مسلسل الدم في دارفور متى يتوقف؟ا

الجوس بالكلمات
مسلسل الدم في دارفور متى يتوقف؟
محمد كامل
إهتمت القنوات التلفزيونية في تغطينها الاخبارية صباح امس بما اعتبرته تضارباً في عدد الضحايا جراء القتال الذي دار قبل اسبوع او يزيد في مناطق متفرقة من دارفورواستنطقت قناة الجزيرة المقدم الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية حول هذا الموضوع حيث اوضح ان الاحصائية مستوحاة من ندوة اقيمت بمدينة نيالا تم فيها ايراد عدد القتلى والاسرى والآليات المستولاة ، وهو اسلوب مستخدم من قبل كافة الاطراف المتحاربة ولكن يبدو ان جهات داخلية وخارجية تعمل على تسليط المزيد من الاضواء على مايحدث في دارفور باعتباران ما يجري من مفاوضات في دولة قطر ليس له جدوى بل يدخل في اطار تضييع الزمن والتسلي بالوقت وتكسيره من قبل كافة الاطراف وصولاً الى الغاية المنشودة وهي مفاقمة الازمة بصورة دراماتيكية تنسف الاستقرار في السودان بعد توصيف الوضع بانه مهدد للسلم والأمن الدوليين .
ان الحديث عن عدد الضحايا من الطرفين والترويج له يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا ما زلنا نستصغر الكارثة القادمة وان عملية الاستمرار في سفك دماء بعضنا البعض باتت نهجاً متبعاً وان البحث عن السلام هو آخر ما نفكر فيه .
لقد سقط ضحايا كثيرون من الاطراف كافة طيلة سنوات الازمة فهل ساهم سقوط الضحايا في إنهاء الازمة ؟ دعونا نكون واقعيين ونعترف بأن الجهود المبذولة من كافة الاطراف السودانية لم تكن كافية لإنهاء الازمة ولنعترف ايضاً بأن وفود التفاوض من الجانبين كان يتم اختيارها وفق الخبرات الطويلة الممتازة في الجرجرة واللف والدوران و( اللزوجة ) ولذلك لم تفلح سنوات وشهور التفاوض وجولاته الماكوكية في عواصم الدنيا في حلحلة المشكلة وإنما تم فقط إهدار الدولارات المليونية في الصرف على طواقم الاستهبال والجرجرة وإضاعة الوقت ، كل الوفود التي سافرت كانت تعلم بان المهمة محددة وهي عدم التوصل الي سلام لأن رجال السلام موجودون وقد افلحوا في التوصل اليه ذات يوم وهم خارج نطاق وفود التفاوض اليوم والمسألة مكشوفة .
نريد لمسلسل الدم المسكوب والمهرق على رمال دارفور بصورة يومية ان يتوقف وان تنجلي الازمة التي طال ليلها ، لقد اصبحنا نتفرج على القوات الاممية وهي تجوب الفيافي دون اخذ الاذن من القوات المسلحة بحسب الاتفاق المشئوم وعما قليل نسأل الله ان لا يرينا ما نخشاه من تكالب القوات الدولية بهدف تحقيق السلام الذي فشلنا في التوصل اليه .
الصحافة