حمدين وعرمان

حمدين وعرمان

فيصل محمد صالح

رأيت حمدين صباحي عضو البرلمان المصري يعلن على شاشة إحدى الفضائيات نيته الترشيح لرئاسة الجمهورية إذا ما توفرت بعض الشروط المبدئية وأجريت التعديلات اللازمة على الدستور المصري، وهذا مطلب الكثيرين.

لعل صباحي هو الشخص الرابع أو الخامس حتى الآن من القيادات السياسية المعروفة في مصر الذي يعلن ترشيحه للرئاسة.

بادر الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإعلان رغبته في الترشيح فور عودته لمصر، وأشار عمرو موسى لعدم رغبته في التجديد له كأمين عام للجامعة العربية مع احتمال ترشحه لمنصب الرئاسة، وهناك مرشحون جاهزون من أحزاب أخرى من بينهم المرشح السابق أيمن نور رئيس حزب الغد.

حمدين صباحي من القيادات الناصرية المعروفة في مصر، ولمع اسمه واشتهر عندما كان طالبا بكلية الإعلام جامعة القاهرة ونائبا لرئيس اتحاد طلاب الجمهورية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ودخل معه في جدال مشهور على شاشة التليفزيون في احدى اللقاءات الجماهيرية. وبقي صباحي وفيا لأفكاره ومبادئه، ودفع ثمنا باهظا من حياته وشبابه قضاها بين المعتقلات، وخرج من كل ذلك قويا ومصادما ليؤسس حزب الكرامة الذي لم ينل الاعتراف الشرعي من الدولة حتى الآن، لكنه يملك نوابا في البرلمان.

وفي ظل الظروف الانتخابية المعروفة في مصر فإن فوز حمدين صباحي في دائرته الانتخابية “بلطيم” في كل دورة انتخابات يبدو ملحمة حقيقية تتابعها كاميرات الفضائيات والصحفيين المصريين والأجانب، تعاكسه ظروف واجراءات ومخططات كثيرة، لكنه يفوز بدعم فقراء الصيادين ومحبتهم له.

وفي ظل الظروف التي تعيشها مصر يبدو حمدين صباحي خيارا مختلفا، قادم من المستقبل لأنه من جيل المستقبل، يحمل آمال واحلام، بل وآلام، الملايين من شباب مصر. ويأتي حمدين من خارج التركيبة السياسية التي حكمت مصر أكثر من خمسين عاما وهي تدور في فلك تحالف السياسة مع راس المال. ويحمل كثير من المهتمين بالشأن السياسي هذا التحالف مسؤولية تدهور الاوضاع في مصر وتحكم طبقة رجال الاعمال بشؤون السياسة والاقتصاد وحالة الفساد التي يشكو منها الجميع.

ويبدو حمدين خيارا مخنلفا في كل شئ، في السياسة الخارجية لمصر حيث لا يزال من حملة لواء ارتباط مصر بكل القضايا العربية، وفي الاقتصاد حيث ينحاز للفقراء ولموازنة تضع احتياجاتهم ضمن الاولويات، من التعليم للعلاج والسكن والصرف الصحي، هو ابن صياد فقير من بلطيم وحلمه طوال حياته أن يعمل من اجل الصيادين والفلاحين الفقراء.

حمدين صباحي صديق قديم جمعتني به ظروف وارتباطات كثيرة في مصر، وسيسعدني أن يفوز لأسباب كثيرة، لكن أهمها على المستوى الشخصي أن أكون صديقا للرئيس، اي رئيس. سبق أن كان لي أكثر من صديق مرشح رئاسي سابق أيضا، ياسر عرمان الذي جمعتني معه معرفة ورفقة سنوات طويلة، وعبد العزيز خالد الذي زاملته في السجون والمنافي و”المعسكرات”، ثم حاتم السر رفيق المنافي. إذن كانت، ولا تزال، هناك أكثر من فرصة لأصبح صديق الرئيس، لكني أعلم أن العالم ليس بكل هذا الجمال حتى يمنحنا رؤساء من طراز حمدين صباحي وياسر عرمان..!

الأخبار

تعليق واحد

  1. بعيدا عن الموضوع : والله ما شاء الله أصحابك عينة (عرمان وعبد العزيز خالد وحاتم السر وكامل ادريس) ، طيب إنت صوت لي منو في الانتخابات الأخيرة ما دام ديل كلهم أصحابك :cool: :cool: :cool: ممكن أكون صاحبك عشان الجماعة دول يكونوا أصحاب صاحبي:cool: :cool: :cool:

  2. وقت اصحابك ديل كلهم ليهم ميول رئاسية
    انت مالك ما اترشحت لرئاسة الصحفيين ؟؟؟؟؟

    طبعا منتظر التعيين من واحد من اصحابك بعد الفوز ؟؟؟ موش؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..