غلاء المعيشة وضعف الكشيشة

غلاء المعيشة وضعف الكشيشة

د. عبد القادر الرفاعي

في كل مكان اصبح غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار الجنوني محل النقاش في الدوائر الشعبية وغيرها وبصروة مكثفة، فالطبقة الوسطي اضحت في عداد الفقراء والمحرومين، وهذا شيء طبيعي جراء سياسات الدولة وفيها من الخطأ الكثير. لكن الاغرب إن بعض اركان الحكومة قد انخرطوا ضمن الدوائر الشعبية وطفقوا بالحديث عن معاناة الناس، اذ لم يكن بامكانهم الآن وصف هذه الانتقادات إنها لا تصدر إلا من معاد للانقاذ، التي وفرت الأمن والاستقرار حتى بات الناس يخلدون الى النوم وأبواب دورهم مفتوحة حتى الصباح امعاناً في الإشارة إلى الطمأنينة التي يعيشونها. وزراء مرموقون لم يغادروا مواقعهم ويديرون شئون ومصالح الناس لأكثر من عقدين، وهم الأن يؤكدون إن الندرة لو كانت في السكر أو زيت الطعام أو الارتفاع المضطرد في سعر الخبز وتقليل اوزان الرغيف وهلم جرا، إنما هي نتاج لجشع التجار أو الراغبين في الثراء السريع أو بسبب فساد بعضهم. المواطن العادي لا يعلم عن التضخم سوى إنه مفردة غامضة لا يهمه كثيراً أن يبحث عن شروحٍ أو تتعلق بمعناها، إلا أنه يتذكر بما منته الانقاذ من خلال المؤتمرات الاقتصادية والحوارية بأنها جاءت لانقاذهم، وكما إنه يتذكر ايضاً إن الوعود بقرب استخراج البترول سوف يبدل حالة العوز والضنك والحرمان لنتحول الى مجتمع تسودع الوفرة والطمأنينة، الناس تدرك الآن إن البترول هو السلعة التي تدخل في كل شيء تقريباً بشكل مباشر أو غير مباشر، من الطعام والشراب والأدوية والملابس أو تأثيره في كافة مناحي الحياة ? الإنتاج الزراعي أوالصناعي إن وجدا ? يتحدثون ايضا بقدرة فائقة عن الاقتصاد والتنمية والإنتاج والاستهلاك والاسعار والتخزين ? إنهم يدركون كذلك بعجز الدولة في توفير احتياجاتهم الاساسية. هؤلاء لم يقتحموا قاعات المحاضرات ولا انخرطوا في كليات الاقتصاد ولا سافروا لحضور المؤتمرات المتخصصة لعلاج هذه القضايا. إنه البؤس الذي يقف خلف عبقريتهم ومن خلال التجارب الحية التي زادت من معارفهم ورفع وعيهم. إن هذا الضيق والمعاناة التي يعيشها السواد الاعظم من ابناء السودان، وهذه يمكن أن تشكل درساً بليغاً للحكومة. لذا فان الانطلاق من قاعدة إن الاستقرار هو ضرورة، فإن الحكومة التي تدرك هذه الضرورة هي التي تفتح أبواب النقد واسعة وتفسح الطريق أمام الحريات العامة.

الميدان

تعليق واحد

  1. ان من اهم اسباب غلاء المعيشه فى الخرطوم زيادة الطلب على السلع الاستهلاكيه مع شح فى المعروض وبروز قوه شرائيه طفيليه من الاحباش والاريتريين والذين دخلو الخرطوم بدون ضوابط رفعوا الاسعار للمواد الغذئية وقللوا فرص العمل للمواطن حتى اصبحت احياء الخرطوم جزء من اسمره او اثيوبيا كما اثروا فى النسيج الاجتماعى السودانى . على السلطات معالجة هذة الظاهره السالبه حتى لاتحدث مالايحمد عقباه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..