عادة سيئة وسفاهة

عادة سيئة وسفاهة

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

ظرف فخيم بداخله عدة طبقات من الورق مختلف الوزن من خفيف إلى زاهي إلى أن تصل إلى ورقة مطبوعة طباعة بعدة ألوان مكتوب عليها «السيد وزير كذا والعاملون بالوزارة يهنئون شركة كذا بحلول شهر رمضان الكريم».
رباه فكرة من هذه؟ وعلى حساب من هذه؟ ومن مبتكر هذه العادة؟ هل طبعت كل هذه الكروت من حساب الوزير الخاص؟ قطعاً لا. كم ستكلف طباعة الكرت الواحد؟ هذا إذا أحسنا الظن وقلنا طبع في السودان المصيبة أن يكون سافر وفد إلى سوريا لطباعته. وكم تكلفة توصيله وكم من وسائل المواصلات استخدم في توزيع هذه الكرت الفخيم؟ وكم كمية الوقود التي صرفت من أول يوم للفكرة حيث ذهب من تعاقد مع المطبعة ومن جاء بالعاملين والسائقين ليعطي كل منهم عدداً من الكروت لتوصيلها لمديري الشركات المحظوظة بتهنئة الوزير بحلول شهر رمضان؟ وما مصير هذا الكرت المتعوب عليه والمصروف عليه كل هذا الصرف؟ سينظر إليه مدير الشركة بطرف عينه ورميه في أقرب سلة مهملات هذا إن كان رجلاً جادًا وإن كان من الذين يفتخرون بعلاقتهم مع الوزير وعلاقة الشركة بالوزارة إياها سيضعه على لوحة الإعلانات. «وسيصبح صوم فقراء العاملين بهذه الشركات مرطباً وبسكر رخيص بسبب تهنئة الوزير مقبول الدعوة».
على نافلة القول: أذكر أن تعميماً في تسعينيات القرن الماضي خرج من محمد الأمين خليفة وقتها كان وزيرًا لمجلس الوزراء أو سلطة أشبه بها يقول التعميم على كل الدوائر الحكومية أن تكتب بجهتي الورقة بدلاً من جهة واحدة وذلك تقليلاً للصرف الحكومي في هذا البند. تعال يا سعادتو شوف الكرت الواحد الذي لا يقدم ولا يؤخر في رمضان كم يساوي من بكتات الورق الكنت خائف عليها.
أليس في القوم رجل رشيد ويذكر هؤلاء السفهاء «السفيه شرعاً هو الذي لا يحسن التصرف في المال» يذكرهم بأنه في ولاية الخرطوم وليس في ولايات الهامش أن 140 ألف تلميذ لا يفطرون إلا بعد أن التفت إليهم « المجددون». ألم يعلم هؤلاء السفهاء أن بالداخليات التي تمر من أمامها سياراتهم المظللة آلاف الطالبات اللاتي يقضين اليوم كاملاً على سندوتش طعمية.
إنه لشيء محبط أن ترى المال العام بين يدي من لا يعرف له صرفاً إلا في التهنئة بحلول رمضان، من أي عالم جاء هؤلاء أليسوا هم أبناء الأقاليم الذين ركبوا الحمير وعاشوا شظف العيش ومنهم من كان له عراقي واحد وجلابية واحدة؟ ما الذي أعماهم عن هذا الماضي؟ كيف أصبحوا أمراء بين يوم وليلة لا يجدون ما يسرفون فيه غير ظروف التهنئة بحلول شهر رمضان. بقي على هؤلاء تربية القطط والكلاب.
يا وزير مجلس الوزراء لا نقول لك تأسى بمحمد الأمين خليفة واطلب الكتابة على صفحتي ورقة A4 فقط مر سفهاء الوزراء بإبطال هذه العادة المكلفة مشكوراً.

تعليق واحد

  1. سيخرج عليك من يقول هي جات على الكروت ،، النقد يجب ان يطالع كبير الاخطاء وصغيرها

    كل عام وانت بخير

  2. استاذى الجليل ود المصطفى
    كما عودتننا دائما تناولك لموضوعات تهدف الى تصحيح المسارات من خلال عمل مهنى شريف بالرغم من ولوج دائرة العمل الاعلامى والصحفى جماعات من المطبلاتية وكتاب اكل عيش من الذين يعلون مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة ، كتاب تحولوا لخدم وحشم لبلاط الوزراء ومن لا يعرفون الحشم هم ( مجموعة تتواجد بصورة دائمة فى القصر ياكلون ويشربون ولا يقومون باى اعمال خدمية وعملهم الوحيد هو تهيئة اجواء المرح لصاحب البلاط ، واذا حزن الملك يحزنون لحزنه ويبكون بحرقة اذا فقد الملك عزيز لديه )
    ان قضية التهانى والظروف الملونة ليست ودا ولا محبة فى الله ولو كانت كذلك لطالبنا باكثارها وتعميمها ، لها اغراض وطلاسم لا يفك شفرتها الا اصحاب التهنئة .
    استاذى كم هى عدد الملفات التى حبست فى الادراج ولم ترى النور ونعطلت مصالح اصحابها واضاعوا مالا ووقتا انتظارا لتهميشة الوزير
    وكم هى المرافق التابعة لوزارتة وجيوش العمال والموظفين الذين يحلمون بتهنئته وحلحلة مشاكلهم ، ان بعض وزراؤ نا ومسئولينا يعتقدون انهم من جنس غير جنسنا وتنقطع صلاتهم ويمحون من ذاكرتهم كل الماضى وخاصة ذلك المتعلق بايام الفقر والفاقة .فالسكن فى الاحياء الشعبية والفقيرة عيب ومنقصة لمقام سعادة الوزير ،وزملاء الدراسة والصبا تقطع العلاقات معهم الا من حباه الله بالمال الوفير
    كان الله فى عونك

