ .

    تم الإفراج عن المتهمين الأول والثاني بضمانة مالية . وفي جلسة المحكمة بتاريخ 1989 / 10 / 12 م، والتي كان يرأسها العقيد أ . ح . ( محمد بشير سليمان ) ترقى بعد ذلك وأصبح قائداً للكلية الحربية، مديراً للتوجيه المعنوي للقوات المسلحة، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، الناطق الرسمي بإسمها ) ( ورد اسمه في محاولات المؤتمر الشعبي ضد النظام .. تم إعفاؤه )… تمت أيامها تبرئة المتهمين الأربعة في قضية بيع لبن الإغاثة، وقالت المحكمة أن الأتهام فشل في إثبات التهم الموجهه للمتهمين ? رئيس لجنة التحقيق والإتهام ، كان المقدم شرطة ( النور كومي ) شغل بعدها منصب المحافظ بإحدى محافظات غرب السودان العديدة . كانت مسرحية سيئة الإخراج بدرجة تحت الصفر لإخفاء الهوية، والقول أنهم طلاب عدل .. في تلك الأيام .. التي مازالت .. ؟ !! المضحك حتى البكاء .. والألم أنه في تلك الأيام ( مقارنة بما يحدث ونشاهد اليوم ) أنه تم إعفاء اللواء ( بكري المك موسى ) ، حاكم الإقليم الشرقي في منتصف أكتوبر 1989 م، لسوء التصرفات المالية، لأنه قام بعملية صيانة لمنزله ومكتبه ! وتم تعيين اللواء ( يوسف بشير سراج ) بعد إعادته للخدمة بدلاً منه، .. بدأت المحاكم الخاصة في عمليات السلب والنهب المقنن لأموال الناس، وتجارتهم وكان محور نشاطها في العاصمة لثقلها المالي والتجاري،
    وحتى الذين حاولوا نقل تجارتهم خارج البلاد، ووصلوا بجزء من أموالهم إلى مطار الخرطوم، رصدتهم الأعين والتقارير وتم القبض عليهم ومصادرة أموالهم، وكانت القناعات تقول أن هذه الأموال لن تجد طريقها إلى بنك السودان (البنك المركزي ) ، بل ستجد طريقها لسد رمق حرمان السنين، ولا خوف من الشعب طالما أن القبضة قوية .. ومحكمة .. ولا ضير من بعض المسرحيات اللاهية والعبثية ..!!

    *****
    قبل أن نأتي على ذكر تلك الليلة، والخرطوم تتنسمها بدايات الشتاء برياح خفيفة باردة نوعاً ما في نوفمبر 1989 م بعد أشهر قليلة من بدايات ( الإنقلاب ) ، والشوارع خفيفة الحركة مساءاً من الناس، والسيارات تتسابق خوفاً من أن يدركها وقت حظر التجوال .

    نقفز قليلاً على أحداث ذلك اليوم والذي شهد مذبح وبداية إنهيار الأخلاق والقيم العدلية في هذا الوطن.. مواطنان سودانيان ساقهما حظهما العاثر إلى العودة للبلاد بعد طول إغتراب لأكثر من خمسة عشر ً عاما في المملكة العربية السعودية، جمعا حصاد السنين الذي دفعا ثمنه من الصحة وتقدم العمر الذي جاوز الخمسين عاماً لكل منهما، .. الأول لديه ثمانون ألف ريال سعودي، ولدى الثاني سبعون ألفا من نفس الريالات، ولكل منهما سيارة نصف نقل، عليها الأمتعة والهدايا للأهل والأصدقاء .

    اكملا إجراءات التخليص الجمركي بميناء بورتسودان، وواصلا الرحلة إلى الخرطوم، ثم أم درمان، ثم إلى منزليهما المتجاورين في ضاحية ( امبدة ) غرب أم درمان، وعند إحدى نقاط التفتيش الكثيرة في تلك الأيام، تم إنزال الأمتعة، وتم العثور على مبلغ مائة وخمسون ألفاً من الريالات السعودية، ( لايهم ماذا بعد؟ ).. سال اللعاب، وجحظت الأعين الأمنية، وتدلّهت الشفاه الشرهه، تتلمظ قبل الإلتهام .. سرعان ما بدأت الإجراءات ضدهما في المحكمة الخاصة بأم درمان ( دار حزب الأمة ).. تم الحكم على الأول بالسجن عشر سنوات، والثاني أيضاً . توفي الأول داخل سجن كوبر بعد أن داهمته نوبة مرض السكري، وتم إطلاق سراح الثاني نسبة لكبر سنه، بعد زيارة العقيد الليبي ( معمر القذافي ) الشهيرة للسجن، ومسرحية تهديم حائط السجن الشمالي .

    بعد مرور اربعة سنوات خرج الثاني خاوي الوفاض من متاع الدنيا، بعد سنين غربته بالسعودية، وهي سنوات طويلة، وبعد سجنه سنوات عدتها الأطول رغم قصرها داخل سجون وطنه . ظل يبحث حتى الآن عن حصاد سنينه .. بالإطلاع على اوراق قضيته وجدنا حكماً بالسجن فقط؟ ! ولم نجد حكماً بمصادرة المبلغ .. والذي لا يعرف مكانه إلا الله .. والقاضي بتلك المحكمة ورجال الأمن، ممثلو الإتهام في تلك القضية … يعمل الرجل الثاني الآن في إصلاح الساعات في أحد اسواق ضواحي مدينة أم درمان، بعد أن كان ملء السمع والبصر في غربته بقصر أحد الأمراء السعوديين ومثالاً للأمانة والثقة لديهم .. ولكنهم حكام السودان الجدد الذين أتوا كما قالوا لتطبيق شرع الله على عباده .. ولكن بطريقتهم .. أما قاضي المحكمة تلك فهو الآن يحتل منصباً مرموقا في أكبر مؤسسات النظام .. العدلية .

    ************
    ************
    نعود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989 م .. وبدايتها عصر في منزل المرحوم ( مجدي محجوب محمد أحمد ). في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة، ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته .. استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار .. لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى ( عزاء ) ، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع(21) ، على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس .. امتثل كعادته للأمر من والدته، وقام بإجراء الواجب نحوهن، وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء، وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم يضاً وحتى خروجه، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة ( الروليت ) القاتله التي يديرها النظام وأوكل امرها للعقيد ( صلاح الدين محمد أحمد كرار ) ، عضو مجلس الثورة و بعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه .. قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً . عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد .سمع، وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي – طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية، وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم : "أنت مجدي محجوب؟ .." فأجابه بهدوء رغم وقع المفاجأة والدهشة : " نعم ".. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً : " نريد أن نفتش المنزل "!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم .

