منسأة الوطني .. حتى وان علا الضجيج !

رغم الضجيج العالي حول توفر الغاز والدقيق ، فواقع الحال يثبت عكس ذلك ، الازمة لم تبارح مكانها ، وربما استفحلت وشواهد لاحتجاجات غاضبة من المواطنين مع استمرار بيانات وتصريحات البشريات الكاذبة ، كشف السيد صالح جمعة رئيس لجنة الصحة والبيئة والسكان بالبرلمان عن نقص في ( 160 ) صنف من الادوية المنقذة للحياة ، غرفة مستوردي الادوية تحذر من توقف ( 17 ) مصنع تعمل باقل من ( 10% ) من طاقتها الانتاجية ، بنك السودان لم يلتزم بتعهداته في توفير النقد الاجنبي لعملية استيراد الادوية او توفير العملة الاجنبية لاستيراد مدخلات الانتاج للمصانع المحلية ، نقص حرج في ادوية القلب وغسيل الكلى والسرطان ، وفاة ( 99 ) شخص بحمى غير معروفة يعتقد انها حمى الضنك ، شبكات لتهريب الذهب عبر مطار الخرطوم حسب النائب البرلماني رجب محمد رجب ، ميزانية متهرلة تعتمد على الجبايات والضرائب المباشرة وغير المباشرة ، لا خطة للسيطرة على التضخم او سعر الصرف ، ومحاولات لاستغلال البرلمان لتمرير قانون رسم تركيز الاسعار لتمكين الحكومة من معاودة الحديث عن رفع ( الدعم ) او الذهاب مباشرة لزيادة الاسعار دون الرجوع للبرلمان ، اجازة هذا القانون تعنى عمليآ الغاء قانون الموازنة و القوانين المصاحبة ، و يفتح الباب على مصراعيه لزيادة الضرائب و الرسوم ، لا سيما بعد اعلان السيد عبد الرحمن ضرار وزير الدولة بالمالية بمعاودة النظر فى بنود الميزانية حال وقوع اى حدث طارئ ، او اذا زادت الاسعار العالمية، السيد الوزير قدم ميزانية هو من بين اكبر المشككين فيها ،حالة من الارتباك و تضارب الخطاب الحكومى تصاحب اجازة الميزانية ، السيد مهدى ابراهيم رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الوطنى قال ( نسأل الله ان يجعلها ميزانية مباركة )، و اضاف ان التشويه و التشويش الاعلامى هو من ابرز تحديات الميزانية ، هذا يكون صحيحآ لو كان التناول الاعلامى هو من يحدد سعر صرف الدولار او يضع السياسات النقدية او يفتح خزائن الدولة للصرف الحكومى المتصاعد ، او ربما يكون سببآ فى عودة الموفدين للخارج خالى الوفاض ، ان الحزب الحاكم يستند على منسأة تتآكل ، و نحن حالة نفسية !