تهدد البلاد بالفوضى الخلاقة.. من كسلا إلى الضعين.. الفتنة القبلية تطل برأسها

الخرطوم: صديق رمضان : بين عشية وضحاها تحول حلفاء الامس بولايتي شرق دارفور وكسلا، الي اعداء اليوم.. والعناوين البارزة لعلاقتهم بعد ان غشيتها رياح الاختلاف باتت تحكي وتجسد.. حدوث تباعد بعد تقارب.. وجفاء عقب اخاء.. وشقاء احتل مكان الصفاء..ولا يدري احد ما تخبئه الاقدار.. فهل يشهد الغد تحكيم فرقاء اليوم لصوت العقل ويدركوا ان العالم تجاوز مربع الاقتتال والنزاع القبلي منذ عقود، ام تمضي ساقية الحرب لتحصد المزيد من الانفس، في وطن لم يعد فيه موضع لجرح جديد.
والنزاع القبلي في البلاد خلال السنوات العشر الاخيرة يشابه كرة الثلج التي تبدأ بالتدحرج من اعلى الى اسفل وسرعان ما تصبح جبل جليد يغطي مساحات واسعة، وكذلك يتحول مستصغر الشرر في كثير من الاحيان الى نار تقضي على الاخضر واليابس، وما يحدث بدارفور من اقتتال قبلي بات محل دهشة وتعجب لجهة تسارع وتيرته وارتفاع ضحاياها الى ارقام غير مسبوقة، وفي خضم هذا الجو المشحون بروائح الاسلحة النارية والمعطون بدماء مواطنين سودانيين، تبرز الكثير من الاسئلة الحائرة حول طبيعية هذه النزاعات.. اسبابها.. نتائجها.. تداعياتها.. وحلولها.
في شرق دارفور وبسبب خلاف حول أرض دفع اكثر من الف مواطن ارواحهم في اقتتال الرزيقات والمعاليا.. وفي كسلا اذا كانت زرقاء اليمامة موجودة لقالت «إني ارى شجراً يسير»، فتحت الرماد وميض نار ورمال تتحرك ببطء تحت الارجل، وذلك بعد بروز الفتنة بوجوهها القميء وهي تسعى لتبعيد مساحات تلاقٍ بين الهدندوة والهوسا ظلت متقاربة لأكثر من مائة وخمسين عاما لم يعكر صفوها طارئ.
والقاسم المشترك بين ما حدث بكسلا والضعين هو الخلاف حول تبعية الارض والنفوذ القبلي، فمنطقة كليكلي ابو سلامة كانت مثار نزاع بين القبيلتين، وهو أمر ليس جديداً، حتى ان والي جنوب دارفور الاسبق ووزير المالية الحالي علي محمود، سعياً وراء انهاء الخلاف حول المنطقة اصدر وقتها قراراً بتبعيتها لحكومة الولاية مباشرة «أبيي2»، ولأن الملف لم يشهد الحسم النهائي من الجانب الحكومي بتحديد تبعية المنطقة كانت الشرارة التي تسببت في اندلاع الحريق، والرزيقات المعاليا وطوال «200» عام لم يدخلوا في نزاع مسلح الا اربع مرات، ففي عام 1882م لقي قرابة المائة مواطن حتفهم وكان ذلك في العهد التركي، وبعد تعايش استمر لقرابة سبعين عاماً تجدد النزاع عام 1966م وتسبب في مقتل ما يربو على الثلاثمائة مواطن، وهو النزاع الذي شهد تكليف الملازم عمر حسن أحمد البشير بقيادة حامية أبو كارنكا لحفظ الامن والاستقرار بالمنطقة، لتمضي اربعون عاماً اخرى دون اقتتال الي ان اندلع في عام 2000م بمنطقتي التبت وقرضاية وايضا شهد سقوط 280 قتيلاً، واخيرا بعد مضي عشر سنوات على صلح نيالا الشهير دخلت القبيلتان الجارتان في صراع اشد دموية ووحشية أوقع قرابة ألف قتيل بحسب تقارير غير رسمية، وكان من الممكن تلافيه إذا احسنت السلطات الولائية والمركزية قراءة مجريات الواقع قبل شهرين عندما بدأت حالة الاحتقان تظلل الاجواء، وأخيرا أفلحت الجهود والمبادرات في إسكات صوت البندقية، ويبدو ان القبيلتين في طريقهما للتوقيع على هدنة.
والمشهد في كسلا يختلف عما جرى بشرق دارفور في محصلة الضحايا، فخلاف الهوسا والهدندوة شاءت ارادة السماء ألا يقع فيه قتلى، فقط اربعة جرحى، حيث كان لجهود لجنة الأمن أثر كبير في نزع فتيل الأزمة بإقناعها أمير الهوسا بإلغاء الاحتفال الذي كان سيقام على شرف تنصيبه أميراً على القبيلة بولاية كسلا بمنطقة أولييب، وهو الاحتفال الذي رفض ناظر الهدندوة قيامه لأسباب يراها منطقية، وتتعلق بتبعية المنطقة لنظارته.
الصحافة

