في السودان.. فتّش عن السياسة!..قال لي صديق سوداني حينما سألتُه عن الوضع في بلاده: "السودانيون أنفسهم لا يدرون ما الذي يجري في السودان"!

في السودان.. فتّش عن السياسة!

ما الذي يجري في السودان؟!

مطالبات دولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير، تصويت على انفصال الجنوب، غليان سياسي قلّ نظيره يحيط بالسودان من كل حدبٍ وصوب، حتى صار الملف السوداني من أعقد الملفات وأكثرها غموضاً. وقد قال لي صديق سوداني حينما سألتُه عن الوضع في بلاده: "السودانيون أنفسهم لا يدرون ما الذي يجري في السودان"! والسودان تضرر كثيراً بالانقلابات السياسية وبنفوذ واستهتار الحركات الإسلامية والشيوعية بالإنسان السوداني، غلبت لغة المزايدات والمناكفات على لغة التنمية والالتفات للإنسان السوداني.
لكن أمين الاتصال السياسي في الحزب الشيوعي السوداني الدكتور الشفيع الخضر يرى: "أن تغيير النظام السوداني الحاكم خطوة رئيسية نحو الحل الشامل لأزمة السودان، أما الحديث العربي عن مؤامرة تحاك حول السودان في الجنوب ودارفور فيعكس نظرة سطحية، لأن السودان يعاني من مشكلة حقيقية علقت به منذ الاستقلال في يناير 1956 حتى اليوم".
لا يؤمن الخضر بوجود مؤامرة على طريقة الخطاب العروبي الذي ينظر إلى كل شيء في مرايا المؤامرة. أما عن مسألة انفصال الجنوب فيقول: "إن الاستفتاء على انفصال الجنوب هو استحقاق وأداة تم التوصل إليها للخروج من حالة الحرب، وأي حديث يشير إلى أن الاستفتاء يجري عن غير رضى فهو موقف غير نزيه". والشفيع يأسف لحالة العداء المصطنع بين الجنوبيين والشماليين حين يقول: "إن السودان بقي موحدا لما يقارب مئتي عام، محتضنا أكثر من ثلاثمئة عرق ولغة، وهي مصدر ثراء وتنوع. وإن هناك تطوراً في نظرة الشماليين إلى الجنوب في السنوات الأخيرة، وشجع ذلك المواقف المعلنة عن العدالة والمساواة والاعتراف بالمواطنية، مشيراً إلى ارتفاع في معدل التمازج والمصاهرة بين الجنوبيين والشماليين".
قال أبو عبدالله غفر الله له: هذا تحليل من شخص مطلع على بواطن الأمور، رأى الخارطة السودانية من زوايا أخرى، لم يركن إلى نظرية المؤامرات الدولية، ولم يهمل تاريخ السودان في تحليل حاضره، بل يتابع في تحليلاته لملف السودان تطورات اجتماعية مثل ازدياد حالات المصاهرة بين الجنوبيين والشماليين، ويصل أكثر إلى صلب المشكلة السودانية قائلاً: "إن السودان بعد الاستقلال حتى اليوم يعيش بين حالتي الحرب و شبه الحرب، وإن السودان كان يتطلب وجود مشروع وطني يراعي الفسيفساء والتنوع العرقي والديني والثقافي، ويلبي طموحات الأطراف ويراعي التوزيع العادل للموارد، ولكن النخب السياسية المتوالية فشلت في ذلك"!
قلتُ: وحينما ترى التنمية في حالةٍ يرثى لها فتّش عن السياسة. وكما قال الإمام محمد عبده: "قاتل الله السياسة، وساس يسوس سوساً"!
تركي الدخيل
الوطن اونلاين