    التفت إلى أقربهم طالباً منه تفسير لما يحدث، فرد عليه قا ئلاً :إن معلوماته تقول أنه تاجر عملة . إبتسم رغم سخافة الموقف . خرج أحدهم من غرفته وهو يحمل مبلغاً من المال ولكنه بالعملة المحلية السودانية واتجه نحوه فارد يده بحزمة المال وقال بغضب – يجيدونه في مثل هذه المواقف " ده شنو ده ؟ " و أيضاً رغم سخافة السؤال وسائله .. أجاب بهدوء .. بأنها فلوس، وانها مصاريف المنزل ( كانت حوالى ثمانين ألفاً من الجنيهات السودانية .. وهو مبلغ محترم جد اًفي تلك الأيام ). تطاير الشرر من الأعين، والغيظ المكتوم، وواصلت المجموعة تفتيشها للمنزل بطرقهم المعهودة، التي تجعل الأشياء عاليها سافلها .. بعد فترة ندت صيحة إنتصار من فم أحدهم، وهو ينظر في جدار الصالة الداخلي وكان مصنوعاً من الخشب الجيد مما ينم عن ذوق وثراء أصحاب المنزل. صاح رجل الأمن بعد أن بدت فتحه صغيره، ظنها للوهلة الأولى انها لباب خاص، وبالتدقيق النظري عرف انها فتحه لمساحة صغيرة في أسفل جدار الصالة . عاد مسرعاً لقائد القوة المكلفة بالتفتيش وهمس في أذنه وذهب معه ليريه مكان الفتحة . تبادلا نظرات تنبئ عن قرب إنتصارهم على فريستهم .. تقدم نحو ( مجدي ) وحتى قبل أن يسألوه ( قال ): أن وراء جدار الصالة الخشبي، ولصق الجدار مباشرة توجد الخزانة الخاصة بأوراق وأموال المرحوم والده، وهي لم تفتح منذ وفاة والده قبل ثلاث سنوات، لأن الأموال التي بداخلها هي أموال ورثة، وحتى يعود بقية إخوته من خارج البلاد، ولم يتم حصرها حتى الآن .. فغر قائد القوة المكلفة فمه بعناء وغباء، رغم إقتناعه بحسن المنطق، ولكن تلك النظرات المتبادلة بين أفراده أعادته مرة أخرى إلى منطقه الحقيقي فصاح : " أين المفتاح؟ ".. رد ( مجدي ):" المفتاح كان مفقودا " وانا وجدته قبل أسبوع واحد ً تقريبا " ، وأتجه نحو طاولة في وسط الصالة ليخرجه من أحد الأدراج .. وفجأة كعادة التيار الكهربائي وتذبذبه في تلك الأيام السوداء، إنقطع التيار عن المنزل والمنطقة وإزدادت الحياة لحظتهاً ظلاماً على ( ظلام الظلم ).. وأخذت القوة المكلفة تتصايح طالبة فتح الأبوب والنوافذ، وإحضار شمعة، وإحضار مفتاح الخزانة .. و ( مجدي ) وسطهم بهدوئه المعهود ولانه صاحب المنزل ويعرف أماكن الأشياء بداره، حتى في أحلك ساعات الظلام .

    أحضر مفتاح الخزانة من مكانه، وعدد من الشموع، وعلبة ثقاب صغيرة . أشعل الشموع
    وثبتها على أطراف الصالة، وسرعان ما أضاءت المكان نوعاً ما .. أدخل المفتاح في خزانة والده وبعد عدة محاولات لم تفتح، إذ أن المفتاح علاه الصدأ كل هذه الثلاث سنوات لعدم الإستعمال وكانوا هم شهودًا على ذلك، وطلب من أحدهم أن يحضر ً زيتا من عربته التي بالخارج، وسارع هذا ( الأحدهم ). وأحضر علبة الزيت وصبّ ( مجدي ) قليلاً من الزيت على المفتاح .. وبعد عدة محاولات قليلة فتحت الخزنة، وتطلعوا ينظرون إليها بنهم، وشغف إنتصار، ولحظتها حتى ( مجدي ) لم يكن يعرف ما بداخلها، ولا أخوته ولا حتى والدته لأن الجميع متفقون على عدم فتحها لحين عودة بقية ألأشقاء من الخارج ..
    لكنها فتحت في تلك الليلة الباردة .. والحالكة السواد .

    *****
    مدّّّّ قائد القوة يده داخل الخزانة، بعد أن شددت الرقابة اللصيقة على ( مجدي ) ، أخرج
    أور اقاً بها معاملات تجارية، نظر فيها قليلاً وألقاها بالداخل مسرعاً، وبدأ في إخراج الأموال التي بداخل الخزانة وتكويمها على الأرض . وعلى ضوء الشموع الذي يتراقص ويلقي بظلال كئيبة!!

    الغنائم :-
    ———————

    19
    على المكان . بدأ أحد أفراد القوة في حصر
    (115) ألف دولار أمريكي .
    (4) ألف ريال سعودي .
    (2) ألف جنيه مصري .
    (11) ألف بـُر أثيوبي .
    (750)ألف جنيه سوداني .
    أمر قائد القوة بإحضار (جوال ) ، وتم (حشر ) الأموال بداخله .. حمله أحدهم على ظهره، بينما قاد اثنان منهم ( مجدي ) كل من يد . كان القائد في الأمام، وإثنان آخران يسيران في الخلف .. القوة تحمل المال والسلاح، وأما مجدي لا يحمل إلا إيمانه بربه وإستسلامه لقدره ومصيره .. إنطلقت السيارات إلى شارع (1) بحي العمارات . توقف الموكب ( الظافر ) أمام مركز الشرطة بذلك الشارع .

    *****
    الساعة تقترب من التاسعة مساء و ( مجدي ) لم يحضر !؟ ليست هذه من عاداته ! ، وقلب الأم دليلها .. لابد أن هناك ً شيئاً!! ). همست الأم وأضطرب قلبها، وطلبت من الإبنة وإحدى القريبات ضرورة الرجوع إلى المنزل . ركبن عربة تاكسي من شارع (21)بحي العمارات مكان العزاء إلى منزلهم في ذلك الحي الهادئ شرق منطقة الخرطوم (.2)
    ( كان ) زوج إحدى بناتها وجارهم وصديقهم السيد عبدالغني غندور يقفان أمام باب المنزل الخارجي، يتهامسان .

    نزلت الأم مسرعة تجاههما .. ماذا هناك !؟ أين مجدي .. ؟ أخبرها أحدهما بألم أن رجال الأمن حضروا وأخذوه معهم، بعد أن فتشوا المنزل ووجدوا عنده دولارات !!.

    وكانت ليلة لم يطرف فيها جفن ولم تغمض فيها عين، خاصة بعد أن أذاع التليفزيون خبر القبض على ( مجدي ) في نفس الليلة .. حاول البعض تهدئة والدته بأن القضية تتولاها الشرطة في مركزها بشارع (1) ، وإنها إجراءات بسيطة وستظهر براءته(لم يكن الكثيرين يعرفون بعد أن الشرطة أصبحت جزءاً من لعبة الروليت القاتلة ).. ولكن والدته والكثير من المعارف كانوا في منتهى القلق . مّّّّر عليه نهار الجمعة التالي لليلة القبض مباشرة، مرّّّّ عليه بطيئاً، بعد أن أحضر له زوج شقيقته بعض الملابس، ليغير ملابسه . وفي صباح السبت، وحوالي الساعة العاشرة صباحاً، سمحوا له بزيارة منزله تحت حراسة مشددة، ليغسل جسده المنهك ويتناول بعض الطعام ويطمئن والدته وإخوته . وتم إرجاعه بعد ذلك مباشرة وأودع بحراسة مركز الشرطة مره أخرى .

