شاعران من وادى النيل !؟! الحلقة رقم ” 2 “

شاعران من وادى النيل
الطيب السراج وعباس محمود العقاد
تأليف بروف/ حدديد الطيب السراج
إستعراض د.فائز إبراهيم سوميت
عضو منتدى السراج الأدبى ? ابى روف أمدرمان
الحلقة رقم ” 2 ”
فى الحلقة الفائتة :
إمتداد النيل من من جنوب الوادى إلى شماله , كان له الأثر البالغ فى تعميق جزور التواصل الثقافى و الإجتماعى والفكرى والسياسى , حيث خلق النيل من مصر قلعة سامقة للإشعاع الثقافى والإبداعى .. مما جعل الموجات المتدفقة فى إتجاه جنوب الوادى أن تؤثر فى كثير من المبدعين الذين تلقوا تعليمهم فى الشقيقة مصر ولبنان وسوريا وحتى اولئك الذين تلقوا تعليما فى الدول الأوروبية لم يخلوا من تأثر بالثقافة المصرية بشكل خاص والعربية الإسلامية بشكل أعم , بما حملته تلك الموجات من ثقافات وإبداعات وأفكار من صبا بردى . وإلى وقت قريب كانت الصحف والمجلات المصرية تباع فى المكتبات وأكشاك الصحف كأنما تطبع وتوزع فى السودان مما كان له الأثر العميق فى ترسيخ الثقافة العربية المصرية . كما عرضنا على السيرة الذاتية لبروف/حديد الطيب السراج ? مؤلف الكتاب ? وتركناه يقدم مؤلفه : شاعران من وادى النيل ? الطيب عبد المجيد السراج وعباس محمود العقاد .
فى عددنا هذا :
قرع الظنابيب اليعاسيب الألى
يحيون فينا كل يوم عيدا
يسدر المؤلف البروف/ حديد الطيب السراج فى تقدمة مؤلفه لقارئ الراكوبة الذواقة :
لقد صار النابغتان السراج والعقاد , رمزا يحتذى فى البحث والدرس والتحصيل فى كل فروع العلوم والآداب والتاريخ والآداب , واللغات عامة , والعربية خاصة وأصبحا مفخرة لشعبى وادى النيل , بمواقفهما الوطنية ضد المستعمرين , وتفوقهما البائن شعرا ونثرا , وتأكيدا لحب العرب ولسانهم وتراثهم .
لقد ظل الطيب السراج , يتعصب للعرب تعصبا ملك عليه نفسه ومشاعره .. على أن حبه للعرب والعروبة لم يأت عفو الخاطر , فهو يقول ما معناه : ” لولا عظمة العرب , لما كان خاتم المرسلين عربيا ولولا عظمة العربية , لما جاء القرآن الكريم باللغة العربية , ولولا عظمة اللسان العربى لما كان لسان أهل الجنة عربيا ”
ولنقف قليلا لنسمع السراجى , يحث على بعث اللغة العربية من رقادها , ونفخ روح التجديد فيها , لتسهم بتراثها الخالد , فى إنماء الحضارة البشرية من جديد , وإثراء الفكر الإنسانى يقول فى قصيدته ” التجديد ” :
قالوا استعيدوا مجدكم تجديدا
لاقى المراد من النصيح مريدا
قرع الظنابيب اليعاسيب الألى
يحيون فينا كل يوم عيدا
شد الحيازيم الكرام ليبعثوا
بعد البلى لغة الجديد جديدا
ويمضى السراج فى تاكيد عظمة إيمانه بعظمة اللسان العربى , وتفضيله على ألسنة البشر كافة , ويأسى لأهله الذين أخذوا ينصرفون عنه إلى لغات الأعاجم , ويظنون ذلك غاية التقدم , ويعتقدون أنه قمة الثقافة . . هذا , فى الوقت الذى يقبل فيه الأعاجم أنفسهم على تعلم العربية , واستكناه أسرارها , والبحث فيما تحويه من تراث خالد , للعرب والمسلمين والإنسانية جمعاء :
هذا اللسان الذى جاء الكتاب به
محمدا عربيا ما به لفف
مالى أرى أهله عن حفظه انصرفوا
والأعجمى أراه ليس ينصرف
إن الأعادى لتنبيكم فضائله
والفضل ما جعل الأعداء تعترف
وهذه بين أيدينا مآثره
تتلى بها كل يوم عندنا الصحف
العقاد :
اما العقاد فقد أخذ يعتلى ذروة المجد الأدبى , من خلال كتاباته فى ” الملحق الأدبى الإسبوعى ” … الذى أصدرته صحيفة البلاغ عام 1936 م . وفى عام 1929 م قام العقاد بنشر طائفة من مقالاته الأدبية التى كتبها فى الملحق الإسبوعى ” البلاغ ” , يعنوان ” ساعات بين الكتب ” مصورا فيها تأملات عقله الخصب الغنى فى الشعر العربى والأوروبى , وفى الفنون وفى الفلسفات الشرقية والغربية .