تعليق واحد

  1. وهناك تبسيط أيضاَ من الشفيع خضر !!فمشكلة الجنوب لم يكن هذا النظام سبباَ في وجودها حتى إذا زال انحلت المشكلة بل الصحيح أن هذا النظام هو الذي سعى إلى حلها بالطريقة التي ترضي الجنوبيين ولكن الشفيع رغم اعترافه للجنوبيين بحق تقرير المصير فهو لا يريد أن يعترف للنظام ( الظلامي ـ حسب نظره ) بهذا الفعل التقدمي الذي فعله لأن ( التقدمية ) يجب أن تكون حكراً على الشيوعيين دون غيرهم !! والمصاهرة بين الشماليين والجنوبيين موجودة دون أن( يضرب لها جرس مزاد ) وفي قريتنا أكثر من مثال , ولكن ربما في ذهن الشفيع الحالة الاستثنائية عن ياسر عرمان!!!! وغفر الله لنا أيضا

  2. لماذا سكت العلماء عما يجرى فى السودان!!!؟؟؟

    اين الذى صدعو رؤوسنا بفتاوهم عندما يتعلق الأمر بالمجاهدين ؟؟؟

    اين دعاة الواسطية زعمو ؟ … ألا يرون ان نصف السودان سيهدى للنصارة (خطة صليبية يهودية) ؟؟؟.. ام ان السودان ليست بلد إسلامى !! .. ام ان الأهتمام بالسودان لا يجنى منها ارباحا مالية وشهرة فائقة ومكانة مرموقة !!

    لماذا سكت الجميع؟ إعلاميين , كتاب ,محللين, مفكرين , ….لماذا هذا التواطؤ !

    نعرف أن البشير ضيع الشريعة وتلاعب بمصالح السودان لأجل شهوته (السلطة ), لكن السودان بلد إسلامى وغالبية مواطنيه مسلمين (اهل السنة) !

    ولماذا هذا الصمت الغريب؟ هل من تفسير …ام كعادتنا نحن المسلمون لا نستيقظ الا بعد فوات الاوان!!

    ذهبت فلسطين ولم نستيقظ إلا بعد 30 سنة !!!!… لعلا سنستيقظ بعد 20 سنة لنطالب باسترجاع جنوب السودان الى الوطن الاسلامى .. او عندما نرى المسلمين يهجرون رهبآ او رغبآ من بيوتهم

  3. لا يوجد فرق النميرى اتى من خلفيه شيوعية وعمر البشير اتى من خلفية إسلامية وكلاهما أحزاب فشلت للوصول للحكم عبر الدميقراطية وتفكيرهما إستعلائى على المستوى الحزبى والفردى والغريب انهم يأتون لسيي واحد هو فساد الطائفية والطائفية موجودة (36 سنه) وتقريبا هم يمثلون أداة للحفاظ على الطائفيى=ة التى هم ابناء عوائلها لذا اتت ثورات التهميش من الأطراف والذين ماتوا أبناء المهمشين وسوف يذهب دمهم هدرا ما دام هذة الفئات هى التى تتكلم باسم الشعب

  4. غليان سياسي قلّ نظيره يحيط بالسودان من كل حدبٍ وصوب، حتى صار الملف السوداني من أعقد الملفات وأكثرها غموضا/// هكذايتراى لك السودان مما تسمع او تقرا او الاعتماد على مصدر غير موثوق او حتى باخذ راي صديق سوداني ما زال يحلم بايديولوجية فات زمانها بانهيار مسوغيها فلم يعد النظام الماركسي براقا كما كان في عهد سبق تفتيت اكبر الجمهوريات في اسيا ولاغرو تلك الايدلوحية المتغطرسة هي ادت الي تفتيت ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي الاستاذ الدخيل يعد من المع الاعلاميين في الساحة الان لما يتمتع به من صراحة وعدم الحياء في كشف المستور ولو كان عيبا لذانامل من اعلامي مثل هذا الرجل ان يقوم بزيارة الي السودان ليقف بنفسه ويرى السودان بمنظاره لا بعيون الاصدقاء واحيانا بعيون الحالمين ونود ان نطمئن الدخيل بان الافيال لا تزرع شوارع الخرطوم في وضح النهار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..