لضرب الشمولية دعونا نوقف الحرب

بلا انحناء

لضرب الشمولية دعونا نوقف الحرب
في دارفور وجنوب كردفان

فاطمة غزالي
[email protected]

يبدو واضحاً أن الساحة السياسية السودانية مصابة في ركن من أركانها بداء التشويش والخلط ما بين أن يكون الشخص معارضاً لسياسات الإنقاذ الشمولية التي خلقت أوضاعاً سيئة بالممارسات غير الديمقراطية في جنوبه وغربه وشرقه حتى شماله لم يسلم من السهام ، وبين أن يكون ذات الشخص صانعاً أو مباركاً لأي خطوة من شأنها أن تضئ العتمة في طريق السلام.هذا التزاوج بين معارضة نهج الإنقاذ الشمولي والجنوح إلى السلام يعبر عن صدقية التوجه في الحفاظ على حقوق الإنسان خاصة الحق في الحياة بوقف تدفق الدماء في المناطق الملتهبة بالحروب، وعليه فإن الوقوف بجانب السلام قضية ليست قابلة للمزايدة ولا تعني التراجع من مواجهة سياسات الإنقاذ الشمولية ،وعليه التمسك بالموقف الداعم للسلام راية لن تسقط من أيدينا لأن أرواح أهل دارفور غالية.
من السهل جداً أن تتساقط سهام النقد من هنا وهناك على وثيقة سلام الدوحة التي وقعت عليها حركة التحرير والعدالة من أجل أهل دارفور الذين سئموا الاقامة في معسكرات النزوح واللجوء ، ولكن من الصعب جداً أن تجد موقفاً عملياً قوياً من المعارضين ضد الإنقاذ حينما كانت تمارس التقتيل والشريدعلى أهل دارفور. وفي حملة الهجوم والانتقادات على وثيقة السلام يبرز سؤال يطرح نفسه على الذين خرجوا على الناس معارضين ومنتقدين سلام الدوحة هل تحدوا بشجاعة ذات يوم السلطة وعبروا عن تفاعلهم مع ضحايا الحرب في دارفور ولو بالتظاهرات السلمية في السودان؟، طبعاً «لا» ، المبرر محفوظ على ظهر قلب «هو أن النظام يضيق الخناق بقوانينه القمعية ويقف ضد أي محاولات للتضامن مع أهل دارفور، ومن يخرج عنوة سيجد نصيبه من العذاب» إذاً مادامت هذه هي الاجابة والمبررات التي تشير إلى أن الأرواح غالية ولا ينبغي التضحية بها من أجل ملايين الضحايا الدارفورين ( قتلى، وجرحى، ومشردين، ومعوقين) ، لماذا لا يكون المعارضين للسلام الدوحة حريصين على أرواح أهل دارفور ، ويسعوا لتضميد الجراح التي تنزف منذ ثماني سنوات بسبب الحرب، بأن يشجعوا خطوات السلام بدلاً من صب الزيت على النار وإرسال إشارات للحركات الرافضة للسلام مفادها صحة موقفها باعتبار أن سلام الدوحة لم يحقق مطالب أهل دارفور.
الحقيقة الماثلة أمامنا هي المعارضة أن تقاتل النظام لأكثر من (21)عاماً لم تحقق كل مطالبها!!! أين هي الآن التحول الديمقراطي و الحرية التي ظللنا نتظرها ؟ أين المواقف الواضحة التي تدعونا للخروج إلى الشارع ،أين الانتفاضة الشعبية،حقيقة لو جردنا الحساب بينها والإنقاذ لوجدنا في حساب كل حزب سياسي معارض «اتفاقية» لم تلب كل مطالبه، ولكنه وقع اتفاقية مع الإنقاذ وعاد إلى الداخل ليمارس نشاطه السياسي ليسقط النظام من الداخل أويسعى لاصلاحه، أي تبدلت الأمكنة وظلت المواقف المعارضة.
المعارضة جنحت إلى هذا النهج وتركت العمل المسلح قبل إن تصل إلى النهايات المنطقية في تلك المرحلة وأولها» إساقط النظام» وقبل أن تحقق هدفها جنحت لايقاف نزيف الدماء التي سالت في عهد المعارضة الحزبية المسلحة للإنقاذ ومعلوم أنها أقل بكثير من الدماء الدارفورية التي تدفقت نتيجة للحرب التي وصفها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان بأنها اكبر كارثة إنسانية في العالم خلال القرن ال (21).
نعم هناك قلة من الصفوة السياسية أنعم الله عليهم بنعمة الشعور بمعاناة أهل دارفور، فسلكوا طريقاً سلساً للتضامن مع القضية بتقديم الرؤى والأفكار والقيام بزيارات لبعض معسكرات النزوح بدارفور وعواصم ولاياتها، عليها أي الصفوة السياسية أن تدرك أن الراهن الأمني في دارفور يفرض على ذات الصفوة أن تلعب دوراً واقعياً يقنع الحركات غير الموقعة على السلام باستثمار منبر الدوحة المفتوح لمدة(3) أشهر كيما تكتمل العملية السلمية بتوقيع كافة الحركات المسلحة ، صحيح من مصلحة المعارضة أن تحاصر الإنقاذ من كافة الأطراف حتى تستسلم لمطالب الشعب السوداني بالضغوط ولكن ينبغي للجميع أن يدفعوا الفاتورة ليست دارفور وحدها، يكفيها أن ظلت مسرحاً للحرب فترة ليست بالقصيرة، ومسألة التضحية الفردية التي يقدمها الهامش في إطار الضغط على الإنقاذ ماعادت مجدية لأن الأمر يتطلب صدقية الجميع في دفع فاتورة الديمقراطية حتى لا تصبح القضية « ناس يقاتلوا الإنقاذ ويضحوا بالأهل وناس يتكلموا في المنابر السياسية»، دعونا نوقف الحرب في دارفور وجنوب كردفان لنصبح يد واحدة تضرب الشمولية بالتغيير والإصلاح.
الجريدة