وما جاء عام 1930 م حتى شاع أن الملك فؤاد عازم على حل البرلمان وتعطيل الدستور . فسارع العقاد بإلقاء خطبة نترية فى مجلس النواب , صاح فيها صيحته المشهورة قائلا : ” إن الأمة على إستعداد لأن تسحق أكبر رأس فى البلاد , يخون الدستور ولايصونه ” . لم يتطع الملك فؤاد وأعوانه تقديم العقاد للمحاكمة ” بدعوى العيب فى الذات الملكية ” .. بسبب تمتعه بالحصانة البرلمانية . ولكن مع تطور الظروف أصبح إسماعيل صدقى رئيسا للوزارة فألغى الدستور , وحل محله آخر , طأعطى اتلملك سلطات واسعة . فإنبرى العقاد مدافعا عن حقوق الأمة , إلا أن صدقى عطل صحيفة البلاغ وأمر بإعتقال العقاد فى أكتوبر عام 1930 م ومن ثم قدم إلى المحاكمة بتهمة ” العيب فى الذات الملكية ” .. وحكم عليه بالسجن تسعة أشهر .
وعندما أفرج عنه , بعد قضاء مدة السجن , اتجه العقاد مباشرة من السجن إلى ضريح ” سعد زغلول ” .. فوجد فى إستقباله جمعا كبيرا من المواطنين , فأنشد قصبدة رائعة , أعلن فيها ثباته على مبادئه , واصراره على مقاومة أعداء الأمة وفيها يقول :
وكنت جنين السجن تسعة أشهر
فها أنذا فى ساحة الخلد أولد
عداتى وصحبى لااختلاف عليهم
سيعهدنى كل كما كان يعهد
السراج :
نترك ” العقاد ” وهو ينشد الجماهير التى كانت فى استقباله , ونعود إلى صنوه ” الطيب السراج ” لنسمعه يشدو بقصيدة طويلة بقدس فيها العلم , جاعلا من المعرفة هدفا يسعى اليه كل ماجد , وبرمى إلى إدراكه كل كبير النفس طماح إلى المعالى .. ونرى من خلال قصيدته حبه للعلم وايمانه بأن كل من يرد ان يسير فى دربه , لابد له من السهر والجد والكد , حتى يبلغ غايته .. يقول :
إن العلوم هى العلا , إن العلا
يصبو إليها ماجد الأعراق
نبذ الرقاد لأجلها , فكأنه
عسس يراقب عادى الفساق
يا أيهذا المبتغى شأوى بلا
كد ولاسهد على الأوراق
أقصر عنانك لن تزال محاولا
عبثا إذا لم تلق ما أنا لاق
أأبيت سهران الدجى , وتبيته
نوما , وتبقى بعد ذاك لحاقى
ويمضى السراج سادرا فى التعبير عن جلال وعظمة العلماء , فيذكر أن العالم أو الشاعر , والأديب , خالد بما يتركه من آثاره العلمية والأدبية , فيقول :
لايستوى عودان , هذا ملتو
عطب وهذا مستقيم باق
يودى شقيق العلم جسما , إنما
ذكراه باقية ليوم تلاق
فى القادمة , العقاد :
الشعر من نفس الرحمن مقتبس
والشاعر الفذ بين الناس رحمن
شكرا للكاتب على ماخطته يداه فهو يبني ويقوي العلاقات بين ابناء الوادي فنحن شعب واحد شعب مصر ةالسودان نتاثر ببعض ويجمعنا النيل العظيم
يادكتور سوميت لاتربطنا مع المصريين .. المصريين من هواة طمس الكتاب والشعراء السودانيين بالذات .. لو نلت الدكتوراة من المصريين فلك العذر !