قناة طيور الجنة.. وهشاشتنا الإعلامية

محمد الخير حامد: يقف الاهتمام بالطفل عندنا بالسودان في آخر صف الاهتمامات والأولويات، وهذه سمة من سمات العالم الثالث وملمح من ملامح التخلف الحضاري، إذ أن كل الدول المتقدمة حضارياً وعلمياً وثقافياً تولي أمر تثقيف الطفل وتدريبه وتأهيله اهتماماً منقطع النظير باعتبار أنه دعامة المستقبل.
وعندما زارت فرقة طيور الجنة السودان في الشهور الماضية وقدمت أعمالها وحفلاتها بالخرطوم، كنت كغيري من الكثيرين الذين لم يسمعوا بالفرقة مسبقاً، مندهشاً ومستغرباً جراء الاهتمام الكبير الذي صاحب تلك الزيارة، وهذا ما لفت انتباهي وجعلني اهتم بمتابعة ومعرفة فرقة طيور الجنة والقناة وتحليل الظاهرة عن قرب.
قناة طيور الجنة كما وجدتها، فهي قناة لم تخلق هكذا عن طريق الصدفة، وإنما هي نتاج لجهود، وتعب عليها مؤسسوها لعدة سنين، وقد بدأت فكرتها بوصفها فرقة غنائية صغيرة تنشد وتتغنى ببعض الأناشيد للأطفال، فتطورت الفكرة حتى وصلت إلى قناتين للاطفال، الأولى للأطفال الصغار والأخرى للذين يفوقونهم عمراً وعقلاً.
والقناة تعتمد في هيكلها الفني شاعراً وملحناً «موسيقياً» وفني جرافيك، بالإضافة لفرقة المنشدين وبعض الأطفال الذين دخلوا عالم النجومية قبل مرحلة المراهقة بانتشار أعمالهم وأصواتهم، إذ أن القناة ذات صيت وحضور ومشاهدة عالية من قبل معظم الأطفال، وبالتالي الأسر التي تضمهم، فمشاهدو القناة الآن هم «الأطفال والأمهات والآباء».
ومن حسنات وإيجابيات القناة اهتمامها بالفضائل الإسلامية ونشرها ومدحها لكل جميل من الصفات، وبالتالي فهي تساهم في تربية وتعليم النشء سلوكيات إسلامية جميلة كتحية الإسلام والتوكل والمشيئة، وتنشر قيم العدل والإخاء والرأفة بالإنسان والحيوان، وتحذر من الصفات الذميمة كعقوق الوالدين والظلم والكذب وغيرها من الصفات السيئة، كما أنها تعرِّف الطفل بأبجديات التعلم كمعرفة الايام والشهور والحروف والفواكة والخضروات وفوائدها عبر كلمات مبسطة جداً يفهمها الطفل.
ويقيني أن الكثيرين يمكن أن ينتقدوا القناة خاصة في مستوى الشعر والأناشيد التي تقدم بالقناة، لكن بالنظر إلى التجربة من زاوية سبقها وتفردها وابتكارها وطرقها لهذا الباب قبل الآخرين ومواصلة المسيرة، فهذا في ذاته قمة النجاح.
وفي تقديري أن تميز القناة وتفوقها بعد حسن الادارة طبعاً قد جاء بتلك الكلمات البسيطة والألحان الحلوة التي استطاع بها محمد بشار وعبد القادر زين الدين وخالد مقداد أن يعبِّروا عن اهتمامات الطفل، كما أن الصور الكرتونية البسيطة ساعدت في جذب الانتباه أكثر.
وما يمكن أن يؤخذ على القناة هو تكرارها للأعمال، وتركيزها على الأسلوب الواحد في المنتج البرامجي والأناشيد فقط، كذلك اعتمادها المفردة الشامية العامية، وهذا موضوع من الخطورة بمكان، لأننا قد نجد كل الأطفال السودانيين في السنوات القادمة مسلوبي الهوية يفهمون ويتحدثون لهجات أخرى، ولا يعرفون موروثاتنا ومفرداتنا العامية ذات المدلول العتيق، وبالتالي يجب أن نفرد له مساحات أخرى للبحث.
ونجاح قناة طيور الجنة أثبت أيضاً قصورنا الاعلامي، فهشاسة البناء الإعلامي الاستراتيجي وضعف مساهمة الدولة وعدم اهتمامها بالنشء، هو الذي سمح وسيسمح دائماً بمثل هذه الاختراقات سواء أكانت إيجابية أو سلبية.
مفردة من القناة:
الحلو صار يحبي
اسم الله علي حبيب قلبي
ومن الفرحة صار بدو يطير
يا ناس صلو ع النبي
الصحافة
استغرب انك لم تسمع بطيور الجنة واطفالنا يتغنون ليل نها باغانيها ؟؟؟؟؟
زمان التلفزيون ببساطته قدم لنا الجميل المفيد
كثرة القنوات وبال والسودان كله يغنى
طيب وين قناة سنابل للاطفال السودانية التي اختفت قبل ان تبدا .
القائمين على قناة طيور الجنة كل همهم الربح ليس الا و يخدعون الاطفال في الحفلات التي تقام في السودان و غيرها و لقد شاهدت بام عيني حفلة طيور الجنة في بورتسودان و قد كانت عبارة عن حفلة مسجلة تقف الطفلة او المغني و يمسك المايك و يوحي اليك انه يغني و قد رايت ان حركة فم الطقلة لا تتطابق مع الصوت الصادر و اتأكدت بنفسي انهم يخدعوننا و يدفعون اولياء اموؤ الاطفال مبلغ 500 ج من اجل ذلك
يا أخي السودان تراجع كثيراً في كل شيء و خاصة في هذا العهد البغيض و تحت هذا النظام الغاشم ، فنحن عندما كنا أطفالاً في ستينات القرن الماضي كنا نتلقى جرعات وطنية راقية من برامج الأطفال في التليفزيون و الإذاعة أيام العم شعبان و ماما صفية بالإضافة إلى مجلة الصبيان و كانت المكتبات مليئة بكتب الأطفال و لذلك لم نجد خطورة فيما كان يفد إلينا من خارج الحدود من مجلات ؛ سمير ، ميكي ، الوطواط ، سوبرمان و غيرها .