هذا عن ” الفيفا ” وماذا عن الإتحاد السوداني لكرة القدم !!! ؟

منذ ان بدأتُ مشواري في حقل الكتابة قبل حوالي عقد ونيف سطرتُ خلالها المئات من المقالات والتقارير والتحقيقات في شتي المجالات ولكن لم اتطرق البتة
عن اي موضوع ذات صلة بالرياضة بشكل عام، ربما ذلك بسبب الأزمات السياسية والحروب التي عصرناها في بلادنا سيطرت على التفكيرنا الجمعي وأسرت أقلامنا
الحرة وحولتها إلى رهينة لمشاهد الدمار والعنف والفوضي السياسية وتحكمت بعقولنا ومسامعنا التي باتت لا تعرف ولا تسمع سوي دوي المدافع وهدير الدبابات وأزيز
الإنتنوف ، ولكن الكارثة الأخلاقية التي ضربت بأطنابها عرش كرة القدم العالمية ” الفيفا ” الأسبوع المنصرم فتحت الباب على مصرعيها للقوص في هذا العالم الملئ بالإثارة
والشغف.

فضائح الفساد التي هزت أركان الإتحاد الدولي لكرة القدم ” الفيفا ” بعد ان كشف وزارة العدل الأمريكية تورط مسؤوليين كبار في الأتحاد بعمليات الرشي والفساد قادت السلطات
السويسرية إقتهام مقر ” الفيفا ” وتوقيف أربعة عشر مسؤلا من الوزن الثقيل حاذت أهتماماً منقطع النظير من معظم شعوب العالم وتركت الباب مواربا لتوجيه الإنظار
نحو ما يدور في أروقة الإتحادات القارية والوطنية ، ونحاول هنا تسليط الضوء على الكورة السودانية يشكل عام و الإتحاد السوداني لكرة القدم ، هذا الإتحاد الذي فشل في
تطوير الكرة السودانية وأبقائها وفيا لماضيها يمضي بصمت دون متابعة أو مراقبة او محاسبة في أدارة اللعبة الأكثر شعبيةَ في العالم والأكثر ثراءاً من حيث الموارد
والمداخيل في غمرة إنشغال الناس بالأزمات التي تحيط بالبلاد .

ومن المؤكد ان الشفافية التي تنعدم بالأساس في السودان وتعاني منها جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية تنعدم أيضا وبشكل لا ريب فيها في الجهاز الحاكم لكورة القدم
السودانية وأجهزته الفرعية ، فالإتحاد السوداني ليس إستثناءاَ عن النظام الكلي للدولة فهو جزء صغير من عمليات الفساد الواسعة في الدولة تصنف عالميا من أكثر
دول فساداً إذ تتربع المرتبة الثالثة عالميا بلا منازع .

ان كرة القدم السودانية تعاني من الجملة من المعوقات والمشاكل المهنية والفنية والأدارية والتنظيمية جعلتها تفشل على الدوام تحقيق إنجازات على مستويين القاري والعالمي
منذ عقود وتراجع سمعتها وتدحرج كثيرا إلي الوراء ، رغم ان السودان تعتبر دولة رائدة في هذا المجال حيث نظم اول بطولة لكأس أمم الأفريقية عام 1957وفاز بها عام 1970
، هذا الفشل ليس بسبب ضعف الأمكانات والقدرات لدي اللاعب السوداني ، فالسودان تذخر بالعديد من الكفاءات والمهارات البشرية في مختلف الأقاليم بل ترجع أسباب
هذا التراجع والفشل الي ضعف التنظيم وسوء الأدارة وقلة الإهتمام والفساد الإداري وتدني مستوي التدريب الفني الذي يمثله محمد عبدالله مازدا منذ سنوات دون ان يحسب له اي نجاح
في المنافسات الأقليمية والدولية ، لقد أصابت الكرة السودانية بالشلل التام في عهد هذا الرجل ونزلت أسهمها وفقدت سهرها وحجزت على الدوام مقعدا في ذيل الكرة الأفريقية
مما أدي بالجماهير السودانية الهجرة بأذواقها نحو الكرة العالمية وتخلي كليا عن المتابعة والتشجيع الكورة السودانية التي لم تعد تثير إهتمام الجماهير وشغفها وحماستها .
ان النجاح هذه الرياضة الجماهيرية المحببة في تقديري مرهونة الي إجراء عمليات تغيير واسعة تشمل جميع أجهزتها وإدارتها القومية والفرعية التي ضربتها غبار الزمن والفشل واليأس وإبدالها
بكفاءات وطنية جديدة وشابة قادرة على النهوض بها وتطوير الأداء فيها وتضع نصب عيونها على الدور الذي تلعبه كرة القدم اليوم في إسعاد الشعوب وإثارة شغف الجماهير ورفع
مكانة الدول وتلحق بها إلي مصاف الدول المتحضرة والمتقدمة وتلعب دور كبير في تحفيز الأقتصاديات الوطنية من قبيل الجوائز والإنجازات والعلامات التجارية وإحتراف الكفاءات الوطنية
الغارقة الي سوح الأندية العالمية مقابل أموال طائلة تعود بالفائدة للأقتصاد الوطني .

ومن الأهمية بمكان القول بأن النهوض بالكرة السودانية وتطويرها مسؤلية لا تقع على عاتق الإتحاد السوداني لكرة القدم فحسب وإن كان يتحمل العبء الأكبر ولكن تشمل هذه المسؤلية جميع
الحادبين على مصلحة البلاد والمنظمات المجتمعية والصحفيين والكتاب والرجالات الأعمال والنخب السياسية والدولة ممثلةّ بمؤسساتها المتصلة بالرياضة ، الكل بلا إستثناء مطالب بأن يولي
أهتماماَ متزايداَ لهذا المجال الحيوي وتبنّي النقض الهادف والوقوف على الفساد الذي ينخر الأتحاد ورائته تزكم الأنوف وكشف مكامن الخلل والضعف والمساهمة بالمال والأفكار لأنشاء
مدارس كروية ترعي وتهتم بالمواهب الرياضية الناشئة وترقية أداءها وتدريبها ثم دفع بها الي صفوف الأندية الوطنية والمنخب الوطني الذي تفتقد لقدرات المطلوبة .
المنتخب الوطني السوداني هو أيضاَ بدوره بحاجة ماسة الي إصلاح منظومته الفنية وتغيير جذري في صفوفه من خلال أحداث ثورة كروية تطيح بالجيل القديم من اللاعبين الذين فشلوا في
تحقيق اي أنجاز منذ سنين طوال وأبدالهم بجيل جديد قادر علي التناغم والإبداع ويعود بنتائج وانجازات قارية وعالمية تعيد البسمة لهذا الشعب الذي فقد البسمة منذ زمناَ بعيد
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..