    سريعاً جد .. وبعد إجراءات التحري تم تحويله إلى سجن كوبر الشهير . والأم وقلبها، وكأي أم منذ أن خلق الله الرحمة، صارت تتحرك في جميع الإتجاهات، وتطرق جميع الأبواب، حتى المستحيل منها من أجل إنقاذ إبنها ( مجدي ). لذلك تحرك الأخوة والأخوات، والأصدقاء والمعارف . وفي نهاية نفس الأسبوع ..الخميس – الإسبوع الثاني من نوفمبر 1989 م حضرت إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سيارة بوكس من نوع تويوتا بها بعض رجال الأمن . نزل منها شخص يبدو انه مسئول يتبعه فرد آخر مسلّح وضغط على جرس الباب الداخلي .

    تجمع أفراد الأسرة حوله بسرعة البرق، لتوتر أعصابهم . وبعد تحية مقتضبة أخبرهم : بأن غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ستتم محاكمة (مجدي ) بحديقة السيد علي الميرغني( وهي كائنة بشارع النيل، كانت قد تمت مصادرتها أيام الإنقلاب وهي تخص طائفة الختمية وزعيمها محمد عثمان الميرغني، وكان قد تم تحويل مبانيها إلى قاعات لمحاكم ما يسمى بأمن الثورة .

    أرجعت حا لياً بعد مصالحة هامشية، ). أخبره أحد افراد الأسرة، وهو يبدي الدهشة، بأن هذا الوقت هو وقت أداء صلاة الجمعة،وكيف سيتم الإتصال بمحامي للدفاع عن ( مجدي ).. وكعادتهم ابتسم هذا الشخص ونظر إليهم هازئاً، وهي نظرات يجيدها هؤلاء القوم وبإبتسامات كأنهم يولدون بها .. الغريب انها واضحة على السحنة وفيها أبلغ الكلام وتغني عن الشرح، وتتلقفها القلوب الواعية سر يعاً وتتفهمها جيداً.

    وبدأت تحركات الأسرة للإتصال بالمحامي الذي سيدافع عنه، شكلاً، إذ أنه في مثل هذا النوع من المحاكم العسكرية ( محاكم أمن الثورة ) ، لا يحق لمحامي مخاطبة المحكمة مباشرة، بل عليه أن يتشاور مع المتهم ويلقنه الإجابات أو الأسئلة .. والمتهم هو الذي يخاطب المحكمة ! ؟ الكل في ذلك المنزل الكائن في الخرطوم (2) صار يركض ويلهث، علهم يجدون مخرجاً .. وينقذون ( مجدي ).

    *****
    يوم المحاكمة يقترب، والأنفاس لاهثة .. وقبلها بعدة أيام، وعند إنتشار خبر القبض على (مجدي) ،وصلت الأخبار إلى معظم ديار الهجرة والإغتراب، خاصة السودانيين منهم والذين كانوا حريصين على تتبع أخبار ( الحكم )! الجديد في بلادهم وسياسته، رغم أن رائحة إتجاههم السياسي بدأت في الإنتشار، ووصلت إليهم .. وسكنت حتى أعصابهم .. في مدينة ( القاهرة ) ، العاصمة المصرية، كان يعيش ممدوح ،أحد أشقاء ( مجدي ) ، بعد أن نقل بعض اعماله التجارية إليها عقب وفاة والدهم .. وكان يسكن معه في شقته صديقه المقرّّّّب، وصديق الأسرة (عادل ) مقدم أ . ح . بالقوات المسلحة السودانية، تمت إحالته للصالح العام بعد الإنقلاب بعدة أيام، مع الكثيرين غيرة من رفقاء السلاح، لأنه ليس منهم، ولجسارته الشديدة، وشجاعته التي اشتهر بها وسط أبناء دفعته، وتشهد أدغال الجنوب، وصراع الحرب الأهلية بثباته عند أحلك الظروف .. تمت الإحالة، وهي تعبير مخفف للفصل من الخدمة ( بدون إبداء الأسباب ) ، طال هذا الأسلوب الكثيرين في مختلف الدوائر الحكومية، والقوات النظامية، لكي تحل كوادر النظام الجديد مكان هؤلاء، وهي للحقيقة .. أعداد مهولة . إنتهز ( عادل ) الفرصة، وسافر للقاهرة بعد إحالته للصالح العام، للإستجمام والراحة قل يلاً والتفكير بمستقبله الجديد والتفاكر مع صديقه (ممدوح ).. وفي ليلة القبض على ( مجدي ) ، والذي أذاع خبره التليفزيون الحكومي، أتى إلى الشقة بعض السودانيين الذين سمعوا الأخبار .. في نفس الليلة . تلقاها ( ممدوح ) بصمت وذهول .. سمعها منهم ( عادل ) بألم وامتعاض وسارع إلى التليفون وأتصل بالأسرة في الخرطوم (2) ليطمئن .. ؟ . على الجانب الآخر من الخط كانت ( مديحة ) إحدى الشقيقات ترد عليه، وفي محاولة منها لطمئنتهما اخبرنهما بأنه مريض بعض الشيئ .. ولكن القلق صار ينهش في العقول . تم الإتفاق سر يعاً بضرورة رجوع ( عادل ) فور للخرطوم بصحبة الأخ الآخر ( مندور ) الذي كان يسكن في أحدى ضواحي القاهرة بعد إخباره بما جرى، على أن يبقى ( ممدوح ) بالقاهرة، لأنه كان رجل ( سوق وإقتصاد ).. قوي، ويخشى عليه من لعبة ( روليت ) اللجنة الإقتصادية، والتي يديرها رئيس لجنتها التابعة لمجلس الثورة الجديد ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرارومساعدوه، وعلى رأسهم رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية !؟ ( العقيد أ . ح .) سيف الدين ميرغني .

    *****
    في سباق مع الزمن، فجر السبت كانا وبملابس السفر في نقطة شرطة شارع (1) ، بإمتداد
    العمارات، وذلك بعد هبوط الطائرة القادمة من القاهرة بمطار الخرطوم فجراً . أحترم بعض رجال الشرطة رتبة ومكانة (عادل) العسكرية، بعد أن أبرز لهم بطاقة ضابط قوات مسلحة ( بالمعاش ) ، وأخرجوا لهما ( مجدي ) من زنزانته . قابل صديقه، وأخيه ( مندور ) رابط الجأش كعادته، وبالإستفسار علما منه فحوى القصة بكاملها، وأن إجراءات التحري تقول بأنه متهم بالإتجار بالعملة !.

    طلب ( عادل ) من المتحري أن يسمح لهما بأخذه قليلاً إلى منزله ليطمئن والدته وإخوته وبقية أهله . سُمح لهما بذلك برفقة بعض الحراسة المشددة . أثناء الزيارة للمنزل نزل قليل من الهدوء على أفراد الأسرة جميعاً .. خاصة والدته، ولكن يبدو أنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، .. كما يقولون .

