أهلا بمصر التي نحب: موقف الأخوان من الإمارات كان من مراهناتهم الفاشلة

الطمع والغباء اجتمعا سوية لتحريك الحقد الأخواني على الإمارات. أردوا ثروتها لتمويل مشروعهم الفاشل دون أدنى اعتبار إلى مصالح مصر والمصريين.
يستحق المصريون الذين اطاحوا بحكم المرشد في مصر كل التحية من الإماراتيين. فعدا الأذى والمشاكل والمعاناة التي وسمت حكم مرسي للمصريين وكيلا عن المرشد، فأن الإمارات ظلت تحتل المرتبة الثانية في الاستهداف الأخواني.
كنت أقرأ التصريحات الأخوانية عن الإمارات واستغرب نبرة العداء التي تحولت إلى هجمات إعلامية وأمنية سافرة. كنت أتساءل وأقول: لو استمعت إلى ما يقوله الأخوان في مصر على لسان العريان أو غزلان، لقلت أن الإمارات هي من احتل سيناء وحارب المصريين وليست إسرائيل. كنت اعيد استذكار الكلام الذي رددوه لعقود عن عدائهم لإسرائيل وللولايات المتحدة، فاكتشفنا “حميمية” العلاقة بين الأخوان و”الأعداء الصهاينة” في حين أن جام غضب الأخوان انصب على الإمارات دون وجه حق أو حد أدنى من الاعتبارات الدينية والقومية والأخلاقية.
الطمع، قبل الغباء، هو ما حرك الأخوان. الطمع بثروة الإمارات التي تخيلوا لو أن تنظيمهم السري كان قد نجح في الاستيلاء على الحكم في الإمارات، لفتح خزائن الدولة لهم ليغرفوا ويمولوا فشلهم في مصر وغير مصر (نموذجان فاشلان ثانيان من الإخوان في غزة وتونس). استعجلوا النتيجة فكان أن خسفت بهم الأرض في مصر وهم من تعمد الكيد للآخرين.
ظن الأخوان أن الإمارات لقمة سائغة، وثبت لهم عكس ذلك فشرعوا في مهاجمتها بكل ما اتاحت لهم صفاقة اللسان من سفاهة.
راهنوا، من بين ما راهنوا، على استفزاز الإمارات في أن ترد على سفاهتهم عبر مئات الآلاف من المصريين ممن يعيشون بيننا أخوة مكرمين. فخاب فألهم وارتدوا خائبين.
أقول الطمع هو المحرك، ولكنه الطمع المرتبط بالغباء. فالمصريون الذين يعملون في الخارج (والخليج بالدرجة الأولى) هم مصدر من ثلاثة مصادر كبرى للدخل في مصر إلى جانب عائدات قناة السويس والسياحة. ولو جمعت ما يحوله المصريون من عرقهم في الخليج مع ما ينفقه الخليجيون من أموال في مصر سياحيا واستثماريا، لتساءلت فورا: أما من عاقل وسط الأخوان ليقول لهم أن تقدموا مصالح مصر على كراهيتكم؟
اليوم حسم الشعب المصري موقفه من الأخوان وحكمهم. نفذ الجيش المصري إرادة الشعب بأن يزيح الكابوس الأخواني الذي كان مرسي من أوجهه وليس كله.
اليوم نستطيع أن نهنئ المصريين على ثورتهم الثانية ونقول: يد الإماراتيين والخليجيين عموما ممدودة للشقيقة الكبرى. ما مر هو ليل قصير وها هي مصر تعود لأهلها ولنا.
تبادل الإماراتيون التهاني بينهم يوم سقط حكم المرشد. كانوا يهنئون انفسهم أيضا حيث سقطت قبلها بيوم مؤامرة التنظيم السري وهو واحد من مراهنات الأخوان الفاشلة الكثيرة.
ميدل ايست أونلاين