اللا وطنيون..!

شمائل النور

في الوقت الذي بلغ فيه عدد القتلى ما يقرب من الــ 200 سوداني من قبيلتي المعاليا والرزيقات،وفي الوقت الذي تشردت فيه ما يقرب 40 ألف أسرة و35 حالة وفاة سودانية جراء السيول،يتظاهر أبناء السلطة الذين نصبوا أنفسهم معارضة في الفترة الأخيرة،يتظاهرون احتجاجا وبكاء على ما يسمونه الانقضاض على الشرعية في مصر رافعين صور الرئيس المصري المعزول ويزرفون الدموع الحرى،كم مستفز هو المشهد، سودانيون يصرخون ويلطمون الخدود بكاء وحسرة على قتل “إخوانهم” في مصر بينما لم تستفزهم حالة وفاة واحدة من أشقائهم وأبناء وطنهم وبني جلدتهم الذين يموتون كل يوم،نعم كل يوم،ومستفز أكثر أن ترسل الحكومة المصرية المؤقتة 4 طائرات إغاثة لمنكوبي السيول بالسودان رغم ما تمر به مصر من محن،بينما تدفع الحكومة السودانية عبر أوجهها المختلفة من حركة إسلامية وأجنحتها للاحتجاج والمطالبة بعودة مرسي دون إدراك إلى أين يسير الوضع في مصر ولصالح من،بينما تصدر الخارجية بيانها وتعتبر وتُصر وتؤكد على أن ما يجري في مصر شأن داخلي،موقف مقرف من شدة الارتجال والتوهان والكيل بعدد من المكاييل.

الذين يتباكون على ذهاب الشرعية في مصر أو ما يسمونه هكذا،هم عديمي الأهلية تماماً للحديث عن الشرعية أو الديمقراطية،هؤلاء كأنهم مسحوا التاريخ عن ذاكرتهم،تناسوا أم نسوا أنهم فعلوا ذات الفعل،بل بالمقارنة كان فعلهم أشد سوء،على الأقل لم تخرج تظاهرات شعبية تطالب بالانقلاب،هذا على أقل تقدير..إن المشهد السوداني الاحتجاجي المصاحب لعملية فض اعتصامات الإخوان في مصر،يحمل وجوها عديدة لا تحمل رؤية استراتيجية للسودان في التعامل مع ما يحدث في مصر.

تمعنوا،الخارجية كأنها أرادت أن تقطع الطريق أمام فوضى التصريحات والتظاهرات،أصدرت بيانا كتبت عليه بيان عاجل،دانت العنف كغيرها من الكيانات الدبلوماسية والسياسية الإقليمية والعالمية بشكل الإدانة المعتاد،وأصرت على أن ما يحدث في مصر شأن داخلي،ثم دعت الأطراف كافة للعودة للحوار..بيان أكثر من معقول،لكن حكومة السودان لم تكتف ببيان الخارجية،بل سبقته بتظاهرات أمام السفارة للاحتجاج على فض الاعتصامات والمطالبة بعودة الرئيس المعزول،وبالمقابل أصدرت الحركة الإسلامية الحاكمة في السودان بيانها التنظيمي وقفت في صف إخوانها في مصر،كل هذا التناقض يمثل وجها واحداً هو حكومة السودان،الخارجية والحركة الإسلامية الحاكمة،والمجموعات الشبابية الإسلامية،وكل هذا التوهان يعبر عن الحالة الارتجالية المسيطرة في تشكيل موقف نهائي تجاه ما يحدث في مصر،حسنا أين موقف هؤلاء مما يحدث داخل السودان،أم هم غير معنيين به نهائياً..الذي تأكد للجميع أن الإسلاميين ينتمون إلى تنظيمهم أكثر من أي شيء آخر،لماذا لا يعتبر اسلاميو السودان الذين يبكون على إخوانهم في مصر أن ما يحدث من قبل الجيش المصري هو حرب على التمرد ورفع السلاح في وجه الدولة،أليس هي ذات الحرب التي تدور في السودان الآن ويموت فيها الآلاف.
==
الجريده

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكراً شمائل النور …لو أن أمثالك كثر فى السودان لما مسنا النصب وأدركتنا المصائب ..يا أستاذة شمائل النظام ومن دار فى فلكه يعيشون فى أوهامهم لا يسمعون ولا يقرأون ولا يريدون أن يفعلوا لأنهم يتوهمون أن للسودان دورٌ عربى يجب أن يلعبه فهم دوماً يبكون الدم العربى المسفوح فى العراق وفلسطين ومصر ويكدون فى سبيل إظهار عواطفهم الجياشة تجاه هؤلاء .. فى الوقت الذى لا تُثير فيهم دماء السودانيين التى تُراق صباح مساء على مدى عشرات الأعوام أية مشاعر ..إنهم لا يكترثون لدماء أهل دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ..والأمر المضحك المبكى أن شعوب هذه الدول بدورها لا تكترث لعاطفة أهل السودان الجياشة هذه بل لايشعرون بأى مواساة تأتيهم من هذه المشاعر المتدفقة بإهمال من أغبياء السودان هؤلاء ، وذلك من شدة إستخفافهم وإستحقارهم للسودانيين .,.ليتك قرأت تعليقات المصريين غير الأخوان فى مواقع التواصل الإجتماعى عن السودانيين ..اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.

  2. ولماذا كان يصمت اخوان مصر لما يجري بالسودان نعم الانتماء الحزبي اهم شئ لديهم لا يهم بعده هم او الطوفان

  3. الاخت شمائل لك التحية والتقديرحالة السودان الان الكذب- الفساد – اكل اموال الناس بالباطل -عدم المبالاة ماهو قادم للسودان ، هولاء الكيزان دمروا كل شي جميل في السودان.المثل بقول الجمل ماشايف عوجة رقبتوا ،قتل الالاف من السودانين في الايام الماضية لم يحرك هولاء الصعاليق ولم يشجبوا هذا الموت ، ليس لدينا مانقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل.فدعواء هولاء الكيزان يتمتعوا قليلا فالحساب قادم باذن الله ……

  4. انها التاهة و فقدان البوصلة
    انه النفاق و الاستهبال والاستخفاف بعقول السودانيين كأننا على رؤسنا “قنابير”
    العبواو ليرقص رئيسكم طالما زعامة المعارضة هم على شاكلة الصادق المهدي و الميرغني و ابليس الكبير الترابي

  5. أحييك يا أستاذة ، وأنا أطالب بدراسة نفسية جادة لكل قيادات الإنقاذ وتنظيمهم لان ردود الفعل تجاه مصر هذه الأيام غير طبيعية ولا منطقية وتدعوا فعلا للدهشة والاستغراب عجبييييييي!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..