استبعد عودة "القاعدة" إلى السودان بعد الانفصال.. الحزب الشيوعي السوداني : تغيير النظام خطوة نحو الحل الشامل

أكد أمين الاتصال السياسي في الحزب الشيوعي السوداني دكتور الشفيع الخضر سعيد أن تغيير النظام السوداني الحاكم خطوة رئيسة نحو الحل الشامل لأزمة السودان، وأن الحديث عن مؤامرة تحاك ضد السودان في الجنوب ودارفور يعكس نظرة سطحية، لأن السودان يعاني من مشكلة حقيقية علقت به منذ الاستقلال في يناير 1956 حتى اليوم.

وأشار الخضر في حديثه لبرنامج "إضاءات" الذي تبثه "العربية" الجمعة 3-12-2010 الثانية ظهراً بتوقيت السعودية إلى أن الحديث عن مؤامرة غربية تجري في الجنوب، وأخرى صهيونية تحاك في دارفور المسلمة، وأن ما يجري ليس إلا خنجراً مسموماً موجهاً إلى خاصرة الأمة العربية والإسلامية يعكس السطحية والجهل بأسباب أزمة السودان، موضحاً أن المشكلة تكمن في التنمية، وأن الجنوبيين والدارفوريين أنفسهم يعترفون بأنهم جزء من مشكلة اسمها السودان.
"القاعدة" لن تعود

وقال الشفيع إن الاستفتاء على انفصال الجنوب هو استحقاق وأداة تم التوصل إليها للخروج من حالة الحرب، وأي حديث يشير إلى أن الاستفتاء يجري عن غير رضا فهو موقف غير نزيه ويؤكد أن النوايا السيئة ثابتة لم تتغير. وحول ما يتردد على ألسنة بعض المسؤولين في الشمال من التلويح بالحرب والجهاد بعد الانفصال أكد الشفيع أن السودان كان في السابق حضناً لقوى "القاعدة"، ولكن القوى السياسية متوافقة على عدم تحويل السودان إلى مستنقع للجماعات الإسلامية المسلحة رغم هذه التصريحات.

وأضاف "إن السودان بقي موحداً لما يقارب 200 عام محتضناً أكثر من 300 عرق ولغة، وهي مصدر ثراء وتنوع. وإن هناك تطوراً في نظرة الشماليين إلى الجنوب في السنوات الأخيرة، وشجع ذلك المواقف المعلنة عن العدالة والمساواة والاعتراف بالمواطنة، مشيراً إلى ارتفاع في معدل التمازج والمصاهرة بين الجنوبيين والشماليين".

وحول التصريحات التي تعكس الشعور بـ"الاستعلاء" من قبل بعض الشخصيات المقربة من نظام الإنقاذ تجاه الجنوبيين قال إنها تؤكد مخاوف الجنوبيين وعدم رغبتهم في أن تحكمهم شريحة في الشمال تفكر بعقلية القرون الوسطى، موضحاً أن القيادات الجنوبية عقدت لقاءات ومفاوضات مع قوى سياسية معارضة من الشمال، عززت من المواطنة والتساوي بين الأديان والثقافات والأعراق.
تجاهل العرب للسودان

وقال الخضر إن السودان منذ الاستقلال حتى اليوم يعيش بين حالتي الحرب وشبه الحرب، وإنه كان يحتاج مشروعاً وطنياً يراعي الفسيفساء والتنوع العرقي والديني والثقافي ويلبي طموحات الأطراف ويراعي التوزيع العادل للموارد، لكن النخب السياسية المتوالية فشلت في ذلك. وأشار إلى أن "تعليق مشاكل السودان على التدخل الأمريكي والأوروبي أو ربطها بمخلفات الاستعمار ليس إلا شماعة مهترئة، لأننا في الحقيقة فشلنا في القيام بدورنا".

وتحدث عن تجاهل الدول العربية للشأن السوداني شماله وجنوبه، مشيراً إلى أن ثمة شعوراً عند العرب بأن السودان ليس عربياً، وأن اللامبالاة تتجلى حتى في النشرات الرياضية على القنوات الإخبارية العربية.
تصالح النظام مع الفن

وحول تصالح التلفزيون السوداني الحكومي أخيراً مع وجوه فنية غابت قرابة العقدين، علق الخضر بنكتة سودانية تقول: "إن الحكومة إذا شعرت بالزنقة تقدم الرشاوى للمواطنين، وإذا زالت الزنقة عادت الخنقة"، مؤكداً أن ظهور الفنان السوداني أبوعركي بخيت أخيراً في عيد الأضحى كان انتصاراً لوجدان الإنسان السوداني والقيم النبيلة التي تجمع السودانيين، مؤكداً أن الفن الجاد المرتبط بخلجات المواطن لا تستطيع أي جهة أن تقمعه.

