الخطاطون في طرقات الخرطوم..نثر الإبداع على الملأ والغالبية تفضل الكوفي

الخرطوم: فاطمة علي
تضفي الفنون بعداً جمالياً في حياة الأمم والشعوب، وتحتفظ المتاحف حول العالم بالعديد من الصور واللوحات التي تحكي عن عبقرية الانسان وقدرته على بث صور الجمال من حوله، ويعتبر الخط العربي من اقدم الصور الجمالية في الارث الانساني، وله مدارسه ومناهجه المختلفة التي اكدت جميعها على درجة من التشكيل يتميز بها الخط العربي، ومنها الكوفي والنسخ والثلث والفارسي والرقعة والديواني والمغربي، ويعتبر الكوفي اشهرها في السودان.
ويحظى الخط العربي في السودان باهتمام قطاع واسع من اهل السودان، ولعل اطلالة على الشارع العام تكفي مؤشراً ودليلاً دامغاً على اهتمام السودانيين بالخط العربي، بدءاً بما يكتب في مختلف مواعين النقل، اضافة الي المحال التجارية، كما تعتبر مواسم الحج فرصة مواتية للكتابة على جدران المنزل علي نهج «حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً».
يقول الخطاط محمد أحمد قيدوم الشهير بمحمد قيدوم، إنه بدأ ممارسة الخط منذ بداية التسعينيات بعد بروز موهبته في الخط، ويصنف محمد حالته بأنها موهبة اكثر منها اكتساب بالممارسة، وبعد اكتشاف موهبته التحق بعدة كورسات، وبالنسبة للالوان المستخدمة فإنها تكون على حسب العمل، فثمة عمل يتطلب الالوان المائية مثل الآيات القرآنية، مضيفا انهم يحصلون على الالوان من مكتبات معينة، وان الاقبال على فن الخط كبير. وكشف قيدوم أنهم يستخدمون الريشة في العمل لأن استخدامها ممتع وسهل، موضحا انه لا يوجد جسم نقابي، وبالرغم من ذلك فهم ينضوون تحت لواء شريحة الحرفيين، ونفى قيدوم وجود اية رسوم عليهم من قبل المحلية.
وبشأن العبارات التي تكتب على خلفية السيارات قال إن اصحاب العربات هم من يختارونها، واية عبارة لها معناها، وتكون في بعض الاحيان معالجة لمشكلة ما، مثل عبارة «احسن في من عاداك»، وقال قيدوم ان الخط رسالة لها دلالاتها، وحول تأثير الكمبيوتر على المهنة قال ان الكمبيوتر لم يلق بظلال سالبة على الخطاطين بل اضاف لهم، وعن اشهر العبارات كتابة قال إن الآيات القرآنية واسم الجلالة هي الأكثر كتابة، وهنالك اشخاص يفضلون كتابة اسماء ابنائهم ومناطقهم، وآخرون يفضلون الحِكَم.
الخطلط نميري عبد الرحمن قال انه بدأ ممارسة الخط منذ الثمانينيات عندما تم اكتشاف موهبته، واضاف أن كل افراد اسرته كانوا خطاطين، ومنهم تعلم فن الخط، وأضاف انه يستخدم الألوان المائية وألوان الزيت والوان البوهية، وكشف نميري ان الزبائن يفضلون العمل اليدوي، ويري نميري ان اختيار المفردات يتباين بين الشباب وكبار السن، والبعض يقوم باختيار مفردة لها أثرها الخاص في نفسه. وقال نميري ان الكمبيوتر ساعدهم في سرعة الإنجار غير انه قيدهم ابداعياً.
الفاتح ابو فارس قال انه بدأ العمل قبل «13» سنة، وبدأت ملامح موهبته منذ أن كان طالباً عندما كان يعمل على اللوحات التجميعية، ويشير ابو فارس الى استخدام ألوان الماء في لوحات القماش، موضحاً ان الخط العربي بات ضعيفاً في الاعلام، وطالب بتحديد اماكن معينة لفئة الخطاطين.
المواطن محمد حسن قال إن الخط بات مهنة ومن الفنون، وان الخاطين ارقى الشرائح الاجتماعية، اذ كانوا يكتبون الخطابات ولكنهم صاروا يعملون في مجال اللافتات والشعارات، ويكتسبون منها قوت اسرهم، بينما كان الخطاطون في الأزمنة الغابرة من وجهاء المجتمع، وكانوا مقربين من الملوك والرؤساء، لكنهم الآن باتوا يعانون شأن بقية الشرائح الاجتماعية، فقد فقدوا عرشهم، ومنهم من يعمل في مجال اللافتات الحديدية المضيئة، ومنهم من يخط على القماش، ويرى محمد حسن أن الكمبيوتر شكل اضافة جمالية للخط العربي.
الصحافة