جوشوا، "سوف أعود بعد الاستفتاء"

كان على جوشوا* الفرار من منزله مرتين، أولهما عندما وصلت الحرب الأهلية في السودان إلى قريته في ولاية جونقلي في جنوب السودان. كان جوشوا عندها صبياً صغيراً فاضطر للانتقال مع والديه إلى مخيم لابوني بالقرب من الحدود الأوغندية فوصلوا إلى هناك بسلام. ولكنه اضطر للفرار مرة أخرى عندما هاجم جيش الرب للمقاومة هذا المخيم، غير أنه افترق عن والديه هذه المرة بسبب حالة الفوضى التي نجمت عن الهجوم.

عاد والدا جوشوا بعد ذلك إلى قريتهما في جونقلي، في حين انتهى المطاف بجوشوا، الذي يبلغ من العمر 27 عاماً الآن، في مخيم كاكوما للاجئين المكتظ بالسكان في شمال كينيا، الذي تم افتتاحه عام 1992 لاستيعاب آلاف الفارين من القتال في جنوب السودان بين الشمال والجنوب. وفي ذروة هذه الأزمة، قامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمساعدة أكثر من 75,000 سوداني في كينيا، معظمهم كانوا يعيشون في كاكوما.

ويفتح الاستفتاء المرتقب على استقلال الجنوب للنازحين السودانيين أفقاً جديدة للعودة إلى ديارهم يوماً ما. وقد تحدث جوشوا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن عمله كمثقف في التربية المدنية مع فريق تنظيم عملية التسجيل والتصويت في مخيم اللاجئين عن طموحاته لفترة ما بعد الاستفتاء، حيث قال:

"لا يعلم معظم الناس في كاكوما عن الاستفتاء، إذ يوجد أشخاص أمويون هنا. يتمثل دورنا كمثقفين في مجال التربية المدنية أن نشرح لهم بطريقة بسيطة يمكنهم فهمها ليتمكنوا من اتخاذ قرار حول الاستفتاء. عندما يكتشف الناس أنه بإمكانهم القيام يذلك، فإنهم يشعرون بالفخر لأنه قد تم شملهم في التصويت. إنهم يشعرون بالفخر للاعتراف بهم ولأن شعب السودان لم ينس أمرهم.

مع ذلك، يخشى الناس من ان هناك بعض الدلائل على تزوير الاستفتاء. ففي كاكوما مثلاً لا يفهم الناس لماذا يجب أن يتم عد أصواتهم في الخرطوم. لماذا ليس في جوبا؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه علي الناس كمسؤول تربية مدنية.

أشعر بالفخر بهذا الاستفتاء لأنه عملية تاريخية من شأنها أن تحرر الناس. سأقوم بدوري كمواطن من جنوب السودان. لن يملي علي أحد ما علي فعله بل سأتخذ قراري بنفسي فمن حقي القيام بذلك.

وبعد انتهاء الاستفتاء، عندما يتم بنجاح، وأرى أن حق السودانيين الجنوبيين لم ينكر، سأعود عندها لأن السودان بلدي، وجنوب السودان أرض غنية. يمكنني أن أعثر على فرصة عمل أو أن أكمل دراستي، فأنا ما زلت شاباً ولدي الوقت للتعلم والحصول على شهادتي.

أول ما علي فعله عندما أعود إلى السودان هو الالتقاء بوالدي. سأفكر بما أستطيع أن أفعل من أجلهما. إنهما أميان وسيحتاجان إلى مساعدتي. هذا هو دوري ? أن أبني بلدي وللقيام بذلك لا بد أن أبدأ من حيث أنا.

*تحدث جوشوا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بصفة شخصية ولكن تم تغيير اسمه لأن صاحب العمل لم يأذن له بالتحدث إلى وسائل الإعلام.

ايرين

تعليق واحد

  1. اذا قررت ان تعود بعد الانفصال انصحك ان تعود الي بلدك الاخر سمه ما شئت وليس الي السودان وهذا نصيحتي لك حتي لا تخسر قروش تذكره مره اخري الي جوبا اتمني تكن فهمت حاجة وان كنت لا اعتقد :crazy: ;( وفتح عينك:lool: :lool: :lool: :lool:

  2. من حق المواطن ( جوشوا ) أن يعيش في وطن آمن مستقر وأن يرجع إلى وطنه السودان الكبير والذي فر منه بسبب هجمات المتمردين على قريته حول ( قناة جونقلي كما أظن ) ولكن جوشوا يبدو أنه تعرض إلى غش وخداع واستلاب تفكيري خلال وجوده في معسكرات اللاجئين وهو بالتالي لا يدرك الحقيقة التي هي أن الشمال لم يرفض له قط أن يعيش في وطنه كما يريد وان يبنيه بيديه الأبنوسيتين ولن يجد حرجاَ في أن يشهر اسمه على الملإ دون أن يخاف من أحد حيث لاسيد له إلا الله لا كما هو حاصل الآن في ملجئه الذي يخاف فيه أن يذكر اسمه الصريح حفاظاَ على عمله وخوفاَ من مخدمه!! إن تسميته حركياَ ب :جوشوا هو أيضا نوع من التدليس عليه بأنه ربما كانت قضيته كقضية الثائر الإفريقي السابق الزمبابوي ( جوشوا انكومو ) الذي كان رفيقا ل : روبرت موقابي الرئيس الحالي/ في النضال من أجل الانعتاق من ربقة النظام العنصري وقد استبد موقابي بالسلطة دونه منذ العام 1980م ولم يقسم لجوشوا شيئاَ حتى مات كمدا قبل عدة سنوات !! فشتان بين القضيتين!!ولكن لماذاأجل جوشوا العودة بعد الاستفتاء وقد وضعت الحرب أوزارها منذ ست سنوات ولم يبحث عن والديه بعد ؟ لقد ظل وضع المواطنين السودانيين الجنوبيين الملتجئين إلى معسكرات من مثل ( كاكوما ) مجالا خصبا لأولئك الذين يريدون أن ينسجوا حوله كثيراَ من الترهات الخيالية والأكاذيب المضللة التي سعت إلى إبغاضهم وإغضابهم من إخوانهم الشماليين حتى لا يروا عدوا أعدى منهم ولا أحدا أبعد إليهم منهم , في حين أن الواقع والماضي يكذب هذا وعما قريب سيكتشفون ذلك لا محالة !!:eek: :confused:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..