الثقافة تنتصر لنفسها وللمسرحيين

تقرير: ماجدة حسن:
في بادرة مفاجئة استجابت وزارة الثقافة والإعلام ولاية الخرطوم لمطالب المسرحيين الموقعين على مذكرة الرفض لقرارات لجنة الموسم المسرحي الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع وزارة الثقافة الاتحادية، حيث جلس وزير الثقافة محمد يوسف الدقير الى المجموعة وطالبهم بوضع تصور كيف يكون الموسم المسرحي ورؤيتهم (لإخراجه) بصورة جاذبة.
وطالب الدقير بإعادة تشكيل اللجنة وعلى هذا الأساس انخرط المسرحيون في اجتماعات مطولة مع بعضهم وخرجوا بالصورة المثلى التي ينبغي ان يكون عليها الموسم المسرحي مشيرين الى انها الرؤية التي تعبر عنهم .
بيت الشورة
اجتماع الوزير مع الموقعين على مذكرة الاحتجاج من وجهة نظرهم هو خطوة متقدمة تنم عن احترام الوزارة لوجهة نظرهم وطريقة التعبير عنها وهي اعتراف ضمني وعلني بعدالة القضية التي يناضل فيها شباب مخرجي المسرح ، الخطوة من قبل الوزارة تعتبر خطوة شجاعة وجريئة وهي تعمل على تجسير العلاقات من خلال احتواء وجهات النظر كافة والاحتفاء بها . بل وتعتبر محاولة لتصحيح أوضاع كانت هي طرفا فيها ، حيث تفاجأ اهل المسرح ومنذ اجتماع الاسكلا بالوجوه التي ضمتها اللجنة وشهدت الوزارة وقتها بوادر احتجاجات على التشكيلة ، الا ان الوقت -على ما يبدو لم يكن يسمح للاخذ بآراء لم تبن على تجربة ، وان كانت آراء مسبقة من المسرحيين على مواقف سابقة . شورة المسرحيين وإن جاءت متأخرة تهدف الى احتواء الازمة واستثمار الوقت وتقديم موسم مسرحي تعم فائدته الجميع.
إعادة تشغيل
اهل المسرح بعد الاعتراف بعدالة نضالهم من اجل تشغيلهم واعادة الحركة للمسرح دبت فيهم الحياة مجددا ، وبدأوا يحلمون بموسم مسرحي تنزل فيه كل آرائهم وافكارهم الى اعمال يشاهدها الجمهور .. شباب المخرجين امين صديق ، حاتم محمد علي ، ربيع يوسف وغيرهم من حملوا لواء التغيير بدأوا مناهضة اعمال لجنة اختيار اعمال الموسم المسرحي مباشرة بعد ان علموا باتصالها بمجموعات مسرحية سرا قبل فتح باب المشاركة ومن وقتها تكسرت جسور الثقة بينهما ، وزادت بعد ان اعلنت شرط الجدة (بخط اليد) بعد ان استلمت اعمال المخرجين ، هذه المآخذ على اللجنة طرحها المحتجين من خلال مقالات وحوارات على الصحف وحملات اسفيرية على الفيس بوك وختمت بمؤتمر صحفي وضعت فيه النقاط على الحروف وملكت الرأي العام الحقائق ومدى تظلمها من قرارات اللجنة .
الصمت الصمت
لجنة اختيار الأعمال المشاركة في الموسم المسرحي تضم أربعة من الحاملين لدرجة الدكتوراة في المسرح هذا الى جانب عدد من الأسماء البارزة صاحبة (الذراع الطويل) في العمل المسرحي وفي مجملهم هم من الكفاءة التي تؤهلهم للجلوس كمحكمين . إلا انهم وللغرابة لم يتعاملوا مع الموسم والمسرحيين بالشفافية المطلوبة – وان شئت الدقة – انعدمت الشفافية ، فحتى محاولة إعادة تشكيلهم لم ينطق أحد منهم بكلمة او تصريح الامر الذي جعلهم في نظر اهل المسرح من المقصرين الذين يصدق عليهم قول الامام علي (لسان المقصر قصير)، فطيلة ستة أشهر لم يسمع لهم صوتا ، انتقدهم البعض ولم يسمع لهم صوتا ، هاجمهم آخرون ولم يسمع لهم صوتا ، انسلخ بعض منهم والحال كما هو عليه الترتيب الجديد يعني اقالتهم ولاحياة لمن تنادي، هذا الصمت المريب عصي على التفسير ان كان من باب التجاهل لهذه الأصوات او التعالي عليها . واي كان من الامرين فانه لم يخدم قضية المسرح من ناحية افراد ولا بصورة عامة .
عجز وثناء
الموسم المسرحي بشكله الحالي اضافة الى ان اقل ما يوصف به هو الفشل خاصة بعد فشل عرضيه الاولين في استقطاب جمهور ، فشل كذلك في ان يكون موسما مسرحيا حقيقيا يضم أنشطة فكرية مصاحبة للعروض اضافة الى جلسات نقدية وتقييمية لها الى جانب غياب النشر المصاحب لتلك العروض ، والورش التدريبية ، والبرامج التلفزيونية الداعمة والناقدة ، هذا الى جانب عجز الولاية عن نقل الموسم المسرحي الى مسارحها ، خضر بشير ببحري، شرق النيل ، ومسرح كرري .
مهما يكن من حال فان محاولة وزارة الثقافة لتصحيح مسار الموسم المسرحي وكسب الوقت فيما فيه نفع الحركة المسرحية واهلها خطوة تستحق الثناء وان جاءت متأخرة خير من أن لا تأتي .
الراي العام