في انتظار السودان الجديد!ا

صدي
في انتظار السودان الجديد!!
أمال عباس
٭ إذا قلنا ان المرحلة القادمة.. مرحلة جديدة وفريدة في حياة السودان بشكل عام وهى مرحلة مخاض لولادة واقع جديد.. وبقدر صعوبة مراحل الحمل التي هى اطول مدة حمل في تاريخ الولادة.. فترة حمل امتدت الى خمس وخمسين عاماً.. واشرف على هذا الحمل العديد من الاطباء منهم المقتدرون ومنهم المتسرعون ومع هذا ظل الانتظار للمولود المأمول رغم همس البعض بأن الحمل من اساسه حمل كاذب.
٭ والجديد في هذه المرة ان تمت الدعوة لاطباء من الخارج.. اطباء كثر الحديث عن مهاراتهم واغراضهم واهدافهم واساليبهم.. وآلام المخاض ممتدة والطلق متصل والام في غرفة الولادة والكل في انتظار المولود.. في انتظار السودان الجديد المعافى.
٭ قلت هذا لمجموعة من طالبات جامعيات كن في دردشة معي حول دور المرأة في مرحلة ما بعد الانفصال.. وقلت لهن بأن الدور القادم ليس للمرأة ولا للرجل.. لا مجال للنوع انه دور المثقف ان كان رجلاً او امرأة والمسألة كالآتي:-
٭ أهل السودان يسكنون قطراً قاري المساحة بالرغم من ذهاب الجنوب.. وما زال ينفرد بنماذج متباينة من حالات الوجود القبلي والعشائري.. البدوي والرعوي الحضري وشبه الحضري والعرقي والعقدي.. ومظلة معتقداتهم الروحية والدينية تمتد من الوثنية الى الاسلام بكل مذاهبه وتياراته واصولهم تمتد من الزنجية الخالصة مروراً بالتداخل والتمازج العرقي حتى الجنسية بالتجنس.
٭ وما تفرضه هذه التباينات والاختلافات من سلوك تجاه العمل وتجاه الحياة الاجتماعية يحتاج الى ثورة ثقافية تنفجر من خلال الواقع الذي يستوجب خلق القاعدة الفاعلة لتغيير الانسان السوداني بالصورة التي تلائم طبيعة واقعنا العرقي والجغرافي والمعتقدي ونحافظ على وحدتنا الوطنية بكل ابعادها.. والذين يتحدثون بأن مسألة الهوية اتحسمت بانفصال الجنوب لا يعلمون ماهو السودان من الاساس وبحديثهم هذا يدفعونا الى متاهات جديدة لا قرار لها.
٭ وباختصار شديد فان حياتنا الفكرية والسياسية تحتاج الى وقفات طويلة في كل جوانبها ولكي لا نذهب بعيداً وندخل في متاهات جدل كثيرة علينا ان نتأمل ممارسات قطاعات كبيرة من متعلمينا حيال قضايا مهمة وخطيرة تؤثر في مسار الحياة الاجتماعية والاقتصادية للجماهير.
٭ ونستطيع ان نحدد هذه الممارسات في الصفة التي يتحدث بها بعضهم سواء اكان من منطلق عقدي متحزب او من لا منطلق وهى صفة المثقف المؤمن والعارف والمدرك لبواطن الامور وتنتهي الممارسة عند الحديث فقط.. بل قضايا الجماهير عند بعضهم (كلام فارغ) فهم يبحثون عن عوالم يفرقون فيها ذواتهم وتطلعاتهم للمساكن الفاخرة والعربات الفارهة حتى لا ينشغلوا بمشاكل الجماهير الحياتية المتمثلة في الماء النقي وفي كسرة الخبز وجرعة الدواء ونسمة الحرية والمعرفة.
٭ والبعض الآخر الذي يدعي امتلاك مفاتيح التغيير من خلال وجهات نظرهم الخاصة ويلوحون بشعارات التهديد والوعيد ويحاولون كسر عنق الحقيقة ويكثرون من الثرثرة حول تصنيف الآخرين.
٭ على هؤلاء واولئك اولاً ان يناقشوا ذواتهم ويعملوا على تحريرها من عقدة التعالي وامتلاء حق الوصاية على الآخرين واحتقار اعراف وثقافات ومعتقدات اهل السودان العريق اهل السودان الذين يمثلون لوحة باهرة الالوان وزهرة فواحة العبير.