    بعد عدة أيام، وإجراءات الشرطة تطمئنهم، أن (مجدي) ليس هناك ما يؤخذ عليه، خاصة وأن المبالغ المذكورة وجدت داخل منزله، وفي خزانة المرحوم والده، وهي من ضمن ميراث العائلة .. تم القبض ايضاً، وبمسرحية نقلها التليفزيون الحكومي على الهواء مباشرة وفي مطار الخرطوم الدولي، على ( مساعد طيار ) بالخطوط الجوية السودانية هو (جرجس القس بسطس )بينما كان يحمل في حقيبته السفرية، وفي إحدى رحلات هذه الخطوط المتجهة إلى القاهرة، مبالغ مالية تفاصيلها :
    (222.175)ألف ريال سعودي
    (94.925)ألف دولار أمريكي
    (800)شيك سياحي
    (3.400)ألف جنيه مصري .
    حضر فوراً لمطار الخرطوم الدولي ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرار، ومساعدوه باللجنة الإقتصادية، التابعة لمجلس الثورة، وظهر على شاشات التليفزيون، يرغي ويزبد ويتوعد، حتى قبل التفكير في أي محاكمة، أو يصرح ولو ً تليفزيونيا بذلك .. بل أن بعض شهود عيان قالوا أنه لطمه على خده، وتم عمل مونتاج للشريط ولم تظهر اللطمة .. وعاد إلى سيارته وهو يفرك يديه مسرور لوقوع مثل هذا الصيد الثمين اً في شراك لعبة (الروليت) الإقتصادية .. السودانية !.. (الضحية) هذه المرة من السودانيين (الأقباط) ، والأموال تخص بعض أهله ، كما اثبتت التحقيقات، وكانوا يستعدون لنقل تجارتهم، أو جزء منها إلى خارج الحدود، خوفاً من حالة الفوضى التي كانت تعم كل أرجاء البلاد، وخوفاً أيضاً من الشعارات التي رُفعت في ذلك الوقت . شعر أفراد الأسرة وصديقهم ( عادل ) بالقلق، بعد أن تم نقل ( مجدي ) بسرعة من مركز شرطة شارع (1) بالعمارات، إلى جهاز الأمن، وبعدها إنضم إليه مساعد الطيار ( جرجس ) ، ونقلا يضاً من هناك إلى سجن كوبر العمومي، الذي كان مشرع الأبواب أيامها (ومايزال)! لتلقف المزيد من السياسيين، والمشتبه فيهم إقتصادياً،حسب قرارات اللجنة الإقتصادية، إضافة للمنتظرين فيه، والمحكومين في جرائم أخرى .

    أصبحت المقابلة بالنسبة ( لمجدي ) صعبة بالنسبة لأفراد الأسرة، ولكن ( عادل ) وبحكم وظيفته السابقة، كان يجد الفرصة .. وبعلاقات خاصة في إيصال بعض الإحتياجات العادية إليه .

    *****
    " غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ظهراً .. ستتم محاكمة ( مجدي ) ، في حديقة السيد علي الميرغني، بشارع النيل !". عبارة قالها رجل الأمن شفاهة لأفراد الأسرة المجتمعين ، أمام الباب الخارجي لمنزل الأسرة
    بالخرطوم (2) ، وإنصرف ساخراً . ولكنها عبارة ظلت تتردد في آذانهم وقلوبهم وعقولهم طيلة تلك الأيام، اللاحقة والسابقة للأحداث، ويسمعونها حتى في نومهم .. لفظاعتها .. وغد المحكمة !!؟ .

    ومنذ صباحها الباكر، تجمع الأهل، والأصدقاء، والمعارف أمام سور المحكمة بشارع النيل . استطاع البعض الدخول ألى حديقة المكان، وجلسوا تحت اشجارها .. حتى منتصف النهار، لم يحضر ( مجدي ) ، ولا اّّّّياً من حراسته . وانصرف بعض الأخوة، مع بعض الأهل والأقارب لتأدية صلاة (الجمعة) في أحد المساجد المجاورة للمنطقة، وعند عودتهم رأوا .. الرائد ( وقتها ) إبراهيم شمس الدين عضو مجلس الثورة، وأصغر ألأعضاء سناً، وحداثه، .. وحتى رتبة عسكرية، يساعد بعض الجنود في تنظيم كراسي قاعة المحكمة، ويصدر تعليماته بالعدد المسموح له بدخول قاعة المحاكمة .

    حوالي العصر، وقف أمام البوابة الرئيسية للحديقة موكب مكون من ثلاث سيارات، الأولى سيارة من نوع ( لاندكروزر ) ، نزل منها الرائد ميرغني سليمان ، أحد ضباط سلاح الإشارة سابقاً و (ملحوق ) للأمن ( نُقل إلى أديس ابابا عاصمة اثيوبيا في عام 1990 م، بعد المحاكمات، ليعمل قنصلاً في السفارة السودانية !؟ ) ، وكان قائداً لتيم الحراسة المكلف وهم مدججين بالسلاح، والسيارة الثانية نزل منها ( مجدي ) ، ومتهم آخر يدعى علي بشير مريود ، كانا يرتديان الجلابيب السودانية المعروفة ويتبعهما بعض الحرس، أما السيارة الثالثة فكان بها طاقم الحرس . انتظم الموكب داخلاً من بوابة السور الرئيسية، وعبروا الحديقة إلى قاعة المحكمة مباشرة .

    كانت والدة (مجدي) ، وإخوته .. و (عادل) بداخل القاعة التي اكتظت بجمهرة من الناس، رغم أن اليوم عطلة اسبوعية .. أناس حتى الأهل لا يعرفونهم، ولكن كان في نظرات البعض ًتعاطفا لا تخطئه عين .. خاصة نظرات بعض الجنود .. المباني داخل الحديقة مقسمة إلى عدة أجزاء . انعقدت محكمة (مجدي) في جزء منها، وفي الآخر محكمة المتهم (علي بشير المريود) ، والذي وُجد بحوزته، كما قيل ونُشر في صحف تلك الأيام : –
    (37.350)ألف دولار أمريكي .. وألف ومئة دولار أخرى لوحدها .

    محكمة (مجدي) أتخذت إسم المحكمة الخاصة رقم (1) ، و ( المريود ) المحكمة الخاصة رقم (2) ، ولكل قضاتها من العسكريين ، الذين يحاكمون ولأول مرة في تأريخهم العسكري مواطنين مدنيين .
    (مجدي) داخل قاعة (محاكمته) يتبادل إبتسامات مع والدته، وإخوته، والأهل وبعض المعارف .. برغم أن أعصابهم جميعا كانت متوترة ومشدودة .

    قائد المطبعة العسكرية (حالياً لواء بنفس المنطقة) ، والرائد (وقتها) حسن صالح بريمة ل
    بسلاح الطيران (حالياً عقيد أ . ح .) ، أما ثالثهما النقيب مهندس يوسف آدم نورين ل
    دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة يتقدمهم : رئيسها المقدم (وقتها) عثمان خليفة
    مهندس من القوات الجوية ( الأخير له قصة لاحقة، إذ تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق، وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د . حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي ).

    الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر 1989 م، بدأت إجراءات المحكمة العسكرية الخاصة رقم (1)
    والمتهم ( مجدي محجوب محمد أحمد ).. والتهمة .. الإتجار في العملة الأجنبية (رغم التوضيح السابق عن كيف وجدت هذه العملة لدى الأسرة، ومن أين أخذها رجال الأمن؟ !).