  3. بأحدى داخليات طالبات جامعة عريقة ( اتحفظ على ذكر أسمها ) تفشى مرض السل بين الطالبات وعند التحرى عن اسباب تفشى هذا المرض .. أتضح بأن الطالبات عديمى المقدرة المالية يعشن يوميا على وجبة واحدة اسمها ( فتة التانج ) وللمعارف هى عبارة عن خبز مقطع مرشوش بعصير تانج وللعلم التانج يباع بعبوة كيس بقيمة نصف جنية ( 500 جنية بالقديم ) يشتركن فى شراء كيس التانج وكيس الخبز ويقمن بتناول هذه الكارثة الصحية يوميا … تقول لى سندويتش طعمية !!!!! حسبى الله على كل مسئول عن هؤلاء الطالبات …

  4. استاذ أحمد كل عام و السودان بشكله الجديد بخير ونسأل الله ألا ينقص وطنا إقليماً آخر و أن يكف عنا عبث السفهاء و أذكر السادة اللقراء فقط بأن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قد أطفأ شمعة كانت تنير له الغرفة عندما بدا ضيفه يسأله عن أموره الخاصة ويتونس معه فكيف يرجؤ هؤلاء على تهنئة الوجهاء من كيس الدولة _ أعني المال العام- ثمن الكرت الواحد ربما يساوي قيمة رطل سكر أولى بها أرملة مسكينة في القرى التي جاء منها معظم هؤلاء السفاهاء الذين نسأل الله أن يجنبنا شر سفههم.

  5. وصعلوك فى اللغة العربية معناها الفقير
    ونقول ايها السفهاء الصعاليك تذكروا ان لكل شئ نهاية ولستم بالوارثين
    فهذه اموال الفقراء وهم اولى بها فلا تبددوها فيما لاينفع

  6. استاذ احمد اعلم اني احبك في الله بالرغم من قلمك الذي ينتمي الي الانتباهة هذه الصحيفة التي لا تشبهك والتي اشتريها فقط لكي اطلع علي عمودك وعمود الاخ علي يس.
    الاخ اسامة عباس ادمي قلبي والله بالقصة التي ذكرها.
    السيد الرئيس هو رئيس للسودان وليس المؤتمر الوطني لماذا لا يحاسب هولاء الوزراء ويرجع المال لاصحابه عبر خزينة الدولة طالما ان الوزير لا يغني عنه شي يوم القيامة.
    اذا كان الرئيس يغشي من هولاء الحرامية ان ينقلبوا عليه فالسند هو الشعب وليس المؤتمر الوطني

  7. فى الحقيقة ممارسات خُدام الخدمة المدنية الحاليين العجيبة كثيرة، فهم لعجزهم فى العمل الصالح التفتوا لسفاسف الأمور وصاروا يديرون الخدمة العامة بعقلية إقطاعية متخلفة كأنما هي ملكهم ورثوه من أجدادهم وغالبهم كما قلت ما كان يملك غير عراقى واحد. هي إذن (الخلعة) والفرح الغامر بمجد ما حلموا به يوماً فارادوا أن يتمرغوا فيه قبل فواته. لماذا يهنئ بعضهم بعضا برمضان أو بالعيد أو ينشر نعيا أو تهنئة؟ ماذا يستفيد كلاهما من هذه التهنئة؟ هذا نفاق إجتماعي بغيض ويزيده بغضا أنه ليس من حر مالهم، ولو كان من حر مالهم ما هنأ بعضهم بعضا ولو دخل احدهم الجنة. هؤلاء قيادات يجدر بصاحب المسئولية إقالتهم بسببها لأنهم انصرفوا لضياع الوقت والمال. وندرك تماما أن وراء هذا الكرت لجان وسفر وأموال ومصالح، تماما كأخته سيئة الذكر دفاتر المذكرات التى تكون لها أيضا اللجان وتضيع معها الأموال.

  8. الثورة آتية شهر ..شهرين …آتية ومن حيث لا يحتسبون …انتظرو وتذكروا هذا القول قبل نهاية شهر 10

  9. محمد الامين خليفه من حمير مجلس قيادة الثوره التى اوصلت المشير الى القصر الرئاسى وانتهى دوره بايداعه احدى الزرائب .. عاش البشير مالك السودان ارضا وشعبا .. عاش امير المؤمنين مذل البلهاء والغافلين .. كلنا نعيش فى زريبته المباركه .. نساله ان يزيد علينا كمية العلف لتشبع بنات الداخليات وتلامذة المدارس وجزاه الله خيرا صاحب الايادى المتوضئه ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..