ويشهد السودان أخيراً انفتاحاً نسبياً في الحريات العامة في الصحافة والفن مقارنة بحقبة التسعينات والتي وصفها الشفيع بـ(عهد الظلام)، شارحاً أن الوضع الثقافي والفكري الحالي أفضل كثيراً، نتيجة للتطورات وموازين القوى التي شكلت المشهد السوداني الحاضر وطبيعة التحالفات التي تحفظ مصلحة حكومة الإنقاذ في الشمال.

العربية

تعليق واحد

  1. ( أكّد أمين الإتّصال السياسي في الحزب الشيوعي السوداني دكتور الشفيع الخضر سعيد أنّ تغيير النظام السوداني الحاكم خطوة رئيسة نحو الحل الشامل لأزمة السودان ، وأنّ الحديث عن مؤامرة تحاك ضد السودان في الجنوب ودارفور يعكس نظرة سطحيّة ، لأنّ السودان يعاني من مشكلة حقيقيّة علقت به منذ الإستقلال في يناير 1956 حتى اليوم…. ) .

    إذا جاز لنا أن نعلّق على هذا الكلام ، فبإمكاننا أن نقول الآتي : –

    1- أرجو أن يفهم الدكتور الشفيع ورفاقه الكرام ، أنّ هذا النظام ، بإمكانه أن يستقيل عن السلطة التي تغوّل عليها باللّيل وأهلها نيام ، وإن لم يفعل ذلك فإنّ الشعب السوداني الهُمام ، بإمكانه أن يُغيّر هذا النظام بين عشيّةٍ وضحاها ، إذا ما طمأننا الحزب الشيوعي السوداني المِقدام ، بأنّه سوف يحترم نفسه كحزب سياسي في مُقبِل الأيّام ، وسوف يحترم أحزاب الآخرين كأحزاب سياسيّة ، مهما كانت مُتخلّفة على حسب قناعات الحزب الشيوعي السوداني ، الذي يراه الآخرون مُتخلّفاً وبعيد اً عن الأخلاق والقيم والمُثل الموجودة في قناعاتهم الدينيّة ، وأنّه سوف يحترم حكومة الحزب السياسي الذي يختاره السودانيّون ، وأن يتعاون معها على بناء دولة السودان ، حتّى يكتمل أجل الحكومة المّسمّى بالبرلمان ؟؟؟

    2- أرجو أن يفهم الرفاق أنّ البرلمان يتكوّن من حكومة مُنتخبة ومن معارضة أيضاً مُنتخبة ، وأنّ الحزب الشيوعي يجيد المعارضة ، لذك يفوز دائماً بالأقليّة المعارضة ، وهذا ليس عيباً ؟؟؟

    3- العيب الكبير هو أن يتغوّل الحزب الشيوعي السوداني على الحكومات المُنتخبة ويهدّدها بالإنقلابات والإشاعات والتغيير الثوري وحق النضال وإلى ما هنالك من أوهام وخزعبلات وجهالات وبدع فكريّة ما أنزل ماركس بها من سلطان ، وأن يعطّل كوادر الخدمة المدنيّة بحجّة أنّهم أعضاء النقابة ، ونيجة ً للإضرابات الكثيرة التي لا داعي لها ، وأن يتغوّل على الوظائف الإداريّة في مؤسّسات الدولة المدنيّة والعسكريّة وغيرها ، وبالتالي يتغوّل على العربات الحكوميّة والمُرتّبات العالية والبدلات والإمتيازات الوظيفيّة والمنازل الحكوميّة ، وإلى ما هنالك من برجوازيّة أونطجيّة بلطجيّة زلنطحيّة حراميّة ، حاربتها الأفكار الماركسيّة وحسمتها التطبيقات اللينينيّة ؟؟؟

    4- النظريّة الماركسيّة هي نظريّة مثاليّة إذا ما تناسبت مع خصوصيّة الدولة المعنيّة ، ولكن أصحاب النظريّات الفكريّة ، غالباً ما يحذّرون الناس من محاولة فرض نظريّاتهم على حساب الخوصيّات الموجودة في الدولة المعنيّة ، وعلى حساب سبل كسب العيش في الدولة المعنيّة ، بدون إيجاد بدائل إقتصاديّة ؟؟؟

    5- القناعات الدينيّة كذلك ما أمر الله بفرضها على الناس ، والحركة الإسلاميّة تعلم ذلك أكثر منغيرها ، ولكن من حق الحركة الإسلاميّة أن تنبري للحزب الشيوعي السوداني ، وأن تحمي نفسها وغيرها من تغوّلات الحزب الشيوعي السوداني على الناس ؟؟؟

    6- هذه الأمور ينبغي مُناقشتها بين الخرّيجين السودانيّين بتعريفهم المعروف ، وبعقول مفتوحة ، إذا ما أراد الناس وضع حد لمشاكل السودان ؟؟؟

    7- شكراً لك يا دكتور وللراكوبة وللخريّجين السودانيّين أينما كانوا ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..