    حُرم محامي ( مجدي ) ، الاستاذ ( عبدالحليم الطاهر ) من مخاطبة المحكمة مباشرة، وهو أمر يتنافي مع طبيعة الأشياء، خصوصاً وأن الإتهام خطير، والعقوبة المتوقعة أخطر -رغم أن المحكمة سمحت في محاكمات سابقة أن يخاطبها المحامون مباشرة – ولكن محامي ( مجدي ) تم منعه، والمحاكمات السابقة هي :
    (1)محاكمة المتهم والوزير السابق ( عثمان عمر )وكان وز ير اً للإسكان قبل للإنقلاب، وحُوكم بتهمة التصرف في أراضي الدولة بالبيع؟ !!!
    (2) محاكمة الدكتور ( مجذوب الخليفة أحمد ) وكان حاكماً للإقليم الشمالي، واتهم ببيع لبن خُصص للإقليم لتوزيعه على المواطنين كإغاثة إبان كوارث السيول والفيضانات .

    بدأت الإجراءات وقدم رجال الأمن قضيتهم ضد المتهم . قال أحدهم ويدعى (حسن حمد) أن
    المعلومات أفادت أن (مجدي) لديه عملة أجنبية، ستتحرك (يتم نقلها) ، وقال آخر يدعى ( أزهري ) أن المعلومات تقول أن المتهم لديه عمله؟ !.. لم يرد في أقوال الإتهام أو في علمهم الشخصي أن المتهم قام أو يقوم، في أي وقت من الأوقات، بأي نوع من أنواع هذا النشاط، ولا حتى في معلوماتهم، بمعنى أنه لم تقل المعلومات صراحة أن المتهم يتاجر في العملة . إذا كان هناك شكّاً في الأقوال والقاعدة القانونية تقول : ( يفسر الشك د ئماً لصالح المتهم .).. وعلى الإتهام إثبات التهمة ببينة أفضل .. بعد مناقشات بين المحامي والمتهم، (كصديق)! ؟، وشهود الإتهام .. والمحكمة .. أتضح أن ( مجدي ) لم يضبط وهو يتاجر في العملة، بل أ ُخذت من منزله ..! ومن داخل خزانة المرحوم والده !!.. وهو لم يجمعها من برندات الأسواق أو المتاجر المختلفة، كما يفعل غيره .. كما لم يسمح له بإستدعاء محامي (التركة ) ، والذي سيشهد بأن الأموال التي والساعة تقترب من الرابعة بعد الظهر (غروب الشمس ). كاد رئيس المحكمة أن يقرأ الحكم الجاهز قبل إعطاء المتهم فرصة هل أن هناك أسباباً تدعو لتخفيف الحكم، وهي الطريقة المتبعة ً قانونا بأن يسأل القاضي المتهم مثل هذا السؤال؟ ! وعندما أحس بهذا الخطأ القانوني، بعد أن همس له أحد الأعضاء بذلك، أمر برفع الجلسة لمدة (5)دقائق .. للتداول في الحكم بين الأعضاء الثلاث؟ !!
    كانت (5) دقائق حاسمة تمثل الفاصل بين العبث والحقيقة .. بين الحق والباطل . مرت
    بطيئة كأنها دهر ، خيّم خلالها الصمت على الرؤوس .. وعادت هيئة المحكمة .. ومباشرة .. وفور جلوسهم قرأ رئيسها الحكم :-
    " جاء في أسباب إدانة المحكمة للمتهم، أن شهود الإتهام أثبتوا أن المتهم يتاجر في العملة
    الأجنبية، وذلك لما توفر لديهم من معلومات، وأنه تعرف على مفتاح الخزانة .. في الظلام، وبإقراره بحيازة هذا النقد الأجنبي، وبناء عليه حكمت المحكمة بإعدام المتهم مجدي محجوب محمد أحمد، شنقاً حتى الموت، ومصادرة المبالغ موضوع الإتهام، وإعادة مبلغ ال (750)ألف جنيه سوداني لشاهد الدفاع ( عادل أحمد محمد الحاج )..(لم تُعاد إليه طيلة هذه السنوات ..)." أنظر ملحق المحاكمة في البلاغ
    ?267- أمام المحكمة الخاصة رقم (1)الخرطوم .. في الملحقات ".

    *****
    ذهول .. وصمت مطبق، خيم على جميع من بالقاعة؟ ! وأنهمرت الدموع .. دموع رجال غالية .. وأم .. بدأ قلبها في التمزق وكبدها في التلاشي .. اخوة ألجمت المفاجأة ألسنتهم، .. و ( عادل ).. أنفعل وقاد قتالاً شرساً (مشادة كلامية) حماية لصديقه .. و (مجدي). المتهم وكعادته كان يهدئ من ثورة الجميع،
    طالباً منهم بحرارة، أن يدعو الله له .. وأن يلزموا الصبر .. ويفوضوأ أمرهم إلى الله .

    في نفس التوقيت .. كانت المحكمة الخاصة رقم (2) قد انتهت من إجراءاتها، وحكمت
    على المتهم (علي بشير المريود).. بالإعدام ً شنقا حتى الموت؟
    خرج الجميع، خارج قاعة المحكمة .. على شارع النيل، وحفيف الأشجاروأوراقها التي تتساقط على الشارع وتحدث صو تا كأنه الدموع .. دموع الطبيعة .. والنيل الأزرق .. هذا العملاق الأبدي يشاهد كل هذه الأحداث .. بصمته الرهيب .. والمحيّر . و ( مجدي ).. هذا الصامد .. في أحلك الظروف .. وبعد ليلة إلقاء القبض عليه بمنزله، تم إلقاء
    القبض على مساعد الطيار، بالخطوط السودانية (جرجس ) ، نقل من مركز شرطة شارع (1) بحي العمارات إلى مبنى جهاز الأمن، وهناك ا ُجريت له تحقيقات من نوع فريد، ليلاً ونهار اً.

    لم يسمح له بتناول كفايته من الأكل، أو النوم، أو الإستحمام .

    رُحّل بعدها إلى سجن (كوبر ) قبل المحاكمة بسبعة أيام، حيث أ ُدخل في قسم المعتقلين السياسيين .

    كان عددهم حوالى (650)معتقلا سياسياً في الأقسام المختلفة .. أصدر مدير السجن بالإنابة، العميد سجون ( موسى الماحي ) أمر بأن يوضع مع مجموعة من المعتقلين السياسيين في القسم (ج ) ، منهم : الصحفي محجوب عثمان الوزير السابق أيام الرئيس نميري، والأمير نقدالله من قيادات حزب الأمة، والمهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد ، والدكتور المرحوم خالد الكِّد ، والأستاذ المحامي مصطفى عبدالقادر ، والقاضي عبد القادر محمد أحمد ، والدكتور سمعان تادرس ،والدكتور سعيد نصر الدين ، والمقدم (م) عمر عبد العزيز وستة أفراد آخرين من الحرس الخاص للسيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء السابق قبل الإنقلاب !.. والقسم (ج) هذا .. به غرفتان فقط .

