بالله دي .. شندي !! (1)

ال دن .. ال دن ال دن .. شيء لله يا حسن .. شيء لله يا حسن .. وهو كما الدرويش بحلقة الذكر، حتى إذا ما سمع إيقاعا نحاسيا طار (صقرية) ونحنا ننظر استغرابا وحيرة ازاء هذه الحالة التي كانت تتلبس (احمد المقداد) ابن خالي الصغير حال عودته من زيارة (أهل) والدته ب (شندي) و(المتمة) مرتدياً عراقي وصديري وسروال وطاقية وشايلو عصا!!!، لذا فإنه عندما دعاني لزيارتهما تغنياً بنسائم (الكرو) المنعشة وقنيص الطير والسباحة أجبته بصلف أم درماني متجذر: بس معقول يا (العوض) في حتة في السودان أجمل من خرطوم(نااا) دي ؟!!! .. متشاغلة عنه بسماع والاستمتاع بأغاني مغني الكانتري (الريف) الأمريكي كيني روجرز، لأبتلع كلماتي هذه ـ بعد سنين عددا ـ عند لمحي لمشهد الغروب ب (شندي) بلوحة أعلانية لشركة اتصالات، لأطير فرحا حال تعثري بتوامها بشارع النيل فيما أنا أتمشى به تريضا، حتى إذا ما تمعنت ملامحها وجدت اندهاشي يردد مستمتعا: احمد المقداد .. بالله الغارقة والا ـ المنبثقة ـ من الغروب المائي دي .. شندي؟!!!, لتقودني قدماي للوحة الواقعة خلفها لأفاجا بمشهد نخيل (دنقلا) راميا ضله الحنين على بيت من طين لأجدني اقول مغمغمة و أنا سابحة في خجلي: عمو الطيب صالح انت البيت ده بيت (بت المجذوب)؟!!، لأسير حافية القدمين بشواطيء (بورتسودان) فيما أمواجها تلثمان قدمي حتى أنني تمنيتها زمردة بإصبعي كلما ادرت خاتمها تذكرت (..)، لاعاتب (سنار) قائلةً: ألم يحن اوان عودتك بعد؟!، لأتلقي ب(كوستي) دعوة من أم وأطفالها لمشاركتهم نزهة بمركبهم التي عدت بنا بجانب كوبري توتي الجديد حتى إذا ما نزلت بجانب وزارة الصحة وجدتني وجها لوجه (الحاج عبد الله) لذا ما إن اجتاحتني موجة برد قادمة من النيل تدفأت بنار (تقابة) الشيخ (مدني) السني، وفيما أنا هائمة في الفاو لقيتني أرتقي جبال التاكا وأجوس بين طيات سحابها لأهتف قائلة: معاوية .. أمانة عليك تقرئي (سيدي الحسن) راجل كسلا السلام وتقولو (رندا) شاحداك دعوة لله و هي ما بتفسر وات ما بتقصر، ليبرز لي ما بين جامعة الخرطوم و كوبري القوات المسلحة فارس من (القطينة) ملثما ممتطيا لسفينة صحراء الخالق الناطق إبل شيخنا البرعي المشرفات!، لأقع في قيد حنية (الحصاحيصا) الذي حلني منه شهودي لحضرة باقي (ولاياتك) يا بلد، لأسند ظهري المتعب عطشى جوعى بشجرة (دوكة) الساحرة التي إن شاهدها مخرج الفيلم الأميركي الأسطوري (سيد الخواتم) لصار أسوأ حالا من الكسعي، شان كده لمن قدماي غرزتا بغتة برمال (الشوك) الفاتنة تساءلت حيرة: هل رمى على هاري بوتر سحره ليجعلني من أهل (سيد الخواتم)؟!، لتشملني الطمأنينة و نخلة (بربر) تطلب مني: أن اهز الي جزعها ليتساقط علي رطبا جنيا ما أن استطعمته و لمحتك يا (عطبرة) حتى دندنت: (قطار الشوق متين ترحل تودينا .. نزور بلدا حنان أهلها)، لتهمس (الدمازين) في أذني قائلة: إن اغترفت بيدك غرفة من نهري فانت مني، لأنسرب من تحت كوبري (النيل الأزرق) باحثة عن (عروس رمال) كردفان أم خيرا بره وجوه .. و(فاشر) أبو زكريا واللذين حينما لم أجد لهما اثرا ارتددت على آثاري ل(السوداني) حيث مجمع هويتنا السودانية، حتى إذا ما ان اتانا (آمانويل) بغدائنا والتقطت انفاسي ويممت وجهي شطر (ام در) سمعت عمو عيسى لي قائلا باشفاق: الدنيا صاقطة شديد و(السوق العربي) مسافته بعيده عشان كده احسن تصليهو بالعربية.
