أخبار السودان

من تغيّر .. ومن سيتغيّر وكيف؟!ا

من تغيّر .. ومن سيتغيّر وكيف؟!..

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

ثورات زمان علي عظمتها كانت مثل زواج تلك الأيام رغم أنه طاعم ويجمع الأهل ويستمر عدة ايام ولكّن نصيبه من التغطية الاعلامية الا صور ربما بالابيض والاسود تخلد تلك اللحظة المفصلية في حياة العروسين.. على خلاف زواج شباب اليوم الذي يحظي بالكثير من وسائل التوثيق الحديثة التي تطورت من الفديو الي الأقراص المدمجة والالبومات الفخمة الملونة والحافلة بالصور الزاهية..
حينما سألني أحد الابناء عن شريط زواجي ..قلت له يا ابني نحن تزوجنا قبل الفديو بسنوات قليلة.. أيام السينما المتجولة ..بالطبع لم يفهم ..قصدي..فشرحت له الأمر..!
ثورتا أكتوبر وابريل.. علي عظمتهما في مثل زواجنا ذلك الخالد ولا زال حلوا في حلق الزمان جاءتا في زمن السينما الأرشيفية وتغطية التلفزيون الحكومي ..التي ربما اندثرت أشرطتها عمدا ممن لايريدون لشعبنا أن يتذكر .. وأجيالنا الجديدة أن تكون في الصورة..!
كانتا ضربتين خاطفتين كانقضاض الصقر ازاحتا انظمة عسكرية في زمن قياسي وخارج دائرة الأضواء الاعلامية الضخمة التي خلقت من حركة الشارع العربي الآن ساحة لانتاج افلام طويلة بل مسلسلات .. جعلت من طعم الموت روتينا يوميا لم يعد الناس يعبأون بحجم تراكمه وحتي مذاقه في افواه يومهم المزدحم بمشاغل الحياة التي يستريحون في لياليها عند مختلف البرامج الترفيهية الأخري..
ويا لها من معادلات الزمان.. وتحولاته حتي الاخلاقية منها..نحن نصنع المعجزات فتتوه في ثنايا التاريخ حتي بالنسبة لابنائنا من شباب اليوم.. فيما يقفز فوقها المحللون في الفضائيات الذين حجبتها عنهم التغطية المكثفة لثورات اليوم التي تطاولت وتمددت شهورها ..لصالح حسابات تجار السلاح ومن يتلمظون لعقود نفط ومصالح تكون فاتورتها لعقود طويلة يستحلبون فيهاحكومات تلك الثورات بعد نجاحها في استلام الحكم على اعتبار ما سيكون هنا أو هناك..
اذن هل انتهي عهد الانتفاضات التي تهز مبنى الطغيان و تسقطه في دفعة واحدة من سواعد الشعب وبأقل عدد من الشهداء والجرحي ولا تدخلات من مجلس الأ من والناتو والاتحاد الأوربي وبتاعة اكامبو اياها.. ودون أن يلتفت منهم صف الي الوراء ليري عدد القنوات التي تسجل الحدث لتطيّره عبر الفيس بوك والتويتر..؟ويتولي المعارضون والمحللون في العواصم المختلفة تشريح الحالة وتفكيكها كل يدعي أنه في الصورة تماما وبطلها القادم..

هل استعد شارعنا الذي تحجب عنه الصورة كتاحة الاحباط أو الغفلة والمحبوس خلف جدار الصمت المريب لاستيعاب كل هذه المستجدات بردم الهوة التي تفصل بين ثورات السينما المتجولة اسود وابيض كعرسنا الذي تم بالسرور..وبين ثورات التغطية الاعلامية التي تظهر لون الدم قانيا ولكنّه علي بشاعته بات منظرا ..يمر في أعين المتلقي دون أن يعبر الي صدره من خلال حاسة الشم..ّ
وهل تعي قياداتنا الديناصورية التي تعرض خارج الحلبة وقد كانت في كل مرة تشب علي الفرس بعد أن يسرجه الشعب ويعلفه ويسقيه..
أن السيناريو قد تغيّر وكذا المخرج ودحل منتج جديد لا يعبأ بانتصار البطل علي الخائن بقدرما ينظر الي الصف الطويل عند شباك المدخول؟
وان الخائن نفسه ربما يكون شريكا في تحريك الة الانتاج؟
اذن من الذي ينبغي ان يتغيّر ليحدث التغيير وفقا لمتغيرات الزمن.. الذي قفز بنا من ثورات العشرة ايام الي اعتصامات الشهور التي تغطيها الأقمار الصناعية ولا تحميها من الموت ..لان المنتج والمخرج ..والشباك وليس الجمهور عايزين كده..
والله المستعان وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. يا حليل الحكومات الدكتاتوريه بتاعت زمان

    عبود والبوليس السرى

    نميرى وجهاز امنو

    اها اما الشواطين ديل عملو بيوت اشباح ومستعدين كما بينو القتل بدم بارد

    لانو عارفين الثوره المره دى ما نوع ابيض واسود

    المره دى الثوره نوع احمر واسود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..