    أتى ( مجدي ) بصحبة حرس من السجون .. إلى هذا القسم، يقوده (وكيل عريف) سجون
    إسمه ( دومينكو ) . كان في حالة ضعف نوعا ما، ولكنه متماسك وواثق من نفسه وسأل مجموعة الحاضرين : (من أنتم؟) ، وطلب منهم أن يستحم ويغسل جسده المنهك .. رحب به الحاضرون،الذين كانت قد وصلتهم أخبار القبض عليه .. وعرّفوه بأنفسهم، وهدأت ثائرته قليلاً بعد أن تعرّف على أحد المعتقلين وهو المهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد وهما من منطقة واحدة في شمال السودان (منطقة حلفا).. نال إستحماما هادئاً، واسترخت عضلاته المتوترة، إلاّ أن وجهه كان ينبئ عن هدوء مثير، ووضاءة لا تخطئها عين .. أحبوه جميعا لدماثة خلقه، ومشاركته لنفير طعامهم الذي كان يؤتى به من منزل أحدهم بالتناوب، وكل يوم تعد أسرة أحد المعتقلين بالقسم (ج) وجبة دسمة، بدلاً عن طعام السجن (المعروف)..وأخذ سهمه معهم في ذلك، وأحضرها إليهم (عادل) في المداومة اليومية معهم كعادته، صباحا .. ومساءا ًتمت المحاكمة في يوم (الجمعة ) ، كما ذكرنا آنفاً، وأحضروه إليهم هذه المره وهو محكوما عليه بالإعدام .. ووضع في زنزانة أخرى مع المحكومين بهذا الحكم .. كان بها الدكتور (مأمون يوسف)أخصائي أمراض النساء، في قضية (إضراب الأطباء الشهير ) ، وأضيف لهما ( علي بشير المريود ) والذي حوكم في نفس وقت وساعة محاكمة (مجدي ) ، بالمحكمة الخاصة رقم (2) ، ومساعدالطيار (جرجس) ، والطالب (اركانجلو داقاو ) من أبناء الجنوب، والذي تم ضبطه بمطار الخرطوم، وكان يستعد للإلتحاق بجامعة (ماكريري ) بدولة يوغندا، وهو يحمل معه مصاريف دراسته بالعملات الحرة، بعد أن باع جزء من أبقار أهله بالجنوب .. ومتهم آخر يدعى (هانئ وليم شكور )تم إستبدال حكم الإعدام ضده بمبلغ (30) مليون جنيه سوداني، لأن والدته ذكرت أنه وحيدها .. وتم دفع المبلغ .. وأطلق سراحه لاحقاً . وكان يسمح لهم جميعاً بزيارة معتقل السياسيين في قسمهم نهاراً، وتبادل الأحاديث معهم .

    *****
    الأيام تمر ببطء، والكل في إنتظار نتيجة الإستئناف الذي تقدم به المحامي الأستاذ (عبد الحليم الطاهر ) ، نيابة عن (مجدي).. تم تقديم الإستئناف للسيد رئيس القضاء (وقتها ) والرئيس الحالي !! للمحكمةالدستورية القاضي (جلال علي لطفي )ورغم ذلك كان الكل يركض في جميع الإتجاهات، بحثا عن مخرج أو بصيص أمل .. حتى بعض السفراء الأجانب استغربوا من قسوة هذا الحكم وكان يقود محاولاتهم السفير المرحوم (عبدالله السريّع ) سفير دولة الكويت، وسفير حتى السودانيين داخل بلادهم .. لما امتاز به من حسن الخُلق، وطيب المعشر، وعلاقات شتى مع قطاعات عريضة من مجتمع الخرطوم .

    ما زالت الأيام تمر ببطء .. والدته تحركت مع مجموعة من الشقيقات، ونساء الأهل والمعارف علهن يحلن دون وصول حبل المشنقة إلى رقبة (مجدي). قابلن السيد رئيس القضاء بمنزله، علّه يطلب منهم تقديم إسترحاماً .. أو ينير الطريق أمامهن بصورة قانونية .. ولكن سيادته قال لهن جملة واحدة،أصابت الكثيرات منهم بالإحباط : " اخوته .. هم الذين تقدموا بالبلاغ ضده ". انتهت المقابلة وطُردن من المنزل .. حاول معه السيد محمد توفيق، والسيد داؤود عبداللطيف رجل الأعمال المعروف .. ولكن !.

    حاولت (الأم ) عدة مرات مقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة (الفريق) عمر البشير .. في أحداهاقابلها رجل متوسط العمر، به شبه منه، قال لها إنه إبن عم الرئيس، وطلب منها أن تحضر في صباح الغد مبكرةً، ليدخلها المنزل الرئاسي (الجديد) مع الرجل الذي يأتي باللبن يوم يا .. نفّذت نصيحته .. أتت في الصباح الباكر، وجدت الرجل الذي قال لها إنه أخبر (الرئيس) ، الذي يطلب منها الحضور بعد ستة أيام، لأنه مسافر .. إلى أين لا تدري؟ ولا إجابة للهفتها على إبنها، .. ستة أيام .. كثيرة جد .. خاصة وان حبل المشنقة صار يقترب، ويتأرجح .طرقت أبواب أصدقاء زوجها .. أحمد سليمان المحامي المعروف (أحد مفكري الإسلاميين، بعد أن كان عضو مشهورًا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، وأحد أعمدته).. عز الدين السيد رجل الإقتصاد المعروف .. عبد اللطيف دهب، سفير السودان الأسبق بالمملكة العربية السعودية .. ولكن لا شيئ !!

    بعضهم حاول .. وبعضهم (غفر الله له)!..الساعات تتناقص وتركض نحو لحظة التنفيذ .. والأم زرعت العاصمة طولاً وعرضاً، تحاول وتحاول ..وتحاول مرة أخرى .. وتتصل .. عسى أن يكون هنالك بصيصاً من الأمل .. وصلتها معلومة مفادها أن (رئيس مجلس الثورة ) سيكون في (استاد الخرطوم) عصر اليوم، ليشهد حفلاً لتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة .. ذهبت وبناتها وبعض النسوة من الأقارب .. انتظرن أمام بوابة الخروج الرئيسية ..!.. ولكن ، كعادة حكام العالم الثالث، خرج موكب السيد (الرئيس) بسرعة لم تمكنها حتى من رؤيته، فضلاً عن الحديث معه، ولكنهن لحقن به .. وبسرعة يضا إلى (منزله) بالقيادة العامةللقوات المسلحة .. أحد الحرس أمام بوابة المنزل الضخمة .. سمح لها هي فقط بالدخول .. دخلت إلى صالة الإنتظار التي بها عدة كراسي
    للجلوس، تهاوت على أحدها من الألم .. والغبن .. والقهر، ولكنها لم تكن تشعر بالتعب أو الجوع .. كانت زوجة الرئيس (الأولى) ? ( إذ أنه تزوج مرة ثانية .. من زوجة زميله عضو مجلس الثورة العقيد -لاحقاً- إبراهيم شمس الدين، الذي أحترقت به طائرته العسكرية مع بعض قيادات القوات المسلحة .. في جنوب السودان )!..كانت زوجة ( الرئيس ) تتبادل الحديث مع إحدى ضيفاتها، وتصف لها روعة الإحتفال الذي كانت
    قادمة منه مع زوجها .. جاءت والدة (الرئيس) وجلست بالقرب منها .. أخبرتها الأم بقصتها، وانها والدة (مجدي).. أبدتً تعاطفا معها، ونهضت وإتجهت إلى غرفة في نهاية الصالة، تفصلها ستارة من القماش الخفيف لا تمنع الرؤية بعد التدقيق بالنظر بالنسبة للجالسين بالصالة، خلفها كان يقف السيد (الرئيس ) مستعد للخروج .. وشاهدت الأم من مكانها طيف والدة الرئيس .. وهي تخاطب إبنها (الرئيس)..! وقليلاً ً من الوقت عادت لتقول لها : أن

  19. عن سفيان الثورى عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) انه قال ان لقيت الله تعالي بسبعين ذنبا فيما بينك وبين الله تعالى ،اهون عليك من ان تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد .
    وعن ابي بكر الوراق ذكر بانه قال ( اكثر ماينزع من القلب الايمان ظلم العباد )
    رحم الله مجدى وانزل شابيب رحمته علي قبره ،وعوض شبابه الجنه ،لقد حل مجدى ضيفا على الله وسوف يكرم افادته ، انه نعم المولى ونعم النصير .