تعليق واحد

  1. الفوضى ياها الفوضى في كل كل شئ !!! هل يمكن أن تعرّف ماهو الفرق بين الفوضى الخلّاقة وما سواها من فوضى ؟

    إنها العنصرية والفتنة التي زجّ بها الكيزان في حياتنا لتمزيق الدولة وتفتيتها إرباً إربآ ونشر البغضاء والعداوة ما بين أبناء الوطن ،،، وللأسف قد تحقق لهم ما أرادوا في غفلة وإستكانة وجبن مننا جميعاً والله المستعان

  2. ربنا قال الفتنة اشد من القتل
    يعنى الفوضى التى تأتى بها الفتنة
    فوضى مدمرة وليست خلاقة ابدا ابدا
    انتبهوا وإلا كررتم ما يفعله الأخوان
    المتأسلمبن .. كمان مش اي لفظ يخار لكم هو صاح
    الفوضى لا تخلق الأ البلاوى
    وتجربة دارفور واضحة !!!؟؟؟
    ماذا خلقت هذه الفوضى ( 2003 — 2013 ))

  3. إقتباس :
    في شرق دارفور وبسبب خلاف حول أرض دفع اكثر من الف مواطن ارواحهم في اقتتال الرزيقات والمعاليا
    لو كان موتوا في الخرطوم كان قضيتوا غلى الكيزان وأهلكم حصلوا على أرض السودان كلها:
    الأرض عندكم منذ مائات السنين ماذا فعلتم فيها ؟ سبحان الله .

  4. موضوع مفكك لا رابط بينه يجمع بين الشتيتين
    فهل يجتمع الشرق والغرب؟!
    منذ متى كان الهوسا من سكان الشرق؟

  5. استعادة الحكم الاقليمي اللامركزي-الخمس اقاليم بتاعة العصر الذهبي1972-1978 باسس جديدة- ترفعنا من مستوى الاحتراب القبلي الذي يغذيه المركز المازوم سياسيا واخلاقيا

  6. الاحداث تفهم فى اطار سياسة فرق تسد التى انتهجتها الانقاذ القذرة باحترافية عالية وتمرحلت فيها بخبث يهودى تشهد عليه الاحداث فى دارفور وكردفان والنيل الازرق.
    هناك من حرك الاحداث لان الهوسا والفلاتة و مجموعات الغرب الاخرى قد تم ادراجها بسلاسة تحت نظارة الهدندوة بشأن قضية الارض فى مشروع سيتيت المروى.
    من وجهة نظرى المدعومة بالتجربة الاسلم للهوسا الاستمرار فى حلفهم مع الهدندوة و احترامهم للسوالف و هذا مفيد للهدندوة وسكان الشرق عامة و ان يتعظوا جميعاً من تجربة الفلاتة و الهوسا مع الفونج فى النيل الازرق. هذه الكيانات لا ترفض ان ينتظم الهوسا والفلاتا وغيرهم فى شكل عمد ومشايح لادارة انفسهم او التعبير عن انفسهم ثقافياً واجتماعياً لكن ترفض انسياقهم للمخططات التى تستهدف ارث المجموعات الاصيلة و ارضها والارض فى الشرق نظامها معقد وهى تمثل شرف المجموعات لكن الانتفاع بها متاح لكل من يحترو السوالف والدليل على ذلك 150 عام من التعايش المثالى لاذى ابت يد الانقاذ الخبيثة الا ان تمتد لتدمره مع سبق الاصرار والترصد

  7. النزاع القبلي فى السودان خاصة دارفور
    متسبب الأول المؤتمر البطني متماثل فى
    زول اسمه نافع على ما نافع

  8. فوضى خلاقة؟! يا اخى ده مصطلح ابتكرته امريكا و ذلك بإفتعالها توتر فى منطقة ما بما يخدم مصالحها هى. بس كدى ورينى الاقتتال بين ابناء الوطن الواحد كيف يكون فوضى خلاقة؟ هى فوضى و خلاقة كمان؟ شى عجيب.

