إسقاط النظام.. ورهان الحزب الشيوعي

بسم الله الرحمن الرحيم
أثارت تصريحات السيد الخطيب السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني بشأن قدرة الحزب على إسقاط النظام ردود فعل متباينة..كان أغلبها ربما ساخراً أو مستبعداً هذا الأمر من جهتين ..أولاها أن أحزاباً أكثر قاعدة مثل حزب الأمة عاجزة عن ذلك وفق وجهة نظر البعض ..أما الثانية فتتمثل في حال الحزب الشيوعي وضعفه بعد فقدان قيادات مهمة مروراً بعبد الخالق وانتهاء بنقد..وبعد المقارنة بين كاريزما القيادة لديهما والحالية..إضافة إلى مآل المعسكر الاشتراكي وانهيار الاتحاد السوفيتي..ودلالاته .
بيد أنى أراني متفقاً مع ما قاله الخطيب إلى حد كبير..لأن الأمر غير مرتبط في تقديري بمدى شعبية الحزب أو عضويته .. ذلك أن تأثير الحزب على الأحداث لم يكن يوماً مرتبطاً بحجم العضوية فقط..خاصة في ظل ضوابط الانضمام الصارمة..وللتدليل على ذلك..ما علينا إلا مراجعة تأثيره بعيد الانتفاضة مقارنة بعضوية منسوبيه في الجمعية التأسيسية..وقد كان الخطيب دقيقاً عندما أفاد أن ما ينادي به الحزب ( في شأن مناهضة النظام ) هو المتسيد للساحة علاوة على أصالة ما يراه حزبه في تراكمية العمل الثوري ..استناداً على ما سبق.. يجب البحث في العوامل المرجحة والمؤيدة لهذا الزعم..
إن أهم عوامل تأثير الحزب هنا ..يتمثل في نقده لميزان العدالة الاجتماعية في النظام الرأسمالي عموماً وثباته على هذا الخط..وكذلك في النظام الذي رسخه منافسه الأكبر عندما استولى على السلطة..حيث أن التيار الاسلامي كان يطرح نفسه بديلاً للحزبين الطائفيين الرأسماليين بامتياز وقدرته فكرياً وأخلاقياً على التعاطي مع هذا الأمر..والجميع معايش لما انتهى إلىه من أبشع صور رأس المال الطفيلي..لذلك فإن تياراً شعبياً عريضاً لا علاقة له بالحزب ..يتفق معه في هذا التقييم..والإحساس بحجم الظلم والانسحاق تحت عجلات آليات سوق الرأسمالية الطفيلية..وقد يقول قائل بوجود هذا في المنادين بمحاربة ظلم النظام من الحركات المسلحة ..وكذلك التيارات العروبية..وهذا صحيح ..لكن منطلقات كل منها ربما ينقص المقدار حيث أن الحركات المسلحة يغلب عليها المنطلق الجهوي وإزالة المظالم ..وهي على حق في ذلك..علاوة أن منها ما عبر عن انشقاق التيار الاسلاموي الحاكم حسب ما راج..والحركة الشعبية قطاع الشمال أقرب طرحاً إلى الحزب الشيوعي ..أما التيارات العروبية..فلا يختلف طرحها في شأن العدالة الاجتماعية كثيراً..وتزين اسمها بلفظة الاشتراكي..ولو أنها واقعة تحت صدمة انهيار نموذجها هي أيضاً..إضافة على تناقض الطرح من حركات الهامش ما يحدث مواجهة بين الطرح الأفريقاني لحركات الهامش والعروبي لها..هنا يكون الشيوعي في طرحه متوسطاً لا للتوفيق بينها..بل من أصيل فكره كما يطرح منذ دخل في الساحة السياسية..
وهذا هو سر محاولات النظام الحثيثة في محاربته ليس منذ تولي التيار الحاكم ..بل منذ بزوغ الفكر الاخواني..ولا يتوانون في جعل الشيوعية تهمة تلصق بكل معارض لا يعرفون له انتماءاً للحزبين أو الحركات ..ما يجعلنا نقول أن الاسلامويين ..إن لم يجدوا الشيوعية لابتدعوها ليكون هناك عدو ..أما الرأسمالية..فعبثاً حاولوا فرز سوءاتها من دولها..حتى بدت سوءاتهم فيها..
لكن الأخطر في عدم الاكتراث بهذا الطرح ..هو الإقرار باستمرار النظام ..خاصة للمتخوفين من طرح حركات الهامش..وهو ما يجتهد الحزب الحاكم لترسيخه ..وما تصريحات حامد ممتاز ببعيدة..لذلك أرى طاقة أمل كبرى فيما قاله الخطيب…مهما كان وضع حزبه التنظيمي..أو الفوارق في الكاريزما بينه وبين عبد الخالق ونقد.. فالأمر أمر عمل جماعي .
[email][email protected][/email]
استاذ/معمر
حقيقة الواحد سئم من مستوي الصحافه السودانيه.في السنوات الاخيره
من ناحية الكتابه اقصد.
ولكن مقالك هذا بادرت امل في العوده للكتابة الرصينه كما كانت عليه
الصحافة السودانيه قبل التدهور الذي اعتراها
مقال جميل ومرتب وكتابه راقيه برافو معمر
استاذ/معمر
حقيقة الواحد سئم من مستوي الصحافه السودانيه.في السنوات الاخيره
من ناحية الكتابه اقصد.
ولكن مقالك هذا بادرت امل في العوده للكتابة الرصينه كما كانت عليه
الصحافة السودانيه قبل التدهور الذي اعتراها
مقال جميل ومرتب وكتابه راقيه برافو معمر