  20. الي المدعو أبو الشيماء,هل أنت انسان أم …أمثالك نسأل الله لهم الدرك الأسفل من النار,لأنك لست من البشر…الي متي تطبل لهؤلاء الأوغاد الذين دنت نهايتهم ونهايتك معهم,قبحكم الله دنيا واخري,اللهم أخرب عليهم آخرتهم كما خربوا علينا دنيانا وكل الذين يطبلون لهم…رحم الله الأخ مجدي وكل شهداء الوطن وأسكنهم فسيح جناته

  21. والله والله انا ماأسرني الا قلب الولدة المحروق علي جناها والله بكيت من شدة الظلم المرت بيه امتنا من قبل هؤلا المردة اللذين يتاجرون باسم الدين وهم سلبو اموال المواطن المسكين حقدا وحسدا لكن الله ليس بغافل عما يعملون وين الزبير الزفت الله لارحمه وين ابراهيم نسا ل الله ان يدخله نارجهنم خالدا فيها لما فعلوه بابرياء لم يرتكبو جرم وهم كلهم جرائم اما مجذوب الخليفة اسال الله ان يعذبه عذابا نكرا وياجماعة عليكم الله تاملو في نهايتهم جميعا حريق حوادث والقادم لهؤلا الكفار اعظم من هذا يارب يارب يارب يارب يارب يارب تاذهم اخذ عزيز مقتدر فنحن خلاص كرهناهم
    لم ياتو لنا بخير اشعلو الفتن واججو القبائل في بعضها كل هذا منهم كنا نعيش في امان وتواصل مع كل القبائل سلحومن سلحو وابادو من ابادو فانا اعيش في دارفور منذ فترة بسيطة لكن مارايته يجعلني اكره كل قيادي اومسئول لما لحظته ورايته بام عيني والله امهات في التسعينيات ليس لديهم ماوى او ابن اواخ كلهم ابادتهم هذه الحكومه الظالمة فيامحكمة احكمي احكمي احكمي احكمي فلك كل الحق
    استغفر الله العظيم رب العرش الكريم ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
    اللهم اكفنا شرهم
    اللهم اخذهم اخذ عزيز مقتدر
    اللهم لاحول ولاقوة لنا الا بك الي من تكلنا
    اللهم انا نشكو اليك ضعف قوتنا وقلة حلتنا اللهم دمرهم واجعل الدائرة عليهم واجعل تدبيرهم في تدميرهم نحن مظاليم وانت ياالله تنصر المظلوم خذحقنا منهم كما اخذته من الزبير وابراهيم ومجذوب ووووووووالدائرة تدور عليهم باذن الله

  22. المسمي نفسه ابوالشيماء…والله انت زول بطال جدا…كلمة كوز ماكافية…اكان راجل ورينا اسمك الكامل بس ياها مرجلتكم لابتحترموا لاموت ولاشيبة.

  23. صادروا اموالهم فبنو منها الفلل وعملو الفنادق واعدمو الابرياء اللهم شتت شملهم وفرق كلمتهم واجعلهم في نيرانك خالدين واغفر وارحم كل من اعدمه هؤ لا الطغاة وادخلهم جناتك جنات الخلد مع الصديقين والشهداء والصالحين آمين
    والله مافي حد بكره هؤلاء الكلاب مثلي دمرونا الله ياخذ لنا حقنا منهم والعملو في الناس ده انشاء الله يلقو في روحهم واولادهم واهلم زي ماعملو فينا
    ممغوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووص

  24. انا لست متعاطفامع المعارضة واميل للحكومة الحالية التي فيها انجازات لا يختلف عليها اثنين . لكن هذه الواقعة مريرة

    وقد كنت في الطائرة وكان بجواري شقيق مجدي الاكبر وهو مقيم بالامارات
    وحكى لي قصته , وقد ابكاني بتفاصيل القصة وهو منذ ذلك الحين لم يجلس في السودان
    اكثر من اسبوع متواصلة , قال انه ياتي ليلاقي امه
    وكانت اسرتهتاثرت جدا بهذا الحدث
    لكن لا حول ولا قوة الا بالله
    هذا امر عظيم
    وهو ظلم لان هذا ليس من اسباب استباحة دم المسلم
    … فالان كم تدعو الام المكلومة عندما تتذكر ابنها الذي قتل شابا
    على من فعل به هذا العمل .

    لا اله الا الله العلي العظيم

  25. ابو الشيتاء….مكان ما تمشى انا وراك….تعرف يا كوز يا اجرب مشكلتكم انكم بتحبوا الحرام والضرب تحت الحزام ….ركز معاى فى الضرب تحت الحزام لانه مكان النقط دى …………………كاتبها ليك بالحبر السرى…
    عرفنا الحزب الشيوعى هل كمان عندنا حزب اسمه العلمانيين ونحن ما عارفنه.
    تعرف عشان اريحك…انا الجنه بتاعتك دى ما خاشيها…..خشها انت براك وريحنا من خلقتك….ده لو ما عايز ترجع قريتك وبلاويك الجيت منها.

  26. نسأل الله ان يتغمد مجدي بواسع رحمته وان كان محسنا فليزد له في إحسانه وإن كان مسيئا فليغفر له ولسنا نحن اهل قانون ولا شريعة حتى نحكم في قضية اعدام مجدي ولا يستطيع احد ان يحكم فيها الا من خبر وعلم بملابساتها ممكن يكون مظلوم وساعتها ربنا يسامح الذين حكموا عليه بالاعدام وممكن يكون ظالم وساعتها قد لقى جزاءه ، لان من الشرع لا ضرر ولا ضرار وكما قال المولي عز وجل في محكم تنزيله " والذين يسعون في الارض فسادا " الى اخر الاية فالاتجار بالعملة يعتبر من اسوأ ما يؤدي الى انهيار الاقتصاد حتى الدول الكبيرة صاحبة الاقتصاديات العظمى تتأثر بتجارة العملة وغسيل الاموال وما قمة العشرين التي انعقدت مؤخراً في اندونيسيا ببعيد فانها كانت حرب العملات المستعرة.
    واما بخصوص الدكتور الذي صاحب مجدي في الزنزانة فان ما سرده في حواره هذا نقول له وبكل أسف انك دكتور " إمعة " لان عندما قابلت وزير الداخلية ذكرت له بانك كنت معترض على اعلان الاضراب وعندما اعلن زملاؤك الاضراب اضربت معهم وذلك حتى لا توصف بينهم بالجبان والمتخاذل أي بمعنى أن أحسن زملاؤك احسنت وان اساءوا أساءت ، فانا شخصيا سواء كنت مع النظام او ضد النظام فمن القبح ان يكون هنالك اضراب للاطباء دون غيرهم لانهم في اماكن حساسة تتوقف على حياة اناس وكما يشاع فان اصحاب المهن الطبية ملائكة الله على الارض ومهنتهم مهنة لا تقبل اضراب او زعل او مساومة مالية كما هو الحال الان فانتم ربنا قد اختصكم بازالة الالام عن ومداواة المرضى فعليكم بالتمسك بهذا المنطلق وجزاءكم عند المولى عز وجل المضى مضى ونسأل الله بان يكون القادم اجمل واحلى ومن هنا فهذه رسالة لكل الاطباء اتركونا من شيء اسمه اضراب واقضوا حوائج آبائكم وامهماتكم واخوانكم وابناءكم من الناس وربنا يوفقكم.