  9. القاسم المشترك الاعظم هو فرق تسد بواسطة هذه الجهة المعروفة
    انا من ابناء كسلا ولصيق جدا بكل الاطراف المتصارعة والاطراف الخفية التي ادارت الصراع من وراء حجاب..
    الموضوع في كسلا مختلف من دارفور تماما.. الفبيلتين مسالمتان لابعد الحدود الممكن تخيلها.. تعالو معاي .. عمدة الهدندوة يعتبر الهوسا في القاش {ناسو وجماعتو من ايام عمودية جدو} فاعتبر مبايعتهم لامير آهر ولو كان {من جنسهم} هو مس لسلطاته و{ناسه}.. وموضوع الهوسا مع الامير موضوع لغير اي نوع من المكتسبات المادية هو امر روحي فقط واحساس بمبايعة مجرد قائد روحي لا اقل ولا اكثر .. كان شياطين الانس غير بعيدين عن ملابسات الامور فتناهت الى المسامع {وصول برلماني معروف} الى المنطقة قبيل موضوع الاحتفال {التكريم} المعنوي للقائد الروحي لهم ولا نبالغ ان لم نترككم للاستنتاج وتوليناه نيابة عنكم .. وسوس البرلماني للعمدة بان هذا لا ينبغي ان يكون فانت قائد هؤلاء الناس اذا يجب ان تمنع وصول هذا القائد الآخر مهما يكلف الامر ولن تدفع التكلفة وحدك.. ما كان ذلم يتم بذاك الشكل لولا انه بدون طابور حامس لا يمكن هزيمة الجماعات بسهولة فكان الطابور الخامس – رغم عدم دقة المقاربة – كان الطابور ضد ابناء الهوسا عموما هم ابناء الهوسا المنضوين تحت لواء المؤتمر الوطني منذ اوقات مبكرة ولم تنجح المفاصلة في تغيير ولاءهم رغم ما قد يبدو ويشير عكس ذلك هؤلاء كانو المسامار الحقيقي في تثبيت اركان المؤامرة وقد يسأل سائل لماذا .؟؟ الامر ببساطة هو عدم رضاهم المعلن والمعروف بتصريحاتهم عن عدم رضاهم عن الامير الحالي وان سألتهم لا تستطيع ان تجد جوابا اصلا ناهيك من ان يكون مقنعا اولا.. وهكذا تمت المؤامرة وكادت ان تءدي لازهاق ارواح مخدوعة وبريئة لولا لطف الله الذي نسأل ان يعم جميع السودان ويتوقف نزيف بقية المناطق.. وقد انتهى الامر بتدخل قوات الامن والشرطة واجرت اللازم الذي لابد منه .. من ناحية الهدندوة فالامر لم يختلف فسرعان ما انتبهوا الى انخداعهم لغير مبرر ومجاولة هدم تعايش يقدرع البعض ب 150 والبعض الآخر حتى اكثر من 300 عام.. كل له سنده .. لم يكن رد فعل الهدندوة مجرد الوعي بالمؤامرة والتصالح الفوري في اقل من 24 ساعة مع اخوانهم الهوسا بل وصل الامر الى ما اقلق الهوسا انفسهم اذ كان بعض الغاضبين يريدون حتى مد يدهم الى العمدة لولا لطف الله مرة اخري وذلك غضبا واسفا على قرب نشوب فتنة لا يبنغي ان تقوم.. اعجبني مقدرة الطرفين على سرعة احتواء التوتر وذلك ليس بغريب فالغريب هو ان يكون التوتر والذي لا يستفيد منه الا الجهات التي حاولت زرع الفتنة بين الهدندوة والبني عامر مرارا وتكرارا ودائما لا يحالفها الحظ رغم اختلاف بعض الناس معي .. فالمحاولات التي جرت في الشرق بين الهدندوة والبني عامر لو كانت في مكان آخر لما تبقى غير الارض المحروقة والجهات معروفة لراعي الضأن فالخلاء (من الآخر الحكومة المركزية) فهاهو حصاد مكرهم وضيق افقهم يفتك بانسان دارفور بعد ان فتك بالجنوب والوطن الكبير وهاهو يفنك بعزل واطفال ونساء جبال النوبة كمجرد امثلة .. وفي الختام اتمنى من العقول الحكيمة ان تمون حاضرة وواعية بكل المؤامرات ولا ادري ما الذي يستحق ان تزهق دونه روح واحدة.. في هذه الدنيا الفانية .. ارض ام مال ام سلطة .. لا شيء يستحق طالما ان هدم الكعبة ودك السماوات والارض اهون عند الله من اراقة دم نفس مؤمنة واحدة..
    وخالص الشكر للحكماء من كل الجوانب والاطراف
    {………………}

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..