مصر … الثورة الأخرى ..

منى عبد الفتاح
كيف لا
على نحو ما تتحقق مقولة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل، الخطيب المفوّه وأحد أهم الزعماء في التاريخ السياسي الحديث :” الديمقراطية هي أسوأ نظام إذا استثنينا النظم الأخرى”. وتتنزل هذه المقولة على الحالة المصرية بعد أن ناءت بكلكلها سنة واحدة في ظل نظام ديمقراطي وأثقلت كاهل الثورة التي دفع ثمنها شباب مصر وأهلها. فتحوّل المرجو من النجاح إلى إخفاق وتحولت الحريات إلى قمع وتشدد، وآلت الدولة بمؤسساتها إلى إقطاعية مملوكة للإخوان المسلمين وأعوانهم وأقربائهم. النتيجة الأنصع من مقولة تشرشل هي أنّه ليست المشكلة في وجود نظام ديمقراطي بالرغم من أنّ كثيراً من المحللين السياسيين يعتبرون هذا النظام هو أحسن السيئين ، ولكن المشكلة فيمن يتسنّم دفة الحكم فيه.
بعد كل ما شهدته مصر من حراك شعبي نحو الديمقراطية وإشاعة الحرية ، وبعد أن هبت ثورة 25 يناير والتي كان قوامها الشباب من الجنسين ومن مختلف التوجهات السياسية والانتماءات الأيديولوجية جاء تنظيم الإخوان في مصر ونسف كل أحلام هؤلاء في إقامة دولة مدنية . بعد عامين ونصف من الثورة ، وبعد عام واحد من فوز مرشح الإخوان د. محمد مرسي بانتخابات الرئاسة المصرية، أعلنت القوات المسلحة انضمامها إلى الشارع في 30 يونيو وتم بموجب ذلك عزل الرئيس محمد مرسي وتسليم رئيس المحكمة الدستورية (عدلي منصور ) مهمة رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت لفترة انتقالية، لحين قيام انتخابات تعيد الديمقراطية إلى مسارها الصحيح والذي من المفترض أن يوصل مصر إلى حكم مدني .
لم تفشل الثورات الثلاث المكتملة في تونس ومصر وليبيا لأنّ التحول النوعي الذي حدث كان أكبر من المتوقع. فحينما ثار محمد البوعزيري في تونس كان رافضاً بغضب مكبوت في صدور الشباب العاطلين عن العمل، لكل أنواع الظلم الاجتماعي ،فصرخ في وجه الظلم ثائراً لكرامته الإنسانية وكرامة مجتمعه فتحول المطلب الاقتصادي الاجتماعي مؤسساً لمشروع تحول نوعي في الحياة السياسية مهيئاً الطريق للتحول الديمقراطي. ولم تفشل الثورة في مصر بالذات لأنّ الشباب أشعلوها ولكن اختطفتها حركة الإخوان وأرادت أن تدخل المصريين بيت الطاعة فانتفض هؤلاء لتصحيح مسار الثورة وبحماية القوات المسلحة التي يرجو العالم ألا تطول مدتها وألا تتحول إلى فعل ورد فعل يتمثل في العنف والعنف المضاد.
هناك جدل واسع بين المثقفين والمحللين السياسيين حول أفضلية المستبد العادل على الحاكم الذي يأتي عن طريق نظام ديمقراطي. وكلمة المستبد عندما تقترن بكلمة العادل في التراث العربي الإسلامي تعطي انطباعاً ومعنىً إيجابياً عكس ما تعطيه الكلمة مجردة من معنى سلبي مروّع يعني القمع والطغيان. وهذا التراث بعض منه استشف من موروث الخلافة الراشدة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي تميز بالقوة والحزم وأحياناً الصرامة مع العدل. وهذا المصطلح استلف ليتجاوز فوضى الديمقراطية ويقيم بالقوة نظاماً يحقق السلام والتنمية ويضبط إيقاع مؤسسات الدولة المختلفة. ولذا لم يكن في ضعف وفشل الرئيس محمد مرسي واستقوائه بجماعته من مبرر لبقائه في السلطة ، فاتجه الشعب للجيش ليضمن له الحماية المؤقتة بحزمه وحسمه.
إنّ حظ محمد مرسي في رئاسة مصر، صنعه الفريق أحمد شفيق الذي كان منافسه على منصب الرئاسة، كما صنعه خيرت الشاطر مرشح الإخوان الأول الذي تم استبعاد انتخابه لأسباب دستورية، ولولا هؤلاء لما استطاع الدكتور محمد مرسي دخول قصر الاتحادية ولا استطاع اخوانه مواصلة فعالياتهم في ميدان رابعة العدوية .
[email][email protected][/email]
اللهم اني صايم لكن البت دي والله حليوه ماشاء الله عليها
أولا نهنئ الشعب المصري على إنقاذ مصر وسحب البساط من تحت أقدام تجار الدين الكذابين المنافقين ، لكن مهما كانت سوءات إخوان مصر وموبقاتهم فلن يستطيعوا منافسة إخوان الشياطين في السودان ، وإليك القليل جداً من إنجازاتهم الفاشلة التي يفتخرون بها :
1- قتلهم أكثر من مليون نفس من إخواننا الجنوبيين في حرب كاذبة سموها جهادية
2- تشريد أكثر من 3 مليون مواطن جنوبي وجعلوهم يهيمون في كل بقاع السودان وخارجه
4- التفريط في وحدة أرض السودان وتقسيمها لدولتين حفاظا على كراسيهمومصالخهم الشخصية .