تعليق واحد

  1. لا حول ولا قوة إلا بالله

    إسفاف وكلام مكرر من جعبة المؤتمر الوطني

    "ناس يقاتلوا الإنقاذ ويضحوا بالأهل وناس يتكلموا في المنابر السياسية"

    كلام زي دا مبلوع كان قالو زول من جماعة العدل والمساواة

    أو من جماعة عبد الواحد لكن يجي من جماعة سيسي ..!!

    سلبطه ما بعدها سلبطة وإستهبال …

  2. وانت الان تمارسى نفس نهج من سبقوك بالتوقيع والمهادنه او بالاحرى انك بحاثه عن ماتبقى من ماعون الانقاذ
    المعارضة مواقف وتمسك بالمبدأ وان ظلت يدك مغلوله لكن ان تلهثى وراء سراب بقيع اسمه اتفاقية الدوحة لعمرى انه الانبطاح والاسفاف
    اتحداك ان تصوغى لنا ماهيه اتفاقيه السيسى واى بند فيها يعالج مشكلة دارفور سوى كلام انشائى لايسمن ولا يغنى من جوع
    اتمنى ان فسيرى لنا ماذا كان يفعل السيسى فى الخرطوم قبل شهر من الاتفاقيه

    اسفت جدا اننى حزنت معك عندما ادانوك وسجنوك

  3. فاطمة الغزالي عضوة حركة التحرير والعداله الموقعه لوثيقة الدوحه مؤخرا والتي انضمت للحركه في 9 عام 2010 واقسمت امام ابراهيم مهاجر امين التنظيم والاداره حينها والامين العام بحر قرده والمرحوم منزول امين الشئون القانونيه بالحركة وعضوة امانة الاعلام …تتحدث عن لهمية وضع السلاح وهي بالامس القريب قبل توقيع الاتفاق تتحدث عن الانتفاضه لاسقاط النظام…ليس غريبا ان تدافع بضراوه عن سيسي عندما كتبت الاستاذه شمائل متسائلا من هو سيسي وكان السؤال في صياغ دور سيسي منذ بدايه الازمه القتال حيث لم يعرف له حركه مقاتله ومن حقها ان تدافع عن سيسي لانها بتعرف ماذا كانت تفعل في انصاص الليالي بفندق شيراتون الدوحه حيث يسكن الرئيس سيسي والذي تزوج بعيد الاتفاق من فتاة عشرينيه ولا نستبعد ان تقلب ضد الرئيس حين تعلم بهذه المعلومه..المهم في الموضوع يجب علي الصحفي ان يكون له خط واضح وان لا تكتب حسب مصالحها الشخصيه ..فماذا تغير في النظام اختي فاطمه ؟الستي المحكومه البارحه نتيجة كتابتك عن موضوع المكافحه صفيه؟ هل تستطيعين ومن معك بحركة التحرير والعداله تغيير استراتيجيات حكومة الجبهه؟ لا اظن… خلي رسمك يبقي واضح فاطمه …لقد سكتنا كثيرا لكتاباتك في الاسابيع الفايته بعيد الاتفاق ولكن للصمت حدود عزيزتي وان عدتم عدنا

  4. أهم حاجة في الردود على المواضيع … الموضوعية … الموضوعية … الناس حا تستفيد شنو … إذا عرفوا أن السيسي متزوج فتاة عشرينية ياخ إن شاء الله أتزوج تاشراوية .. خليك في موضوع الأستاذة الأصلي ومن حقك ترد ولكن في لب الموضوع
    أما في وجه نظري الموضوع لا غبار عليه لانه يدعوا إلى تحكيم صوت العقل … حتى ولو سلمنا بأن منبر الدوحة لم يأتي بجديد … وهو شبيه بأبوجا …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..