٭ وليعلم الجميع ان الانسان السوداني في معركته الحضارية والمصيرية هذه يحتاج الى مثقف حقيقي يخدم قضية التغيير وولادة السودان الجديد المعافى.. لا مدعين يوظفون القضية لخدمة ذواتهم.. أو بمعنى آخر هذه المرحلة من عمر السياسة السودانية تحتاج المثقف المتقد الوجدان لان الوجدان المتقد يسع كل هموم الناس وآمالهم وأمانيهم.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
بسم الله الرحمن الرحيم
28/ 6/ 2011م
ابناء الشمس هل انتحروا ام نحروهم
ابناءالامه السودانية السلام عليكم من دار الخلود اردت ان اقول لكم ابناء وطنى لكن وجدت انى عندما كنت معكم على هامش هامش حياتكم لم احسب انا من ابناء هذا الوطن حتى فى الاوراق الرسمية لا شهادة ميلاد ولا شهادةجنسية ولا شهادة تعليم ولا اى شئ يشبه ذلك حتى فى التعداد المزور الذى تستجدى به الحكومة المنظمات المانحه لم اكن مسجلا فيها لانى نكرة عندكم لكن اقول لكم من دار الخلود حيث النعيم السرمدى والحياة التى لايحفها نصب ولا مخمصة اكتب لكم عندما دبت الحياة فى اواصلى بعد ان كنت اموت معكم فى دنياكم فى اليوم الف مرة ذل ومهانة واضطهاد وعنجهية وتكبر وازدراء وظلم اكتب لكم لانكم كنتم خير امة اخرجت للناس وارجو ان تضعوا الف او مليون خط احمر تحت كلمة كنتم اكتب لكم ورحى وارواح رفاقى حواصل طير خضر تسقسق تحت ساق العرش الى يوم القيامة تطالب بالقصاص ممن ظلمنا وهذه مشيئة الله اكتب لكم واقول لكم حضرنا الى دنياكم وكل واحد منا نحن ابناء الشمس وله قصة ميلاد لم يكن بيدنا ان نحضر لكن ناموسى الحياة اخرجنا اليها ونحن سر من اسرار الله اذا تاملت ميلادنا وحياتنا ومماتنا كل واحد منا له قصة ميلاد ولن احكى لكم ماقبل الميلاد لانه يحير تاريخ ماقبل الميلاد كل منا له قصة ميلاد تختلف من الاخر اعطيكم رموز لهذه القصص لانى كما قلت لكم كنا معكم ولاتعرفون عنا شئ منا من له اب وام اجبرهم ظلم الظلمة ان يلقوا ابنائهم فى قارعة الطريق ولذلك سمينا بأبناء الشوارع لانعدام الابوة والدار وسمينا الشماسة لانعدام الظل و الماوى ومنا من له اب وام ذهبوا من الحياة تباعا وتركونا قبل ان يشتدد عودنا ومنا من له ام لاتعرف اين اب وكانت تعرفنا حتى لحظة وصولنا لدنياكم وقذفت بنا الى اقرب كوشة او مزبلة لكىتتخلص من اثم الاب ومن عدم عدالة وتوزيع سبل الحياة الحرة الكريمة وكعادة اهل هذه الديار كان عندما يوضع الطفل يقطع حبل السرة ويدفن فى المكان الذى تحب الام والاب ان يكون المولود منها دائما مايكون مكان العبادة لكن امهاتنا ألقوا بنا وبحبل سرتنا قبل ان يقطع فى المزبلة الايام لكى نعيش مجاورين فيها ماعشنا فى هذه الدنيا ولا اقول ما حيينا ولكن ماعشنا فى هذه الدنيا نحن دائما بالقرب من أوساخ واوحشى الاماكن مزبلة ومجارى اوبقايا مبنى قديم يتعفف منه اليوم ان يسكنه اكتب لكم وأقول لكم خربتم اخرتكم وعمرتم لنا اخرتنا لان دنياكم التى عشنا معكم فيها كانت خراب لنا لذلك لم نشكوا يوما بأهل الشكوى ليل او نهار لم نشكوا كما تشكون وتضجرون وتحتجون على الله مع اتكم تعيشون رقد العيش ولاطعم ولامتعه له لان وسيلة اكتسابه كانت ظلمنا وظلم امثالنا الذين يعيشون فى ضنك من العيش يحسدهم عليه جلادوهم لا لسبب سوى ان ابناء عمومتنا فى الانسانية يحمدون الله على كل شئ اكتب لكم وأقول لكم هل طلبنا منكم ايها المرفهون او من حكوماتكم طعاما نظيفا اونتنا هل طلبنا منكم مرتبا او تحسين مرتب او زيادة مخصصات هل طلبنا منكم قطعة أرض للسكن هل طلبنا منكم مسكنا هل طلبنا ملبسا هل طلبنا منكم ماء نظيفا او ماوثاً هل طلبنا منكم علاجاً أو غطاء أو لحافاً هل طلبنا منكم درساً او مدرسة او مدرساً هل طلبنا منكم كهرباء او ضواً هل طلبنا بنزيناً او جازوليناً او زيتاً هل طلبنا منكم حراسة او حماية او وقاية او تطعيماً هل طلبنا منكم زواجاً او طهوراً او ختاناً هل طلبنا طريقا معبداً هل طلبنا ملبساً جديداً الذى لم نزق طعم لباسه طول عيشتنا معكم الا حين وفاتنا وكان اجد شئ نلبسه كانت اكفاننا واظنها كانت من محسن من كرام ابناء هذا الوطن كل الذى لم نطلبه منكم لنا فيه حق تقره عداله السماء وقوانين الارض الجميلة ان كانت فى ايدى المتجردين الامناء الشرفاء من ابناء هذا الوطن الذين هم اليوم لافرق بيننا وبينهم فى الظلم الذى حاق بهم سوى ان لهم اسر ياون اليها وملابس نظيفة يتعففون بها من عطية اهل الهوى و النفاق و اخيرا اكتب لكم و اقول نحن اليوم في ضيافة الكريم الحيم الرؤوف في ضيافة ملك مقتدر و غدا عندما تاتون مخالفة في ذلك لانه لابد من لقائه نكون امام قاضي عادل جبار جل جلاله لارشوة و لامحسوبيه و لاسلطة ولا جاه في ذلك اليوم لان مرافعتنا في ذلك اليوم بين يدي اعظم مخلوق في هذا الوجود واعدل و ارحم من مشى على رجلين الذي قال لكم انكم ترزقون بضعفاء هذه الامة سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم كنا نطرد من افراحكم واتراحكم كنا نطرد من معظم مساجدكم ومعابدكم كنا نطرد من الوقوف امام منازلكم كنا نطرد من حاناتكم وباراتكم و مواخيركم و ناواديكم كنا نطرد كالكلب الاجرب
و الى اللقاء
عن احد الموتى بلا قبور
عنهم اخوكم عبد الله بن الشمس احد سكان الشوارع (سابقا اخوكم مقدم مظلي معاش / احمد الطيب زين العابدين