  27. الحساب سيأتى يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه

    تقيفوا عرايا أمام رب العزة وتدفعوا بدون كلام

    وعشا ن تتأكدوا أسألوا ناس هيئة علماء السودان

    بس أوع يألفوا ليكم فتوى يخدعوكم بيها

    عشان ممكن يتملصوا منكم اليوم داك

  28. لقد ابكيتنا ومن لم يبكيه هذا المقال فليراجع نفسه
    ذهبت أم مجدي الى اي مكان لكن لا أستجابة لا رحمة لا لا لا لا أمل
    مات مجدي موتة رجال والموت حق علينا جميعا وستبقى أبتسامته لتضي الطريق
    وسيظل ثباته نبراسا لنا مهما طال هذا الليل ولكن لابد من شروق الشمس وسيعرف
    الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
    وتف تف على المطبلين والمغفلين النافعين
    سلام الى مجدي و جرجس في الأعالي ولكل الشهداء
    وسلام للدكتور المناضل مامون

  29. لا أحد من لا يقر بحقارة هذا العمل ودنأته اللا من ساند وكان جزاءا من هذا النظام والحمد لله الذي عاقب من كانوا ورا شنق هذا البطل الصنديد فاحرق من أحرق حتى التفحم وجعل الآخرين منبوذين من العالم لا يريد أحد استقبالهم وتطاردهممحاكم العدالة وان غدا لناظره لقريب. ما يمنى هنا ان ادعو موقع الراكوبة أن تتبنى اقتراحى بجعل يوم شنق البطل مجدى محجوب محمد أحمد يوما لحقوق الانسان السودانى يحتفل به سنويا بشكل رسمي حتى يعرف العالم أن الشعب السودان لا يرحم جلاده كما أرجو من كل قراء الراكوبة ومن يجد في قصة استشهاد مجدى قضية للأجيال مساندة مقترحى هذا..فالمجد للسودان

  30. الرجاء من الاخوة فى الراكوبة ترك هذا المقال لعدة ايام اذا امكن لكى يقرائه من لم يعرف شى عن فضائح وظلم وجرائم هذا النظام وايضا المطبلاتيه الجهلاء والعميان علهم تلين قلوبهم اذا كان لهم قلوب

  31. لقد ابكيتنا …دما
    ولكن ……. العزاء
    ان يتقابل القتيل وقتلته ويختصموا عند ملك الملوك لا اله الا هو القاهر فوق عباده
    باى ذنب قتل ……
    باى ذنب قتل…….؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  32. عزيزي لؤي النوبى ، انا اثمن مقترحك الذكي هذا ،فمجدي قتل من دون ذنب من قبل هؤلاء القتله ،لقد انطوت في نفسي حسره عميقه من جرا ماحدث لهذا البطل ،وتوقفت كثيرا عند امه التي انفطر قلبها علي فلذة كبدها ( انه قلب الام ) الذى نعرفه جميعا .ورد في الاثر بان المقتول من غير ذنب وقع اجره على الله .

  33. يا رواد الراكوبة ما ضاع حق وراءه مطالب….عليكم أن تعلموا بين هؤلاء المعلقين مطبلون وماجورون مندسون بينكم دورهم هو صرفكم وجركم عن قضايا الوطن وقضايا الناس نظير أجر وفتات يكسبونه من زعيق (الحلاقيم) تخرصا وافكا وزورا وبهتانا وخير لكم ولأهل وأصدقاء الشهيد مجدي ومن ذوي كل الذين قتلوا غيلة وغدرا أمثال اركانجلو ومساعد الطيار جرجس وغيرهم اللجوء الى المحاكم والمنظمات العدلية الدولية ورفع مظالمهم لها لفتح التحقيق مع كل من عاصر هذه الجرائم النكراء أمثال صلاح كرار الملقب بصلاح دولار الذي كان على رأس اللجنة الإقتصادية في تلك الأيام وفيصل على أبوصالح وزير الداخلية آنذاك وأعضاء محكمة الظلم التي حكمت على اولئك الأبرياء في أموالهم وليس في أموال سرقوها ولا نهبوها وحتى الشهيد مجدي لم يكن المال يخصه لوحده بل كان مال ورثة وكان في حرز وليفتونا في ذلك علماء الدين الذين يخافون الله ويخافون يوما تشخص فيه الأبصار: بسم الله الرحمن الرحيم ؛ ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عن ما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) صدق الله العظيم .

  34. أقول للحمار محمد إدريس 1.قمة العشرين كانت في كوريا الجنوبية وليست في اندونيسيا 2. لا تبرر قتل نفس بايات من القران في باطل ..يا اخوان علي الحاج و الترابي و محمد الأمين خليفة والمتعافي ويوسف عبد الفتاح ..أنتم شرذمة من الصعاليك يا صعلوك …وكفاكم تحدثا باسم ألدين ..وصدق المصطفى حين قال إذا وسد الأمر لغير أهله فنتظر قيام الساعة

  35. أؤيد وبشدة اتراح لؤي النوبي كما جاء ادناه وفي هذه الايام بالذات " ادعو موقع الراكوبة أن تتبنى اقتراحى بجعل يوم شنق البطل مجدى محجوب محمد أحمد يوما لحقوق الانسان السودانى يحتفل به سنويا بشكل رسمي حتى يعرف العالم أن الشعب السودان لا يرحم جلاده كما أرجو من كل قراء الراكوبة ومن يجد في قصة استشهاد مجدى قضية للأجيال مساندة مقترحى هذا..فالمجد للسودان "

  36. و الله أن العين لتدمع والحرقة تكاد تفطر القلب عند قراءة او سماع مثل هذه المفاجع ولكن أقول لكل بداية نهاية ونهاية الظلمة قى أقتربت صدقونى أن هذا الراقص الجاهل الظالم وهذه الفئة الحقيرة أرذل البشر الجياع عديمى الأصل والاَصال الذين أحتلوا البلد فى غفلة من الزمان قد اقتربت ساعتهم وأتمنى من كل مواطن سودانى صغير قبل الكبير فتاة قبل النساء أن لا تأخذهم بهم مثقال ذرة من رحمة وسوف يرقص هذا العجل مع أبولهب وشبيهه أبو جهل وغيرهم فى جهنم وربك يمهل ولا يهمل وليرحم الله مجدى وجميع شهذاء الظلم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..