بدلا عن ثقافة الموت: شعبنا في حاجة الي تغييرات جذرية

بدلا عن ثقافة الموت: شعبنا في حاجة الي تغييرات جذرية
د.عبد القادر الرفاعي
الذين يتابعون تصريحات قادة الانقاذ هذه الايام يدركون ان السودان مقبل علي ايام صعبة، كما انه سيشهد تكراراً لاحداث وقعت في الماضي (خلال العقدين من حكم الانقاذ) وستبقي التوترات متنقلة، ويعيش الناس ظروفاً قاسية بانتظار الحل. لكن الواجب المقدم هو الا يسمح شعبنا بخراب الوطن اكثر مما لحق به، كما انه واضح ان بلادنا واهلنا لن يشعروا بالاستقرار او ان ينعموا به قريباً. وبالطبع فانه لا مجال لاحد ان ينكر ان هذه التصريحات فيها ازدراء للسودانيين وعدم اخذهم في الاعتبار وان الامور في السودان لو سارت علي هذا المنوال فان الذين تصدر عنهم تلك التصريحات يقعون في خطأ مأساوي كبير. ان شعب السودان لا يتطلع ان تفرض عليه اي جهة ايديولوجيتها بالقوة، او ان يجر السودانيون ليصبحوا تابعين لها، بل انهم يتطلعون في ذات الوقت الي الحكم الذي لا يريد السلطة، ان كان ثمن السلطة اراقة الدماء، وتشرئب اعناقهم الي ذلك النوع من الحكام الذين يدركون ان حياة كل فرد عزيزة عليهم. ان التصريحات البديلة التي يتطلع شعبنا الي سماعها تتمثل في انه يريد ان يكون علي يقين ان الحكومة تبذل قصاري جهدها وفقاً لمنظور قائم علي التخطيط والعلم ويعتمد اجراءات تمضي في اتجاه تحسين الاحوال المعيشية، وذلك من خلال الاعلان عن اجراءات ستقدمها للمواطن لمواجهة غلاء المعيشة وتدهور خدمات الصحة وانعدامها واستعادة التعليم والعلاج المجاني، والاهتمام بحياة المتقاعدين والمحالين علي المعاش والمفصولين جوراً وعدواناً واستمرار التضخم ثم تراجعه ليلجم غلاء المعيشة وتكريس البؤس وشقاء المواطنين الذين انتظروا طويلا وقبضوا الريح. ان المواطن حين ينادي بتحسين المستوي المعيشي وتوفير الخدمات المحلية من ماء وكهرباء ووقود وغيرها، انما تتجاوز توقعاته تلك للمناداة بدعم بعض السلع كالقمح والذرة وحليب الاطفال، فضلاً عن العودة الي مجانية التعليم والعلاج بالاضافة الي اصلاحات فورية وجذرية في الخدمة المدنية وبقية مؤسسات الدولة. واذا كان هذا فيض من غيض في ظل الاوضاع الراهنة في السودان حاليا، فان الوسيلة الضامنة لتحقيق هذه الاهداف وسائر الحقوق والحريات الديمقراطية للشعب، انما يكون الحل في اقامة حكومة قومية، وعن هذا الطريق يتحتم الغاء القوانين المقيدة للحريات والبت في مسألة سن تشريعات جديدة واطلاق الحريات والحقوق الديمقراطية وتوفير الضمانات لتحقيقها بدلا عن التهديد بالقتل او الاكثار من ثقافة الموت اذ ان شعبنا قد خلق للحياة وهو مستحق للحياة التي تليق بالانسان.
نتأمل الإنتقال السلمي السلس للسلطة فحسب التجارب الماثلة (أي ديكتاتور مصيره الى الزوال و لو بعد حين ) و نحن متأكدين من أن الحكومة الحالية تشعر بأنها ديمقراطية لأنها أتت بإنتخابات ديمقراطية لكن يا ترى ما هذه التمردات و الإحتقانات و تحالفات خوارج الحكومة ضد إستقرار و أمن البلاد (هل يأتي ذلك أحياناً من فراغ ! لظروف عمالة أو إرتزاق مثلاً أدمر بلدي و أهلي و حواكيري و أشجار مسقط رأسي لست أدري اصبحنا ملخبطين – راجين من جميع المتصارعين (واعين أم متخلفين "عملاء أم وطنيين) الإحتكام لصوت العقل و تقديم تنازل للإلتقاء وسط طريق الخلاف فالسودان لم يخرج بعد من غرفة إنعاش فصل يده اليمنى الجنوب – ماشاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن و لا حول و لا قوة إلا بالله استر يا رب و عاش السودان حراً مستقلا.
يا اخي عبد القادر .. ما أراه ان هؤلاء القوم يستمعون القول و لا يتبعون أحسنه .. و قد فاض الكيل و تقاصرت قاماتنا أمام أهلنا و ذوينا .. إذ أن السؤال إن كانوا يخطؤن و يعلمون أنهم يخطؤن فلماذا لا نقومهم .. ؟ مددنا حبال الصبر فتطاولوا .. و نصحناهم و ما استقاموا .. وأنا شخصياً قررت المواجهة ما استطعت .. و سأطوّر قتالي وفق السلاح الذي يشهرون …. و جميعهم يعرفني تماماً .. .. قد أحسب حساب الرجال و لكني لا أخافهم .. .و (محل رهيفة التنقد ) زي ما قالوا أهلنا المسيرية .. و شهر 9 انا في الخرطوم بإذن الله