5-إزهاق أكثر من 300 ألف نفس مسلمة من مواطني دارفور وإشعال حرب قبلية أحرقت الحرث والنسل والشجر والحجر . وتهجير تشريد أكثر من 3 مليون أسرة وحصرهم في معسكرات حرب .
6- قتل آلاف وآلاف من مواطني جنوب كردفان والنيل الأزرق وأصبح معظمهم لاجئين داخل السودان ودولة جنوب السودان
7- إعدام 28 من ظباط القوات المسلحة الكبار، وأكثر من 150 جنديا برتب مختلفة في نهار رمضان بتهمة الإنقلاب على الشرعية الخاصة بهم
8- قتل بلا هوادة لمواطني كجبار وبورتسودان ونيالا
9- تجييش جميع الشعب السوداني لمقاتلة بعضهم البعض باسم الحفاظ على وحدة الوطن وحماية الشريعة والمكتسبات كذبا وافتراءً
10- نهب وسرقة خيرات الوطن – تدميرالخدمة المدنية والعسكرية والشرطية والقضاء . وتدمير وبيع أصول مشروع الجزيرة والرهد، والسكة حديد ، والنقل البحري ، والنقل النهري ، والفنادق الحكومية والمستشفيات ، والميادين والساحات العامة والخطوط الجوية السودانيةو…………..)
11- اثقلوا كاهل المواطن بالضرائب والجبايات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، كذبا وبهتانا( ضريبة الدفاع والشرطة والفضائية والشهيد والتعليم ودعم القوات المشلحة و………….)
12- نشروا ورسخوا ثقافة القبلية والعنصرية والجهوية والقتل والاغتصاب والتعذيب بأدوات القرون الوسطى وبالتالي دمروا نفسية المواطن السوداني وأصبح جسدا بلا روح
13- أدخلوا مفردات ما كنا نعرفها ولا آباؤنا منذ أن أوجد الله السودان ( عرس الشهبد ، الجنجويد ، أبو طيرة ، مال مجنب ، فقه السترة في إدارة الدولة ، نظامي ، بيوت أشباح ، اغتصاب ، لحس الكوع ، شذاذ آفاق و………… )
الأخوة الأعزاء الكرام أرجو تكملة إنجازات المؤتمر اللاوطني الفاشلة في جميع مناحي الحياة
خــاتمـــة:
أحد الظرفاء المصريين من شباب ثورة الإنقاذ المصرية يقول لزميله السوداني ( حكومتكم ليها 24 سنة تنقذ فيكم ولسة إنتو صابرين عليها ، لكن نحن أنقذنا مصر في ليلة واحدة )
عندما تصل على السلطة على ظهر دبابة و أنت تدرك أنك بدون قاعدة شعبية يجب عليك إلهاء الناس بشيء ما ريثما تنظم أمورك و تعيد ترسيخ الديكتاتورية في مختلف دواليب الدولة…أنت تدرك أنك لن تستطيع تحسين الحالة الإجتماعية لأن كل موارد الدولة ستتجه لتقوية الأجهزة الأمنية و البلطجية…إذن لإلهاء الناس عليك باللعب على مشاعرهم : مصر القوية الرائدة عربيا و التي جابت الأقطار و فتحت الأمصار ذات تاريخ طويل عريض…تصعيد اللهجة ضد اسرائيل و اثيوبيا بشكل متفق عليه حتى تثلج صدور الرويضبات الذين سيخرجون لك مهللين…
لم يجانبك الصواب فى تشبيه الحكومات العسكرية وحسمها وربطها بصفة العدل من خلال تشبيهها بسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه .. الفاروق غير القانون بسبب طفل رضيع يبكى ليلا .. الفاروق رجع عن قراره فى تثبيت المهور بسبب امرأة اعترضته .. الفاروق كان يجوب البلاد ليلا ليتفقد رعيته ولكنه لم يسلط عليها كلاب امنه ..والأمثلة كثيرة
اذا كان لابد من مثال للصرامة .. كان ممكن ان تأخذى الحجاج بن يوسف كمثال او اى مثال آخر .. لكن لا يمكنك اتخاذ الفاروق مثالا .. لأن سيدنا عمر عليه رضوان الله ارتبط اسمه بالعدل اكثر .. وأما شدته وصرامته فكانت فى الحق فقط ..اللهم الا اذا كان رسالتك ايحائية بان النظم العسكرية تتصف بالعدل المقرون بالصرامة والحسم ..
مع احترامى وتقديرى
مع الإستبداد ليس هناك عدل
الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب
كان صارماً وحازماً ولم يكن مستبداً
حتى اللحظة !!؟……
لم يبتدع الأنسان بديلاً للديمقراطية
المعضلة الحقيقية في كيفية إدارتها !؟.
انا متابعة منتظمة الراكوبة ومعلقة جديدة ونصيحتي لاحبتي في راكوبتنا الجميلة دي ان يركزوا في تعليقاتهم على هموم الوطن وكيفية الخروج من ظلمة الإنقاذ بإبداء الآراء وتنظيم الخطط والتسلح بالأمل وعدم الإحباط ونشاء الله بكره أحلى