النيل الازرق: فشل مطر الضراع.. وتحسبات لزراعة محاصيل صيفية

تقرير : تهاني عثمان : تعد ولاية النيل الازرق من اهم ركائز انتاج الذرة بالبلاد وهي احدى اكبر ثلاث ولايات تعتمد كليا على الزراعة المطرية في انتاج محاصيلها نتيجة لوقوعها في حزام السافنا ، وتنتج الولاية الذرة والسمسم وتتميز بأجود انواع القطن المطري ، ولكن في العام الماضي ونتيجة للظروف الامنية لم يبلغ انتاج الولاية القدر المتوقع علي الرغم من ارتفاع معدل الامطار الذي تجاوز المعدل الطبيعي إلى مرحلة الضرر بالمحاصيل ، ومع انه قد مضى الثلث الثاني من شهر يوليو إلا ان كمية الامطار تبدو دون المطلوب بما يؤكد فشل «عينة الضراع» الامر الذي قد يضطر المزارعين إلى استخدام تقاوي ذات دورة زراعية اقل وتتحمل قلة كمية الامطار وقصر الموسم الزراعي ، وفي اتجاه آخر كانت الولاية الحدودية قد شهدت جدلا طويلا بين الولاية والمزارعين في شأن فتح المسارات للرعاة .
وفي حديثه « للصحافة» يقول أحد المزارعين بالولاية ان الموسم هذا العام قد بدأ متأخرا ومعدلات الامطار شحيحة وضعيفة جدا، والموسم الآن في «عينة الضراع» وفي ثقافتنا كمزارعين فان هذه العينة حتى وان فشلت فتعد ضمن ايام فصل الصيف واذا ما نجحت تحسب بداية لفصل الخريف، ومعدل الامطار هذا العام يبدو متوسطا حتى الآن، والمزارعون بدأوا يقبلون على الزراعة بصورة كبيرة هذا الموسم تقريبا، وشرعوا في اعدادات الزراعة.
واضاف بان الجوانب الامنية هذا العام تبدو مستقرة ونتيجة لذلك شرع المزارعون في الاعدادات واذا ما ارتفع معدل الامطار نتفاءل بموسم مطري ناجح وحتى وان تأخر هطوله سنلجأ إلى استخدام التقاوي الخفيفة ذات دورة الحياة القصيرة ، والملاحظ ان المزارعين بدأوا يواكبون ويزرعون اصنافا تتناسب مع كمية الامطار. ومقارنة بالعام الماضي فان كمية الامطار كانت غزيرة حد الضرر بالانتاج فقد فاق المعدل الالف ملم في بعض المناطق في حين يعد المعدل الطبيعي 700ملم فقط.
ويضيف احد المزارعين بان بعض الخلافات قد نشبت بين المزارعين وحكومة الولاية التي قررت بعد انفصال الجنوب ان يتم استقطاع مساحة 20 % من الشركات الزراعية و25 % من المشاريع الزراعية. وكان القرار الصادر لمعالجة مشكلة المسارات وحرمات القرى والزراعة المختلطة وتوطين الرحل بعد انفصال الجنوب جاء نتيجة إلى اجتياح اعداد كبيرة من المواشي للمشاريع الزراعية ولكن القرار بدأ تطبيقه بشيء من المحاباة ، ووزارة الزراعة بالولاية بدأت تطبيق القرار بنسب متباينة وأعفت البعض ، فالوزارة كجهة فنية معنية بتطبيق قرار الوالى بحسب ما ورد وان كانت النسبة كبيرة الا ان التطبيق لم يشمل الجميع مما خلق ميزة تفضيلية الامر الذي استدعانا كمزارعين إلى تقديم طعن في المحكمة ورفعنا طلبا للمحكمة بوقف التنفيذ الا انها رفضت الطعن ، فرفعنا طلبا آخر لدى محكمة الاستئناف نتوقع صدوره في الايام القادمات وان يكون في صالحنا.
وفي حديثه «للصحافة » قال نائب رئيس اتحاد عام مزارعي السودان غريق كمبال ان ولاية النيل الازرق احدى الولايات المهمة في الانتاج الزراعي فقد بدأ الاعداد لهذا الموسم منذ وقت مبكر، ويعتبر هذا العام افضل من المواسم الماضية، حيث بدأت التجهيزات والتحضيرات بصورة افضل خاصة من قبل الشركات الزراعية في ظل استقرار الوضع الامني بالولاية.
واضاف غريق: تعود اهمية الولاية إلى تصنيفها ضمن اهم ثلاث ولايات في السودان بها مساحات زراعية كبيرة وتساهم الشركات الزراعية بشكل كبير في تطوير الزراعة المطرية بالولاية وتجربة الشركات الزراعية جعلتها الولاية الرائدة في مجال زراعة الشركات وتنتج ولاية النيل الازرق محاصيل الذرة والسمسم والقطن المطري، وعن خلافات المسارات بين الرعاة والمزارعين قال غريق كمبال: استطاعت الولاية تجاوز مسألة فتح المسارات للرعاة واضاف فيما يخص التحضيرات، انها قد اكتملت وبصورة ممتازة فيما يختص بالسماد والتقاوى، وان كانت عينة الضراع غير ناجحة ولكن نتحسب لزيادة في كمية الامطار واستخدام التقاوي الخفيفة.
وكانت «الصحافة» قد سعت جاهدة إلى الاتصال بادارة التخطيط بوزارة الزراعة بالنيل الازرق للحديث عن اعدادات الموسم المطري ومدى معالجتها لقضية الاستقطاعات وبالفعل اتصلنا بمدير الادارة الزراعية بالوزارة ومن قبلة بالمدير العام للوزارة الذي اعتذر عن التصريح .
الصحافة