أخبار السودان

مشروع ثورة الانقاذ السودانية واحدة من اخطر مشاريع الحكم لجماعة الاخوان المسلمين.

سقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر( بذات التاريخ الذي وصل بها عسكر الجبهة في السودان مفارقة عجيبة)

محمد عبدالوهاب الشيباني

قبل اربعة وعشرين سنة وتحديدا في الثلاثين من يونيو عام 1989،نفذ عسكر الجبهة القومية الاسلامية في السودان انقلابا عسكريا ضد حزبي الامة والاتحاد الديمقراطي، لتتحول السودان خلال سنوات الغليان التسعيني الى مركز مهم للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ،وملاذ آمن لجماعات الجهاد في المنطقة، لتتحول ثورة الانقاذ كما استحلى الحكام تسميتها، من انقاذ السودان من تجاذبات الحالة السياسية واستقطاباتها الحادة، التي اوصلت السودان آنذاك الى لحظة احتقان قابلة للانفجار في اية لحظة، الى ماكينة اغراق للبلد في مستنقع المشاكل التي استعصى حلها خلال ربع القرن من وجود عسكر الاخوان على راس السلطة.

فالانقلاب الذي نفذ ضد حكومة الصادق المهدي قيل، حينها ان سببه قيام الاخير بتوقيع اتفاق، وانجازه لتفاهمات سياسية، مع الجبهة الشعبية لتحرير السودان( تم بموجبها اتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية على وقف إطلاق النار، تبعه إلغاء قانون الشريعة وحل حالة الطوارئ، وإبطال الأحلاف العسكرية مع مصر وليبيا)، قام النظام ذاته بإنجازه مع ذات الطرف في العام 2005 ليوقع في نيفاشا، على معاهدة سلام افضت في النهاية الى استقلال الجنوب قبل عامين، بعد فشل انموذج الوحدة، بسبب ان نظام الجبهة الاسلامية الذي حاول تسويق نفسه، منذ مطلع الالفية الجديدة ،بوصفه الحامل السياسي للتحول الديموقراطي في السودان ،ومنها انخراطه في محادثات سلام مع سودانيي الجنوب ،لم يكن باستطاعته الخروج عن جلده والتعامل مع ابناء السودان (شمالاً وجنوباً مسلمين ومسيحيين) بل عمد الى تعظيم قيمة التمايز والاستعلاء العرقي والديني ،فلم ير في السودان وطنا للتعايش الديني والاجتماعي ولم ير ايضا في مسألة الحفاظ على وحدة اراضيه ،قيمة وطنية واقتصادية يتأسس عليه انموذج الدولة المدنية، وانما رأه مساحة جغرافية للحكم، مهما تقلصت حدوده، واندثرت، موارده، وتعاظمت، مصائب ابنائه. انفصل الجنوب ،وقد يتبعه اقليم دارفور بسبب السياسات الرعناء والاستعلائية للنظام، ومخاطر التفتيت في المستقبل ،لن ينجو منها السودان في ظل نظام كهذا.

مشروع ثورة الانقاذ السودانية واحدة من اخطر مشاريع الحكم لجماعة الاخوان المسلمين ،واستمرار النظام الذي نفذها في ادارة البلاد طيلة ربع قرن بالرغم من تقاطعات كثيرة معلنة بين الاب الروحي للجماعة في السودان (حسن الترابي)،وجنرالاته خلال السنوات المنفرطة ،كان لاستماتة التنظيم الدولي للإخوان على بقاء هذا الوضع قائما كمتراس دائم للتنظيم ،وعمد خلال 2011(في ذروة الربيع)على تجنيب السودان الانخراط في الحالة الربيعية رغم المحاولات التي قام بها طلاب الجامعات ،قبل ان تقمع بشدة ،هذه المحاولات في ظل تغييب مريب لإعلام الاخوان الذي لعب الدور الابرز في تسويق الربيع.

سقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر( بذات التاريخ الذي وصل بها عسكر الجبهة في السودان مفارقة عجيبة)،سيجعل من التمسك بالسودان وبأية جغرافية كانت او موارد هدفاً استشراسياً للإخوان المسلمين ،الذين اوصلهم الربيع الى كراسي الحكم ،واسقطتهم ،الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة، في عام واحد فقط.

التغيير

تعليق واحد

  1. مشروع الاخوان المسلمين او الحركة الاسلاموية العالمية بت الكلب وبت الحرام هو مشروع امريكى اسرائيلى لتمزيق الاوطان العربية والاسلامية وعدم المساس باسرائيل وامريكا لانهم عارفين انهم اذا مسوا بامن اسرائيل او امريكا ح يتشلتوا ويتكفتوا على كيف كيفهم عشان كده ما عندهم رجالة ولا شجاعة الا على شعوبهم وحتى شعوبهم اذا اتوحدت ضدهم زى الشعب المصرى البطل فلا مجال لهم الا اطلاق ساقيهم للريح !!!!
    هذه نهايتهم باذن الله الا يراجعوا نفسهم ويشنغلوا سياسة زيهم وزى غيرهم ويتركوا المتاجرة بالدين والزج به فى الشان السياسى الغام!!!!!!

