مع السّلام .. ولا نموت إلا وقوفاً كما الأشجار

بلا انحناء

فاطمة غزالي
[email protected]

مع السّلام .. ولا نموت إلا وقوفاً كما الأشجار

الوقوف بجانب أيّة خطوة من شأنها أن تضع لبنة للسلام في دارفور تظل مسألة مبدأ لن نتراجع عنه مهما كان ثمن المبدأ، وبركان قناعة لن يهدأ إلى أن تكتمل سيناريوهات السلام في إقليم دارفور وجنوب كردفان التي اشتعل حريقها فأكلت المواطنين الأبرياء، الكل يعلم أنّ طول أمد الحرب لا يعني سوى استمرار دوران عجلة الأزمات وخاصة الإنسانية التي تتمظهر ملامحها في القتل والتشريد والنزوح واللّجوء، ومساندة خطوات السّلام ضرورة تفرضها حقوق المواطن المسكين الذي تتلقفه القنابل والمدافع بدون إثم ارتكبه سوى أنّه خُلق في وطن مسكون بالأزمات.
دعوة دنيال كودي لإيقاف الحرب لا شك في أنّها دعوة عقلانية تعكس مدى انفعاله بسلبيات الحرب الأخيرة بولاية جنوب كردفان، وهذه الدّعوة أو المبادرة سبقتها مبادرة شبابية من قبل شباب التّغيير الذين وقفوا في مواجهة جهاز الأمن أمام القضاء حينما خرجوا في تظاهرة سلمية دعوا فيها إلى وقف الحرب في جبال النّوبة، وحينها أنصفهم القضاء بالبراءة لأنّه لا يعقل أن يحاكم دعاة السّلام، وليس منطقياً أن يدينهم بجريمة الشّغب وهم ينادون بوقف شغب الحرب التي كشفت عن ممارسات لا أخلاقية تجاه المواطنيين العُزّل في الولاية التي دفعت فاتورة الحرب الأهلية الشّمالية الجنوبية وتعود اليوم مرة أخرى إلى مسرح الحرب.
البعض يظن أنّ الاستمرار في تراجيديا الحرب وحده قادر على قصم ظهر الأنظمة ولا يدرون أن الحروب والأزمات تطيل من عمرها، وتفتح لها المجال للتّشفي من الذين يعارضونها، خاصة إذا كانت الحرب بعيدة عن المركز فتجعل الشّعوب أسيرة لقوانيين الطوارئ، ومقيدة بالظروف الإستثنائية التي تلاحق المواطن حتى في “قفة الملاح”.
وواضح جداً أنّ مواطن الهامش يدفع فاتورة الحرب لأنّ الهامش هو مسرح الحرب وفقاً لواقع الأزمة السّودانية فبدأت الحرب بالجنوب الذي فر بجسده هارباً من المركز ليؤسس دولة بعيداً عن التّهميش، مروراً بدارفور التي حركت مأساتها كل العالم حينما عكس الإعلام ما فعلته الحرب بأهلها، ووقوفاً بمحطة الحرب بولاية جنوب كردفان التي أزعجت تقاريرها المنظمة الأممية والضّمير العالمي بسبب الصور والمشاهد البشعة التي عبّرت عن مدى الوحشية في حرب جبال النّوبة، ولا شك في أنّ ضحايا الحروب يتطلعون إلى يوم تصمت فيه أصوات الرّصاص ويسكت فيه دوي المدافع من أجل العيش بسلام وإلى أنّ يتحقق هذا الحلم سندفع بأيّة خطوة تتجه نحو السّلام ولا نموت في هذا الدّرب إلا وقوفاً كما الأشجار.
الجريدة

تعليق واحد

  1. تانى يافاطمة

    إتفاق السيسى لن يحقق سلام ولا استقرار فى دارفور
    االمساحه التى تكتبين فيها عمودك ملك لنا فلاتضيعى وقتك ووقتنا فى ترديد ماعلاقنا عليه من قبل

  2. اصبت كبد الحقيقة يا زهراء الصحافة السودانية فالحرب لا تزيد الطغاة إلا تجبرا وتكبرا وتجعلهم يضعون نفسهم فى معادلة اله اذا كيف يتجرأ من هم تحت إمرتهم على رفع اصبعهم فى وجه اسيادهم الذين نفسهم بيدهم . الحرب لا تبقى ولا تزر إلا الفجور فى الخصومة والانتقام من الأبرياء الآمنين فى قراهم . ولكن ايضا الدعوة الى السلام الذى لا يحقق الكرامة هى دعوة منقوصة ومردود على صاحبها فاما عيش بكرامة او موت بكرامة . ودونك اهل دارفور – رفضوا ابوجا غلآ قلة حين خبروا بحسهم انها لا ترقى الى مستوى تضحياتهم ,الآن رحب معظمهم ( حتى نكون حقانين ) باتفاق الدوحة حين حسوا ايضا بصدقية التوجه فى ايجاد اساس للحل الشامل والدائم وعضدد من ذلك القبول المشوب بالترقب والانتظار ان بعضا من اهل دارفور كان هناك من يمثلهم فى جميع الحوارات و المشاورات التى دارت بدارفور رغم محاولات منتسبى حزب الحكومة ( فرتقة الشمل الدارفورى) ربما اشارك بمقال حول ذلك لاحقا. على كل اتفق معك ان السلام غاية غالية تدفع فى سبيلها الآنفس والثمرات . اضم صوتى اليك بالنداء اذا كنتم تريدون اسقاط النظام فعليكم بالسلام – والسلام عليكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..