توقفت الحرب ثم عادت.. ففيم الوعيد؟ا

توقفت الحرب ثم عادت.. ففيم الوعيد؟
د.عبد القادر الرفاعي
حدثان هامان كان لهما أبلغ الاثر علي الوضع الداخلي في السودان، اولهما توقف الحرب في الجنوب وما تركته من آثار سلبية كبيرة علي الاقتصاد السوداني وفقدان الأرواح والضغائن وتعميق الجراح ثم انتهي بنا المطاف الي الانفصال في يوليو 2011، كارثة تستعصي علي النفس قبولها. والثاني وما تلاه من عودة للحرب في غرب السودان، وكأنما كتب علينا في ظل الانقاذ ان تنتقل الحروب من اقليم لآخر لتقضي علي وطن ما كان له ان يلقي نهايات التفتت والضياع. الحدث الثاني يعني، في طليعة ما يعنيه، ان الفتنة لن تتوقف طالما ان الانفراد بالحكم يقصي ساسة السودان وحكمائه عن تقرير مصير الوطن. وبهذا، فقد اصبح جلياً، وبدون اي شك او مواربة ان الانقاذ لا تجسم في سلطتها او ممارستها الحالية المصالح المشروعة للتكوينات الاثنية والعرقية والثقافية. وهي بهذا لا تعبر عن تطلعات الشعب السوداني. ان الفجوة في ازدياد بين قواعد الشعب (وهي غالبية سكان السودان) من ناحية وبين الانقاذ من ناحية اخري. بل ان التناقضات في السودان قد بلغت ذروتها بما يؤكد اننا نعيش في أزمة خانقة لم نشهد مثلها قبل العقدين الاخيرين، بل ان شعبنا يعيش ورطة حقيقية وهي الورطة التي ستفضي لا محالة إلي مزيد من تفتيت ما تبقي من السودان وربما تنتهي باختفائه من الخريطة السياسية في افريقيا.
يتوجب علينا ان نتذكر ان الجهد الذي بذلته القوي السياسية التي تعبر عن ارادة أبناء شعبنا للخروج ببلادنا من الورطة ما كان له ان يضيع لولا تعنت الانقاذ رغم فشلها في الحكم مما يحتم البحث عن بديل لحكمها. ان حل الازمة رهنٌ بان يستمد مشروعيته من قدرته علي تجسيد مصالح شعبنا بالقول والفعل، كما ان الأسئلة المطروحة تحتاج الي جهد عميق للاجابة عليها دون الغرق في تكرار التجارب وجولات الحوار المعادة التي لم تثمر سوي الضياع. لذا وانطلاقاً من هذه الرؤية ومن خلال تحديد وتتبع الحلقة المفقودة حتي نمكن شعبنا من تغيير أوضاعه ووضع الحلول للازمة التي تعصف بمصيره، ويبقي السؤال، كيف يستعيد شعبنا الديمقراطية والحرية؟.
ان التحدي الذي يواجهنا جميعاً يحتم علينا الارتفاع الي مستوي المسئولية الوطنية ومقابلة الرغبة المتصاعدة لدي ابناء السودان في الانتقال بوطنهم الي بلدٍ تسوده الحرية والديمقراطية والعدالة والسلام.
الميدان