لاجيبه منتعشة الانفاس: لا لا .. انا ح اوصلو برجلي .. لاني دفيانة!
شان كده وكتين لقت لكم (ناس الخرطوم) بيتساءلوا جنس البرد ده جاهم بوين؟!!! أجبتهم متمتمة: يا حليلكم .. انتو ما عارفين إنه جاكم عن طريق (ثقب الاوزون) الفي وسطكم ده واللي كان (متروس) بدفء وجود (اظأهل العوض) بيناتكم .. انتو ما ملاحظين انه البرد ده ما هجم عليكم اللي بعد سفرهم ليصلوا رحمهم ب (ولاياتهم)؟! .. ولا أدل على ذلك إني لمن كنت في نصهم بشارع النيل لم يداخلني أي برد لذا فأنا أتقدم ب(شكري) لشركة الاتصالات تلك التي جعلتني لوحاتها الإعلانية المجسمة (للولايات) ادرك مقام وقيمة (العوض) وأهله!! و الما مصدقني فليذهب لشارع النيل ويأخذ جولة بين هذه اللوحات والتي تستلزم منه أن يدير ظهره للقصر عند بدئها .. وأن يتمتع بطول النفس لأن مدتها (ساعتان و 34 دقيقة) ذهابا وايابا.
ولكن .. ولكن .. و قبل أن يرتد الي طرفي وقبل أن أتم غناء : قدلة يا مولاي حافي حالق بالطريق.. و إنشاد: شيء لله يا حسن .. شيء لله .. وجدت قدماي تهبطان لتضعاني ب قلب السوق العربي!!
.. ونواصل مع جابرييل ومهرجان البركل .. وجنوبنا المنفصل ..
[email][email protected][/email]
المقال ده المفترض يدرس في حصه الجغرافيا اذا لسع في خصه بالاسم ده ولا social study دي نشيد في القولد التقيتو يالصديقي أحسن به من ….. صديقي
يا رندا يا بتي دوشتينا ولفيتي راسنا .. كان تخليها حلقتين ..
أختي الحبوبة،
رندا عطية،
اول كانت اول زيارة لي الي شندي في عام ١٩٦٣- اي قبل ٥٣ عام-(طبعآ الوقت داك لسه ما اتولدتي!!) في طريقي الي القاهرة ضمن مجموعة طلاب جامعة القاهرة فرع الخرطوم، نزلنا في محطة شندي، اشتهرت المدينة وقتها بالمناديل المطرزة والطواقي واطباق البروش المصنوعة من سعف النخيل، اشترينا نحو ٥٠ منديل مطرز بخيوط حريرية واطباق هدية لناس القاهرة، دفعنا في الوقت داك نحو ١٧ جنيه علي كل المشتروات (ما قلت لك عشنا نحنا في الزمن السعيد السمح)، كانت المحطة تعتبر المصدر الرئيسي لدخل كثير من الاسر في شندي.
***- اختي العزيزة، ذكرتيني بالذي مضي من الايام الجميلة في البلد الكان…. جميل!!
Like Randa
كم انت يا بت عطية مثل شجر نخيل الشمال (كلامكي جميل وحلو وعسل متل تمر القنديل )واليوم فقط عرفت لماذا سمى جدك ابوك عطية …. فأبوك اعطاني نخلة اسمها رندا لتجود علينا بالتمر الحلو بين فترة واخري في زمن أصبح فيه كثير من الاسرة بطونها خاوية لا تجد تمرة واحدة لتسد بها رمق الجوع
اليوم فقط عرفت سر دموع الدم التي ذرفتيها علي حريق أشجار نخيل الشمالية
اتخيل نفسي وانا طفلاً قزماً رافعاً بصري ليلاحق قامتك السامقة وانا اردد هاتي هاتي يا نخلاتي اصفر اخضر يا نخلاتي حلو الطعم يا نخلاتي
(رندا هي واحدة من نخلات بلادي التي تجود لنا بأحلى أنواع التمر دون من أو أذي ) …. فت بخير وعافية يا عظيمة… سلامي لشقيقتك فقد نسيت اسمها والزمن راح يعمل بذاكرتنا الخراب والتحايا ولكل افراد اسرتك وشعب السودان البطل ..
وبالجد نحن فخورين بيك يالخديره يا تمر القنديله
شكرنين رندا صاحبة الحكاوي الوطنية..
شكرا ليك با استاذة علي هذه السياحة الجميلة في ربوع سوداننا الحبيب ..