  2. لنحاول ان نجيب لماذا نجح اخوان السودان واستمروا ل24 سنة بينما فشل اخوان مصر بعد سنةواحدة فقط رغم ان لاحوان مصرماضي وتاريخ طويل مقارنة بالسودان..هناك عدة اجوبة اجتهادا مني باختصار
    1-الحركة الاسلامية في السودان بدات نشاطها الفعلي والناضج قبل حوالي 25 سنة من انقلاب البشير وركزت علي مجموعة من اولادها منذ ان كانوا في الثانوي وظهرت شخصية مرشدها الترابي الفذة وساعده ضعف وفشل القيادات السياسية والتي تنتمي الي بيوت مثل الانصار والختمية خاصة بعد رحيل الازهري وعدم قبول الشعب السوداني بحكم طبيعته الاسلامية ونشاته وعدم علامنيته وقبوله للفكر الشيوعي مما زاد من عدد الاخوان خاصة بين الشباب والذين انبهروا بفكر المرشد الترابي
    2-قامو بانقلاب سريع والذي تم الاعداد له بكل ذكاءخاصة مع فشل جهاز مخابرات الصادق وضعفه الشديد وقد رحب الشعب بهم منذ اول يوم دون ان يعلم بافكارهم بعدما وضعوا مرشدهم في السجن وحتي بعدما علم الشعب وجد فيهم الخلاص من الصادق الممل والذي سيذكر له التاريخ انه لم يفعل شيئا للسودان
    3-تسلمو الحكم وقامو بالعديد من الانجازات ونجحوا في ذلك باخونة جميع اجهزة الدولةوخاصة الجيش وكان القدر فد وقف معهم فظهر البترول ونجحوا في استخراجه بدون اللجوء الي امريكا ومن عاداهم وانتعشت البلد والناس والاقتصاد ولكن بكل اسف زاد الفساد بينهم وتقلصت حصة الشعب من الكيكةالجديدة والتي نالو منها الجزء الاكبر وصرفب الباقي علي الجيش والامن وذهب النذير للشعب
    4-قابلتهم مشكلة الاستمرارية وبافكار حديثة فانقلبو علي مرشدهم بكل سهولة والذي انتهت مهمته التنظيرية ولولا ذلك لما استمروا حتي اليوم
    5-وتدهورت الاوضاع الاقتصادية خاصة بعد انفصال الجنوب والذي لا ندري اهو انجاز لهم ام فشل لهم ويعاب عليهم فشلهم اللعب بورقة الانفصال وقبض ثمنها وكان يمكنهم وقتها استلام المقابل من امريكا ودول اوروبا ماديا وسياسيا وكان هذا هو بداية النهايةوالتي تسارعت حلقاتهاوكان يمكن لاي قيادي سياسي قيادة الشعب الي عصيان مدني ومظاهرات والتي كانت ستنجح رغم اخونةقيادةالجيش فلن يقوم جندي سوداني باطلاق النار علي اهله ويمكن قلة ان تفعل ولكن عدم وجود قيادات سياسية افشل ذلك
    6-من اعلاه واضح جدا عدم وجود امكانية لزوال حكم اخوان السودان رغم فشل وصعوبة تعايش الشعب معهم فانصحهم ان ينزلو من ابراجهم للتعايش مع الشعب بتغييرات وزارية شبابية نزيهة وشريفة ويعطوا الشعب ولو جزء بسيط من الاموال المهربةويكون لهم بعض الذكاء ليصالحوا كل العالم وهناك المزيد اتركه للمشاركين فقط دون سب او لعن

  3. لم إنطلقت ثورات الربيع العربي ، قال دهاقنة المؤتمر الوطني ، أن الربيع العربي بدأ من السودان منذ إنقلاب البشير .
    الآن بدأ الخريف العربي من مصر وأطاح بحكومة أخوان الشيطان ، فماذا أنتم فاعلون .
    طوفان الخريف العربي آت لا محال ، بلوا رؤسكم ولا أركبوا التونسية كما ركبها بن علي وفر هاربا.

  4. الجيش الذي ازاح مرسي من السلطة يمثل الزراع الايمن للاخوان في السودان لذلك يوجد تباين كبير في المقارنة, مع العلم ان الذي اتي بالاخوان للحكم عام 89 هو نفسه الجيش, هذا يبرهن ان الاخوان في السودان اسسوا بنيانا متينا علي اهم جسم في الدولة, كذلك القطاعات العمالية تمثل دورا محوريا في اي حراك شعبي من خلال الاعتصامات مع العلم ان هذه القطاعات في السودان تمثل الزراع القوي لنظام الاخوان , وعندما يحدث حدث في السودان يستوجب النفير او الدعم الشعبي نجد هذه القطاعات هي المبادرة بسد الفجوات وتقديم الدعم المعنوي والمادي, هذا بعيدا عن الشرطة او الاجهزة الامنية الاخري وبمسمياتها المختلفةالتي لاتوجد الا في السودان, خلاصة القول ان الاخوان عندما فكروا في حكم السودان كان ذلك وفق استراتيجية طويلة المدي تم وضعها من ستينات القرن الماضي لايسع المجال لسردها الان , الا ان اهداف ورؤي هذه الاستراتيجية تلخصت في حكم الاخوان للسودان 24 عام ولاندري كم سيستمروا مستقبلا.

  5. قرأت تعليق الاخوين عمر الفاروق + واقعى فشعرت بأرتياح للاسلوب المفيد و المهذب فى الكتابه ولكن فرحتى لم تدم طويلا” فمجرد تحريك الشاشه للاعلى وجدت الشتائم النمطيه فأصبت بالطمام .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..